الخطيب يروى سيرة يحيى عياش تلفزيونيا
الخطيب يروى سيرة يحيى عياش تلفزيونيا
غزة-دنيا الوطن
في رد فعل يؤكد مدى عبقرية يحيى عياش في إيجاد أساليب جديدة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتي تمثلت في العمليات الفدائية التفجيرية، لم يجد "موشيه شاحاك" وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بدا من القول "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عياش إلا بالمعجزة؛ فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدا لعملياته التخريبية".
وقد انتهى مؤخرا المخرج الفلسطيني المعروف من تصوير مسلسل تلفزيوني يحكي سيرة ذلك المهندس "الأسطورة" الذي أقض مضاجع الإسرائيليين لفترة طويلة لدرجة جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين يعلن بنفسه عن مقتل العياش مبديا بالقضاء على "العدو رقم واحد لإسرائيل".
وعند سؤال الخطيب عن ردة فعل زوجة يحيى لدى اطلاعها على سيناريو العمل قبل تصويره قال "لقد أبدت إعجابها الشديد بالسيناريو ولم يكن لديها أية ملاحظة لا بل تأثرت كثيرا، والأمر الهام بالنسبة لنا أن النص كان حقيقيا بالنسبة لها وكأنه مكتوب من قبل إنسان عايش الحالة وعرف المأساة في الأرض المحتلة جيدا".
ويضيف باسل الخطيب في حديثه لصحفية الثورة السورية "ومما قدم لنا عنصر الاستفادة مجموعة لقاءاتنا مع أشخاص كانوا يعرفون يحيى عياش فأخذنا انطباعات عنه منهم، كيف كان يفكر ويتصرف وفوجئنا أن وراء هذا الشخصية العبقرية هناك إنسان في منتهى التواضع والخجل والهدوء، وما استوقفنا هو الجانب الإنساني لديه وأردنا الحديث عنه في المسلسل".
بين الدرامي والتوثيقي
وحول المزج بين الدرامي والتوثيقي في هذا العمل يوضح الخطيب أن المشاهد التوثيقية في المسلسل قليلة ووجودها لا يكاد يذكر "فقد اعتمدنا في الدرجة الأولى على المشاهد الدرامية وعلى محاولة خلق صورة درامية توازي بزخمها وقوتها إلى حد ما الصورة الموجودة في الشارع الفلسطيني، وبالطبع مهما سعينا ستبقى الصورة التي نقدمها أفقر من الصورة الحقيقة لأنه لا يمكن لأي شيء أن يصل للمستوى التعبيري العميق الموجود في الشارع الفلسطيني".
وأكد الخطيب أن مسلسل "يحيى عياش" عبارة عن "محاولة اندفعنا إليه بحماس شديد ضمن إمكانيات إنتاجية متواضعة وإمكانيات لوجستية أكثر تواضعا مع ذلك يمكنني القول أننا أوصلنا رسالة ذات قيمة وحاولنا أن نشرح للعالم ما الفكرة التي تقود إنسانا ليستشهد ويضحي بحياته.. هذه الفكرة التي يرى بها العالم بعدا إرهابيا متناسين عشرات الحالات التاريخية سواء في العام الغربي أم حتى في آسيا، فالطيارون اليابانيون الانتحاريون (الكيميكازي) كان ينظر إليهم أنهم قمة النبل والعطاء ومثال للإنسان الذي يذهب ليستشهد من أجل أمته وقضيته، نحاول القول إن الأشخاص الذين يفجرون أنفسهم لا يفعلون ذلك لأنهم وصلوا إلى مرحلة من اليأس والإحباط، وإنما لأنهم على قناعة تامة أن هذا الخيار هو الأنبل لهم وهي خطوة للأمام يقومون بها لكي يعيش أبناؤهم وأحفادهم فيما بعد بكرامة وحرية".
شجاعة وطنية
ولا يخش الخطيب أن يواجه عمله صعوبات في التسويق بسبب نظرة الغرب التي "تعتبر البطل الاستشهادي إرهابيا"، وفي هذا السياق يشير المخرج الفلسطيني إلى أن القيام بهذا النوع من العمليات يعد مقاومة "هم بشر مدفوعون بحبهم لوطنهم وقضيتهم.. وهنا أسوق حادثة جرت في التاريخ الأمريكي المعاصر إنه عندما حدث الهجوم الياباني على بيرهاربر وقرر الأمريكيون أن يضربوا اليابانيين في عقر دارهم، وكان هذا الأمر مهمة شبه مستحيلة لهم لعدم توفر طائرات تقطع هذه المسافة كلها كان الخيار أن يقودوا طائراتهم على أن يفجر الطيار نفسه في أي موقع عسكري ياباني.. وبالتالي الفكرة موجودة لكن ازدواجية المعايير تجعلهم يرون المسألة على أنها شجاعة وطنية في مواقع وإرهاب في مواقع أخرى".
وحول كثرة الأعمال التي تدور حول القضية الفلسطينية مؤخرا قال الخطيب "دعنا لا نتساءل عن هذه الفورة الراهنة، ولكن ليكن السؤال لماذا لم نستطع خلال خمسين سنة أن نقدم أعمالا درامية سينمائية أو تلفزيونية تواكب القضية الفلسطينية بأبعادها الإنسانية الهائلة، لقد كان هناك تقصير وقسم كبير من الأعمال التي قدمت عن القضية الفلسطينية لم تكن على المستوى المطلوب لا بل ربما أساءت للقضية الفلسطينية أكثر من أنها قد خدمتها.
ويردف الخطيب "الآن بعد أن أتخم المشاهد بكل أنواع الدراما (تاريخي وكوميدي واجتماعي..) لم يعد هناك من مفر لكي تكسب الدراما مشروعية بقائها وقدرتها على التواصل مع الجمهور فلابد من الحديث عن الموضوعات التي تهمنا وبالدرجة الأولى القضية الفلسطينية فهي القضية الجوهرية الأولى لكل العرب، وأعتقد أنه لابد أن يكون هناك خطة مدروسة لنستطيع الإحاطة بأوسع قدر ممكن من جوانب هذه المأساة الإنسانية التي نحن أصحابها".
وعن الصعوبات المادية والفنية التي واجهت العمل قال المخرج نجل الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب "لم يكن هناك صعوبة وإنما استحالة في تأمين المستلزمات، لأنها غير متوفرة لدينا فعلى سبيل المثال كان من المستحيل توفير إمكانية تصوير ترسانة عسكرية إسرائيلية بكل وحشيتها وجبروتها. لذلك سعينا باتجاه حلول تعبيرية في بعض المشاهد وفي بعضها الآخر استخدمنا المؤثرات البصرية (غرافيك) لخلق صورة مقنعة".
ومن المتوقع عرض المسلسل خلال شهر رمضان المقبل، وتتوقع الأوساط الفنية أن يحظى باهتمام شديد، ونسبة إقبال ملحوظة، وأن يختطف الأنظار في الموسم الرمضاني الفني القادم، وقد كاتب زوجة باسل الخطيب الكاتبة ديانا جبور. وقام بدور يحيى عياش الممثل السوري سامر المصري، وزوجة عياش الممثلة مابنا نبواني، ووالد عياش الممثل تيسير إدريس ووالدته لورا أبو أسعد.
غزة-دنيا الوطن
في رد فعل يؤكد مدى عبقرية يحيى عياش في إيجاد أساليب جديدة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتي تمثلت في العمليات الفدائية التفجيرية، لم يجد "موشيه شاحاك" وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بدا من القول "لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عياش إلا بالمعجزة؛ فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لا تستطيع أن تضع حدا لعملياته التخريبية".
وقد انتهى مؤخرا المخرج الفلسطيني المعروف من تصوير مسلسل تلفزيوني يحكي سيرة ذلك المهندس "الأسطورة" الذي أقض مضاجع الإسرائيليين لفترة طويلة لدرجة جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين يعلن بنفسه عن مقتل العياش مبديا بالقضاء على "العدو رقم واحد لإسرائيل".
وعند سؤال الخطيب عن ردة فعل زوجة يحيى لدى اطلاعها على سيناريو العمل قبل تصويره قال "لقد أبدت إعجابها الشديد بالسيناريو ولم يكن لديها أية ملاحظة لا بل تأثرت كثيرا، والأمر الهام بالنسبة لنا أن النص كان حقيقيا بالنسبة لها وكأنه مكتوب من قبل إنسان عايش الحالة وعرف المأساة في الأرض المحتلة جيدا".
ويضيف باسل الخطيب في حديثه لصحفية الثورة السورية "ومما قدم لنا عنصر الاستفادة مجموعة لقاءاتنا مع أشخاص كانوا يعرفون يحيى عياش فأخذنا انطباعات عنه منهم، كيف كان يفكر ويتصرف وفوجئنا أن وراء هذا الشخصية العبقرية هناك إنسان في منتهى التواضع والخجل والهدوء، وما استوقفنا هو الجانب الإنساني لديه وأردنا الحديث عنه في المسلسل".
بين الدرامي والتوثيقي
وحول المزج بين الدرامي والتوثيقي في هذا العمل يوضح الخطيب أن المشاهد التوثيقية في المسلسل قليلة ووجودها لا يكاد يذكر "فقد اعتمدنا في الدرجة الأولى على المشاهد الدرامية وعلى محاولة خلق صورة درامية توازي بزخمها وقوتها إلى حد ما الصورة الموجودة في الشارع الفلسطيني، وبالطبع مهما سعينا ستبقى الصورة التي نقدمها أفقر من الصورة الحقيقة لأنه لا يمكن لأي شيء أن يصل للمستوى التعبيري العميق الموجود في الشارع الفلسطيني".
وأكد الخطيب أن مسلسل "يحيى عياش" عبارة عن "محاولة اندفعنا إليه بحماس شديد ضمن إمكانيات إنتاجية متواضعة وإمكانيات لوجستية أكثر تواضعا مع ذلك يمكنني القول أننا أوصلنا رسالة ذات قيمة وحاولنا أن نشرح للعالم ما الفكرة التي تقود إنسانا ليستشهد ويضحي بحياته.. هذه الفكرة التي يرى بها العالم بعدا إرهابيا متناسين عشرات الحالات التاريخية سواء في العام الغربي أم حتى في آسيا، فالطيارون اليابانيون الانتحاريون (الكيميكازي) كان ينظر إليهم أنهم قمة النبل والعطاء ومثال للإنسان الذي يذهب ليستشهد من أجل أمته وقضيته، نحاول القول إن الأشخاص الذين يفجرون أنفسهم لا يفعلون ذلك لأنهم وصلوا إلى مرحلة من اليأس والإحباط، وإنما لأنهم على قناعة تامة أن هذا الخيار هو الأنبل لهم وهي خطوة للأمام يقومون بها لكي يعيش أبناؤهم وأحفادهم فيما بعد بكرامة وحرية".
شجاعة وطنية
ولا يخش الخطيب أن يواجه عمله صعوبات في التسويق بسبب نظرة الغرب التي "تعتبر البطل الاستشهادي إرهابيا"، وفي هذا السياق يشير المخرج الفلسطيني إلى أن القيام بهذا النوع من العمليات يعد مقاومة "هم بشر مدفوعون بحبهم لوطنهم وقضيتهم.. وهنا أسوق حادثة جرت في التاريخ الأمريكي المعاصر إنه عندما حدث الهجوم الياباني على بيرهاربر وقرر الأمريكيون أن يضربوا اليابانيين في عقر دارهم، وكان هذا الأمر مهمة شبه مستحيلة لهم لعدم توفر طائرات تقطع هذه المسافة كلها كان الخيار أن يقودوا طائراتهم على أن يفجر الطيار نفسه في أي موقع عسكري ياباني.. وبالتالي الفكرة موجودة لكن ازدواجية المعايير تجعلهم يرون المسألة على أنها شجاعة وطنية في مواقع وإرهاب في مواقع أخرى".
وحول كثرة الأعمال التي تدور حول القضية الفلسطينية مؤخرا قال الخطيب "دعنا لا نتساءل عن هذه الفورة الراهنة، ولكن ليكن السؤال لماذا لم نستطع خلال خمسين سنة أن نقدم أعمالا درامية سينمائية أو تلفزيونية تواكب القضية الفلسطينية بأبعادها الإنسانية الهائلة، لقد كان هناك تقصير وقسم كبير من الأعمال التي قدمت عن القضية الفلسطينية لم تكن على المستوى المطلوب لا بل ربما أساءت للقضية الفلسطينية أكثر من أنها قد خدمتها.
ويردف الخطيب "الآن بعد أن أتخم المشاهد بكل أنواع الدراما (تاريخي وكوميدي واجتماعي..) لم يعد هناك من مفر لكي تكسب الدراما مشروعية بقائها وقدرتها على التواصل مع الجمهور فلابد من الحديث عن الموضوعات التي تهمنا وبالدرجة الأولى القضية الفلسطينية فهي القضية الجوهرية الأولى لكل العرب، وأعتقد أنه لابد أن يكون هناك خطة مدروسة لنستطيع الإحاطة بأوسع قدر ممكن من جوانب هذه المأساة الإنسانية التي نحن أصحابها".
وعن الصعوبات المادية والفنية التي واجهت العمل قال المخرج نجل الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب "لم يكن هناك صعوبة وإنما استحالة في تأمين المستلزمات، لأنها غير متوفرة لدينا فعلى سبيل المثال كان من المستحيل توفير إمكانية تصوير ترسانة عسكرية إسرائيلية بكل وحشيتها وجبروتها. لذلك سعينا باتجاه حلول تعبيرية في بعض المشاهد وفي بعضها الآخر استخدمنا المؤثرات البصرية (غرافيك) لخلق صورة مقنعة".
ومن المتوقع عرض المسلسل خلال شهر رمضان المقبل، وتتوقع الأوساط الفنية أن يحظى باهتمام شديد، ونسبة إقبال ملحوظة، وأن يختطف الأنظار في الموسم الرمضاني الفني القادم، وقد كاتب زوجة باسل الخطيب الكاتبة ديانا جبور. وقام بدور يحيى عياش الممثل السوري سامر المصري، وزوجة عياش الممثلة مابنا نبواني، ووالد عياش الممثل تيسير إدريس ووالدته لورا أبو أسعد.
التعليقات