وزارة الخارجية البريطانية تستعد لاطلاق فضائية عربية منافسة للجزيرة

وزارة الخارجية البريطانية تستعد لاطلاق فضائية عربية منافسة للجزيرة

غزة-دنيا الوطن

قررت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي المضي قدما في الاعداد لاطلاق محطة فضائية ناطقة باللغة العربية وموجهة للعالم العربي، حيث تبث برامجها علي مدار الساعة.

وقالت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية ان الخطة هي من بنات افكار وزارة الخارجية البريطانية التي تريد تقديم وجهة نظر موازية لما تقدمه الفضائيات العربية، خاصة قناة الجزيرة القطرية.

وسيتم تنظيم القناة الجديدة علي شكل الخدمات الاخبارية التي تقدمها المحطة في بي بي سي وورلد ، والتي تقدم خدمات اخبارية دولية. ومركز المحطة سيكون لندن، ومنها ستبث معظم البرامج، اضافة لمكاتب تابعة للقناة في معظم العواصم العربية. وتبلغ كلفة المحطة التقديرية حوالي 28 مليون جنيه استرليني (42 مليون يورو، 51 مليون دولار).

وستشرف وزارة الخارجية ماليا علي المحطة، التي تقوم بالاشراف علي محطات هيئة الاذاعة البريطانية الدولية. وتم تضمين ميزانية القناة ضمن نفقات الوزارة في ميزانية ربيع 2004، وستصادق الخزانة عليها قبل اعطاء المحطة الضوء الاخضر.

وبحسب الصحيفة، فقد رفضت الخارجية الحديث عن تفاصيل خطة اطلاق القناة. وقال متحدث باسمها ان الخطة لا تزال موضع نقاش، مضيفا ان الوزارة طلبت من بي بي سي وورلد النظر في المشروع وتفاصيله قبل اصدار القرار النهائي فيها.

وكان موضوع القناة الجديدة قد طرح اثناء نقاش برلماني، حيث قدم القائم باعمال بي بي سي وورلد شهادة امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، وقال ان المحطة الجديدة تقترح تقديم خلطة من البرامج الاخبارية والحوارية والتوثيقية تكون قادرة علي التعامل مع الوضع الاعلامي الجديد في الشرق الاوسط.

وانشاء قناة تلفزيونية اخبارية تعمل 24 ساعة باللغة العربية ليس أول محاولة تبذلها بي.بي.سي في هذا المجال. فقد سبق أن أغلقت تلفزيونها باللغة العربية عام 1996 واتجه كثيرون من أفراد طاقمه للعمل بقناة الجزيرة.

وكانت بي بي سي قد تعاونت مع العائلة السعودية في هذه القناة، الا ان خلافا معها، حول عرض فيلم وثائقي حول النظام القضائي ومعاقبة المجرمين ادي لايقاف التعاون. وعلي الرغم من فشل المحاولة، الا انها اثبتت وجود سوق اعلامية جيدة في العالم العربي.

وحققت قناة الجزيرة القطرية التي انضم اليها معظم العاملين السابقين في بي.بي.سي العربية، قفزات اعلامية هائلة علي صعيد التغطية الاخبارية والسبق، واغضبت اكثر من نظام عربي، لعل السعودية من اكثر الدول التي شجبت القناة، سياسيا، واصدرت فيها فتاوي، كما قام اكاديميون بتحليل محتويات برامجها.

واثناء الحملة الامريكية علي افغانستان وغزو العراق الحالي، لم تتوقف هجمات المسؤولين الامريكيين علي القناة، فقد هاجمها وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد اكثر من مرة، كما هاجمهتها مستشارة الرئيس الامريكي جورج بوش لشؤون الامن القومي، كوندوليزا رايس. وعندما اراد بوش التحدث للعالم العربي، تجنب الجزيرة وقرر تقديم مقابلته، لكل من قناة العربية وقناة الحرة التي اطلقتها واشنطن من شمال فرجينيا في وقت سابق من العام الحالي لكنها لم تحقق اي نجاح اعلامي في المنطقة، واصدر احد مشايخ السعودية فتوي حرم علي السعوديين مشاهدة قناة الحرة .

وبثت الجزيرة التي تتهمها بريطانيا والولايات المتحدة بالتعاون مع الاسلاميين المتشددين، يوم الثلاثاء تصوير فيديو لمسلحين ملثمين يقفون أمام رهينة كوري جنوبي في العراق.

وفي عام 2001 كشفت قطر، ان وزير الخارجية الامريكية كولن باول، طلب منها التدخل للسيطرة علي القناة، واعاد باول تأكيداته هذه في زيارته الاخيرة لقطر.

وفي السنة الماضية ندد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، بقناة الجزيرة لانها عرضت صورا لقتلي بريطانيين في العراق.

ويقول محللون ان اي محطة اعلامية مدعومة من الغرب ستجد صعوبة في التنافس مع الجزيرة ، لان الاخيرة تقوم بالتعبير عن عواطف وتطلعات الجماهير العربية. وتقدم البديل عن الاعلام الرسمي.

وبدأت اصوات مؤيدة لاسرائيل التعبير عن معارضتها او مخاوفها من القناة المقترحة، حيث نقلت الصحيفة عن فابيان هاميلتون، النائب عن مدينة ليدز والذي يعيش في منطقته الانتخابية اعداد من اليهود، قوله انه بدون رقابة صارمة علي التحرير، فالقناة قد تتحول الي اداة دعائية للعالم العربي .

وكرر هاميلتون ما يرد من تصريحات علي لسان المدافعين عن اسرائيل من ان الاعلام متحيز ضد اسرائيل، في تلميح الي ان القناة قد تتحول الي اداة ضد اسرائيل ايضا. ويؤكد مسؤولون كبار في بي بي سي وورلد ان لديهم الالية لجعل القناة محايدة في نقل الاخبار. وفيما تساءل مستشارون اعلاميون عن الحكمة من انشاء محطة جديدة بميزانية اضافية، قال عضو في لجنة الشؤون الخارجية ان الخزانة قد توافق علي الميزانية الاضافية هذه علي الرغم من سياسة التقشف في الانفاق، مشيرا الي ان بي بي سي كخدمة اخبارية معروفة في كل انحاء العالم، وهي بهذه المثابة قادرة علي ادارة محطة تلفزيونية، مؤكدا علي ضرورة انفاق هذه الميزانية بحكمة.

التعليقات