خفايا نجومية وملايين ... اللمبي محمد سعد

خفايا نجومية وملايين ... محمد سعد
غزة-دنيا الوطن
يعرض حاليا بدور السينما الاردنية
»عوكل« يدعو جمهور السينما للضحك حتى النهاية!
خفايا نجومية وملايين ... محمد سعد
ما هو سر نجاح محمد سعد مع الناس?
.. ما هو سر امتلاء دور العرض عن اخرها وعودة اللافتات المفقودة »كامل العدد« , »الحجز مسبقا« و »حفلات ما بعد منتصف الليل«?
.. هل يقدم محمد سعد سينما رائعة لا يستطيع نجم اخر ان يحاكيها?
الاجابة بالطبع »لا«!
.. هل يقف وراء محمد سعد سيناريو محبوك ومخرج متميز وممثلون يضيفون اليه? الاجابة ايضا »لا«. ففيلمه »عوكل« لا يوجد فيه سيناريو ولا اخراج ولا ممثلون ولا اي شيء سوى محمد سعد, ورغم ذلك الناس غارقة في الضحك من المشهد الاول وحتى المشهد الاخير!!
.. فما سر نجاحه الضخم? هل هي ضربة حظ .. موضة .. قبول رباني .. فهم جيد لرغبات الجمهور .. اجتهاد ممثل .. ام هي كل هذا معا?
ما هي حكاية محمد سعد الشهير ب¯ »اللمبي«?
.. رغم ان (محمد سعد) بدأ مشواره مع التمثيل منذ سنوات طويلة, ورغم انه ظهر في ادوار صغيرة في اكثر من فيلم, لكن حكاية (سعد) الحقيقية لم تبدأ الا بدوره في فيلم (الناظر) مع الراحل علاء ولي الدين.
وقتها كانت المرة الاولى التي يقدم فيها (سعد) شخصية (اللمبي) الشاب البلطجي المسطول بمفرداته الخاصة بدءا من لغته وحتى حركاته, ولفت (سعد) الانظار بتلك الشخصية ساعده بالتأكيد النجاح الجماهيري لفيلم (الناظر) ... لقد كانت فرصة (سعد) للظهور واثبات الذات بعد مشوار طويل شاق مع الادوار الصغيرة ومحاولات التواجد في وسط لا يسمح بالنجاح بسهولة.
.. »اللمبي« في »الناظر« كان بمثابة تمهيد لهذا الكوميديان القادم, وكان واضحا انه خطف الاضواء وجذب الانظار, وبدأ جمهور السينما يتحدث عن »اللمبي« ولكن (محمد سعد) صدم الجمهور وخالف كل توقعاتهم عندما قدم بعد (الناظر) فيلم (55 اسعاف) الذي شاركه بطولته (احمد حلمي) ولم يحقق الفيلم النجاح الجماهيري لان (سعد) لم يقدم فيه »اللمبي« المنتظر بمفرداته التي اعجبت جمهور السينما العريض ودخل 55 اسعاف قائمة الافلام التي تمر دون اي بصمة لا على مستوى السينما كفن, ولا حتى على مستواها كشباك تذاكر وارقام وايرادات!!
.. وجاءت الضربة التي لم يتوقعها احد بمن فيهم محمد سعد نفسه .. اللمبي على الشاشة اكتساح لكل الافلام والنجوم الاخرين .. فلاول مرة يحقق فيلم 27 مليون جنيه .. واقبال جماهيري جعل دور العرض ترفع الشعار كامل العدد والحجز مسبقا وانتقل محمد سعد باللمبي الى الصف الاول بل وتصدر هذا الصف, واحتار الكثيرون في تفسير هذا النجاح خاصة ان الفيلم كان خفيفا فنيا وهاجمه نقاد كثيرون ربما تعالى بعضهم على هذا النجاح العشوائي وربما لم يجد بعضهم الاخر تفسيرا له فهاجموه ووصفوه بانه »كارثة سينمائية«, لكن تلك الكارثة كما سماها البعض - وان كنت لا اراها كذلك ابدا - هي التي صنفت ظاهرة سينمائية اسمها محمد سعد.
... ظاهرة ينتظرها جمهور السينما كل صيف على وعد غير معلن من محمد سعد بانه سيكون قادرا دائما على اضحاكهم, وانه سيلتزم بالعقد الشفهي مع جمهوره وبمقتضاه يقبلون على افلامه بشكل غير مسبوق, وهو يقدم لهم ضحكا من اول مشهد وحتى اخره.
.. ضحكا بأي طريقة حتى ولو كان احيانا »عجين الفلاحة«!
.. لقد كانت ضربة اللمبي محيرة حتي للسينمائيين انفسهم واعادت رسم خريطة النجومية .. المؤكد ان محمد سعد اثر بنجاحه الجماهيري الضخم على كل من حوله وكان السؤال: هل سينجح سعد في فيلمه القادم ام انه سيكون نجم الفيلم الواحد?
وجاءت الاجابة في »اللي بالي بالك« .. محمد سعد ما زال الاول عند الناس .. حقق اعلى الايرادات, لكنه ما زال اللمبي المسطول البلطجي بطريقة كلامه وحركاته التي اصبحت مثار اعجاب جمهوره.
.. لقد تحول اللمبي الى هوس عند جمهور السينما, ورغم ان محمد سعد بادائه لشخصية ضابط الشرطة بجوار اللمبي في »اللي بالي بالك« كان يحاول ان يثبت انه ممثل جيد يستطيع اداء كل الادوار, ورغم انه اثبت ذلك بالفعل لكنه لم يتجرأ على التخلص من اللمبي نهائيا والا سيكون قد خالف عقده مع الجمهور وهي مغامرة غير مضمونة النتائج, ولكن هذه المرة خف كثيرا الهجوم على محمد سعد فلم يعد كما رآه البعض ممثل الفيلم الواحد وانما اكد في »اللي بالي بالك« انه ممثل موهوب ومجتهد ولكنه اكد في نفس الوقت ان اللمبي الذي كان وش السعد عليه سيكون هو نفسه سجنا يصعب التخلص منه بسهولة.
... وجاء فيلمه الجديد »عوكل« هو نفسه اللمبي حتى وان تغير الاسم .. نفس المفردات .. اللغة .. الحركات .. ونفس النجاح الجماهيري والايرادات الضخمة (600 الف جنيه في حفل واحد). والاستعداد للضحك على اي شيء حتى لو كان سقوطا من عوكل على الارض على الطريقة التي كانوا يضحكون بها الاطفال زمان!
.. ولا يوجد شيء في عوكل سوى محمد سعد فلا تشعر ان هناك فيلما ابدا, ورغم ان الفيلم كتبه اثنان من المؤلفين لكنك لا تلمس وجودا لسيناريو وحوار محبوكين .. مثلما لا تلمس وجودا لمخرج اسمه محمد النجار الذي على ما يبدو لم يفعل شيئا, ولماذا يفعل ومحمد سعد موجود والعقد الشفهي بينه وبين الجمهور لا يزال ساريا, وهو يضحكهم باي طريقة وهم يقبلون فيلمه بشكل غير مسبوق.
... ومرة اخرى يتعمد سعد ان يكون بجوار اللمبي الذي غير اسمه الى عوكل شخصية مختلفة ليقول بها للجميع انه ممثل موهوب وهذه المرة تأتي شخصية »اطاطا«.
... ومع »عوكل واطاطا« لا يوجد اخرون, فوجود حسن حسني ونور وعلاء مرسي وطلعت زكريا, مجرد تحصيل حاصل, ومع (عوكل واطاطا) لا شيء سوى مجموعة من الاستكشاف يتألق سعد في ان يضحكك فيها بكلامه او ايفيهاته او حركاته حتى لو اضطر للسقوط على الارض او على السلم!!
... من خلال تواجدي في دار العرض كانت الضحكات قد بدأت قبل ظهور سعد والتفسير الوحيد لهذا النجاح المدوي ل¯ محمد سعد يعني انه اكتسب ثقة الجمهور الذي اصبح يزحف لدور السينما بمجرد وجود فيلم يعرض له.
.. فعلينا ان نعرف جزءا كبيرا من جمهور السينما الان لا يريد وجع دماغ .. لا يريد سوى ان يضحك ويظل يضحك للنهاية ..
يريد فيلما يترك معه عقله على باب السينما ولا يسترده الا وهو خارج منها, ومحمد سعد يلبي كل هذه الرغبات, ففيلم عوكل لا يحتاج فقط الا الى استعدادك للضحك واظن انه استعداد موجود لدى الكثيرين في ظل الظروف الحياتية القاسية.
... محمد سعد .. فنان موهوب ومجتهد لكنه اسير .. اسير الرغبات, الجمهور والنموذج من هذا السجن, وما احلاه سجنا يحقق به الملايين ويتصدر الصفوف الامامية, لكن الى متى سيستمر فيه سعد والى متى يتحقق به نفس هذا النجاح?!
.. هذا هو السؤال الصعب, السؤال الذي على سعد ان يبحث عن اجابته مبكرا!!.0
*العرب اليوم
غزة-دنيا الوطن
يعرض حاليا بدور السينما الاردنية
»عوكل« يدعو جمهور السينما للضحك حتى النهاية!
خفايا نجومية وملايين ... محمد سعد
ما هو سر نجاح محمد سعد مع الناس?
.. ما هو سر امتلاء دور العرض عن اخرها وعودة اللافتات المفقودة »كامل العدد« , »الحجز مسبقا« و »حفلات ما بعد منتصف الليل«?
.. هل يقدم محمد سعد سينما رائعة لا يستطيع نجم اخر ان يحاكيها?
الاجابة بالطبع »لا«!
.. هل يقف وراء محمد سعد سيناريو محبوك ومخرج متميز وممثلون يضيفون اليه? الاجابة ايضا »لا«. ففيلمه »عوكل« لا يوجد فيه سيناريو ولا اخراج ولا ممثلون ولا اي شيء سوى محمد سعد, ورغم ذلك الناس غارقة في الضحك من المشهد الاول وحتى المشهد الاخير!!
.. فما سر نجاحه الضخم? هل هي ضربة حظ .. موضة .. قبول رباني .. فهم جيد لرغبات الجمهور .. اجتهاد ممثل .. ام هي كل هذا معا?
ما هي حكاية محمد سعد الشهير ب¯ »اللمبي«?
.. رغم ان (محمد سعد) بدأ مشواره مع التمثيل منذ سنوات طويلة, ورغم انه ظهر في ادوار صغيرة في اكثر من فيلم, لكن حكاية (سعد) الحقيقية لم تبدأ الا بدوره في فيلم (الناظر) مع الراحل علاء ولي الدين.
وقتها كانت المرة الاولى التي يقدم فيها (سعد) شخصية (اللمبي) الشاب البلطجي المسطول بمفرداته الخاصة بدءا من لغته وحتى حركاته, ولفت (سعد) الانظار بتلك الشخصية ساعده بالتأكيد النجاح الجماهيري لفيلم (الناظر) ... لقد كانت فرصة (سعد) للظهور واثبات الذات بعد مشوار طويل شاق مع الادوار الصغيرة ومحاولات التواجد في وسط لا يسمح بالنجاح بسهولة.
.. »اللمبي« في »الناظر« كان بمثابة تمهيد لهذا الكوميديان القادم, وكان واضحا انه خطف الاضواء وجذب الانظار, وبدأ جمهور السينما يتحدث عن »اللمبي« ولكن (محمد سعد) صدم الجمهور وخالف كل توقعاتهم عندما قدم بعد (الناظر) فيلم (55 اسعاف) الذي شاركه بطولته (احمد حلمي) ولم يحقق الفيلم النجاح الجماهيري لان (سعد) لم يقدم فيه »اللمبي« المنتظر بمفرداته التي اعجبت جمهور السينما العريض ودخل 55 اسعاف قائمة الافلام التي تمر دون اي بصمة لا على مستوى السينما كفن, ولا حتى على مستواها كشباك تذاكر وارقام وايرادات!!
.. وجاءت الضربة التي لم يتوقعها احد بمن فيهم محمد سعد نفسه .. اللمبي على الشاشة اكتساح لكل الافلام والنجوم الاخرين .. فلاول مرة يحقق فيلم 27 مليون جنيه .. واقبال جماهيري جعل دور العرض ترفع الشعار كامل العدد والحجز مسبقا وانتقل محمد سعد باللمبي الى الصف الاول بل وتصدر هذا الصف, واحتار الكثيرون في تفسير هذا النجاح خاصة ان الفيلم كان خفيفا فنيا وهاجمه نقاد كثيرون ربما تعالى بعضهم على هذا النجاح العشوائي وربما لم يجد بعضهم الاخر تفسيرا له فهاجموه ووصفوه بانه »كارثة سينمائية«, لكن تلك الكارثة كما سماها البعض - وان كنت لا اراها كذلك ابدا - هي التي صنفت ظاهرة سينمائية اسمها محمد سعد.
... ظاهرة ينتظرها جمهور السينما كل صيف على وعد غير معلن من محمد سعد بانه سيكون قادرا دائما على اضحاكهم, وانه سيلتزم بالعقد الشفهي مع جمهوره وبمقتضاه يقبلون على افلامه بشكل غير مسبوق, وهو يقدم لهم ضحكا من اول مشهد وحتى اخره.
.. ضحكا بأي طريقة حتى ولو كان احيانا »عجين الفلاحة«!
.. لقد كانت ضربة اللمبي محيرة حتي للسينمائيين انفسهم واعادت رسم خريطة النجومية .. المؤكد ان محمد سعد اثر بنجاحه الجماهيري الضخم على كل من حوله وكان السؤال: هل سينجح سعد في فيلمه القادم ام انه سيكون نجم الفيلم الواحد?
وجاءت الاجابة في »اللي بالي بالك« .. محمد سعد ما زال الاول عند الناس .. حقق اعلى الايرادات, لكنه ما زال اللمبي المسطول البلطجي بطريقة كلامه وحركاته التي اصبحت مثار اعجاب جمهوره.
.. لقد تحول اللمبي الى هوس عند جمهور السينما, ورغم ان محمد سعد بادائه لشخصية ضابط الشرطة بجوار اللمبي في »اللي بالي بالك« كان يحاول ان يثبت انه ممثل جيد يستطيع اداء كل الادوار, ورغم انه اثبت ذلك بالفعل لكنه لم يتجرأ على التخلص من اللمبي نهائيا والا سيكون قد خالف عقده مع الجمهور وهي مغامرة غير مضمونة النتائج, ولكن هذه المرة خف كثيرا الهجوم على محمد سعد فلم يعد كما رآه البعض ممثل الفيلم الواحد وانما اكد في »اللي بالي بالك« انه ممثل موهوب ومجتهد ولكنه اكد في نفس الوقت ان اللمبي الذي كان وش السعد عليه سيكون هو نفسه سجنا يصعب التخلص منه بسهولة.
... وجاء فيلمه الجديد »عوكل« هو نفسه اللمبي حتى وان تغير الاسم .. نفس المفردات .. اللغة .. الحركات .. ونفس النجاح الجماهيري والايرادات الضخمة (600 الف جنيه في حفل واحد). والاستعداد للضحك على اي شيء حتى لو كان سقوطا من عوكل على الارض على الطريقة التي كانوا يضحكون بها الاطفال زمان!
.. ولا يوجد شيء في عوكل سوى محمد سعد فلا تشعر ان هناك فيلما ابدا, ورغم ان الفيلم كتبه اثنان من المؤلفين لكنك لا تلمس وجودا لسيناريو وحوار محبوكين .. مثلما لا تلمس وجودا لمخرج اسمه محمد النجار الذي على ما يبدو لم يفعل شيئا, ولماذا يفعل ومحمد سعد موجود والعقد الشفهي بينه وبين الجمهور لا يزال ساريا, وهو يضحكهم باي طريقة وهم يقبلون فيلمه بشكل غير مسبوق.
... ومرة اخرى يتعمد سعد ان يكون بجوار اللمبي الذي غير اسمه الى عوكل شخصية مختلفة ليقول بها للجميع انه ممثل موهوب وهذه المرة تأتي شخصية »اطاطا«.
... ومع »عوكل واطاطا« لا يوجد اخرون, فوجود حسن حسني ونور وعلاء مرسي وطلعت زكريا, مجرد تحصيل حاصل, ومع (عوكل واطاطا) لا شيء سوى مجموعة من الاستكشاف يتألق سعد في ان يضحكك فيها بكلامه او ايفيهاته او حركاته حتى لو اضطر للسقوط على الارض او على السلم!!
... من خلال تواجدي في دار العرض كانت الضحكات قد بدأت قبل ظهور سعد والتفسير الوحيد لهذا النجاح المدوي ل¯ محمد سعد يعني انه اكتسب ثقة الجمهور الذي اصبح يزحف لدور السينما بمجرد وجود فيلم يعرض له.
.. فعلينا ان نعرف جزءا كبيرا من جمهور السينما الان لا يريد وجع دماغ .. لا يريد سوى ان يضحك ويظل يضحك للنهاية ..
يريد فيلما يترك معه عقله على باب السينما ولا يسترده الا وهو خارج منها, ومحمد سعد يلبي كل هذه الرغبات, ففيلم عوكل لا يحتاج فقط الا الى استعدادك للضحك واظن انه استعداد موجود لدى الكثيرين في ظل الظروف الحياتية القاسية.
... محمد سعد .. فنان موهوب ومجتهد لكنه اسير .. اسير الرغبات, الجمهور والنموذج من هذا السجن, وما احلاه سجنا يحقق به الملايين ويتصدر الصفوف الامامية, لكن الى متى سيستمر فيه سعد والى متى يتحقق به نفس هذا النجاح?!
.. هذا هو السؤال الصعب, السؤال الذي على سعد ان يبحث عن اجابته مبكرا!!.0
*العرب اليوم
التعليقات