مقاهي رام الله تروج السياسة
مقاهي رام الله تروج السياسة
غزة-دنيا الوطن
تكتسح القضايا السياسية في رام الله كما في كل فلسطين غالبية أحاديث الشباب والأصدقاء بما يشكل ما نسبته 90% من مجمل هذه الأحاديث التي تدور غالباً في المقاهي. على عكس الحال بالنسبة لاصقاع أخرى من العالم حيث تتنوع أحاديث الأشخاص بين التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا وغيرها.وانطلاقاً من مقولة «السياسة هي الخبز اليومي» لشعوب عديدة فإن الفلسطينيين يرددون بدورهم بأنهم «يتنفسون سياسة».وتأتي جرائم الاحتلال وخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي للانفصال عن الفلسطينيين في مقدمة الأحاديث.ويقول نائل العمري، المسئول عن إدارة أحد مقاهي رام الله، الذي يرتاده الشبان في الغالب: يختلف مرتادو المقاهي في فلسطين عن غيرهم من مرتادي المقاهي في العالم، ففي الوقت الذي يتحدث فيه الآخرون عن التجارة وكرة القدم والأغاني والتكنولوجيا، تكون الأحاديث في السياسة هي الغالبة عندنا، بحكم الظروف التي نعيشها.
ويضيف العمري: البعض يعتقد أن الحديث في «السياسة» داخل المقاهي قد يقتصر على كبار السن، الذين اعتادوا ارتياد المقاهي القديمة. . لكن هذا ليس صحيحاً، فالطفل الفلسطيني يتحدث في «السياسة».
ويقول أبو معتز بينما يمارس عادته في تدخين النارجيلة: حياتنا كلها «سياسة» بما في ذلك «نفس الأرجيلة».. نعم أنا أدخن النارجيلة للتنفيس عن الغضب الذي يحتبس داخلي بسبب الأوضاع التي نعيشها، وخصوصاً السياسة منها. ويقول يسري مرار (عامل بناء): أي حديث سيجمع بين الأصدقاء في المقهى، تدخل السياسة فيه. . ان لم نتحدث عن الاتفاقات والتطورات السياسية، سنتحدث عن الحواجز، والبطالة، ولقمة العيش، وكل هذا لا يخرج عن نطاق «السياسة»..
ويقول صديقه أمجد العاصي: لا تهمنا الاتفاقات. . كل ما يهمنا أن نعمل، ونوفر لقمة العيش لأبنائنا. ويكاد يكون للحديث عن جرائم الاحتلال المتكررة، وخطة شارون للانفصال عن الفلسطينيين نصيب الأسد في الحوارات بين الأصدقاء في المقاهي، في حين شغلت «اتفاقية جنيف» عند توقيعها حيزاً كبيراً من هذه الأحاديث. . يقول أبو معتز: ما يسمى «اتفاقية جنيف» يأخذ مساحة كبيرة من أحاديثنا. . أنا لاجئ وبطبيعة الحال أرفض هذا الاتفاق لأنه يفرط في حق العودة. .
أكاد أجزم أن جميع من في المقهى يرفضونه».. ويقول طبيب الأسنان، زاهي سلامة: «اتفاقية جنيف» لها السبق في الأحاديث السياسية لمرتادي المقهى، مشيراً الى أنه وأصدقاؤه يرفضون هذا الاتفاق، «لما فيه تنازل عن الثوابت الوطنية».. أما خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فقد تستغرب أن البعض يراها ايجابية، خصوصاً أنها لا تلزم الفلسطينيين بأية اتفاقات قد تكون مهينة، عموماً شارون عنصري وليس بعيداً عنه مثل هذه الخطوات. .
ويضيف سلامة: «وين ما ندور السياسة ورانا. . حياة هذا الشعب كلها سياسة». وعلى الرغم من أن البعض يقرون أن اتجاههم نحو المقاهي يأتي من باب «الهروب من السياسة والهموم»، الا أنها تطاردهم، ويقول الطالب أمجد مالك: في بعض الأحيان لا تأخذ السياسة أكثر من خمس دقائق من أحاديثنا، لكنها في أحيان اخرى تقتحم الجلسة رغماً عنا، خصوصاً عندما نسمع خبراً جديداً، كازالة حاجز سردا العسكري على سبيل المثال. ويؤكد البعض أن المقاهي مرتع خصب للشائعات، بما فيها ذات البعد السياسي. . يقول زياد أبو النيل (تاجر): ينشط مرجو الشائعات كثيراً في المقاهي، خصوصاً أنها بيئة مناسبة لذلك. .
تبدأ الحكاية عادية وسرعان ما تنتشر بصورة غير التي هي عليه، فانتقال الحديث من رجل لآخر يغير في الحكاية. . هذا يزيد من انتشار الشائعات، كما أعتقد أن هناك أناساً ممن يعرفون بالطابور الخامس مهمتهم ترويج مثل هذه الشائعات لاحداث البلبلة في الشارع الفلسطيني، ولا أستبعد أن تكون المخابرات الاسرائيلية وراء ذلك». وسبق لقوات الاحتلال أن اقتحمت العديد من مقاهي رام الله، لعل آخرها مقهى «ايفل»، قبل عدة أشهر، حيث اعتقلت عدداً من الشبان ادعت أنهم «مطلوبون».
ويرجح عدد من مرتادي المقاهي «أن المخابرات الاسرائيلية تعمد الى ارسال عملائها من الفلسطينيين الى المقاهي، لاستقصاء المعلومات، والبحث عن أشخاص بعينهم».. يقول منصور سالم، ويعمل مدرساً: ليس بعيداً أن تكون في المخابرات الإسرائيلية وحدة متخصصة في المقاهي. . الحديث في المقهى حر لا رقابة عليه، وبالتالي فهو حديث جريء، قد لا يخلو من معلومات تخدم سلطات الاحتلال، ربما دون قصد.
رام الله ـ مكتب البيان
غزة-دنيا الوطن
تكتسح القضايا السياسية في رام الله كما في كل فلسطين غالبية أحاديث الشباب والأصدقاء بما يشكل ما نسبته 90% من مجمل هذه الأحاديث التي تدور غالباً في المقاهي. على عكس الحال بالنسبة لاصقاع أخرى من العالم حيث تتنوع أحاديث الأشخاص بين التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا وغيرها.وانطلاقاً من مقولة «السياسة هي الخبز اليومي» لشعوب عديدة فإن الفلسطينيين يرددون بدورهم بأنهم «يتنفسون سياسة».وتأتي جرائم الاحتلال وخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي للانفصال عن الفلسطينيين في مقدمة الأحاديث.ويقول نائل العمري، المسئول عن إدارة أحد مقاهي رام الله، الذي يرتاده الشبان في الغالب: يختلف مرتادو المقاهي في فلسطين عن غيرهم من مرتادي المقاهي في العالم، ففي الوقت الذي يتحدث فيه الآخرون عن التجارة وكرة القدم والأغاني والتكنولوجيا، تكون الأحاديث في السياسة هي الغالبة عندنا، بحكم الظروف التي نعيشها.
ويضيف العمري: البعض يعتقد أن الحديث في «السياسة» داخل المقاهي قد يقتصر على كبار السن، الذين اعتادوا ارتياد المقاهي القديمة. . لكن هذا ليس صحيحاً، فالطفل الفلسطيني يتحدث في «السياسة».
ويقول أبو معتز بينما يمارس عادته في تدخين النارجيلة: حياتنا كلها «سياسة» بما في ذلك «نفس الأرجيلة».. نعم أنا أدخن النارجيلة للتنفيس عن الغضب الذي يحتبس داخلي بسبب الأوضاع التي نعيشها، وخصوصاً السياسة منها. ويقول يسري مرار (عامل بناء): أي حديث سيجمع بين الأصدقاء في المقهى، تدخل السياسة فيه. . ان لم نتحدث عن الاتفاقات والتطورات السياسية، سنتحدث عن الحواجز، والبطالة، ولقمة العيش، وكل هذا لا يخرج عن نطاق «السياسة»..
ويقول صديقه أمجد العاصي: لا تهمنا الاتفاقات. . كل ما يهمنا أن نعمل، ونوفر لقمة العيش لأبنائنا. ويكاد يكون للحديث عن جرائم الاحتلال المتكررة، وخطة شارون للانفصال عن الفلسطينيين نصيب الأسد في الحوارات بين الأصدقاء في المقاهي، في حين شغلت «اتفاقية جنيف» عند توقيعها حيزاً كبيراً من هذه الأحاديث. . يقول أبو معتز: ما يسمى «اتفاقية جنيف» يأخذ مساحة كبيرة من أحاديثنا. . أنا لاجئ وبطبيعة الحال أرفض هذا الاتفاق لأنه يفرط في حق العودة. .
أكاد أجزم أن جميع من في المقهى يرفضونه».. ويقول طبيب الأسنان، زاهي سلامة: «اتفاقية جنيف» لها السبق في الأحاديث السياسية لمرتادي المقهى، مشيراً الى أنه وأصدقاؤه يرفضون هذا الاتفاق، «لما فيه تنازل عن الثوابت الوطنية».. أما خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فقد تستغرب أن البعض يراها ايجابية، خصوصاً أنها لا تلزم الفلسطينيين بأية اتفاقات قد تكون مهينة، عموماً شارون عنصري وليس بعيداً عنه مثل هذه الخطوات. .
ويضيف سلامة: «وين ما ندور السياسة ورانا. . حياة هذا الشعب كلها سياسة». وعلى الرغم من أن البعض يقرون أن اتجاههم نحو المقاهي يأتي من باب «الهروب من السياسة والهموم»، الا أنها تطاردهم، ويقول الطالب أمجد مالك: في بعض الأحيان لا تأخذ السياسة أكثر من خمس دقائق من أحاديثنا، لكنها في أحيان اخرى تقتحم الجلسة رغماً عنا، خصوصاً عندما نسمع خبراً جديداً، كازالة حاجز سردا العسكري على سبيل المثال. ويؤكد البعض أن المقاهي مرتع خصب للشائعات، بما فيها ذات البعد السياسي. . يقول زياد أبو النيل (تاجر): ينشط مرجو الشائعات كثيراً في المقاهي، خصوصاً أنها بيئة مناسبة لذلك. .
تبدأ الحكاية عادية وسرعان ما تنتشر بصورة غير التي هي عليه، فانتقال الحديث من رجل لآخر يغير في الحكاية. . هذا يزيد من انتشار الشائعات، كما أعتقد أن هناك أناساً ممن يعرفون بالطابور الخامس مهمتهم ترويج مثل هذه الشائعات لاحداث البلبلة في الشارع الفلسطيني، ولا أستبعد أن تكون المخابرات الاسرائيلية وراء ذلك». وسبق لقوات الاحتلال أن اقتحمت العديد من مقاهي رام الله، لعل آخرها مقهى «ايفل»، قبل عدة أشهر، حيث اعتقلت عدداً من الشبان ادعت أنهم «مطلوبون».
ويرجح عدد من مرتادي المقاهي «أن المخابرات الاسرائيلية تعمد الى ارسال عملائها من الفلسطينيين الى المقاهي، لاستقصاء المعلومات، والبحث عن أشخاص بعينهم».. يقول منصور سالم، ويعمل مدرساً: ليس بعيداً أن تكون في المخابرات الإسرائيلية وحدة متخصصة في المقاهي. . الحديث في المقهى حر لا رقابة عليه، وبالتالي فهو حديث جريء، قد لا يخلو من معلومات تخدم سلطات الاحتلال، ربما دون قصد.
رام الله ـ مكتب البيان
التعليقات