إسرائيليون يعزفون في جرش ومرقص هيفاء وهبي

إسرائيليون يعزفون في جرش ومرقص هيفاء وهبي
غزة-دنيا الوطن
تعرض كلًٌ من مهرجاني "جرش" الأردني و"قرطاج" التونسي لانتقادات كثيرة من وسائل إعلام محلية وعربية بسبب المشاركات التي لم "ترق إلى المستوى الفني والتاريخي للمهرجانين"، كما كان الهم السياسي واضحا وراء الخلفية الفنية خاصة في ظل شائعات ومخاوف من تسلل يهودي إلى مهرجان جرش.
وبرزت أكبر الانتقادات للمهرجانين على وجه الخصوص في أعقاب حفلتي الفنانتين اللبنانيتين "نانسي عجرم" في جرش و"هيفاء وهبي" في قرطاج، حيث اتهم المنظمون بالسعي وراء الإثارة والإسفاف لدرجة أن بعض الصحف أطلقت على المهرجان التونسي اسم "مرقص هيفاء".
وإضافة إلى "الهم الفني" الذي كان حاضرا في جرش، فقد كان تواجد أيضا "الهم السياسي"، وبرز ذلك جليا بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته الفنانة العراقية فريدة المعروفة بأدائها للمقام العراقي، وأعلنت فيه أن أغاني الفنان اليهودي العراقي «فلفل خوفجى» ستكون من بين الأغنيات التي ستؤديها خلال فعالياتها على المدرج الشمالي.
وأثار إعلان فريدة حساسية العديد من الصحافيين الأردنيين والعرب، مما دفعهم إلى فتح ملفات «خوفجى» وفي مقدمها هجرته إلى إسرائيل وقربه من المؤسسات الإسرائيلية الحاكمة، وردت فريدة على منتقديها برفضها لتسييس الفن، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة "الرأي العام" الكويتية.
إسرائيليون يعزفون في جرش
ورغم الانتقادات التي وجهت إلى فريدة، فقد ذكرت صحيفة "الرأي العام" أن الفنانة العراقية قد أحيت حفلتها بنجاح كما نظمت لها حفلة أخرى في عمّان حضرها عشاق المقام العراقي.
وأكدت الصحيفة أنه في الأيام التالية لحفلة فريدة فوجئ جمهور جرش ببضعة شبان وفتيات يعزفون في إحدى ساحات المهرجان أغنيات تدعو إلى السلام مع بقاء المستعمرات في الضفة الغربية.
وترك ظهور هؤلاء الشبان تساؤلات حول هويتهم ـ تبين فيما بعد أنهم إسرائيليون ـ وما إذا كان وجودهم جزءا من ترتيبات المهرجان، الأمر الذي أثار حساسية لجنة مقاومة التطبيع التابعة لمجمع النقابات المهنية.
وفي رده على استفسارات اللجنة أكد مدير المهرجان جرمين سماوي أن فعالية هؤلاء الشبان غير مدرجة في برنامج المهرجان. وأشار سماوي إلى عدم توجيه إدارة المهرجان دعوات لأي فرقة إسرائيلية، ويذكر أن الحذر من تسرب فرق إسرائيلية إلى فعاليات المهرجان بقي حاضراً منذ توقيع اتفاقية السلام الأردنية ـ الإسرائيلية، وتثار في كل دورة من دورات جرش الأسئلة حول المشاركة الإسرائيلية إلا أنها المرة الأولى التي يتمكن إسرائيليون من مخاطبة جمهور جرش في إحدى ساحات المهرجان.
أجواء "العلب الليلية"
وعلى صعيد آخر شهد مهرجان قرطاج الدولي انتقادات عنيفة في الصحافة التونسية بشكل لا سابق له كما ذكرت وكالة "قدس برس"، حيث قالت تلك الصحف إن المهرجان لم يعرف منذ تأسيسه تراجعا وترديا وفوضى مثل التي عاشها في هذا الصيف.
وهاجمت الصحافة التونسية بحدة إدارة المهرجان، ووزير الثقافة وطالبت بالتراجع عن الخطّ السائد في إدارة المهرجان والمحافظة على سمعته الدولية ومستواه الراقي الذي عرف به على مرّ السنين.
وحسب الوكالة فإن الحكاية انطلقت منذ توقيع إدارة مهرجان قرطاج عقدا مع شركة "روتانا"، بمبلغ إجمالي قدره 700 ألف دولار، تتولى بمقتضاه الشركة اختيار المطربين ونوعية العروض.
وقد رأى كثير من الكتاب والنقاد والجمهور أن احتكار "روتانا" لعروض مهرجان قرطاج الدولي تدحرج به إلى أرذل الأذواق. وتسبب في هجران الناس لهذا الفضاء الثقافي والترفيهي، الذي ظل لسنوات شامخا بضيوفه ومستواه العالمي والفني الكبير.
وقد زاد الأمر تعقيدا عندما صرّح مدير عام شركة "روتانا" لإحدى المجلات العربية، أن المهرجان سيحمل مستقبلا اسم "مهرجان قرطاج وروتانا". وهو ما دفع البعض لتسميته "مهرجان روتانا" في قرطاج.
ورأت الصحافة اليومية التونسية أن المشكلات التي عاشها المهرجان هذه السنة سببها شركة "روتانا"، واختياراتها التي حادت عن الأهداف الحقيقية لمهرجان قرطاج. وحمّلت الصحافة وزير الثقافة عبد الباقي الهرماسي مسؤولية الفشل الذي منيت به هذه الدورة.
واعتبرت العديد من الصحف، أن ثمة حاجة ملحة لمراجعة السياسة الثقافية التي تنتهجها الدولة. وما أثار استغراب المتابعين أن كل الأسماء والعروض الراقية، والرصينة تم إلغاؤها أو تأجيلها. كما حصلت فوضى عارمة في تنظيم الحفلات.
وأوضحت "قدس برس" أن عدة صحف تونسية اعتبرت أن السهرات التي واكبها عدد قليل من الجمهور على مسارح قرطاج، كانت أقرب وأشبه بأجواء العلب الليلية، التي لا علاقة لها بالفن. وقد نزلت حسب عبارة أحد الكتاب، "إلى مستوى تبادل الآهات بين "مغنية" وجمهور أقرب في ردود فعله إلى فريق سكارى، وحشاشين منه إلى جمهور عروض ثقافية محترمة".
ووصل الأمر أن المطرب السوري جورج وسوف ألغى عروضه، لأن "روتانا" وضعته ضمن قائمة المشاركين دون تفويض منه. وقد بعث برسالة إلى وزير الثقافة يطالب فيها بتوقيع العقد معه شخصيا، دون تفويض ولا وساطة. عبد المجيد عبد الله ونور مهنا ورضا العبد الله وشيرين وجدي اعتذروا لأسباب مختلفة، ولكنها ليست بعيدة عن طريقة التنظيم التي اتبعتها الشركة المحتكرة.
وهاجمت جريدة "الصباح" كبرى الصحف المحلية خيارات وزارة الثقافة بسبب مسؤوليتها عن تدني الذوق وتراجع مستوى مهرجان قرطاج وتشويه سمعته، وقالت الصحيفة "لقد أصبح مهرجان قرطاج عنوانا سطحيا ومهزليا صدفته المشؤومة، أنه تتويج لمسيرة أربعين سنة من الوجود".
وأضافت "من يريد أن يمارس الترفيه، يستطيع أن يجعله عاما وجماهيريا عبر عروض الساحات العامة والمهرجانات المختصة في الرقص والاستعراض، أما أن يصبح مهرجان عريق مثل مهرجان قرطاج، مرتعا لسهرات لا تختلف في شيء عن أجواء وأذواق العلب الليلية باسم الترفيه والحرص على سعادة الجمهور فتلك مصيبة عظمى مظللة بتبريرات سخيفة".
غزة-دنيا الوطن
تعرض كلًٌ من مهرجاني "جرش" الأردني و"قرطاج" التونسي لانتقادات كثيرة من وسائل إعلام محلية وعربية بسبب المشاركات التي لم "ترق إلى المستوى الفني والتاريخي للمهرجانين"، كما كان الهم السياسي واضحا وراء الخلفية الفنية خاصة في ظل شائعات ومخاوف من تسلل يهودي إلى مهرجان جرش.
وبرزت أكبر الانتقادات للمهرجانين على وجه الخصوص في أعقاب حفلتي الفنانتين اللبنانيتين "نانسي عجرم" في جرش و"هيفاء وهبي" في قرطاج، حيث اتهم المنظمون بالسعي وراء الإثارة والإسفاف لدرجة أن بعض الصحف أطلقت على المهرجان التونسي اسم "مرقص هيفاء".
وإضافة إلى "الهم الفني" الذي كان حاضرا في جرش، فقد كان تواجد أيضا "الهم السياسي"، وبرز ذلك جليا بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته الفنانة العراقية فريدة المعروفة بأدائها للمقام العراقي، وأعلنت فيه أن أغاني الفنان اليهودي العراقي «فلفل خوفجى» ستكون من بين الأغنيات التي ستؤديها خلال فعالياتها على المدرج الشمالي.
وأثار إعلان فريدة حساسية العديد من الصحافيين الأردنيين والعرب، مما دفعهم إلى فتح ملفات «خوفجى» وفي مقدمها هجرته إلى إسرائيل وقربه من المؤسسات الإسرائيلية الحاكمة، وردت فريدة على منتقديها برفضها لتسييس الفن، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة "الرأي العام" الكويتية.
إسرائيليون يعزفون في جرش
ورغم الانتقادات التي وجهت إلى فريدة، فقد ذكرت صحيفة "الرأي العام" أن الفنانة العراقية قد أحيت حفلتها بنجاح كما نظمت لها حفلة أخرى في عمّان حضرها عشاق المقام العراقي.
وأكدت الصحيفة أنه في الأيام التالية لحفلة فريدة فوجئ جمهور جرش ببضعة شبان وفتيات يعزفون في إحدى ساحات المهرجان أغنيات تدعو إلى السلام مع بقاء المستعمرات في الضفة الغربية.
وترك ظهور هؤلاء الشبان تساؤلات حول هويتهم ـ تبين فيما بعد أنهم إسرائيليون ـ وما إذا كان وجودهم جزءا من ترتيبات المهرجان، الأمر الذي أثار حساسية لجنة مقاومة التطبيع التابعة لمجمع النقابات المهنية.
وفي رده على استفسارات اللجنة أكد مدير المهرجان جرمين سماوي أن فعالية هؤلاء الشبان غير مدرجة في برنامج المهرجان. وأشار سماوي إلى عدم توجيه إدارة المهرجان دعوات لأي فرقة إسرائيلية، ويذكر أن الحذر من تسرب فرق إسرائيلية إلى فعاليات المهرجان بقي حاضراً منذ توقيع اتفاقية السلام الأردنية ـ الإسرائيلية، وتثار في كل دورة من دورات جرش الأسئلة حول المشاركة الإسرائيلية إلا أنها المرة الأولى التي يتمكن إسرائيليون من مخاطبة جمهور جرش في إحدى ساحات المهرجان.
أجواء "العلب الليلية"
وعلى صعيد آخر شهد مهرجان قرطاج الدولي انتقادات عنيفة في الصحافة التونسية بشكل لا سابق له كما ذكرت وكالة "قدس برس"، حيث قالت تلك الصحف إن المهرجان لم يعرف منذ تأسيسه تراجعا وترديا وفوضى مثل التي عاشها في هذا الصيف.
وهاجمت الصحافة التونسية بحدة إدارة المهرجان، ووزير الثقافة وطالبت بالتراجع عن الخطّ السائد في إدارة المهرجان والمحافظة على سمعته الدولية ومستواه الراقي الذي عرف به على مرّ السنين.
وحسب الوكالة فإن الحكاية انطلقت منذ توقيع إدارة مهرجان قرطاج عقدا مع شركة "روتانا"، بمبلغ إجمالي قدره 700 ألف دولار، تتولى بمقتضاه الشركة اختيار المطربين ونوعية العروض.
وقد رأى كثير من الكتاب والنقاد والجمهور أن احتكار "روتانا" لعروض مهرجان قرطاج الدولي تدحرج به إلى أرذل الأذواق. وتسبب في هجران الناس لهذا الفضاء الثقافي والترفيهي، الذي ظل لسنوات شامخا بضيوفه ومستواه العالمي والفني الكبير.
وقد زاد الأمر تعقيدا عندما صرّح مدير عام شركة "روتانا" لإحدى المجلات العربية، أن المهرجان سيحمل مستقبلا اسم "مهرجان قرطاج وروتانا". وهو ما دفع البعض لتسميته "مهرجان روتانا" في قرطاج.
ورأت الصحافة اليومية التونسية أن المشكلات التي عاشها المهرجان هذه السنة سببها شركة "روتانا"، واختياراتها التي حادت عن الأهداف الحقيقية لمهرجان قرطاج. وحمّلت الصحافة وزير الثقافة عبد الباقي الهرماسي مسؤولية الفشل الذي منيت به هذه الدورة.
واعتبرت العديد من الصحف، أن ثمة حاجة ملحة لمراجعة السياسة الثقافية التي تنتهجها الدولة. وما أثار استغراب المتابعين أن كل الأسماء والعروض الراقية، والرصينة تم إلغاؤها أو تأجيلها. كما حصلت فوضى عارمة في تنظيم الحفلات.
وأوضحت "قدس برس" أن عدة صحف تونسية اعتبرت أن السهرات التي واكبها عدد قليل من الجمهور على مسارح قرطاج، كانت أقرب وأشبه بأجواء العلب الليلية، التي لا علاقة لها بالفن. وقد نزلت حسب عبارة أحد الكتاب، "إلى مستوى تبادل الآهات بين "مغنية" وجمهور أقرب في ردود فعله إلى فريق سكارى، وحشاشين منه إلى جمهور عروض ثقافية محترمة".
ووصل الأمر أن المطرب السوري جورج وسوف ألغى عروضه، لأن "روتانا" وضعته ضمن قائمة المشاركين دون تفويض منه. وقد بعث برسالة إلى وزير الثقافة يطالب فيها بتوقيع العقد معه شخصيا، دون تفويض ولا وساطة. عبد المجيد عبد الله ونور مهنا ورضا العبد الله وشيرين وجدي اعتذروا لأسباب مختلفة، ولكنها ليست بعيدة عن طريقة التنظيم التي اتبعتها الشركة المحتكرة.
وهاجمت جريدة "الصباح" كبرى الصحف المحلية خيارات وزارة الثقافة بسبب مسؤوليتها عن تدني الذوق وتراجع مستوى مهرجان قرطاج وتشويه سمعته، وقالت الصحيفة "لقد أصبح مهرجان قرطاج عنوانا سطحيا ومهزليا صدفته المشؤومة، أنه تتويج لمسيرة أربعين سنة من الوجود".
وأضافت "من يريد أن يمارس الترفيه، يستطيع أن يجعله عاما وجماهيريا عبر عروض الساحات العامة والمهرجانات المختصة في الرقص والاستعراض، أما أن يصبح مهرجان عريق مثل مهرجان قرطاج، مرتعا لسهرات لا تختلف في شيء عن أجواء وأذواق العلب الليلية باسم الترفيه والحرص على سعادة الجمهور فتلك مصيبة عظمى مظللة بتبريرات سخيفة".
التعليقات