خط مصري ساخن لحل مشاكل الزواج والجنس

خط مصري ساخن لحل مشاكل الزواج والجنس

غزة-دنيا الوطن

أكد المحامي هشام عباس أن خدمة الخط الساخن الذي انشئته الجمعية المصرية لرعاية المحامين وأسرهم تعامل مع أرقام كبيرة من الحالات، فخلال شهر يونيو/حزيران تم التعامل مع 4823 حالة، وتهدف هذه الخدمة إلى تلقي شكاوى ومشاكل الأسر المصرية والعربية من محدودي الدخل لحلها بالطرق الودية من خلال مجموعة من الأخصائيين الاجتماعيين والقانونيين وعلماء النفس، وقد اطلق عليها اسم "خط القضاء على هموم الأسرة المصرية والعربية".

ولا تقتصر خدمات الخط الساخن على محدودي الدخل فقط بل تتعداه إلى الصم والبكم أيضا ممن يواجهون مشاكل وصعاب في حياتهم، والخدمة في حد ذاتها كانت مثارا للجدل والإعجاب في وقت واحد خاصة أنها تقدم مجانا للجميع.

وحول دوافع انشاء هذه الخدمة قال عباس الذي يرأس الجمعية المصرية لرعاية أسر المحامين والمسؤول الأول عن إقامة الخط الساخن "لقد ازدادت هموم الأسرة المصرية بشكل كبير في وقتنا الحالي إثر الضغوط المتزايدة عليها اجتماعيا واقتصاديا بصورة متوالية، وعلى الرغم من أن هناك بعض الشركات الخاصة قد قدمت مشروعات مماثلة، إلا أنها قدمتها بشكل ربحي مادي بحت لم يستفد منها الكثيرون لأن من يملك حق دفع المال نظير هذه الخدمات ففي الغالب سيكون لديه محام خاص يتولى حل مشاكله".

وأوضح عباس أن الخط الساخن قدم العديد من اقتراحات لمشاريع قوانين هامة لمجلس الشعب للبت في إصدارها على اثر حجم ونوعية المشاكل التي واجهناها من خلال الخط الساخن ومن أهمها قانون الجنسية للأم المصرية المتزوجة من غير مصري.

حالات ومواقف غريبة

يحوي العديد منها على الغرائب "مثل قصة فتاة لم تتجاوز سن الـ 24 عاما توفى والدها وتعيش مع والدتها، لكن والدتها لا تقوم بدورها لرعاية ابنتها وشؤونها، البنت اتصلت بنا تشكو الفراغ والوحدة وتفكر في الانتحار، لأنها بلا ناصح لها في الحياة أو سند قوي لها فقد تزوجت 4 مرات عرفيا من زملاء لها بالجامعة لأنها تشكو من الوحدة ولم تشعر بالأمان في كل زيجاتها، وكل هذا والأم لا تعرف عنها شيئا!.

وأضاف عباس "قمنا بمحاولة للتقريب بين الأم والبنت بناء على معلومات معينة من البنت لكن بصراحة فشلنا في تقويم سلوك الأم تماما وكان عندها لا مبالاة غريبة تجاه البنت فاضطررنا لإلحاق البنت بأسرة بديلة تتوافر فيها شروط معينة تستطيع فيها إحدى السيدات اللاتي لم ينجبن أن تتولى رعايتها والقيام بدور الأم البديلة لحمايتها من الانحراف وتعويضها عن والدتها".

وتحدث عباس عن حالة طريفة لسيدة كبيرة في السن (92 عاما) تشتكي زوجها (96 عاما) موضحة أن له طبائع نسائية غريبة وتريد أن تنفصل عنه لأنها لم تعد تأمن على نفسها منه! أما أشد المواقف ألما والتي واجهت فريق الخط الساخن فقد تمثلت في إحدى حالات الخط الساخن فهي كانت تخص فتاة صغيرة في بداية العشرينات من عمرها اتصلت وهي ترتجف من الخوف قائلة: إن والدتها تجبرها على ممارسة البغاء مع الرجال التي تحضرهم لمنزلها بعد طلاقها من والدها.

وحينما تقاوم الابنة فإن الضرب والإهانة هما مصيرها والتهديد بالقتل إذا لم تنفذ أوامر أمها، وهنا لم يكن أمامنا إلا إبلاغ المباحث العامة للآداب للقبض على الأم بعد التأكد من صحة كلام الابنة حتى نستطيع أن نبعدها عن هذه الأم. واعتبرتها النيابة شاهد إثبات وهي حاليا تعالج في أحد المراكز التأهيلية المتخصصة لإعادتها كإنسانة صالحة للمجتمع لأن ممارسة الرذيلة لم تكن في دمها.

ويؤكد هشام عباس أن النساء هن الأكثر على الكلام والبوح والفضفضة لذلك تصل نسبة السيدات من إجمالي الحالات التي تصل للخط الساخن 75% مقابل 25% فقط للرجال.

مآسي الزواج العرفي

وتقول إحدى عضوات فريق العمل بالخط الساخن سوسن محمد السيد إنه من أهم المشاكل الاجتماعية التي تواجه فريق الخط الساخن تلك المتعلقة بالزواج العرفي، وقد طالبنا في اقتراح لنص قانون قدم لمجلس الشعب المصري بضرورة توثيق عقود الزواج العرفي حتى لا يضيع حق المرأة التي تعتبر الضحية الوحيدة هي وأبناءها في هذا الزواج، حيث تعتبر ورقة الزواج العربي ورقة ضد المرأة بكل المقاييس بداية من عدم أحقيتها في النفقة أو ميراث الزوج وصولا إلى قضايا إثبات النسب للأبناء.

وأعربت السيد عن أسفها لوجود إحصائية تقول إن بين كل 25 سيدة وقعن في فخ الزواج العرفي، اتجهت 17 منهن للإدمان أو العمل بالدعارة! وهي نسبة مخيفة إذا عرفنا أن أعداد الزواج العرفي في مصر في ازدياد كبير لعوامل كثيرة أهمها الحالة الاقتصادية المتردية والبطالة وقلة فرص الحصول على سكن، مما يوقع المرأة في براثن المتلاعبين بحقوقها.

وعن كيفية حل مثل هذه القضايا الشائكة وهل يتدخل فيها القضاء المصري لاحقا، تؤكد السيد أن تقديم النصائح والحلول الودية في أسلوب المصلحة هي محطتنا الأولى في حل هذه القضايا، أما لجوؤنا للمساعي القانونية فعندما تفشل كل السبل الودية لاحتواء الأزمة أو المشكلة من خلال الطرق السلمية واستغلال المعارف لتكوين جبهة للضغط على الزوج أو الزوجة مثلا للصلح والتي تعتمد على عقد جلسات صلح للطرفين ونبذل لذلك كل الجهد الممكن لأن الرجل الشرقي لا يقبل أبدا مهما كان مخطئا أن ترفع عليه زوجته قضية في المحكمة مهما كان وضعه الاجتماعي، مما يعرقل الحلول بعد ذلك والدليل على ذلك كم القضايا والاستئنافات في محاكم الأحوال الشخصية بلا حل ولسنوات طويلة لمجرد محاولة كل طرف إذلال الطرف الآخر. ولكن إذا تعثرت الأمور لا يكون أمامنا إلا رفع قضية لا يتحمل الطرف الشاكي فيها أي مقابل مادي وذلك عن طريق المحامين أعضاء الجمعية.

وأشارت السيد إلى أن سرية المكالمات تجعل الناس تتحدث بصراحة وبلا خجل "ولكن عندما يحتاج الأمر للتدخل القانوني نضطر لأن نعرف تفاصيل أكثر ونتحقق منها أيضا لضمان الجدية والحقيقة، حتى الصم والبكم يخصص لهم يوم السبت من كل أسبوع، حيث يحضرون لمقر الخط الساخن لشرح مشاكلهم ويستقبلهم أخصائي اجتماعي متخصص في لغة الإشارة للتعامل معهم. كما أن يوم الأربعاء مخصص لحضور السيدات فقط ممن يرغبن في الحضور شخصيا حتى تكون هناك حرية تامة في التعامل مع المشكلة".

عقدة الرجل الشرقي

أما طه سيد علي المتخصص أيضا في الرد على قضايا الخط الساخن وأحد أهم العاملين ضمن فريق عمل الخط الساخن فيوضح أن مشاكل الرجال تختلف نوعا ما عن مشاكل السيدات التي يتركز معظمها على مشاكل الحياة الزوجية وتفاصيلها، أما الرجل فيكون مشاكل عمله وكيفية الحصول على قوت يومه هي من أهم القضايا التي تثار يوميا مع متصلي الخط الساخن، وأكثر هذه المشاكل تعقيدا هي المشاكل التي تتعلق بقوانين الإيجار التي طرأ عليها الكثير من التعديلات التي جعلت المواطن في حيرة من أمره، كما كثرت أيضا المشاكل الخاصة بالشيكات المصرفية والتي يتعامل معظم التجار من خلالها الآن وتمس بشكل مباشر الكثير من القضايا الاقتصادية المعلقة بين الدائن والمدين، مما يهدد الكثيرين منهم بالحبس! وعلى مستوى الرجل العربي نجد قضايا كثيرة متعلقة بالإدمان وتبعاته الوخيمة.

ونوه علي إلى أن الرجل الشرقي مازالت عنده عقدة شخصية وموروثات تقليدية عن الحديث عن مشاكله الزوجية خاصة مسألة العجز الجنسي "فحتى عندما يتحدث عن مشاكله العائلية لا يتطرق أبدا لمشكلة العجز الجنسي مع أنها قد تكون السبب المباشر لكل ما يعانيه من مشاكل والتي تهدد حياته كلها بالانهيار! وهذا يوقعنا في حيرة كبيرة إلى أن نتأكد من الأسباب الحقيقة من خلال الزوجة ومن هنا نبدأ العلاج أي من طرفها، لأن الرجل الشرقي لا يعترف بذلك أبدا على اعتقاد راسخ منه أنها تمس رجولته ويأخذ الموضوع غالبا على كرامته".

التعليقات