زياد الرحباني:تشعرني الهجمة الأميركية بأنني مسلم و متفرغ لأخبار حصار مقر عرفات ولا اعرف نانسي عجرم
زياد الرحباني متفرغ لأخبار حصار مقر عرفات والحرب على العراق ولا يعرف نانسي عجرم وإلهام شاهين
غزة-دنيا الوطن
من زمان لم يطل علينا زياد الرحباني. من زمان لم يفتح شباك بيته المطل على الشارع العام ليقول ما نفكر به بطريقة أحلى وأدق وأظرف مما نستطيع التعبير عنه. والأمر ليس من عادات زياد. ذلك انه كلما هز حدث خطير البلد او المنطقة، يلتفت الشارع الذي يطل عليه منزل الرحباني الصغير إلى الشباك الموصد منتظراً ظهوره. أو هكذا يخيل لنا، نحن الذين نفعل ذلك. لكن زياد في السنوات الأخيرة لم يكتف بإيصاد الشباك. بل أسدل ستائر كثيفة خلف زجاجه جعلت من المستحيل لصديق يمر ليلاً ان يقول لنفسه عندما يرى الضوء مناراً: الرحباني سهران. فيأنس لبقائه في البلد على الرغم من كل شيء طالما انه ليس احسن من زياد.
لكن الرحباني ولو بدا > في الفترة الأخيرة، إلا انه في الحقيقة كان سهراناً. وبالتحديد في مكان لا يحبه: أمام التلفزيون. لم تكن الجريدة التي يقذفها موزع الجرائد فجراً على شرفته في الطابق الأول بمنطقة الوردية كافية لمتابعة التطورات التي لم تنفك تهز العالم ومنطقتنا الضعيفة منذ 11 أيلول. كانت الأحداث تسبق الجريدة، وكان عليه التفرغ لمتابعة الأخبار ومحاولة هضمها بتواتر متناسب مع وتيرتها: من حصار القوات الإسرائيلية >، مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و> ثم القمة العربية البيروتية وصولاً إلى الحرب على العراق و> التي استفزت هذا الشيوعي على طريقته وجعلته يحس بأنه >. في هذه الفترة الطويلة لم يكن يخرج تقريباً. لدرجة انه كما يقول >. ومع كل تلك الساعات أمام التلفزيون، إلا أنه لا يتعرف على إلهام شاهين ولا على نانسي عجرم عندما تمران على الشاشة. فبرامجه المفضلة هي في الحقيقة الأخبار وبعض > السياسية. لم يخرج. لكن الإشاعات التي أستغابته حولته إلى ما يشبه > في بياع الخواتم. لم تستفزه الشائعة بحد ذاتها بقدر ما أستفزه > صورة خاطئة عنه على اعتبار انه >.
ظهوره الأول بعد هذا الإنقطاع الطويل كان في حفل فيروز في دبي هذه السنة، حيث رافقها لأول مرة في سفرها منذ حفل > في باريس العام 1988. اما ظهوره المحلي الأول فقد كان في حفل فيروز في بيت الدين الصيف الماضي والذي أهدانا فيه أربع اغان رائعة بصوتها، ثم في فيلم > لرندة الشهال صباغ الذي عرض اخيراً في الأونيسكو والذي ألف له موسيقاه التصويرية، إضافة لاشتراكه فيه بتمثيل دور جندي إسرائيلي درزي.
اما حصيلة هذا الغياب عن المشهد العام إضافة لما تقدم فمسرحية سياسية > كما يقول، ستعرض أواخر فصل الشتاء، جعلته يتفادى ان يتكلم في السياسة بشكل كبير في المقابلة. وعدة أغان جديدة بصوت فيروز كما أسطوانة مشتركة مع أصوات غير معروفة، إضافة لأسطوانة لطيفة التي لم تنته.
أما بالنسبة لمشروع > كان يفكر فيه وهل لا زال ينوي ان ينفذه؟ فيقول ضاحكاً: >!
> هذه صورة نانسي عجرم وتلك كانت إلهام شاهين كيف لا تعرفهما؟ قلت انك قضيت الفترة الماضية امام التلفزيون؟
زياد الرحباني أشاهد الاخبار فقط. قد تمر أشياء في فسحة الأعلانات او بانتظار الأخبار، لكن لا يلحق الإنسان ان يستوعب أساميهم.
لكن صار باستطاعتك ان تشاهد قنوات إخبارية صرف اليوم...
اكيد، وإذا سكّرت، تشاهدين > التي تكرر الأخبار وتعيدها طول الوقت. لكنها بعيدة نسبيا عن أخبار المنطقة. يعني يجب ان تكون كل آبار النفط قد تفجرت في السعودية حتى >. (يضحك) لا تعنيهم الأشياء الخفيفة مثل مقتل اتنين او ثلاثة على الماشي...
منذ مرافقتك لفيروز إلى باريس لم تكرر الرحلة إلا إلى دبي هذه السنة. لم ترافقها إلى أميركا مثلا في رحلتها الأخيرة. والناس دائما تسأل عنك...
تعلمين أن جمهور هذه الحفلات هو >.عندما تصلين إلى المسرح تجدين الجمهور يدبك ويرقص. ثم تعملين إستراحة فيستمر يدبك بالإستراحة، ثم تنتهي الحفلة وتقومين بالإعادات، وهم ما زالوا يدبكون: هذا معناه أنهم لم يكونوا ينتظرونك انت بالذات. و> انت مشغولة البال: ربما توزيع هذه الأغنية لم يكن جيدا... هذه ليست حفلة، هذه احداث. >.
لكن بما انك تعمل البرنامج...
أنا لا أعمل البرنامج. تطلب فيروز عناوين محددة فنخرج أرشيف النوتات. ما لا نجده نطلبه من فيروز او من منصور الرحباني. إن كانت الأغاني قديمة لم تغن منذ زمن، نصفّها ونصححها ليفهمها موسيقيون لا يفهمون أسلوب الموسيقى بالإتفاق. فموسيقيونا اكثرهم اجانب وأرمن. ولا يملكون مفتاح اللغة ليفهموا إن كانت المغنية صارت عند > او >. أو انه >، او ان الناس صفقت فسرعت الإيقاع ولذا يجب ان نبطئ قليلاً. هؤلاء الموسيقيون يقرأون ورقاً. لذلك > اغاني لم يجر تنويطها أبداً. ففي عزف الموسيقى الشرقية هناك شبه إتفاق على المواقع: بمعنى نعزف اول مرة قانون ثم ناي في المرة التالية وحكماً في الثالثة كمنجات. > لكل فوج وحده>>. لا يعود هذا توزيعاً موسيقياً، هذا يسمى توزيع خبز على المحتاجين. وفي محل يعزفون فيه كلهم ويسمى: توتي. وهي كلمة إيطالية تعني ان كل الفرقة تعزف الشيء نفسه. وما هو الشيء نفسه؟ هو نفس الشيء الذي يغنيه المطرب. لذا تسمعين أحيانا ضجة مهولة. مع ان العكس يجب ان يحدث عندما تتوحد كل الفرقة مع المطرب. لكن كون الموسيقيين الشرقيين > عندما لا يكون هناك توزيع، تتحول لضجة مخيفة. تكتشفين ان الضجة أقوى عندما يعزف الشرقيون لوحدهم. لأن لدى كل واحد منهم > (بضم العين). العربة غير موحدة وغير مكتوبة لكن ممكن ضبطها. كان يرافق ام كلثوم ما يقارب الثلاثين كمنجة، لم لم نعرف إلا إسم كمنجاتي واحد هو الحفناوي؟ كانت تقول لهم > > أين يعزفون وأين يسكتون.
لم تضع إذا برنامج اميركا ولم تذهب. وفي لبنان لم يكن هناك إلا بيت الدين. لا مسرحية، لا حفلة لا برنامج. نشاطات مبعثرة. ماذا تفعل؟.
عملنا موسيقى لفيلم، هناك من لا يعتبرها شغلاً. والناس لا تسمع فيها فيعتبرون انك لا تعملين.
لكن ما يفتقده الناس أيضاً هو وجودك الآخر: الناس تحب ان تسمعك بما يتعلق بالشأن العام. مرت على المنطقة أوقات رهيبة وانت غاطس في الغواصة...
لدينا مسرحية كان من المفترض أن تعرض السنة الماضية...
>؟
لا لا... غيرها. لكننا أجلناها بسبب الجو الذي كان مسيطرا على المنطقة كلها. كنا كلنا على الاخبار: حصار عرفات وجنين وكنيسة المهد. كانت هناك اجواء ان الحرب ممكن ان تشتعل في اي مكان، فأجلناها. لكن حصل الشيء نفسه ووقعت حرب العراق. فأجلناها مرة اخرى. لكننا سنعرضها هذه المرة...
ألها علاقة بما يحدث إقليميا... يعني هل الجانب السياسي كبير فيها؟
محاضرة. مونولوغ، كأنها خطاب واحد مقسم على ثلاثة فصول. تحصل في غرفة واحدة وشخصياتها قليلة. ومن المؤكد أن لها علاقة بكل شيء غير بيروت واخبارها. لها علاقة بما يحدث بالمنطقة وبالعالم.
أي انها تشبه اللحظة السياسية؟
ومباشرة جداً... كمقالة تكتبينها عن الوضع اليوم. عن علاقة ما يحصل في الشرق الأوسط بالدول التي تفكر بالسيطرة على العالم.
يعني إذا عملت معك مقابلة سياسية...
سأحكي تماماً كما في المسرحية. ومن المؤكد أنه لن يكون للرقابة معها أي مشكلة. لكن من الممكن أن تستاء بعض الأطراف لأن عرضها عمومي ويومي، ولا شك ان الناس سيهيصون فيها ويصفرون اكتر مما سيضحكون.
ما قصدك بالتهييّص؟
أعني ان ردة فعل الناس ليست دائماً ضحك. هناك ما يسمى بالحماس والتأييد.
العرض نهاية الشتاء. هل تتدربون لها إذاً ؟ هل سميتها؟
لا زلنا نبيّض الأفكار، لم نطبع النص كله بشكل منتظم. ولم أعطها إسماً بعد.
وأين ستعرض بعد حريق البيكاديللي؟ ألم تكن دائما هناك؟
لا، بالبداية عملت > و> و> في الأورلي. بعد ذلك أستغنى عنها آل العيتاني. صارت محل للبينغو. فأنتقلنا إلى سينما جاندارك مع > و>. وآخر مسرحيات > و> كانت في البيكاديللي. اليوم لدينا إحتمالان: أو سينما سارولا او > على الأوتوستراد. لا شك اننا اعتدنا على الجزيرة المسماة رأس بيروت والتي هي عاصمة بيروت الغربية (يضحك) إذا لم تتوفر الإمكانية سيكون المكان الأنسب >.
روتانا
> نشاطاتك الموسيقية، إذا وضعنا موسيقى فيلم > على جنب...
زياد دعك من الموسيقى، هذا طموح دائم. إذا سمعك الناس سيصدقون أن لدينا نشاطات. نعمل ضمن الأغنية المطلوبة. وحتى موسيقى الفيلم التصويرية كانت ايضاً مطلوبة. أقصد بالنشاطات الموسيقية أن لا يكون شرطاً فيها مطرب. هذا طموح دائم . ولا يزال >.
مليون حفلة لفيروز ولك لم تسوق. أصدرتم بيت الدين 2000 ثم لا أثر للحفلات الثلاث التالية. ظروف دبي التقنية من المناخ إلى تدريبات المسرح ألخ لم تكن جيدة إذا لا أسطوانة. حفل بيال بباريس لم يسوق... ما هي فرص ان يسمع الأنسان لكما أسطوانة جديدة ؟
قرار تسويق حفلات مهرجانات بيت الدين متعلق بإتخاذ فيروز قرارا بذلك، وهذا مرتبط بوجود منتج. لأنه حتى من اجل هذا لا تجدين منتجاً بسهولة.
لكن ما الذي تغير في السوق؟ إذا فيروز وزياد لم يجدا منتجاً... أين الإيمي والريلاكس إن وصوت الشرق...
> توزع فقط، ولا تغامر مادياً بشيء. تعرف أن السرقة كثيرة في سوقنا وان أسطوانة مثل هذه تكلف اكثر من غيرها...
لكنها مربحة؟
لهم؟ مع الوقت دائماً مربحة. شغل فيروز دائماً مربح، لكن لم يعد هذا هو المقياس. فقد ضربت كل هذه الشركات بسبب شيء أسمه >. فهذه الأخيرة لا تسأل إذا كانت الأسطوانة سترجع مصاريفها.
كيف لا يسألون؟ وهل ينتجون من اجل الوجاهة؟ أم الشعبية والانتخابات؟
يقولون ان هذا >. يعني فلان أعطى مبلغاً ومن أعطى يعلم أن المبلغ لن يرجع. >. الأمر يشبه المزاد. يقول شخص: اربعين ألفا فيقول آخر خمسة وأربعون. ثم يأتي احدهم ويقول بخمسماية ألف ف>. هكذا كان وضع شركات الإنتاج العادية قبل أن تسرح > بالسوق خارج اي مقياس. خربوا الشركات العادية لأن كل العالم صارت تقول: فلنذهب إلى روتانا. صارت الأجور متل الإكراميات: > وليس عمل له عقداً. ليس هناك من حمار يعمل عقدا بشيء مماثل خاصة إذا كان تاجراً ذكياً للغاية مثل الوليد بن طلال. ستكون سابقة. تبقى لديه صورة عن الشيك. فإذا نكر احدهم انه لم ياخذ شيئاً، تبقى صورة الشيك وأرميته. >. ينشرونها له بالجريدة. لكن لهذه المبالغ تبعات...
ما هي؟
إذا طُلب المطرب او المطربة إلى حفلة خاصة يجب ان يأتي. حفلة ربما كانت منزلية من نوع أن الفرقة اثنا عشر شخصا والحضور اربعة. وممكن أن تبدأ الساعة الرابعة فجراً. ممكن أن تكون على مركب...
نحنا ليه ما فكرنا بالتلفزيون؟
هذا يفسر أننا لا نسمع إلا نوعاً محدداً. خلجنة السوق.
الامر ليس جديداً، من أول الحرب كل مسلسل تلفزيوني عربي كانت تحكمه ممنوعات السعودية البالغ عددها الفا وتلاثة وعشرين ممنوعة. وإلا >؟
مثلا!
التلفزيون المحلي لا يدفع شيئا يذكر خاصة إذا عرف انها لن تعرض إلا في لبنان. صار هناك إختصاصيون بكتابة ما لا يمنع في السعودية. وإذا وافقت عليه المملكة يشتريه كذا تلفزيون بالإمارات. يقال ان بعض الإمارات متفلتة قليلا من هذه الشروط لكن عموما الأمر صحيح. هذا جزء من السوق. الجزء الثاني هو ان اميركا داخلة على المنطقة بشكل وحشي وبالإعلام، وهي تفكر بقصص لا تضايق الذوق العربي العام وبالوقت نفسه تكون حديثة: مشاريع تقليد تلفزيونات اميركية بالمنطقة...
تلفزيون وإذاعة > وإذاعة > إلى آخره...
الآن هناك قناة أسمها روتانا. هناك تنسيق بين الرساميل العاملة في المجال الإعلامي وبين الأميركيين بطريقة لا تثير لا مشاعر دينية ولا حساسيات. يدخلون بكل شيء: من الإعلام العربي. أنظري كيف صار شكله للأغاني العربية كيف صار شكلها. صرعات التقليد، خلط الإيقاعات الغربية > بالأغنية العربية. ودائما الرائدة بهذه الصرعات مصر. الشغل مصري والمنتج سعودي. إياك أن تظني أن هناك منتج أغنية مصري. ليس هناك من منتجين بمصر، او ربما كانوا أقلية. المنتج دائماً خليجي لكل هذه الصرعات، او يجب أن يكون شيئا اسمه >. هناك شركات خليجية موازية لكنها ليست بقوتها، لم يستطيعوا توسيع أعمالهم كما فعلت روتانا.
هل أتصل الرحباني بهيفا؟ بيعملها
زياد في كانون الثاني الماضي قيل لي بما أنني لم اكن انني أتصلت بهيفا وهبي التي كانت تجري مقابلة إذاعية على الهواء بمناسبة إطلاق ألبومها الغنائي، وأنني > وقلت أشياء نابية على الهوا بما معناه أتركي الغناء او الموسيقى لأهلها، وأفعلي ما تجيدين صنعه.
> لقد ظن الناس أنك انت.
وهل هذا معقول؟ وهل لو كان لدي مأخذ على ما يحصل في الفن أن اتصل وأقول هذا المتداول بين الناس؟ الأسوأ من ان الخبرية لم تحصل، والأسوأ من ان شخصاً انتحل صفتك، في حال كانت القصة قد حصلت لأن هيفا نفت ان يكون الأمر قد حصل معها، هو لماذ أختار المنتحل أسمك؟ معنى ذلك أن هناك مجموعة خصصتك >. بالطبع ولا يمكن أن أقوم بشيء مماثل. لا يمكن أن نحمّل هيفا وهبي مستوى كل ما يحدث بالبلد. اذا أراد المرء ان يحكي فليكن عن مجرمي الحرب. لأنه خلال الحرب اصبح هناك مجرمو حرب في كل المجالات. في كافة وسائل الأعلام والتلفزيون والاذاعة. لن أبحث الآن بهذا، لكن المشكلة يسألونك على الطريق مثلا: >. الفكرة > بايعها، بيعملها. ليست بالفكرة المشجعة. وبما انني لم انفها بشكل رسمي، فإنني ما زلت أصدف أشخاصاً يقولون لي: حسنا فعلت!
لكنك لم تنف؟
بأي صيغة؟ محّيرة. إتصلنا بشكل غير مباشر بأصدقاء لهيفا وهبي سألوها فنفت ان تكون الحادثة قد حصلت أصلاً! لكن ذلك لم يعمم على الناس. قال كثيرون: >. فلا أفهم هذه النظرة المخلوطة عند الجمهور: هل هذه وقاحة أم صراحة؟ لم لم يقل المتصل لو كان الأتصال قد حصل فعلا أنا منصور الرحباني؟. هذا ما يشغلني. هناك كثيرون مهتمون بمستوى الفن. لم لم يقل: انا الياس الرحباني؟ ألا يصدق المواطن إعتراض المعترض إلا إذا كان زياد الرحباني.
طائرة من ورق
> بالنسبة لفيلم > أحسسنا في الدعاية للفيلم مبالغة في التركيز عليك مع ان دورك ثانوي. أما أداؤك فلم ننس ولا لحظة أنك زياد الرحباني. كلامك ظهر في مقاطع كأنه خارج سياق السيناريو، ليس بالمضمون بل باللغة: يعني كنت > زياد الرحباني. هل ندمت؟
زياد لا، لكن لا أعرف لأي مدى بقيت الفكرة التي قرأتها بالنص في الفيلم. بداية، قرات سيناريو وحوار مفصل لكن بالفرنسية. وترجمت رندة النص لوحدها للعربية دون الإستعانة بأحد. لكنها كانت قد تركت لمن يجيدون اللغة الفرنسية حرية إعادة ترجمة الدور. وفعلاً ترجمت نصي بإحترام شديد. لكنني أظن أن جزءاً من تفاصيل الحوار كان احسن بالفرنسية. لقد كتبت رندة، ولأننا التقينا عدة مرات أثناء العمل على موسيقى الفيلم، الدور كما تراني. برأيها أنا أحكي هكذا.
قدمت دورك بصفة >.
المفروض أنه لم يعد ملتحقا (بالجيش الإسرائيلي) لكنه أعتاد برج المراقبة هذا ولا مكان آخر يذهب إليه. حتى لباسه غير نظامي. ولا أحد يطلب منه شيئاً.
حنا السكران يعني؟
...شيء من هذا النوع. لا اعرف لأي مدى ظهرت النقطة التي أحببتها في الفيلم: سخافة شريط شائك يمكن أن يغير حياة الناس. وإلا بمعزل عن ذلك الفيلم عبارة عن قصة حب معهودة... لا أعرف الى أي مدى وصلت فكرة الحدود.
برأيي أساءت رندة تقدير إلى أي مدى من الممكن لحضورك أن يكون طاغياً خاصة لجمهور لبناني او عربي على كل رسائل الفيلم. الملصق أستدرج الناس للتفرج على زياد الرحباني. الناس ذهبت تتفرج على زياد الرحباني، نقطة. و> لم تستطع ان تنسيهم ذلك، على العكس. لأنك كنت هناك كما في مسرحياتك، في فيلمك في حلقاتك الإذاعية في موسيقاك... هذا شيء إيجابي جدا،لكن... انا أسأل الآن أم اجيب؟
انك تعبرين (يضحك)
عملت الموسيقى فهل انت الذي إخترت الأغاني؟ فأغنية مثل > خارج سياق الفيلم تماماً.
هناك نقص بتعداد الأسماء والصفات بالجنريك. > يعني مؤلف الموسيقى الخاصة بالفيلم، أي أنا. لكن عادة تكون في الأفلام كمية من الأغاني والموسيقات المعروفة التي لم يجدوا احسن منها للتعبير عن موقف ما. المسؤول عن هذا الجزء هو المخرج ومنسق الموسيقى الذي لا وجود لاسمه في الجنريك. انا ألفت الموسيقى التصويرية فقط.
لكن ما الذي أغراك بهذا الدور؟
أحسست انه مكتوب جيداً وليس دورا رئيسياً من الممكن أن يفشّل الفيلم او ينجحه. كما أنني أجرب أن اعمل سينما على المسرح حتى. يعني طريقة التمثيل. عدم المبالغة. عدم تكبير الإشارات. حتى بالمسرح وفي كتابات تحليلية سابقا قرن النقاد هذا النوع من المسرح بأسلوب السينما.
من حيث إدارة الممثلين؟ او التقطيع والتوليف؟
التقطيع واللغة وعدم الإستعراض. ليس عندي جو الإستعراض المسرحي. حتى أن إستعمالنا للميكروفونات بكثافة هو لتمكين الممثلين من الكلام كأنهم في السينما. وهذا ليس أسلوباً مسرحيا بامتياز. ربما كان الأسهل تصوير > وأن تركزي على اللقطات المقربة. هكذا تغني إشارة بالحاجب عن ألف إشارة على المسرح. ويراها أول وآخر صف. لذلك كانوا يقولون ان الممثلين في مسرحياتي >. خاصة بما يتعلق بعلو الصوت. هناك > شبه إتفاق بين الجمهور والممثلين ان الواقف على بعد متر مني على الخشبة، وبمجرد أن أضع يدي هكذا (يقلد حركة من يوشوش) وانا أتحدث لغيره وبصوت عال طبعا لتسمع الصالة، فهو لا يسمعني! وهو امر يثير السخرية وليس الضحك. >؟ اما الثاني؟ الذي من المفروض انه لا يسمع هذا الصوت وهو على بعد متر؟ >. وتصدقينها تاريخيا مع المسرح.
هذه لعبة متعارف عليها.
(ضاحكاً) انا لا أحب هذه الألعاب. ركّب ميكروفوناً قريبا لفمه... ودعه يوشوش حقيقة. عندها تسمعه الصالة موشوشا في الميكروفون. لكن جاره لا يسمعه لأنه من حيث علو الصوت على المسرح من المنطقي ان لا يسمعه لأنه يوشوش.
لكن يبدو أن مسرحيتك الجديدة ليس بحاجة لأي ميكروفونات... قلت انها أقرب للخطاب؟
فيها كمية أشياء خالية من الوشوشة. >...
طيب إذا كان أسلوب هذه المسرحيات سينمائي لم لم تصورها؟
لا زال وارداً أن يختار المرء نصا من بينها وأن يشتغله بهذه الطريقة. لكن طالما عندك نص جديد لم ستشتغلين بشيء >؟
تراكم.
ربما كان معك حق لكن برد حماسنا. منذ متى خرجنا من الحرب؟ ثلاثة عشر سنة حسب ما أعلنت الدولة. في هذه السنوات عملنا مسرحيتين. ثم توقفنا لأسباب عدة منها علاقة الناس بالمسرحيتين: البعض كان > جداً، وجزء آخر كان >. ثم طرأت ظروف جعلت المرء يبتعد عن التفكير بالمسرح بسهولة. وعندما فكرنا كنا أنشغلنا بأمور أخرى. سنتان وأنا أفكر بهذه المسرحية التي سنعرضها السنة. لكنك لو راجعت ما كان يحصل خلال هاتين السنتين بالمنطقة وتأثر بيروت حكماً بها لفهمت. تراجع حضور المسرح مع انتشار ما يسمى بالدش. من شأن هذا كله ان يحارب المسارح، لاحظي كم أقفلت مسارح. لم يعد الذهاب إلى المسرح أولوية للناس في حال أرادوا الخروج. أضيفي الوضع الإقتصادي، حيث يفضل المواطن بثمن بطاقتين كل واحدة بعشرين ألف ان يتعشى مع زوجته في مكان ما بدلاً من ان يغامر ويحضر واحدا يريد ان يبشره بشيء ما في المسرح. أو أن الكاتب > يخبئ له رسالة معينة مع المخرج (يضحك) برعاية لا أعرف من. لكن انتبهي: هناك كم من الأعمال هي ليست فعلا مسرح لكنها تعتبر كذلك ووجودها مرتبط بأماكن تستطيع الناس ان تتناول فيها العشاء. هؤلاء يشتغلون...
*قضايا عربية
غزة-دنيا الوطن
من زمان لم يطل علينا زياد الرحباني. من زمان لم يفتح شباك بيته المطل على الشارع العام ليقول ما نفكر به بطريقة أحلى وأدق وأظرف مما نستطيع التعبير عنه. والأمر ليس من عادات زياد. ذلك انه كلما هز حدث خطير البلد او المنطقة، يلتفت الشارع الذي يطل عليه منزل الرحباني الصغير إلى الشباك الموصد منتظراً ظهوره. أو هكذا يخيل لنا، نحن الذين نفعل ذلك. لكن زياد في السنوات الأخيرة لم يكتف بإيصاد الشباك. بل أسدل ستائر كثيفة خلف زجاجه جعلت من المستحيل لصديق يمر ليلاً ان يقول لنفسه عندما يرى الضوء مناراً: الرحباني سهران. فيأنس لبقائه في البلد على الرغم من كل شيء طالما انه ليس احسن من زياد.
لكن الرحباني ولو بدا > في الفترة الأخيرة، إلا انه في الحقيقة كان سهراناً. وبالتحديد في مكان لا يحبه: أمام التلفزيون. لم تكن الجريدة التي يقذفها موزع الجرائد فجراً على شرفته في الطابق الأول بمنطقة الوردية كافية لمتابعة التطورات التي لم تنفك تهز العالم ومنطقتنا الضعيفة منذ 11 أيلول. كانت الأحداث تسبق الجريدة، وكان عليه التفرغ لمتابعة الأخبار ومحاولة هضمها بتواتر متناسب مع وتيرتها: من حصار القوات الإسرائيلية >، مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و> ثم القمة العربية البيروتية وصولاً إلى الحرب على العراق و> التي استفزت هذا الشيوعي على طريقته وجعلته يحس بأنه >. في هذه الفترة الطويلة لم يكن يخرج تقريباً. لدرجة انه كما يقول >. ومع كل تلك الساعات أمام التلفزيون، إلا أنه لا يتعرف على إلهام شاهين ولا على نانسي عجرم عندما تمران على الشاشة. فبرامجه المفضلة هي في الحقيقة الأخبار وبعض > السياسية. لم يخرج. لكن الإشاعات التي أستغابته حولته إلى ما يشبه > في بياع الخواتم. لم تستفزه الشائعة بحد ذاتها بقدر ما أستفزه > صورة خاطئة عنه على اعتبار انه >.
ظهوره الأول بعد هذا الإنقطاع الطويل كان في حفل فيروز في دبي هذه السنة، حيث رافقها لأول مرة في سفرها منذ حفل > في باريس العام 1988. اما ظهوره المحلي الأول فقد كان في حفل فيروز في بيت الدين الصيف الماضي والذي أهدانا فيه أربع اغان رائعة بصوتها، ثم في فيلم > لرندة الشهال صباغ الذي عرض اخيراً في الأونيسكو والذي ألف له موسيقاه التصويرية، إضافة لاشتراكه فيه بتمثيل دور جندي إسرائيلي درزي.
اما حصيلة هذا الغياب عن المشهد العام إضافة لما تقدم فمسرحية سياسية > كما يقول، ستعرض أواخر فصل الشتاء، جعلته يتفادى ان يتكلم في السياسة بشكل كبير في المقابلة. وعدة أغان جديدة بصوت فيروز كما أسطوانة مشتركة مع أصوات غير معروفة، إضافة لأسطوانة لطيفة التي لم تنته.
أما بالنسبة لمشروع > كان يفكر فيه وهل لا زال ينوي ان ينفذه؟ فيقول ضاحكاً: >!
> هذه صورة نانسي عجرم وتلك كانت إلهام شاهين كيف لا تعرفهما؟ قلت انك قضيت الفترة الماضية امام التلفزيون؟
زياد الرحباني أشاهد الاخبار فقط. قد تمر أشياء في فسحة الأعلانات او بانتظار الأخبار، لكن لا يلحق الإنسان ان يستوعب أساميهم.
لكن صار باستطاعتك ان تشاهد قنوات إخبارية صرف اليوم...
اكيد، وإذا سكّرت، تشاهدين > التي تكرر الأخبار وتعيدها طول الوقت. لكنها بعيدة نسبيا عن أخبار المنطقة. يعني يجب ان تكون كل آبار النفط قد تفجرت في السعودية حتى >. (يضحك) لا تعنيهم الأشياء الخفيفة مثل مقتل اتنين او ثلاثة على الماشي...
منذ مرافقتك لفيروز إلى باريس لم تكرر الرحلة إلا إلى دبي هذه السنة. لم ترافقها إلى أميركا مثلا في رحلتها الأخيرة. والناس دائما تسأل عنك...
تعلمين أن جمهور هذه الحفلات هو >.عندما تصلين إلى المسرح تجدين الجمهور يدبك ويرقص. ثم تعملين إستراحة فيستمر يدبك بالإستراحة، ثم تنتهي الحفلة وتقومين بالإعادات، وهم ما زالوا يدبكون: هذا معناه أنهم لم يكونوا ينتظرونك انت بالذات. و> انت مشغولة البال: ربما توزيع هذه الأغنية لم يكن جيدا... هذه ليست حفلة، هذه احداث. >.
لكن بما انك تعمل البرنامج...
أنا لا أعمل البرنامج. تطلب فيروز عناوين محددة فنخرج أرشيف النوتات. ما لا نجده نطلبه من فيروز او من منصور الرحباني. إن كانت الأغاني قديمة لم تغن منذ زمن، نصفّها ونصححها ليفهمها موسيقيون لا يفهمون أسلوب الموسيقى بالإتفاق. فموسيقيونا اكثرهم اجانب وأرمن. ولا يملكون مفتاح اللغة ليفهموا إن كانت المغنية صارت عند > او >. أو انه >، او ان الناس صفقت فسرعت الإيقاع ولذا يجب ان نبطئ قليلاً. هؤلاء الموسيقيون يقرأون ورقاً. لذلك > اغاني لم يجر تنويطها أبداً. ففي عزف الموسيقى الشرقية هناك شبه إتفاق على المواقع: بمعنى نعزف اول مرة قانون ثم ناي في المرة التالية وحكماً في الثالثة كمنجات. > لكل فوج وحده>>. لا يعود هذا توزيعاً موسيقياً، هذا يسمى توزيع خبز على المحتاجين. وفي محل يعزفون فيه كلهم ويسمى: توتي. وهي كلمة إيطالية تعني ان كل الفرقة تعزف الشيء نفسه. وما هو الشيء نفسه؟ هو نفس الشيء الذي يغنيه المطرب. لذا تسمعين أحيانا ضجة مهولة. مع ان العكس يجب ان يحدث عندما تتوحد كل الفرقة مع المطرب. لكن كون الموسيقيين الشرقيين > عندما لا يكون هناك توزيع، تتحول لضجة مخيفة. تكتشفين ان الضجة أقوى عندما يعزف الشرقيون لوحدهم. لأن لدى كل واحد منهم > (بضم العين). العربة غير موحدة وغير مكتوبة لكن ممكن ضبطها. كان يرافق ام كلثوم ما يقارب الثلاثين كمنجة، لم لم نعرف إلا إسم كمنجاتي واحد هو الحفناوي؟ كانت تقول لهم > > أين يعزفون وأين يسكتون.
لم تضع إذا برنامج اميركا ولم تذهب. وفي لبنان لم يكن هناك إلا بيت الدين. لا مسرحية، لا حفلة لا برنامج. نشاطات مبعثرة. ماذا تفعل؟.
عملنا موسيقى لفيلم، هناك من لا يعتبرها شغلاً. والناس لا تسمع فيها فيعتبرون انك لا تعملين.
لكن ما يفتقده الناس أيضاً هو وجودك الآخر: الناس تحب ان تسمعك بما يتعلق بالشأن العام. مرت على المنطقة أوقات رهيبة وانت غاطس في الغواصة...
لدينا مسرحية كان من المفترض أن تعرض السنة الماضية...
>؟
لا لا... غيرها. لكننا أجلناها بسبب الجو الذي كان مسيطرا على المنطقة كلها. كنا كلنا على الاخبار: حصار عرفات وجنين وكنيسة المهد. كانت هناك اجواء ان الحرب ممكن ان تشتعل في اي مكان، فأجلناها. لكن حصل الشيء نفسه ووقعت حرب العراق. فأجلناها مرة اخرى. لكننا سنعرضها هذه المرة...
ألها علاقة بما يحدث إقليميا... يعني هل الجانب السياسي كبير فيها؟
محاضرة. مونولوغ، كأنها خطاب واحد مقسم على ثلاثة فصول. تحصل في غرفة واحدة وشخصياتها قليلة. ومن المؤكد أن لها علاقة بكل شيء غير بيروت واخبارها. لها علاقة بما يحدث بالمنطقة وبالعالم.
أي انها تشبه اللحظة السياسية؟
ومباشرة جداً... كمقالة تكتبينها عن الوضع اليوم. عن علاقة ما يحصل في الشرق الأوسط بالدول التي تفكر بالسيطرة على العالم.
يعني إذا عملت معك مقابلة سياسية...
سأحكي تماماً كما في المسرحية. ومن المؤكد أنه لن يكون للرقابة معها أي مشكلة. لكن من الممكن أن تستاء بعض الأطراف لأن عرضها عمومي ويومي، ولا شك ان الناس سيهيصون فيها ويصفرون اكتر مما سيضحكون.
ما قصدك بالتهييّص؟
أعني ان ردة فعل الناس ليست دائماً ضحك. هناك ما يسمى بالحماس والتأييد.
العرض نهاية الشتاء. هل تتدربون لها إذاً ؟ هل سميتها؟
لا زلنا نبيّض الأفكار، لم نطبع النص كله بشكل منتظم. ولم أعطها إسماً بعد.
وأين ستعرض بعد حريق البيكاديللي؟ ألم تكن دائما هناك؟
لا، بالبداية عملت > و> و> في الأورلي. بعد ذلك أستغنى عنها آل العيتاني. صارت محل للبينغو. فأنتقلنا إلى سينما جاندارك مع > و>. وآخر مسرحيات > و> كانت في البيكاديللي. اليوم لدينا إحتمالان: أو سينما سارولا او > على الأوتوستراد. لا شك اننا اعتدنا على الجزيرة المسماة رأس بيروت والتي هي عاصمة بيروت الغربية (يضحك) إذا لم تتوفر الإمكانية سيكون المكان الأنسب >.
روتانا
> نشاطاتك الموسيقية، إذا وضعنا موسيقى فيلم > على جنب...
زياد دعك من الموسيقى، هذا طموح دائم. إذا سمعك الناس سيصدقون أن لدينا نشاطات. نعمل ضمن الأغنية المطلوبة. وحتى موسيقى الفيلم التصويرية كانت ايضاً مطلوبة. أقصد بالنشاطات الموسيقية أن لا يكون شرطاً فيها مطرب. هذا طموح دائم . ولا يزال >.
مليون حفلة لفيروز ولك لم تسوق. أصدرتم بيت الدين 2000 ثم لا أثر للحفلات الثلاث التالية. ظروف دبي التقنية من المناخ إلى تدريبات المسرح ألخ لم تكن جيدة إذا لا أسطوانة. حفل بيال بباريس لم يسوق... ما هي فرص ان يسمع الأنسان لكما أسطوانة جديدة ؟
قرار تسويق حفلات مهرجانات بيت الدين متعلق بإتخاذ فيروز قرارا بذلك، وهذا مرتبط بوجود منتج. لأنه حتى من اجل هذا لا تجدين منتجاً بسهولة.
لكن ما الذي تغير في السوق؟ إذا فيروز وزياد لم يجدا منتجاً... أين الإيمي والريلاكس إن وصوت الشرق...
> توزع فقط، ولا تغامر مادياً بشيء. تعرف أن السرقة كثيرة في سوقنا وان أسطوانة مثل هذه تكلف اكثر من غيرها...
لكنها مربحة؟
لهم؟ مع الوقت دائماً مربحة. شغل فيروز دائماً مربح، لكن لم يعد هذا هو المقياس. فقد ضربت كل هذه الشركات بسبب شيء أسمه >. فهذه الأخيرة لا تسأل إذا كانت الأسطوانة سترجع مصاريفها.
كيف لا يسألون؟ وهل ينتجون من اجل الوجاهة؟ أم الشعبية والانتخابات؟
يقولون ان هذا >. يعني فلان أعطى مبلغاً ومن أعطى يعلم أن المبلغ لن يرجع. >. الأمر يشبه المزاد. يقول شخص: اربعين ألفا فيقول آخر خمسة وأربعون. ثم يأتي احدهم ويقول بخمسماية ألف ف>. هكذا كان وضع شركات الإنتاج العادية قبل أن تسرح > بالسوق خارج اي مقياس. خربوا الشركات العادية لأن كل العالم صارت تقول: فلنذهب إلى روتانا. صارت الأجور متل الإكراميات: > وليس عمل له عقداً. ليس هناك من حمار يعمل عقدا بشيء مماثل خاصة إذا كان تاجراً ذكياً للغاية مثل الوليد بن طلال. ستكون سابقة. تبقى لديه صورة عن الشيك. فإذا نكر احدهم انه لم ياخذ شيئاً، تبقى صورة الشيك وأرميته. >. ينشرونها له بالجريدة. لكن لهذه المبالغ تبعات...
ما هي؟
إذا طُلب المطرب او المطربة إلى حفلة خاصة يجب ان يأتي. حفلة ربما كانت منزلية من نوع أن الفرقة اثنا عشر شخصا والحضور اربعة. وممكن أن تبدأ الساعة الرابعة فجراً. ممكن أن تكون على مركب...
نحنا ليه ما فكرنا بالتلفزيون؟
هذا يفسر أننا لا نسمع إلا نوعاً محدداً. خلجنة السوق.
الامر ليس جديداً، من أول الحرب كل مسلسل تلفزيوني عربي كانت تحكمه ممنوعات السعودية البالغ عددها الفا وتلاثة وعشرين ممنوعة. وإلا >؟
مثلا!
التلفزيون المحلي لا يدفع شيئا يذكر خاصة إذا عرف انها لن تعرض إلا في لبنان. صار هناك إختصاصيون بكتابة ما لا يمنع في السعودية. وإذا وافقت عليه المملكة يشتريه كذا تلفزيون بالإمارات. يقال ان بعض الإمارات متفلتة قليلا من هذه الشروط لكن عموما الأمر صحيح. هذا جزء من السوق. الجزء الثاني هو ان اميركا داخلة على المنطقة بشكل وحشي وبالإعلام، وهي تفكر بقصص لا تضايق الذوق العربي العام وبالوقت نفسه تكون حديثة: مشاريع تقليد تلفزيونات اميركية بالمنطقة...
تلفزيون وإذاعة > وإذاعة > إلى آخره...
الآن هناك قناة أسمها روتانا. هناك تنسيق بين الرساميل العاملة في المجال الإعلامي وبين الأميركيين بطريقة لا تثير لا مشاعر دينية ولا حساسيات. يدخلون بكل شيء: من الإعلام العربي. أنظري كيف صار شكله للأغاني العربية كيف صار شكلها. صرعات التقليد، خلط الإيقاعات الغربية > بالأغنية العربية. ودائما الرائدة بهذه الصرعات مصر. الشغل مصري والمنتج سعودي. إياك أن تظني أن هناك منتج أغنية مصري. ليس هناك من منتجين بمصر، او ربما كانوا أقلية. المنتج دائماً خليجي لكل هذه الصرعات، او يجب أن يكون شيئا اسمه >. هناك شركات خليجية موازية لكنها ليست بقوتها، لم يستطيعوا توسيع أعمالهم كما فعلت روتانا.
هل أتصل الرحباني بهيفا؟ بيعملها
زياد في كانون الثاني الماضي قيل لي بما أنني لم اكن انني أتصلت بهيفا وهبي التي كانت تجري مقابلة إذاعية على الهواء بمناسبة إطلاق ألبومها الغنائي، وأنني > وقلت أشياء نابية على الهوا بما معناه أتركي الغناء او الموسيقى لأهلها، وأفعلي ما تجيدين صنعه.
> لقد ظن الناس أنك انت.
وهل هذا معقول؟ وهل لو كان لدي مأخذ على ما يحصل في الفن أن اتصل وأقول هذا المتداول بين الناس؟ الأسوأ من ان الخبرية لم تحصل، والأسوأ من ان شخصاً انتحل صفتك، في حال كانت القصة قد حصلت لأن هيفا نفت ان يكون الأمر قد حصل معها، هو لماذ أختار المنتحل أسمك؟ معنى ذلك أن هناك مجموعة خصصتك >. بالطبع ولا يمكن أن أقوم بشيء مماثل. لا يمكن أن نحمّل هيفا وهبي مستوى كل ما يحدث بالبلد. اذا أراد المرء ان يحكي فليكن عن مجرمي الحرب. لأنه خلال الحرب اصبح هناك مجرمو حرب في كل المجالات. في كافة وسائل الأعلام والتلفزيون والاذاعة. لن أبحث الآن بهذا، لكن المشكلة يسألونك على الطريق مثلا: >. الفكرة > بايعها، بيعملها. ليست بالفكرة المشجعة. وبما انني لم انفها بشكل رسمي، فإنني ما زلت أصدف أشخاصاً يقولون لي: حسنا فعلت!
لكنك لم تنف؟
بأي صيغة؟ محّيرة. إتصلنا بشكل غير مباشر بأصدقاء لهيفا وهبي سألوها فنفت ان تكون الحادثة قد حصلت أصلاً! لكن ذلك لم يعمم على الناس. قال كثيرون: >. فلا أفهم هذه النظرة المخلوطة عند الجمهور: هل هذه وقاحة أم صراحة؟ لم لم يقل المتصل لو كان الأتصال قد حصل فعلا أنا منصور الرحباني؟. هذا ما يشغلني. هناك كثيرون مهتمون بمستوى الفن. لم لم يقل: انا الياس الرحباني؟ ألا يصدق المواطن إعتراض المعترض إلا إذا كان زياد الرحباني.
طائرة من ورق
> بالنسبة لفيلم > أحسسنا في الدعاية للفيلم مبالغة في التركيز عليك مع ان دورك ثانوي. أما أداؤك فلم ننس ولا لحظة أنك زياد الرحباني. كلامك ظهر في مقاطع كأنه خارج سياق السيناريو، ليس بالمضمون بل باللغة: يعني كنت > زياد الرحباني. هل ندمت؟
زياد لا، لكن لا أعرف لأي مدى بقيت الفكرة التي قرأتها بالنص في الفيلم. بداية، قرات سيناريو وحوار مفصل لكن بالفرنسية. وترجمت رندة النص لوحدها للعربية دون الإستعانة بأحد. لكنها كانت قد تركت لمن يجيدون اللغة الفرنسية حرية إعادة ترجمة الدور. وفعلاً ترجمت نصي بإحترام شديد. لكنني أظن أن جزءاً من تفاصيل الحوار كان احسن بالفرنسية. لقد كتبت رندة، ولأننا التقينا عدة مرات أثناء العمل على موسيقى الفيلم، الدور كما تراني. برأيها أنا أحكي هكذا.
قدمت دورك بصفة >.
المفروض أنه لم يعد ملتحقا (بالجيش الإسرائيلي) لكنه أعتاد برج المراقبة هذا ولا مكان آخر يذهب إليه. حتى لباسه غير نظامي. ولا أحد يطلب منه شيئاً.
حنا السكران يعني؟
...شيء من هذا النوع. لا اعرف لأي مدى ظهرت النقطة التي أحببتها في الفيلم: سخافة شريط شائك يمكن أن يغير حياة الناس. وإلا بمعزل عن ذلك الفيلم عبارة عن قصة حب معهودة... لا أعرف الى أي مدى وصلت فكرة الحدود.
برأيي أساءت رندة تقدير إلى أي مدى من الممكن لحضورك أن يكون طاغياً خاصة لجمهور لبناني او عربي على كل رسائل الفيلم. الملصق أستدرج الناس للتفرج على زياد الرحباني. الناس ذهبت تتفرج على زياد الرحباني، نقطة. و> لم تستطع ان تنسيهم ذلك، على العكس. لأنك كنت هناك كما في مسرحياتك، في فيلمك في حلقاتك الإذاعية في موسيقاك... هذا شيء إيجابي جدا،لكن... انا أسأل الآن أم اجيب؟
انك تعبرين (يضحك)
عملت الموسيقى فهل انت الذي إخترت الأغاني؟ فأغنية مثل > خارج سياق الفيلم تماماً.
هناك نقص بتعداد الأسماء والصفات بالجنريك. > يعني مؤلف الموسيقى الخاصة بالفيلم، أي أنا. لكن عادة تكون في الأفلام كمية من الأغاني والموسيقات المعروفة التي لم يجدوا احسن منها للتعبير عن موقف ما. المسؤول عن هذا الجزء هو المخرج ومنسق الموسيقى الذي لا وجود لاسمه في الجنريك. انا ألفت الموسيقى التصويرية فقط.
لكن ما الذي أغراك بهذا الدور؟
أحسست انه مكتوب جيداً وليس دورا رئيسياً من الممكن أن يفشّل الفيلم او ينجحه. كما أنني أجرب أن اعمل سينما على المسرح حتى. يعني طريقة التمثيل. عدم المبالغة. عدم تكبير الإشارات. حتى بالمسرح وفي كتابات تحليلية سابقا قرن النقاد هذا النوع من المسرح بأسلوب السينما.
من حيث إدارة الممثلين؟ او التقطيع والتوليف؟
التقطيع واللغة وعدم الإستعراض. ليس عندي جو الإستعراض المسرحي. حتى أن إستعمالنا للميكروفونات بكثافة هو لتمكين الممثلين من الكلام كأنهم في السينما. وهذا ليس أسلوباً مسرحيا بامتياز. ربما كان الأسهل تصوير > وأن تركزي على اللقطات المقربة. هكذا تغني إشارة بالحاجب عن ألف إشارة على المسرح. ويراها أول وآخر صف. لذلك كانوا يقولون ان الممثلين في مسرحياتي >. خاصة بما يتعلق بعلو الصوت. هناك > شبه إتفاق بين الجمهور والممثلين ان الواقف على بعد متر مني على الخشبة، وبمجرد أن أضع يدي هكذا (يقلد حركة من يوشوش) وانا أتحدث لغيره وبصوت عال طبعا لتسمع الصالة، فهو لا يسمعني! وهو امر يثير السخرية وليس الضحك. >؟ اما الثاني؟ الذي من المفروض انه لا يسمع هذا الصوت وهو على بعد متر؟ >. وتصدقينها تاريخيا مع المسرح.
هذه لعبة متعارف عليها.
(ضاحكاً) انا لا أحب هذه الألعاب. ركّب ميكروفوناً قريبا لفمه... ودعه يوشوش حقيقة. عندها تسمعه الصالة موشوشا في الميكروفون. لكن جاره لا يسمعه لأنه من حيث علو الصوت على المسرح من المنطقي ان لا يسمعه لأنه يوشوش.
لكن يبدو أن مسرحيتك الجديدة ليس بحاجة لأي ميكروفونات... قلت انها أقرب للخطاب؟
فيها كمية أشياء خالية من الوشوشة. >...
طيب إذا كان أسلوب هذه المسرحيات سينمائي لم لم تصورها؟
لا زال وارداً أن يختار المرء نصا من بينها وأن يشتغله بهذه الطريقة. لكن طالما عندك نص جديد لم ستشتغلين بشيء >؟
تراكم.
ربما كان معك حق لكن برد حماسنا. منذ متى خرجنا من الحرب؟ ثلاثة عشر سنة حسب ما أعلنت الدولة. في هذه السنوات عملنا مسرحيتين. ثم توقفنا لأسباب عدة منها علاقة الناس بالمسرحيتين: البعض كان > جداً، وجزء آخر كان >. ثم طرأت ظروف جعلت المرء يبتعد عن التفكير بالمسرح بسهولة. وعندما فكرنا كنا أنشغلنا بأمور أخرى. سنتان وأنا أفكر بهذه المسرحية التي سنعرضها السنة. لكنك لو راجعت ما كان يحصل خلال هاتين السنتين بالمنطقة وتأثر بيروت حكماً بها لفهمت. تراجع حضور المسرح مع انتشار ما يسمى بالدش. من شأن هذا كله ان يحارب المسارح، لاحظي كم أقفلت مسارح. لم يعد الذهاب إلى المسرح أولوية للناس في حال أرادوا الخروج. أضيفي الوضع الإقتصادي، حيث يفضل المواطن بثمن بطاقتين كل واحدة بعشرين ألف ان يتعشى مع زوجته في مكان ما بدلاً من ان يغامر ويحضر واحدا يريد ان يبشره بشيء ما في المسرح. أو أن الكاتب > يخبئ له رسالة معينة مع المخرج (يضحك) برعاية لا أعرف من. لكن انتبهي: هناك كم من الأعمال هي ليست فعلا مسرح لكنها تعتبر كذلك ووجودها مرتبط بأماكن تستطيع الناس ان تتناول فيها العشاء. هؤلاء يشتغلون...
*قضايا عربية
التعليقات