تفاصيل عملية تجسس إسرائيل على أمريكا

تفاصيل عملية تجسس إسرائيل على أمريكا

غزة-دنيا الوطن

لعبت الصدفة دورا كبيرا في الكشف عن فضيحة التجسس المتهم فيها موظف في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" حيث كان عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي "FBI" يتعقبون في البداية المستشار السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن "ناؤور غيلون" الذي قادهم بالمصادفة إلى خلال تعقبه إلى لاري فرانكلين الموظف الأمريكي المتهم بالتجسس وذلك وفقا لمعلومات كشفتها صحيفة "نيوزويك" الأمريكية.

ومن جانبها أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من جانبها في عدد الصادر اليوم الاثنين 30-8-2004م إلى أن فرانكلين بدأ يتعاون مع FBI قبل أسابيع عدة، موضحة أنه كان مستعدًا لمساعدة المحققين على تعقبه في إجراء لقاءات إضافية مع الأشخاص الذي يتصل بهم. لكن نشر القضية في شبكة "سي. بي. إس" الأمريكية أحبط التحقيق السري.

من ناحيتها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم إن مداولات كانت تجري بشأن عودة ناؤور غليون الذي يتواجد هذه الأيام في إسرائيل إلى واشنطن، وتقررت عودة غليون أخيرا لكي تحصل السلطات الأمريكية على إفاداته بخصوص القضية التي تشغل الرأي العام الأمريكي.

وتشتبه "FBI" في حصول القسم السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن على معلومات مهمة من موظف "البنتاغون" تتعلق بمحاولات إيران إنتاج أسلحة نووية. وكانت"FBI" –بحسب التقارير الأمريكية- تتعقب المستشار السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ناؤور غيلون وأحد أعضاء اللوبي اليهودي المساند لإسرائيل، "إيباك"، خلال تناولهما لطعام الغداء معًا.

وفجأة توجه إلى الطاولة التي كانا يجلسان حولها، لاري فرانكلين، الذي تحوّل على الفور إلى هدف للـ"FBI". وتبين خلال تعقب فرانكلين أنه حاول نقل وثيقة سرية لأحد الشخصين اللذين تناول معهما وجبة الغداء في اليوم نفسه. ورفض هذا الشخص تسلم الوثيقة، وطلب من فرانكلين أن يوضح له فحواها شفهيًا.

فرانكلين لم يعتقل حتى الآن!!

وفيما لم يتم اعتقال فرانكلين حتى الآن، يعتقد مراقبون أن القضية برمتها ستجد طريقها إلى التجاهل الأمريكي الرسمي. وفي هذا الصدد قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه "ليس من الواضح أن فرانكلين خرق القانون بأفعاله. وقالت تقارير صحفية أمريكية إن المحققين يشككون بالقضية برمتها.

وأضافت التقارير ذاتها التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المحققين لا يفهمون دور أعضاء اللوبي اليهودي المساند لإسرائيل "إيباك" في كل هذه القضية، كما أنهم لا يستطيعون تقدير ما إذا كانت إسرائيل قد تعاملت مع القضية كعملية استخبارية رسمية أو علاقة عابرة مع فرانكلين. وتجدر الإشارة إلى أن "إيباك" سارعت إلى نفي تقديمها أي مساعدة لفرانكلين، واصفة الأحاديث الدائرة بهذا الشأن انها "مضحكة".

وكان مسؤول أمريكي قال أول أمس السبت إن السلطات الأمريكية تحقق في احتمال وجود جاسوس يتولى منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الأمريكية كان ينقل معلومات سرية إلى إسرائيل من البيت الأبيض حول إيران بمساعدة مجموعة ضغط موالية لإسرائيل في واشنطن.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن الشخص المشبوه يعمل مع مساعد وزير الدفاع دوغلاس فيث الرجل الثالث في البنتاغون بعد الوزير دونالد رامسفلد ومساعده بول وولفوفيتز.

المال ليس هدفا للجاسوس

وأضاف المسئول أن "FBI" تعتقد أن هذا الجاسوس لم يكن يعمل من أجل المال بل لقناعته بضرورة دعم الدولة العبرية. وتابع أن المعلومات السرية كانت تنقل إلى إسرائيل بواسطة مجموعة ضغط مؤيدة لها في واشنطن هي "لجنة العمل السياسي الأمريكية الإسرائيلية" (ايباك)، ولم يعتقل حتى الآن أي شخص في إطار هذه القضية.

من جهته أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان الذي كان السبت برفقة الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال جولة له في ولاية اوهايو"في كل مرة يصدر ادعاء من هذا النوع فهذا يعني أنه موضوع جدي" إلا أنه رفض إعطاء إيضاحات إضافية معتبرا أن الأمر من اختصاص وزارة العدل.

التعليقات