عمار حسن نجم سوبر ستار.. والبحث عن انتصار فلسطيني من نوع آخر

عمار حسن نجم سوبر ستار.. والبحث عن انتصار فلسطيني من نوع آخر

غزة-دنيا الوطن

بكت اعتدال حسن (46 عاما) كثيرا حينما اعلن منظمو برنامج سوبر ستار ليلة امس الاول، تأهـــــل ابنها عمار الي المنافسة النهائية علي لقب سوبر ســتار العرب بين المغنين الناشئين الذي ينظمه تلفزيون المستقبل اللبناني ويبثه عبر محطتيه الارضية والفضائية.

وفي منزل اسرة عمار في قرية سلفيت التي تقع بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية احتشد افراد الاسرة وجيرانهم وعدد كبير من اهالي القرية، ليتابعوا نتيجة التصويت ليلة امس الاول.

الام اعتدال قالت لوكالة فرانس برس كان قلبي يخفق قبل التصويت، ولم اشعر بزحمة المنزل.. وعندما اعلنت النتيجة لم اجد سوي الدموع للتعبير عما في داخلي .

واضافت وصول عمار الي هذه المرحلة شرف لي ولاولادي وللشعب الفلسطيني كله .

وما ان اعلن عن وصول عمار الي المنافسة النهائية مع الليبي ايمن الاعسر حتي خرج العشرات من اهالي قرية سلفيت فرحين الي الشوارع للاحتفال.

وعمار حسن هو الابن الاكبر لاسرة مكونة من ستة اولاد، وكان سافر من قريته سلفيت الي دبي قبل ثلاث سنوات بعد ان تخرج من جامعة النجاح الوطنية.

وشبه سكان من قرية سلفيت حال القرية لحظة الاعلان عن النتيجة بحالة منع التجول التي يفرضها الجيش الاسرائيلي علي القرية .

وقال الشاب احمد السلفيتي (22 عاما) لم يكن هناك احد في الشوارع لحظة الاعلان عن النتيجة، الكل لزم منزله امام التلفاز، وكان وضع القرية بالفعل مثل حالة منع التجول، لكن بدون جيش .

وخرج العشرات من اهالي القرية في مسيرة، غير سياسية هذه المرة، للتعبير عن فرحهم بوصول ابن القرية الي هذه المرحلة المتقدمة من المسابقة الفنية الكبيرة. وارتفعت صور عمار الي جانب صور اخري منتشرة في القرية لمعتقلين فلسطينيين وصور لشبان استشهدوا خلال المواجهات مع الجيش الاسرائيلي.

وتمتاز قرية سلفيت الجبلية التي تقع في وسط الضفة الغربية ويقدر عدد سكانها بـ 15 الف نسمة بكثرة الزجالين الشعبيين وهذا ما قد يفسر وصول ابنها عمار الي هذه المرحلة المتقدمة من الغناء.

ولم يكن هذا حال قرية سلفيت وحدها بانتظار نتيجة التصويت. ففي مدينة رام الله احتشد المئات في قاعة مسرح القصبة لمتابعة النتيجة، وبسبب ازدياد الحضور الراغبين في المتابعة اكتظت قاعة المسرح باكرا الامر الذي اضطر الادارة الي اقفال الباب الرئيسي عند الساعة السابعة مساء.

وما ان اعلنت النتيجة، حتي تدافع الحضور الي الخارج وهم يهللون فرحا بعمار.

وينظر الفلسطينيون باعتزاز الي وصول عمار الي هذه المرحلة المتقدمة ويرون فيه انتصارا غير مسبوق لفلسطين.

ونشط شبان وفتيات في حث رفاقهم علي التصويت لصالح عمار طوال اليومين الماضيين عبر الهاتف الخليوي بصورة خاصة، فيما ساهمت شركة جوال الفلسطينية في التصويت من خلال تخفيض سعر الرسالة وشجعت الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية وغزة من خلال الاعلانات في الصحف علي التصويت لعمار.

وبرأي الصحافي والناقد الفني يوسف الشايب فان الفلسطينيين ينظرون الي نجاح عمار علي أنه انتصار كبير لانهم متعطشون اصلا الي اي انتصار في زمن الهزائم .

ويقول الشايب لوحظ علي عمار من قبل المتخصصين ومنهم الفنان الياس الرحباني، انه جاد باستمرار.. وباعتقادي ان هذا الامر اسهم في ازدياد شعبيته بين الفلسطينيين لانه قدم صورة الفلسطيني الملتزم .

واضاف الشايب وهذا اصلا ما قاله عمار نفسه للجنة الحكم عندما اعلن امامها انه لا يستطيع تفادي نبرة الحزن في صوته فيما شعبه يعاني يوميا من القتل والهدم والدمار .

والشيء المهم الذي يراه الشايب في نجاح عمار، هو ايصال فكرة ان الشعب الفلسطيني لا ينغمس في السياسة فقط بل انه قادر ايضا علي ان ينافس في الغناء والفن.. وقادر ان يعيش ويقدم فنه الخاص لان شعبا بدون فن هو شعب ميت .

التعليقات