مقتل أبو أنس الشامي ضربة قوية لجماعة الزرقاوي

مقتل أبو أنس الشامي ضربة قوية لجماعة الزرقاوي
مقتل أبو أنس الشامي ضربة قوية لجماعة الزرقاوي

غزة-دنيا الوطن

قالت مصادر مقربة من جماعة «التوحيد والجهاد» ان ابو مصعب الزرقاوي يقود مجموعة من بضعة آلاف في العراق وان غالبية عناصر هذه المجموعات غير معروفة للأجهزة الامنية الاميركية والعراقية على حد سواء في مقدمتهم مساعده عمر يوسف جمعة الملقب بـ «ابو انس الشامي» الذي قتل بصاروخ اميركي في بغداد. وتحدثت هذه المصادر خلال تقبل العزاء بـ «أبو انس الشامي» الذي حوّله اهله في الاردن الى عرس شعبي. وأوضحت المصادر ان «أبو انس الشامي» غير معروف للأجهزة الامنية الاردنية وغير مطلوب لها الامر الذي يؤكد ان غالبية عناصر «جيش الزرقاوي» تعمل تحت الارض وغير مكشوفة للأجهزة الامنية الأميركية. وكان نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان اعلن وجود اكثر من 5000 متطوع عربي في العراق يعتقد انهم من «جماعة التوحيد والجهاد». وقال محمد ابو رومان وهو باحث متخصص في شؤون الحركات الاسلامية ان الشامي لم يكن معروفاً للأميركيين في العراق الا قبل اشهر قليلة.. موضحاً ان مقتله على أيدي القوات الاميركية شكل ضربة قوية لـ «ابو مصعب الزرقاوي» رئيس جماعة التوحيد والجهاد التي نشطت في العراق. وأوضح أبو رمان لـ «الشرق الاوسط» ان الشامي كان ينتمي اثناء وجوده في الاردن الى التيار السلفي كما كان على علاقة وثيقة مع رئيس جماعة «بيعة الإمام» عصام البرقاوي المعروف بـ«أبو محمد المقدسي» قبل ان يتوجه الى العراق بعد اشهر قليلة من سقوط نظام صدام حسين ويلتقي بالزرقاوي، مشيراً الى ان الشامي لم يكن قائداً ميدانياً ولم يسبق له ان تدرب على استخدام السلاح قبل ذهابه للعراق. وقد ورد اسم عمر يوسف جمعة في قضية المتهم بلال منصور محمود الحياري التي بدأت محكمة أمن الدولة الاردنية النظر فيها بداية الشهر الجاري والتي وجهت خلالها للمتهم الاردني تهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية وجمع تبرعات لحساب تنظيم القاعدة. وأوردت لائحة الاتهام أن عمر يوسف جمعة (أبو انس الشامي) عرض على المتهم الحياري السفر الى العراق في آذار (مارس) من عام 2003 للمشاركة في القتال ضد القوات الاميركية. وخلافاً لذلك فإن السجل الامني لـ «ابو انس الشامي» لدى الاجهزة الامنية الاردنية نظيف تماماً حيث لم يرد اسمه في أي قضية ارهابية رغم علاقته القديمة الوثيقة مع زعيم جماعة «بيعة الامام» عصام البرقاوي المعروفة بإسم «ابو محمد المقدسي» الموقوف حالياً لدى محكمة أمن الدولة الاردنية. ورغم ان الذين أمّوا «بيت العزاء» الذي اقيم في ضاحية الحاج حسن شرق العاصمة الاردنية كان عددهم كبيرا الا ان الاجهزة الامنية الاردنية لم يكن لها أي تواجد في المنطقة ولم تعترض طريق احد. وكان لافتا حضور نواب وشخصيات سياسية ونقابية ورجال دين الى منزل أهل أبو أنس الشامي لتقديم العزاء. وكان والده يوسف جمعة يستقبل المعزين مع اشقائه الثلاثة مرحباً بهم فيما كان أصدقاؤه يوزعون الحلوى ويتقبلون التهاني. وقال والده «ان ابني كان يطلب الشهادة دائماً»، مضيفا «ان الفرح الغامر شمل كافة افراد اسرته باستشهاده». وحول جثة «ابو انس الشامي» هل وصلت الى الاردن ام تم دفنها في العراق، قال والده انه لا يعرف اين جثة ابنه حالياً إلا انه توقع ان تكون قد دفنت وفقاً لتعاليم الاسلام بدفن الشخص فورا. من جانبه، قال النائب عن الحركة الاسلامية عن الدائرة الثانية في عمان تيسير الفتياني الذي شارك في العزاء ان اعداداً كبيرة من الناس قد حضرت بيت العزاء وقال انه لم يكن يعرف أبو انس الشامي سابقاً. وأوضح الفتياني انه كان ومجموعة من اهالي المنطقة يحضرون عرساً وفي طريق العودة قيل لهم ان هناك بيت عزاء فذهبوا اليه من دون ان يعلموا شيئاً، ولكنهم عرفوا انه عزاء عمر يوسف جمعة وأعرب الفتياني عن أمله «في ان يكون الله قد تقبله شهيداً». أما رئيس جمعية الكتاب والسنة التي كان ينتمي إليها «ابو انس الشامي» فقد وصفه بانه «رجل تقي ورع كما كان حليماً كريماً وكان يثقف المسلمين». وقال رئيس الجمعية الشيخ زايد ابراهيم ان «ابو انس الشامي» كان عضواً فاعلاً في الجمعية وهي جمعية ثقافية متخصصة بالعلوم الشرعية حيث عمل مديراً لمركز الامام البخاري في ماركا.

وقد ولد «أبو انس الشامي» في عمان عام 1969 وينتمي الى اسرة فلسطينية في منطقة طولكرم فيما تخرج من الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة المتخصصة بالعلوم الشرعية عام 1990 . وأوضح رئيس الجمعية ان «ابو انس الشامي» قدم استقالته من الجمعية عام 2002 إلا انه جاء ليودعنا بعد سقوط نظام صدام حسين بنحو شهر. وأشار الى ان الشامي تم توقيفه من قبل الاجهزة الامنية الاردنية لعدة ايام العام الماضي إلا انها اطلقت سراحه. وأضاف ان الزرقاوي كان على ما يبدو بحاجة ماسة الى شخصية على معرفة فقهية واسعة مثل الشامي نظراً لأن تياره ظل يفتقر دائماً الى منظرين فقهيين. وقد تبوأ «ابو انس الشامي» منصب المفتي الشرعي لجماعة التوحيد والجهاد.. وهو المسؤول الثاني في هذه الجماعة التي يقودها احمد الخلايلة «ابو مصعب الزرقاوي».

*الشرق الاوسط

التعليقات