الفضائيات العراقية نموذج غير مألوف للإفراط في التعددية
الفضائيات العراقية نموذج غير مألوف للإفراط في التعددية
غزة-دنيا الوطن
تتنوع الفضائيات في العراق، وكذلك الجهات التي تمولها، ولكنها اصبحت من الكثرة بحيث يخشى ان يكون لكل عراقي فضائية خاصة به. وحديثا بدأ بث برامج «الشرقية» و«الديار» بعد مجموعة من القنوات العراقية الاخرى مثل «العراقية» و«الحرية» و«آشور»، الى جانب «النهرين» و«الفرات» و«الفيحاء» و«الانوار» و«المشرق» و«السومرية» التي تستعد هي الاخرى لنشر برامجها عبر الفضاء الخارجي. ولئن كانت هذه الفضائيات تعد نموذجا غير مألوف للتعددية في الثقافة العراقية، فان كثرتها تعكس نموذجا من الافراط غير مألوف هو الآخر.
ولكن ما هي تطلعات تلك القنوات وما هي آليات عملها وهل هناك بين من تمكن من الحصول على رضا المشاهد العراقي؟ قناة النهرين على سبيل المثال بدأت اولى رحلاتها في الاختبار منذ اكثر من ستة اشهر وتنقلت بين اكثر من مكان واعلمتنا مصادرنا الخاصة بأن مجموعة «اوراسكوم» المصرية مالك شركة «عراقنا» للهاتف النقال هي الممول لهذه القناة التي بدأت ببثها التجريبي لمدة خمس ساعات يوميا كمحطة ارضية. ويقول احد المسؤولين في هذه المحطة والذي رافق تفاصيل عملها منذ اول لحظة: «ان البث التجريبي بدأ في السادس من سبتمبر (ايلول) الجاري على امل ان يتحول البث الى بث فضائي نهاية الشهر. ويؤكد المسؤول ان الكادر المصري العامل في هذه القناة يرفض مشاركة العراقيين في اتخاذ القرار المناسب لاي عمل يخص القناة، ويؤكد ان صناعة هذه القناة جاء من مبيعات شبكة عراقنا للهاتف النقال، وهذه الارباح صنعت قناة جديدة اسمها «النهرين». وعما اذا كان هذا الكم من الفضائيات في صالح الاعلام داخل العراق، وهل سيستطيع المواطن العراقي اختيار ما يناسبه منها، قال المسؤول في قناة «النهرين» والذي رفض ذكر اسمه: «اعتقد ان الفضائيات المتعددة ستمنح فرصة لتعدد الاراء، والجانب الايجابي فيها هي ان المواطن سيحصل على كم هائل من المعلومات. وعلينا ان نقر بعدم وجود اعلام حر، فكل وسيلة اعلامية لا بد من ان تحمل رسالة معينة توجهها الى العالم، اذ لا يوجد اعلام محايد فأغلب المحطات التلفزيونية والاذاعية تكون موجهة من قبل احزاب او اطراف لها مصالح اقتصادية او سياسية او اهداف ستراتيجية، وهذا الحال هو ما يحصل في العراق من دون ان نستثني احدا، ولكي يكون الاعلام محايدا عليه ان يعبر عن معاناة الشعب وان يكون ذا مصداقية كبيرة والا يكون بوجه دعائي او اعلاني ليستطيع ايصال الاهداف الى الشعب. وفي رحلتنا مع الفضائيات وصلنا الى «السومرية» لنلتقي بمديرها الفنان جاسم اللامي والحاصل على عدة جوائز عربية وعالمية في التصميم والتقنيات. يقول اللامي عن فضائيته التي تشترك بالعمل فيها مجموعة من الفنانين والمتخصصين الشباب: لقد تم اختيار اسم «السومرية» ابتداء لانها تمثل حضارة العراق، تمثل الارض والتربة والنخلة والمرأة العراقية. انها حضارة الحرف الاول الذي انطلق الى كل العالم، واهداف هذه القناة فنية ثقافية ترفيهية بعيدا عن السياسة وما يتبعها من مصطلحات. هي قناة حرة غير مرتبطة بأي اتجاه او مذهب وغايتها عرض اخر النتاجات الفنية والثقافية المحلية والعربية والعالمية. وضمن منهاجها ايضا عرض اعلانات متنوعة أي انها ستخصص مساحة مهمة للاعلان ويكون عرضها بطريقة تشويقية جديدة. ومن مهام هذه القناة ايضا والتي تقوم بالتعاون مع جهات لبنانية انتاج المسلسلات والمنوعات. حيث تم انتاج سهرات بصرية لفرقة الخشابة وهذا الانتاج سيفتح نافذة على الفلكلور العراقي في كل منطقة مناطق العراق. وهناك ثلاثة مسلسلات تقوم هذه القناة بإنتاجها حاليا بشكل كوميدي ساحر، وتتحدث عن الاوضاع الاخيرة في العراق وهي من اخراج جلال كامل وتأليف حسين النجار ومسلسل سلطات السلطات من اخراج اركان جهاد وتأليف محمد قاسم ومسلسل «حنفشة» وهو كاميرا خفية تأليف فلاح ابراهيم واخراج اكرم كامل. وسيطرح الكاميرا الخفية بصيغة فريدة وجديدة خلافا ما تقدم من كاميرات خفية وهذه الاعمال شارك فيها الكثير من فناني وفنانات العراق والكوادر الاخرى المتميزة على صعيد التصوير والاضاءة والادارة الفنية. واضاف اللامي بأن البث سيبدأ بأطلاق «اللوغو» في الفضاء ثم البث التجريبي في 27 / 9 / 2004 وسيكون الافتتاح بخمس ساعات مكررة لتصبح بعد ذلك عشر ساعات وسيبدأ البث الاعتيادي مع بداية شهر رمضان اضافة الى محطة اذاعية ستبدأ بالعمل قريبا مع بداية الفضائية برامج هذه القناة منتقاة حسبما يقول اللامي لان السومرية هي قناة عربية 100 % وسيتم الاعتماد على الانتاج العربي والمنتوج العراقي وتشجيعها حاليا. وقد لاحظنا في السومرية الفضائية اعتمادهم على صناعة نجوم جدد من المذيعين وهذا ما لم تعتمده فضائيات اخرى التي استعادت نجوم التلفزيون كواجهة اولى لبثها الفضائي. وتعتمد شعار «نبطئ كي لا نخطئ». وقال اللامي «قمت من خلال هذه السومرية بالاتصال بكل الشركات المنتجة للدراما والمنوعات العراقية لتكون المحطة منفذا لعرض نتاجاتها وتم اختيار اعمال مهمة من المنتج العراقي مثل مناوي باشا». في فضائية «الرشيد» توقفنا عند اعتذارات كثيرة للحديث عنها، وهي ستبدأ كما قال احد المسؤولين فيها مع بداية العام الجديد أي بعد الانتخابات وعلمنا ان الكثير من كوادرها في مجال التقديم غادرها لاسباب كثيرة على الرغم من الامكانيات المادية والتقنية التي عرفها الجميع في هذه الفضائية والتي سترافقها اذاعة ايضا.
*الشرق الاوسط
غزة-دنيا الوطن
تتنوع الفضائيات في العراق، وكذلك الجهات التي تمولها، ولكنها اصبحت من الكثرة بحيث يخشى ان يكون لكل عراقي فضائية خاصة به. وحديثا بدأ بث برامج «الشرقية» و«الديار» بعد مجموعة من القنوات العراقية الاخرى مثل «العراقية» و«الحرية» و«آشور»، الى جانب «النهرين» و«الفرات» و«الفيحاء» و«الانوار» و«المشرق» و«السومرية» التي تستعد هي الاخرى لنشر برامجها عبر الفضاء الخارجي. ولئن كانت هذه الفضائيات تعد نموذجا غير مألوف للتعددية في الثقافة العراقية، فان كثرتها تعكس نموذجا من الافراط غير مألوف هو الآخر.
ولكن ما هي تطلعات تلك القنوات وما هي آليات عملها وهل هناك بين من تمكن من الحصول على رضا المشاهد العراقي؟ قناة النهرين على سبيل المثال بدأت اولى رحلاتها في الاختبار منذ اكثر من ستة اشهر وتنقلت بين اكثر من مكان واعلمتنا مصادرنا الخاصة بأن مجموعة «اوراسكوم» المصرية مالك شركة «عراقنا» للهاتف النقال هي الممول لهذه القناة التي بدأت ببثها التجريبي لمدة خمس ساعات يوميا كمحطة ارضية. ويقول احد المسؤولين في هذه المحطة والذي رافق تفاصيل عملها منذ اول لحظة: «ان البث التجريبي بدأ في السادس من سبتمبر (ايلول) الجاري على امل ان يتحول البث الى بث فضائي نهاية الشهر. ويؤكد المسؤول ان الكادر المصري العامل في هذه القناة يرفض مشاركة العراقيين في اتخاذ القرار المناسب لاي عمل يخص القناة، ويؤكد ان صناعة هذه القناة جاء من مبيعات شبكة عراقنا للهاتف النقال، وهذه الارباح صنعت قناة جديدة اسمها «النهرين». وعما اذا كان هذا الكم من الفضائيات في صالح الاعلام داخل العراق، وهل سيستطيع المواطن العراقي اختيار ما يناسبه منها، قال المسؤول في قناة «النهرين» والذي رفض ذكر اسمه: «اعتقد ان الفضائيات المتعددة ستمنح فرصة لتعدد الاراء، والجانب الايجابي فيها هي ان المواطن سيحصل على كم هائل من المعلومات. وعلينا ان نقر بعدم وجود اعلام حر، فكل وسيلة اعلامية لا بد من ان تحمل رسالة معينة توجهها الى العالم، اذ لا يوجد اعلام محايد فأغلب المحطات التلفزيونية والاذاعية تكون موجهة من قبل احزاب او اطراف لها مصالح اقتصادية او سياسية او اهداف ستراتيجية، وهذا الحال هو ما يحصل في العراق من دون ان نستثني احدا، ولكي يكون الاعلام محايدا عليه ان يعبر عن معاناة الشعب وان يكون ذا مصداقية كبيرة والا يكون بوجه دعائي او اعلاني ليستطيع ايصال الاهداف الى الشعب. وفي رحلتنا مع الفضائيات وصلنا الى «السومرية» لنلتقي بمديرها الفنان جاسم اللامي والحاصل على عدة جوائز عربية وعالمية في التصميم والتقنيات. يقول اللامي عن فضائيته التي تشترك بالعمل فيها مجموعة من الفنانين والمتخصصين الشباب: لقد تم اختيار اسم «السومرية» ابتداء لانها تمثل حضارة العراق، تمثل الارض والتربة والنخلة والمرأة العراقية. انها حضارة الحرف الاول الذي انطلق الى كل العالم، واهداف هذه القناة فنية ثقافية ترفيهية بعيدا عن السياسة وما يتبعها من مصطلحات. هي قناة حرة غير مرتبطة بأي اتجاه او مذهب وغايتها عرض اخر النتاجات الفنية والثقافية المحلية والعربية والعالمية. وضمن منهاجها ايضا عرض اعلانات متنوعة أي انها ستخصص مساحة مهمة للاعلان ويكون عرضها بطريقة تشويقية جديدة. ومن مهام هذه القناة ايضا والتي تقوم بالتعاون مع جهات لبنانية انتاج المسلسلات والمنوعات. حيث تم انتاج سهرات بصرية لفرقة الخشابة وهذا الانتاج سيفتح نافذة على الفلكلور العراقي في كل منطقة مناطق العراق. وهناك ثلاثة مسلسلات تقوم هذه القناة بإنتاجها حاليا بشكل كوميدي ساحر، وتتحدث عن الاوضاع الاخيرة في العراق وهي من اخراج جلال كامل وتأليف حسين النجار ومسلسل سلطات السلطات من اخراج اركان جهاد وتأليف محمد قاسم ومسلسل «حنفشة» وهو كاميرا خفية تأليف فلاح ابراهيم واخراج اكرم كامل. وسيطرح الكاميرا الخفية بصيغة فريدة وجديدة خلافا ما تقدم من كاميرات خفية وهذه الاعمال شارك فيها الكثير من فناني وفنانات العراق والكوادر الاخرى المتميزة على صعيد التصوير والاضاءة والادارة الفنية. واضاف اللامي بأن البث سيبدأ بأطلاق «اللوغو» في الفضاء ثم البث التجريبي في 27 / 9 / 2004 وسيكون الافتتاح بخمس ساعات مكررة لتصبح بعد ذلك عشر ساعات وسيبدأ البث الاعتيادي مع بداية شهر رمضان اضافة الى محطة اذاعية ستبدأ بالعمل قريبا مع بداية الفضائية برامج هذه القناة منتقاة حسبما يقول اللامي لان السومرية هي قناة عربية 100 % وسيتم الاعتماد على الانتاج العربي والمنتوج العراقي وتشجيعها حاليا. وقد لاحظنا في السومرية الفضائية اعتمادهم على صناعة نجوم جدد من المذيعين وهذا ما لم تعتمده فضائيات اخرى التي استعادت نجوم التلفزيون كواجهة اولى لبثها الفضائي. وتعتمد شعار «نبطئ كي لا نخطئ». وقال اللامي «قمت من خلال هذه السومرية بالاتصال بكل الشركات المنتجة للدراما والمنوعات العراقية لتكون المحطة منفذا لعرض نتاجاتها وتم اختيار اعمال مهمة من المنتج العراقي مثل مناوي باشا». في فضائية «الرشيد» توقفنا عند اعتذارات كثيرة للحديث عنها، وهي ستبدأ كما قال احد المسؤولين فيها مع بداية العام الجديد أي بعد الانتخابات وعلمنا ان الكثير من كوادرها في مجال التقديم غادرها لاسباب كثيرة على الرغم من الامكانيات المادية والتقنية التي عرفها الجميع في هذه الفضائية والتي سترافقها اذاعة ايضا.
*الشرق الاوسط
التعليقات