البحرين.. مراهقات في الخمســــين

البحرين.. مراهقات في الخمســــين

غزة-دنيا الوطن

يرى الكثيرون أن تعقيدات الحياة وكثرة المغريات والرفاهية التي انتشرت في بعض أوساط المجتمعات العربية أدت إلى تغييرات كثيرة وجوهرية عند بعض النساء العربيات ممن تجاوزن سنوات الشباب، حيث أصبحن في صراع محموم مع أصغر بناتهن من أجل أن يكن هن الأجمل فتراهن يقضين ساعات طوال أمام الشاشات الفضائية يتابعن آخر صرخات الموضة والأزياء ويوزعن أوقاتهن ما بين معاهد الرشاقة ومواعيد عمليات التجميل وأطقم العدسات الملونة.

والمجتمع البحريني لا يخلو من نماذج لنسوة تجاوزن الأربعينيات والخمسينات، إلا أنهن ما يزلن يعشن بنفسية وعقلية المراهقات الصغيرة، وفي هذا الصدد ترى هناء محمد (20 سنة) أن السبب يعود إلى كثرة الفضائيات والقنوات الفضائية التي تكثف برامجها حول العناية بالصحة والجسم وتحث على الشباب الدائم حتى "ترضي بها المرأة الرجل الذي يعمل ويخرج ويسافر ويقابل الكثير من النساء ولا شك أن أدوات الزينة والتجميل وصناعة الجمال كثيرة، والطرق السهلة والممكنة للعناية بالبشرة حتى تصبح المرأة أكثر جاذبية وأناقة وشبابا تطغى فيه على صغيرات السن أصبح أمرا متاحا ومباحا أيضا".

لكن مريم. ح ( 17 سنة) تؤكد في معرض التحقيق الذي نشرته صحيفة "اليوم" البحرينية أن المسألة حرية شخصية ولا يحق لأي أحد أن يتدخل في ذلك "حتى أبناؤها فما المانع من أن تستمتع بحياتها، ولكن بشرط أن يكون ذلك في مجالس نسائية؟ وليست هذه المرأة من وجهة نظري مخطئة بل أنها إنسانة تحب أن تعيش بشباب دائم".

خلل في الشخصية

أما أسيل (19 سنة) فتنوه إلى وجود خلل في شخصية امرأة في هذه السن وتتصرف تصرفات كهذه "وهي تحتاج لمراجعة اختصاصي نفسي لعلاج حالتها هذه، من جهة أخرى قد يكون لتعدد الزوجات دور كبير وبالأخص إذا كانت المرأة هي الأولى فإنها تود إظهار نفسها في شباب دائم لتتفوق على شريكتها أو الزوجة الثانية سواء أمام الناس أو الزوج".

وتعترف خ.ع ( 18 سنة) أن أمها تعيش حالة مراهقة "صحيح أنها لا تبالغ كثيرا في إظهار نفسها بسن صغيرة، ولكنها مقارنة مع قريناتها تتشبب وايد، لأنها هي الزوجة الثانية بعد أن تزوجها والدي بسبب عدم إنجاب ابنة عمه الزوجة الأولى للأبناء مع أن المذكورة كبيرة جدا بالسن في الوقت الحالي".

وتتابع تلك الفتاة "ولكن فكرة أن والدي يحب زوجته الأولى أكثر ولم ينفصل عنها حتى الآن لم تنزع من مخيلة والدتي، بصراحة أرى أن هذا عيب في شخصية والدتي، لأنه ليس من حقها أن تفكر مجرد التفكير في أن ينفصل والدي عن زوجته الأولى ويا ليت أمي تكبر عقلها قليلا".

الشرع يعارض

من جهتها طالبت أم احمد "موظفة" بعدم النظر إلى مسألة العمر بأنها هي التي تحدد شخصية الإنسان "لماذا ننظر للسن على أنها محددة لشخصية الإنسان؟ بل يجب أن ننظر للإنسان نفسه، فالشخصية تتكون منذ سن البلوغ وأنا أرى أن على المرأة الاهتمام بشكلها وهندامها قدر المستطاع ولا يعني هذا أنها تتصابى أو تتشبب بل أن هذا السلوك يعبر عن شخصية المرأة وتكون مثالا للمرأة الأنيقة العاملة أو حتى لربة البيت"

أما فتحية خميس (ربة بيت) فتؤكد أن المرأة الكبيرة في السن ينبغي أن تكون قدوة للبنات الصغيرات حتى للنساء اللاتي هن في عمرها والاهتمام بالشكل له حدود ولابد للمرأة أن تلبس ما يليق بها، وكذلك يجب أن تبتعد عن التبرج المبالغ فيه وأن ترتدي ما يناسب عمرها.

وفي الختام استوضحت صحيفة اليوم رأي الشيخ أمين علي عبد الله (إمام مسجد) في ظاهرة "المراهقة المتأخرة" فشدد على أن الشرع يعارض هذا الأمر وأوضح أن الاحتشام مطلوب لدى الرجل والمرأة "ويجب على المجتمع المسلم معرفة أن هذه الأمور من الدخائل على مجتمعنا الإسلامي وعلى ديننا الحنيف".

التعليقات