عطش توفيق ابو وائل مرشح للاوسكار الاسرائيلي!
"عطش" توفيق ابو وائل
مرشح للاوسكار الاسرائيلي!
القدس-دنيا الوطن
من بين الافلام التي ستعرض في نهاية الأسبوع الجاري، في سينما "ليف ديزِنغوف" في تل أبيب والتي ستتنافس هذا العام في مسابقة الأفلام الروائية والوثائقية التي تنظمها الأكاديمية الإسرائيلية للسينما، سيكون فيلم "عطش" للمخرج الفحماوي توفيق ابو وائل، وستكون هذه العروض مفتوحة أمام الجمهور وأعضاء الأكاديمية، حيث سيتمّ الكشف عن الأفلام المرشّحة للفوز بجوائز الأكاديمية في فئات المسابقة المختلفة، والتي ستنطلق إلى شاشات دور السينما خلال الأشهر القليلة القادمة.
وكان فيلم "عطش" حاز على جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان الأفلام الدولي الـ(21) في مدينة القدس، وكان الفيلم قد عُرض لأول مرة في مهرجان "كان" في فرنسا قبل نحو شهر، حيث فاز فيلم "عطش" بجائزة "الكاميرا الذهبية" هناك، كما حاز على جائزة التحكيم في مهرجان السينما العربية في الدورة السابعة في باريس هذا العام أيضاً.. وتضم قائمة الأفلام الروائية التي سيتمّ عرضها فيلم "نور" للمخرجة كيرِن يدعياه، فيلم "متاليك بلوز" لداني فرتا، فيلم "فلتتخذ لك زوجة" لشلومي ورونيت إلكـَبِتس، وفيلم "أوشبيزين" لغيدي دار.. ومن الأفلام الوثائقية: "من ناحية الغابة" للمخرجَين ليمور بِنحَسوف ويَرون كفتوري، "ما شاء الله" لإيتان حَريس، "من لغة لأخرى" لنوريت أفيف، وفيلم "فيلم الراحة" لليزي شَبيرا.
لقد سبق لتوفيق أبو وائل أن أخرج أفلاماً روائية وتسجيلية قصيرة منها "يوميات عاهر" و "بإنتظار صلاح الدين" و "الرابع عشر". وبالرغم من حداثة تجربة أبو وائل الإخراجية إلا أنه تناول موضوعات حساسة وجريئة، فهو لم يتورع عن القول في فيلم "يوميات عاهر" بأن الجندي الذي إغتصب الأم- الأرض قد بدأ ينظر إلينا كـ "أبناء زانية"، ويتكرر فعل الإغتصاب في فيلم "عطش" فينزوي أبو شكري إلى وادٍ منعزل هو وعائلته المكوّنة من ابنه شكري البالغ من العمر 15 عامًا، وابنته البكر جميلة، والبنت الصغرى حليمة، وأم شكري. ونستشف أن سبب عملية النفي التي إختارها الأب هو إغتصاب جميلة، وإنتهاك شرفها من قبل شخص لم نرَ منه إلا صورته الشخصية التي إحتفظت بها " جميلة " في صندوق أسرارها. في ذلك الوادي الموحش تنقطع صلة الأم والبنتين بالعالم الخارجي، وتكاد بعض الروايات العربية مثل " الشطار " لمحمد شكري أن تكون هي النافذة الوحيدة التي تُطل منها جميلة على العالم، وثمة مذياع عاطل يحاول شكري تصليحه من دون جدوى.
في فيلم "عطش" ثمة صراع أسري مرير بين الأب من جهة وبقية الأسرة من جهة أخرى، فعندما يكتشف الأب صورة الشاب الذي أغتصب إبنته يحبسها في غرفة مهجورة بحيث أنها أوشكت أن تفقد صوابها، وحينما يحاول الإبن تحطيم القفل الحديد بمطرقة ثقيلة يضربه والده بغصن شجرة غليظ أوشك أن يودي بحياته. والغريب أن أبا وائل يتساءل بقسوة في نص الحوار الذي أجرته ريما المسمار لصحيفة المستقبل اللبنانية قائلاً " لماذا الرجل العربي ينحني أمام الاضطهاد ويتحول بطلاً لمجرد ان إبنته أحبت أو مارست الجنس؟" متناسياً أن موضوع الإحتلال هو أكبر من الأقدار أو المصائر الفردية. الفيلم يتوافر أبعاد نفسية كثيرة، فهذا الأب المُستبد الذي يتعرض إلى إضطهاد المُحتل يتصرف بطريقة مرَضية وكأنه لا يجد متنفساً له إلا عن طريق إضطهاد أفراد أسرته، بل أنه يحفز الإبن والبنت تحديداً على قتله. فثمة مواقف كثيرة، وسلوكيات مُستفِزة كانت تصدر من الأب تجعل العائلة برمتها تتميز غيظاً مثل تحطيم خزان الماء، أو حبس الفتاة الكبرى في غرفة موحشة، أو التعاطي مع الأم بطريقة فظة جداً، أو ضرب الإبن بعصىً غليظة، وربما يكون عمل الأسرة المحموم في إخماد نار الفحم المشتعلة بالتراب أو الماء، هو تعويض نفسي عن إطفاء نار الغيظ الملتهبة في صدور الأسرة برمتها تجاه هذا الأب الظالم الذي يمثل السلطة الذكورية المستبدة.
مرشح للاوسكار الاسرائيلي!
القدس-دنيا الوطن
من بين الافلام التي ستعرض في نهاية الأسبوع الجاري، في سينما "ليف ديزِنغوف" في تل أبيب والتي ستتنافس هذا العام في مسابقة الأفلام الروائية والوثائقية التي تنظمها الأكاديمية الإسرائيلية للسينما، سيكون فيلم "عطش" للمخرج الفحماوي توفيق ابو وائل، وستكون هذه العروض مفتوحة أمام الجمهور وأعضاء الأكاديمية، حيث سيتمّ الكشف عن الأفلام المرشّحة للفوز بجوائز الأكاديمية في فئات المسابقة المختلفة، والتي ستنطلق إلى شاشات دور السينما خلال الأشهر القليلة القادمة.
وكان فيلم "عطش" حاز على جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان الأفلام الدولي الـ(21) في مدينة القدس، وكان الفيلم قد عُرض لأول مرة في مهرجان "كان" في فرنسا قبل نحو شهر، حيث فاز فيلم "عطش" بجائزة "الكاميرا الذهبية" هناك، كما حاز على جائزة التحكيم في مهرجان السينما العربية في الدورة السابعة في باريس هذا العام أيضاً.. وتضم قائمة الأفلام الروائية التي سيتمّ عرضها فيلم "نور" للمخرجة كيرِن يدعياه، فيلم "متاليك بلوز" لداني فرتا، فيلم "فلتتخذ لك زوجة" لشلومي ورونيت إلكـَبِتس، وفيلم "أوشبيزين" لغيدي دار.. ومن الأفلام الوثائقية: "من ناحية الغابة" للمخرجَين ليمور بِنحَسوف ويَرون كفتوري، "ما شاء الله" لإيتان حَريس، "من لغة لأخرى" لنوريت أفيف، وفيلم "فيلم الراحة" لليزي شَبيرا.
لقد سبق لتوفيق أبو وائل أن أخرج أفلاماً روائية وتسجيلية قصيرة منها "يوميات عاهر" و "بإنتظار صلاح الدين" و "الرابع عشر". وبالرغم من حداثة تجربة أبو وائل الإخراجية إلا أنه تناول موضوعات حساسة وجريئة، فهو لم يتورع عن القول في فيلم "يوميات عاهر" بأن الجندي الذي إغتصب الأم- الأرض قد بدأ ينظر إلينا كـ "أبناء زانية"، ويتكرر فعل الإغتصاب في فيلم "عطش" فينزوي أبو شكري إلى وادٍ منعزل هو وعائلته المكوّنة من ابنه شكري البالغ من العمر 15 عامًا، وابنته البكر جميلة، والبنت الصغرى حليمة، وأم شكري. ونستشف أن سبب عملية النفي التي إختارها الأب هو إغتصاب جميلة، وإنتهاك شرفها من قبل شخص لم نرَ منه إلا صورته الشخصية التي إحتفظت بها " جميلة " في صندوق أسرارها. في ذلك الوادي الموحش تنقطع صلة الأم والبنتين بالعالم الخارجي، وتكاد بعض الروايات العربية مثل " الشطار " لمحمد شكري أن تكون هي النافذة الوحيدة التي تُطل منها جميلة على العالم، وثمة مذياع عاطل يحاول شكري تصليحه من دون جدوى.
في فيلم "عطش" ثمة صراع أسري مرير بين الأب من جهة وبقية الأسرة من جهة أخرى، فعندما يكتشف الأب صورة الشاب الذي أغتصب إبنته يحبسها في غرفة مهجورة بحيث أنها أوشكت أن تفقد صوابها، وحينما يحاول الإبن تحطيم القفل الحديد بمطرقة ثقيلة يضربه والده بغصن شجرة غليظ أوشك أن يودي بحياته. والغريب أن أبا وائل يتساءل بقسوة في نص الحوار الذي أجرته ريما المسمار لصحيفة المستقبل اللبنانية قائلاً " لماذا الرجل العربي ينحني أمام الاضطهاد ويتحول بطلاً لمجرد ان إبنته أحبت أو مارست الجنس؟" متناسياً أن موضوع الإحتلال هو أكبر من الأقدار أو المصائر الفردية. الفيلم يتوافر أبعاد نفسية كثيرة، فهذا الأب المُستبد الذي يتعرض إلى إضطهاد المُحتل يتصرف بطريقة مرَضية وكأنه لا يجد متنفساً له إلا عن طريق إضطهاد أفراد أسرته، بل أنه يحفز الإبن والبنت تحديداً على قتله. فثمة مواقف كثيرة، وسلوكيات مُستفِزة كانت تصدر من الأب تجعل العائلة برمتها تتميز غيظاً مثل تحطيم خزان الماء، أو حبس الفتاة الكبرى في غرفة موحشة، أو التعاطي مع الأم بطريقة فظة جداً، أو ضرب الإبن بعصىً غليظة، وربما يكون عمل الأسرة المحموم في إخماد نار الفحم المشتعلة بالتراب أو الماء، هو تعويض نفسي عن إطفاء نار الغيظ الملتهبة في صدور الأسرة برمتها تجاه هذا الأب الظالم الذي يمثل السلطة الذكورية المستبدة.
التعليقات