الواقع الإعلامي في محافظة جنين
الواقع الإعلامي في محافظة جنين
جنين-دنيا الوطن -رامي دعيبس
لم يكن يعتقد الكثيرين أن تشهد محافظة جنين في فترة من فترات عمرها هذا الاهتمام الإعلامي الكبير خاصة بعد اجتياح المخيم الكبير في نيسان / 2002. وما ترتب عليه من جهد كبير بذله الإعلاميون في المحافظة من اجل إظهار حقيقة ما يدور على ارض الواقع من عدوان متواصل ضد أهالي المحافظة وآثاره المدمرة على جميع مناحي الحياة وتأثيره على الشجر والبشر والحجر في كافة أنحاء المحافظة وما يبذله الصحافيون والإعلاميون وكذلك أمام العالم كله فهل هذا الواقع الإعلامي ملائم لما يدور؟؟؟ وكيف يراه الإعلاميين بأعينهم؟؟؟.
من اجل الإطلاع على الواقع الإعلامي في محافظة جنين بجوانبه المختلفة التقت "جنين برس" بعدد من الزملاء الصحافيين في المحافظة ليتحدثوا بأنفسهم عن الواقع الإعلامي في المحافظة وما يتعرضوا له أثناء أداء واجبهم المهني الإعلامي خاصة خلال هذه السنوات التي تعرضت فيها محافظة جنين للكثير الكثير من الوقائع والتي أنتجت هذا الزخم الإعلامي الكبير لها والاهتمام الدولي لما يدور فيها.
السيد محمود استيتي مدير مكتب وزارة الإعلام في جنين قال في بداية حديثه أن قطاع الإعلام شأنه شأن بقية قطاعات الحياة في محافظة جنين التي طالها وما زال العدوان الإسرائيلي تأثر من جراء هذا العدوان إن كان بتضحيات العاملين فيه من شهداء وجرحى أو في تعطيل حركة تنقل الصحفيين إلى أماكن الحدث لكن تمكن إعلاميو المحافظة بإمكانياتهم البسيطة في مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من نقل ما شهدته المحافظة على مدى السنوات الماضية بشكل راكم لدى الصحفيين خبراتهم التي انعكست على تحسن في الأداء. ويتابع استيتي دائما ما يهتم الإعلامي العالمي بالأحداث التي تقع قرب مراكز القرار في العواصم أكثر من اهتمامه بأحداث تقع في الأطراف إلا إذا كان هناك أحداث غير عادية فتتبعها الفضائيات حيثما تكون وهذه ربما تكون صفة عامة في الفضائيات التي بعضها يبحث عن أحداث الإثارة وعلى الإعلاميين الموجودين في جنين والذين يعملون مع فضائيات عالمية وعربية أن يكثفوا رسائلهم وان يرتقوا بمستواها المهني إلى درجة تفرض نفسها على هذه الفضائية أو تلك.
وعن خدمات وزارة الإعلام للصحفيين يتابع استيتي منذ وجود وزارة الإعلام وهي تهتم بتقديم الخدمات اللازمة للصحفيين ولكن وجود الفضائيات الكثيف وارتباطاتها المباشرة بمراسلين محليين جعل دور الوزارة يتراجع في هذا الصعيد والمجال لصالح العمل المباشر من قبل المراسلين إن كانوا محليين أو أجانب وأستطيع القول أن الإنتاج الإعلامي والصحفي في وزارة الإعلام لم يكن بالمستوى المتوقع بالرغم من عدة محاولات قامت بها الوزارة في جنين بالتنسيق مع المحافظة لتشكيل مركز إعلامي لمحافظة جنين لجمع المعلومة ويعيد توزيعها ولكن لم يكتب النجاح لأي من هذه المحاولات.
ويؤكد استيتي أن هناك لدى بعض الإعلاميين نقص في الخبرة أو الكفاءة المهنية تنعكس على إرادة الصحفي حيث يعتبر أن أي معلومة تصله تصلح لان يوزعها كخبر دون التأكد من صحتها أو حجمها ولكن المهنية في الإعلام لا تعني سرعة نقل الخبر فقط وإنما وقته. وفي علاقة مكتب وزارة الإعلام بالصحفيين في المحافظة يؤكد استتيتي أن منذ تأسيس المكتب في جنين ربطته بكافة الزملاء العاملين في الإعلام علاقات ايجابية حيث يترددون في زياراتهم على المكتب الذي أصدر بدوره عدة تراخيص لمكاتب إعلامية وصحفية وكذلك بطاقات صحفية للصحفيين وكان يقدم المكتب برنامجا أسبوعيا تحت عنوان "قضية وحوار" تطرح فيه قضايا تهم المجتمع المحلي ويناقشها الصحافيون مع شخصية مسؤولة رغم ذلك نرجو من الحوارات المكثفة التي تجري في كل من رام الله وغزة حول استطلاع آراء إعلاميين ومثقفين اتجاه شكل ودور وزارة الإعلام في الارتقاء بالعمل الإعلامي أن تصل إلى نتيجة تنعكس ايجابيا على الأداء الإعلامي باتجاه تطوير المهنة.
ويتابع استيتي حول دور المحطات المحلية سند قطاع الإعلام المرئي والمسموع منذ بداية العدوان الإسرائيلي المستمر تأثرا واسعا أدى إلى الحد من تطوره لأسباب لها علاقة بشح الإمكانيات أو الكفاءات الأمر الذي اقتصر دور بعض المحطات على النقل من الفضائيات والبعض الآخر يكتفي برسالة صوتية من احد المراسلين في اليوم وفقا لمنظومة اللوائح المتعلقة بالإعلام المرئي فان هذه المحطات لم تصل لمستوى الشروط الواجب توفرها لحصولها على الترخيص.
من جانبه يقول جودت أبو عون عضو مجلس نقابة الصحفيين في جنين حول نفس الموضوع أن جنين في كل شيء تاريخيا مقصرة على كل الأصعدة الثقافي والإعلامي والسياحي ويمكن إيعازها بالظروف الموضوعية التي تعيشها جنين والمؤسسات التي تحتويها. وبدأت تظهر بعض المؤسسات الإعلامية ولكن ليس بالمستوى المطلوب وهذا ناتج عن ضعف الإمكانيات وطموحنا أن تتعزز هذه المؤسسات وبدأت تهتم بالكادر البشري الشاب التي يمكن أن يعطي في المستقبل أكثر. هذه الكوادر إذا وجدت تشجيع من حوافز ومكافئات يمكن أن تساهم في تطوير العملية الإعلامية في المحافظة فحتى الآن لا يصدر في جنين حتى صحيفة واحدة وهذا ضعف يتحمل مسؤوليته الجهات المحلية والمستثمرين. وحول التطور الصحفي في المحافظة يتابع أبو عون التطوير دائما بحاجة له سواء كان أكاديميا أو مهنيا وهي مطلوبة دائما سواء محلي أو خارجي خاصة أن العمل الصحفي يعمل على التكنولوجيا الحديثة وهذه بحاجة إلى تطوير دائم وارى بالصحفيين الصاعدين انه ممكن بالاستفادة من الخبرات للزملاء القديمين والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة أن يدفعوا بالعملية الصحفية في المستقبل وترى النقابة أهمية ضرورة وجود أنشطة إعلامية ودورات للإخوة الصحفيين لكن إن كانت لا تسمح الآن والتي أعقبت تشكيل النقابة والمؤسسات وهي لا تساعد. وفي دور نقابة الصحفيين وتمثيلها للصحفيين يؤكد أبو عون أن جميع الصحفيين يجب أن يكونوا أعضاء في نقابة الصحافيين الفلسطينيين لأنه جسم نقابي وهو لا يمثل شخص أو اتجاه معين وهو ملك للصحفيين وممثلهم وهو ممكن أن يلعب دور مهم جدا ولذلك لا يجوز أن يكون الصحفي خارجها وينتقدها وإنما يمكن أن ينتقدها من الداخل وهذا تصحيح لبعض المسارات ولهذا يجب أن يكون الصحفي داخل النقابة حتى لو اختلف مع أشخاص آخرين لأنها شيء ايجابي ونقد بناء وفي هذا المجال يقول أبو عون هناك بعض الصحفيين يرفضون الدخول في النقابة وإنما يوجهون لها الانتقادات خارجها وهو لا يجوز أصلا. ويؤكد أبو عون انه يجوز أن هناك تقصير من قبل النقابة تجاه بعض الصحفيين ولكن هذا التقصير لا يقع على عاتق النقابة لوحدها وإنما ظروف محيطة يعيشها الشعب الفلسطيني. وان النقابة يجب أن يتم ويستمر تفعيلها وتطويرها عن طريق النقد الذاتي للنقابة وان وضع الأمور ضمن أسس مهمة جدا بحيث لا تقبل الشك والتأويل.
أما نمر خلوف مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا في جنين بدأ لقاءه حول واقع الإعلام بالقول قطاع الإعلام في جنين من شقين رسمي وغير رسمي، الرسمي هناك مؤسسات تعمل في جنين منها وكالة الأنباء الفلسطينية وفا والهيئة العامة للاستعلامات إضافة للإذاعة والتلفزيون واوكد أن كل التسهيلات للعمل متوفرة لكادر وفا في جنين ومن الصعب مقارنة وضع العاملين فيها بالزملاء الآخرين لان كادر وفا يعيش في استقرار مالي أولا وثانيا لديه مرجعية سياسية ومهنية توفر له التوجيه بما يحقق هدف الوكالة في اكتساب سمعة مهنية جيدة ولذلك فان وفا بشكل عام تتوخى الصدق والدقة والموضوعية في تناول أخبارها أو الأحداث التي تغطيها. أيضا هناك علاقة احترام متبادلة بين مكاتب وفا ومنها جنين مع مصادر الأخبار وهذا الاحترام المتبادل ولد ثقة متبادلة.
ويتابع خلوف لقاءه بالعلاقة ما بين وفا بالزملاء العاملين في محافظة جنين وهي علاقة احترام وتعاون وليس لديها أي في توفير أي خدمة أو تزويد الزملاء بأي معلومة من اجل متابعة أي خبر طالما أن الخبر يخدم المصلحة الوطنية وتقوم بذلك ضمن الهامش الذي توفره لنا رئاسة الوكالة ممثلة بالأستاذ زياد عبد الفتاح رئيس مجلس الإدارة.
أما عن التغطية الإخبارية فيقول خلوف لدينا كادر مهني يتابع الخبر أو الحدث اليومي سواء الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية المتكررة ومما تلحقه من تدمير وفي المقابل أيضا نغطي بإسهاب عمليات إعادة اعمار ما يدمره الاحتلال حتى وان كان عمليات إعادة البناء بمجهودات فردية أو هيئات. ويكمل خلوف بالنسبة لنقل الخبر كما ذكرت لدينا مرجعية سياسية ومهنية وإدارية فنحن نقوم بإرسال الخبر إلى المقر العام في غزة والإخوة هناك يقومون بمراجعة الخبر ضمن مهامهم المهنية أو صلاحياتها ويقومون بعد ذلك بإدراجه في الإنتاج اليومي لوفا المعروض على موقعها على الانترنت بأقصى سرعة ممكنة وان تأخر فانه يكون لخلل فني فقط وليس لأي سبب آخر وبشكل عام سرعة نقل الأخبار تجري بطريقة معقولة ولكن لا يعني هذا أن ليس لدينا طموحا ببث أخبارنا بطريقة أسرع تمكن وسائل الإعلام والأفراد المتابعين لنضال الشعب الفلسطيني من اجل تحرره واستقلاله من أن يجدوا ضالتهم في صفحتنا الإخبارية. ويكمل خلوف حول عملية انتشار الخبر لا اعتقد وجود مراسلين للفضائيات العربية في منطقة ما أكثر من غيرها يعني تلك المنطقة تواجه اهتماما أكثر من منطقة أخرى لسبب بسيط لام وسائل الاتصال اليوم متاحة للجميع ولكن قد يجري التركيز على منطقة دون أخرى وهذا يعود إلى الفضائيات نفسها وبما إننا نتحدث عن وفا فكما تعلم فلدينا مكتبنا وكادر منتشر في كل محافظات الوطن ونغطي أي اجتياح أو حركة احتلالية معادية دون تقصير أما إذا كان هناك قصور من الفضائيات فهذا يسأل عنه الفضائيات نفسها.
الإعلامي فتحي ناطور مدير شبكة راديو وتلفزيون فرح في جنين يقول الواقع الإعلامي في محافظة جنين بخير إلا انه بحاجة إلى إمكانيات ودعم ومساندة من كل المؤسسات الرسمية والغير رسمية من اجل النهوض بهذا الواقع لأنه أصبحت محافظة جنين اسم إعلامي في كل العالم ونحن بحاجة إلى تطوير الأداء الإعلامي في المجالات الثلاث المسموع والمقروء والمرئي والأحداث لا تغطى بحجمها الطبيعي ولتوجد مراكز لوسائل الإعلام الأجنبية في الجنوب والتقصير في الإعلاميين الموجودين وضعف المسؤولين في المحافظة فهناك مشكلة منها الترجمة مع الوكالات الأجنبية وأيضا ناتج من عدم فهمة وإدراكه.
ويتابع الإعلامي ناطور أن الصحفيين المتطوعين أو الداخلين على هذه الصفة والصيغة ونقل الخبر وعدم مصداقية الخبر من قبل بعض الإعلاميين خسروا المحافظة مصدر دخل لإعلاميين متخصيين في هذا المجال وهون ما أدى إلى عدم مصداقية في الخبر وكذلك خسارة اقتصادية وإعلامية وعدم مصداقية لان جنين صانعة الحدث ويقع على عاتق الإعلامي أن يكون صادق. وفي جنين غالبية وكالات الإنباء والتلفزة المحلية تتسابق بالوصول إلى الخبر وتغطيته ولكن الخلل وجود المتطوعين لان هذا المتطوع يحاول التغطية على الجميع. فالصحفي المحلي له 70 – 80% في إخراج التقرير وهنا تدخل التجارة فالصحفي المهني معني بالرسالة الإعلامية أما الصحفي التاجر هو من يبحث عن المادة وليس الهدف المهني.
وحول الحرية الصحفية الموجودة للصحفيين يتابع ناطور بالقول الحرية الموجودة في تغطية الخبر ووزراة الإعلام تبدي كل الدعم والتأييد والمساندة لان نجاح الصحفي نجاح لها في عملية أداء الدور على أكمل وجه لأنه من الصعوبة التقيد بوجود وسائل الاتصالات السريعة لان الرقابة الحالية هي رقابة ذاتية في صياغة الخبر وأداء الواجب الإعلامي. وبالنسبة لنقابة الصحفيين فهي بيت الصحفيين وتقوم بتفعيل دورهم ووجودهم في كل حدث ولاحظنا وجودهم مؤخرا ببعض الندوات بالتعاون مع بعض المؤسسات الغير هادفة للربح لأنها تسعى لدعم عمل الصحفيين لذلك يجب أن يكون نشاط فعلي على الأرض لنقابة الصحفيين.
ويستمر ناطور بالحديث ويتحول إلى الإعلام الخاص حيث يؤكد أن الإعلام الخاص حقق نجاح منقطع النظير في بلورة الصورة الإعلامية الحقيقية للنضال الوطني الفلسطيني من خلال وجود 30 تلفزيون و20 إذاعة وقد كانت الصورة الإعلامية عما ما هو واقع لأنها استطاعت توفير الصورة الحقيقية للمواطن في التغطية المحلية للأحداث التي تدور يوميا في المدن الفلسطينية. ويؤكد ناطور على دور الجهات الرسمية التي يعتبرها رافد من روافد النجاح في أداء المؤسسات من خلال دورها.
أما الزميل الصحفي ذيب حوراني مراسل فضائية المنار اللبنانية والذي نتمنى له الإفراج السريع وبقية الأسرى في سجون الاحتلال في لقائه قبل عشرة أيام من اعتقاله قال الواقع الإعلامي في محافظة جنين في هذه الفترة يختلف كليا عما كان في السابق والسبب أحداث جنين المتلاحقة والتي فرضت نفسها على كل الأحداث الميدانية في باقي أنحاء فلسطين وقد قام الإعلاميون في المحافظة بدورهم على أكمل وجه في هذه الفترة من اجل نقل ما يدور من أحداث للعالم كله وبسرعة وعمل مهني متفاني للجميع دون استثناء والقصور في السابق لم يكن في إعلامي جنين وإنما بتعامل المؤسسات الرسمية والشعبية داخل الوطن بشكل كان يتم خلاله إهمال مناطق شمال الضفة الغربية إلا انه بالانتفاضة فرضت هذه المناطق نفسها على الساحة الفلسطينية بسبب تلاحق الأحداث فيها وخاصة جنين التي فرضت نفسها بقوة على الساحة الإعلامية في العالم كله. ويتابع حوراني بالقول أن إعلاميو جنين أن كان من يمارس المهنة من السابق أو من التحق بها خلال الانتفاضة جميعهم مؤهلون للقيام بما يقع على عاتقهم من أعباء بعكس غيرهم في المناطق الأخرى بسبب الأحداث المتلاحقة في جنين وأستطيع القول أن منهم المميزين في ذلك لإيمانهم برسالتهم الواقعة على عاتقهم والحمل الثقيل الذي يقع على كاهلهم مما منحهم الثقة في العمل من قبل الجميع مع العلم أن ذلك لا يمنع من الاستمرار في بعض البرامج لزيادة معرفتهم بأحدث الوسائل التكنولوجية العلمية في نقل الخبر أو الصورة.
وحول الحدث الإعلامي في جنين قال حوراني هناك علاقة تكاملية ما بين جنين وأحداثها وإعلاميي المحافظة فأولا جنين فرضت نفسها على الساحة الإعلامية بقوة أحداثها على الأرض وهو ما ساعد الإعلاميين على الارتقاء بمسؤوليتهم نحو إظهار جنين بأحداثها وجسامتها وبالتالي فان هناك تكاملا ما بين جنين والإعلاميين وكذلك المادة الإخبارية يجب أن تكون دقيقة خلال نقلها إلى الوكالات وحتى لو أدى ذلك إلى تأخير لبعض الوقت في نقل الخبر وفي جنين لم يكن هناك نقل خاطىء في نقل الخبر ولكن لهول الأحداث في بعض الأوقات ولعدم مقدرة الاتصال في بعض الأحيان كان هناك بعض الارتباك في نقل الأخبار إلا انه لم يؤثر كثيرا على دقة الخبر وبالأصل دقة الخبر تعتمد على الصحفي نفسه وأنا لا اعتقد انه يوجد هناك عدم دقة حصل في جنين. وباعتقادي فان جنين أخذت حقها الطبيعي في التغطية الإعلامية وخاصة القنوات الفضائية خلال هذه الفترة والسبب في ذلك أحداثها الميدانية على الأرض وكذلك الصحفيين المحليين الذين يراسلون هذه الفضائيات والذين حاولوا وبشكل مكثف في وضع اسم جنين في المكان الصحيح والطبيعي لها بسبب أحداثها اليومية المتلاحقة.
ويستمر حوراني في لقائه ويقول العلاقة بين الصحفيين مع بعض في محافظة جنين في وضع ممتاز ومهنية عالية وأواصر اجتماعية قوية وهو ما يساعد في عملية توزيع الأخبار بشكل جيد ونقلها بصورة مشرفة صحفيا أما العلاقة بوزارة الإعلام فهي علاقة احترام متبادل ومهني فيما هناك اتصال وتعاون مع نقابة الصحفيين في جنين وخاصة في التعامل الإداري. والعلاقة ما بين صحفيي الشمال والجنوب هي علاقة تبادلية تكاملية وخاصة في عملية التبادل الإخباري وانتشاره كل في المؤسسة التي يعمل بها وهو ما يساعد في نقل الخبر الفلسطيني بسرعة كبيرة في العالم كله. كما اعتقد أن حجم الأحداث اليومية التي مرت بها جنين ومواصلة اتصال الصحفيين في المحافظة مع القنوات الفضائية والوكالات الإخبارية المختلفة يجعل منهم محترفين في مهنتهم وبالتالي فإنهم ليسوا بحاجة إلى تطوير وإنما إلى عملية إطلاع على أحدث الوسائل التكنولوجية الإعلامية لمواكبة التطور الذي لديهم في التعامل مع المادة الإخبارية فقط. وأخيرا هناك رقابة موجودة على العمل الصحفي ولكن هذه الرقابة ذاتية من الصحفي نفسه أما الرقابة الرسمية فإنها غير موجودة مع العلم أن هناك صحفيين ومن خلال محاولتهم استرضاء المؤسسات الرسمية يقومون بفرض رقابة على أنفسهم بشكل يؤثر سلبا في بعض الأحيان وخاصة على العمل الصحفي.
الصحفي وائل الأحمد مراسل وكالة رويترز للأنباء تحدث عن الواقع الإعلامي في جنين بالقول لا شك أن الإعلاميين مجملا يؤدون دورهم بقدر ما تسمح لهم الظروف إن كانوا مصورين أو مراسلين أو بما يخص محطات الإذاعة والتلفزيون المحلية واعتقد أن جنين قامت بدورها وأدت الرسالة بالرغم من بعدها عن المركز لصنع الحدث حيث كانت هي منطقة صانعة للحدث وان كان تجلى الدور الإعلامي ليس في الأيام الأولى من الاجتياحات وإنما منذ بدء الأحداث ولبعد جنين عن المركز أولا والروح التجارية التي تتناول بها وسائل الأعلام الحدث يجعل الانتقال إلى جنين بالذات عبر الفضائيات صعب وغير مشجع لما يشعروا انه ذات تكاليف باهظة مادية وتكاليف الوقت وخير مثال على ذلك سحب محطة البث المباشر بالرغم من أنها جاءت متأخرة جدا وكنا نتمنى أن تكون محطة لذلك تقدم لقطاع عام لا يعتمد على مبدأ الربح والخسارة وإنما على نشر الحدث وإظهاره وإعطاءه الاولويات عن الأحداث الأخرى وذلك عن طريق التعامل المريح مع وسائل الإعلام حيث لا تحكمهم الروح التجارية.
ويتابع الأحمد حول العلاقة مع الصحفيين فيقول لا اعتقد أن هناك رابط قوي مع رابطة الصحفيين والتي لم تخرج من ثوبها القديم فانا لا أزال لسبب خاص في نفس يوسف محروم من بطاقة الرابطة الصحفية مع العلم أن كل المتطلبات متوفرة ومثبتة قانونيا فليس لدينا نقابة حرة ولذلك الدور النقابي والذي يتجلى بعلاقة الصحفيين الحقيقية مع بعضهم البعض غائب. ويتابع الأحمد هناك أيضا لا يوجد التنسيق المطلوب الموجود في المواقع الأخرى وقد يتفق هنا اثنان فقط ولكن للأسف غياب مقر يجمع الصحفيين والذي كان على عاتق ما يسمى برابطة الصحفيين أن توجده هنا أدى إلى عدم التنسيق. وأكد الأحمد أن السبق الصحفي في جنين لم يكن دقيقا في بعض الأحيان وبالتالي وقع بعض الزملاء بأخطاء كان من الممكن تجنبها وأكد الأحمد من ناحية ثانية انه توجد رقابة ذاتية لدى البعض ليس إلا. ويتابع الأحمد بالقول أن الكل بحاجة إلى التطوير الصحفي المتلاحق بحيث تكون دورات تطويرية على أيدي متخصصين وتعقد في مدينة جنين نفسها وليس في مواقع أخرى لتعذر الوصول والتكلفة وقد تتعارض في بعض الأحيان مع العمل الميداني ولكن الأهم من ذلك هو أن تكون رقابة رسمية على ما يخرج للوكالات والفضائيات فليس المهم نقل الخبر المجرد ولكن الإصرار على اللغة التي يصاغ بها الخبر يجب أن لا يكون الصحفي راو بسيط أو ساذج حيث أن قارىء القصة الصحفية لا يهمه نية الراوي وإنما القصة الصحفية ومن هنا الحاجة إلى دورات تثقيفية محلية للصحفيين على أيدي متخصصين للإعلام.
الصحفي سمير أبو الرب مصور وكالة الاسوشيتدبرس بدوره يؤكد أن جنين لها صدى إعلامي على مستوى العالم وخاصة بعد أحداث مخيم جنين في نيسان 2002 ومشاكل اللاعلامين تتركز في بعد جنين عن المراكز الرئيسية أو المكاتب الرئيسية لوسائل الإعلام المهمة في العالم مثل الوكالات والفضائيات هذا العامل وهو البعد الجغرافي يؤثر سلبا على إيصال الصورة والخبر والأهمية لما يجري في جنين. ويتابع أبو الرب حول التعاون الصحفي فيقول هناك غياب للتعاون الجدي بين الصحفيين في جنين هذا الغياب أدى إلى عدم التنسيق وعدم وجود جسم صحفي يمثل ويدافع عن هموم ومشاكل الصحفيين في المحافظة وكذلك هناك غياب لنقابة الصحفيين الفلسطينية بشكل كامل ونطالب بزيادة حجم التعاون البناء بين العاملين في الصحافة ونتمنى إيجاد جسم فاعل ومقر للقاءات والتشاور والتنسيق والمناقشة لهموم الصحفيين. ومهنة الصحافة يؤكد أبو الرب بحاجة لاستمرار التواصل مع ما يستجد من علوم جديدة في مجال هذه المهنة والصحافة من أكثر العلوم الإنسانية التي دخلت فيها آفاق واسعة من التطور والتغير وهذا يتوجب على الصحفيين الإطلاع دائما على ما هو جديد سواء من أسلوب في العمل من حيث التحرير والتصوير وبناء التحقيقات والتقارير الصحفية والإطلاع على تكنولوجيا الصحافة الجديدة فيوميا هناك أجهزة ومعدات جديدة تدخل في العمل لذى من الضرورة جدا أن يتم تنظيم دورات ولقاءات لمعرفة كل ما هو جديد في الصحافة.
ويتابع أبو الرب العمل مع الوكالات العالمية عمل بحاجة إلى الدقة والسرعة وفي المقابل يتم توفير احتياجات من توفير لبس الحماية والكاميرات والأشرطة وأجهزة الاتصال واهم شيء هو الصورة أو الخبر لتصل إلى كافة أنحاء العالم بأسرع وقت ممكن ومن هنا فان جنين فرضت نفسها على واقع الحدث في فلسطين فخبر جنين له من الأهمية والأولوية جانبا جيد في الوكالات العالمية ويكمل أبو الرب أهم ما يؤثر على مجرى الأحداث في فلسطين بشكل عام هو ما يجري في العراق حيث تحول الحدث الفلسطيني من الخبر الرئيسي إلى اقل أهمية أو ثانوي وهذا يعطي فرصة للجانب الإسرائيلي للقيام بكافة الخطط التي يراها مناسبة ضد الشعب الفلسطيني وينفذها على ارض الواقع. كما أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع الصحفي الفلسطيني بشكل مختلف عن الصحفي الأجنبي أو الإسرائيلي حيث تمنعه من التحرك والوصول إلى مكان الحدث وتضع العراقيل أمامه وفي السابق تم إلقاء قنبلة صوتية على مجموعة من الصحفيين الذين حاولوا تغطية احد الأحداث في جنين لمنعهم من نقل الصورة الحقيقية أضف إلى ذلك استشهاد عدد من الصحفيين وإصابة عدد آخر منهم بجراح وهم يتابعون تغطية الأحداث إضافة إلى اعتقال عدد منهم في حالات أخرى.
جنين-دنيا الوطن -رامي دعيبس
لم يكن يعتقد الكثيرين أن تشهد محافظة جنين في فترة من فترات عمرها هذا الاهتمام الإعلامي الكبير خاصة بعد اجتياح المخيم الكبير في نيسان / 2002. وما ترتب عليه من جهد كبير بذله الإعلاميون في المحافظة من اجل إظهار حقيقة ما يدور على ارض الواقع من عدوان متواصل ضد أهالي المحافظة وآثاره المدمرة على جميع مناحي الحياة وتأثيره على الشجر والبشر والحجر في كافة أنحاء المحافظة وما يبذله الصحافيون والإعلاميون وكذلك أمام العالم كله فهل هذا الواقع الإعلامي ملائم لما يدور؟؟؟ وكيف يراه الإعلاميين بأعينهم؟؟؟.
من اجل الإطلاع على الواقع الإعلامي في محافظة جنين بجوانبه المختلفة التقت "جنين برس" بعدد من الزملاء الصحافيين في المحافظة ليتحدثوا بأنفسهم عن الواقع الإعلامي في المحافظة وما يتعرضوا له أثناء أداء واجبهم المهني الإعلامي خاصة خلال هذه السنوات التي تعرضت فيها محافظة جنين للكثير الكثير من الوقائع والتي أنتجت هذا الزخم الإعلامي الكبير لها والاهتمام الدولي لما يدور فيها.
السيد محمود استيتي مدير مكتب وزارة الإعلام في جنين قال في بداية حديثه أن قطاع الإعلام شأنه شأن بقية قطاعات الحياة في محافظة جنين التي طالها وما زال العدوان الإسرائيلي تأثر من جراء هذا العدوان إن كان بتضحيات العاملين فيه من شهداء وجرحى أو في تعطيل حركة تنقل الصحفيين إلى أماكن الحدث لكن تمكن إعلاميو المحافظة بإمكانياتهم البسيطة في مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من نقل ما شهدته المحافظة على مدى السنوات الماضية بشكل راكم لدى الصحفيين خبراتهم التي انعكست على تحسن في الأداء. ويتابع استيتي دائما ما يهتم الإعلامي العالمي بالأحداث التي تقع قرب مراكز القرار في العواصم أكثر من اهتمامه بأحداث تقع في الأطراف إلا إذا كان هناك أحداث غير عادية فتتبعها الفضائيات حيثما تكون وهذه ربما تكون صفة عامة في الفضائيات التي بعضها يبحث عن أحداث الإثارة وعلى الإعلاميين الموجودين في جنين والذين يعملون مع فضائيات عالمية وعربية أن يكثفوا رسائلهم وان يرتقوا بمستواها المهني إلى درجة تفرض نفسها على هذه الفضائية أو تلك.
وعن خدمات وزارة الإعلام للصحفيين يتابع استيتي منذ وجود وزارة الإعلام وهي تهتم بتقديم الخدمات اللازمة للصحفيين ولكن وجود الفضائيات الكثيف وارتباطاتها المباشرة بمراسلين محليين جعل دور الوزارة يتراجع في هذا الصعيد والمجال لصالح العمل المباشر من قبل المراسلين إن كانوا محليين أو أجانب وأستطيع القول أن الإنتاج الإعلامي والصحفي في وزارة الإعلام لم يكن بالمستوى المتوقع بالرغم من عدة محاولات قامت بها الوزارة في جنين بالتنسيق مع المحافظة لتشكيل مركز إعلامي لمحافظة جنين لجمع المعلومة ويعيد توزيعها ولكن لم يكتب النجاح لأي من هذه المحاولات.
ويؤكد استيتي أن هناك لدى بعض الإعلاميين نقص في الخبرة أو الكفاءة المهنية تنعكس على إرادة الصحفي حيث يعتبر أن أي معلومة تصله تصلح لان يوزعها كخبر دون التأكد من صحتها أو حجمها ولكن المهنية في الإعلام لا تعني سرعة نقل الخبر فقط وإنما وقته. وفي علاقة مكتب وزارة الإعلام بالصحفيين في المحافظة يؤكد استتيتي أن منذ تأسيس المكتب في جنين ربطته بكافة الزملاء العاملين في الإعلام علاقات ايجابية حيث يترددون في زياراتهم على المكتب الذي أصدر بدوره عدة تراخيص لمكاتب إعلامية وصحفية وكذلك بطاقات صحفية للصحفيين وكان يقدم المكتب برنامجا أسبوعيا تحت عنوان "قضية وحوار" تطرح فيه قضايا تهم المجتمع المحلي ويناقشها الصحافيون مع شخصية مسؤولة رغم ذلك نرجو من الحوارات المكثفة التي تجري في كل من رام الله وغزة حول استطلاع آراء إعلاميين ومثقفين اتجاه شكل ودور وزارة الإعلام في الارتقاء بالعمل الإعلامي أن تصل إلى نتيجة تنعكس ايجابيا على الأداء الإعلامي باتجاه تطوير المهنة.
ويتابع استيتي حول دور المحطات المحلية سند قطاع الإعلام المرئي والمسموع منذ بداية العدوان الإسرائيلي المستمر تأثرا واسعا أدى إلى الحد من تطوره لأسباب لها علاقة بشح الإمكانيات أو الكفاءات الأمر الذي اقتصر دور بعض المحطات على النقل من الفضائيات والبعض الآخر يكتفي برسالة صوتية من احد المراسلين في اليوم وفقا لمنظومة اللوائح المتعلقة بالإعلام المرئي فان هذه المحطات لم تصل لمستوى الشروط الواجب توفرها لحصولها على الترخيص.
من جانبه يقول جودت أبو عون عضو مجلس نقابة الصحفيين في جنين حول نفس الموضوع أن جنين في كل شيء تاريخيا مقصرة على كل الأصعدة الثقافي والإعلامي والسياحي ويمكن إيعازها بالظروف الموضوعية التي تعيشها جنين والمؤسسات التي تحتويها. وبدأت تظهر بعض المؤسسات الإعلامية ولكن ليس بالمستوى المطلوب وهذا ناتج عن ضعف الإمكانيات وطموحنا أن تتعزز هذه المؤسسات وبدأت تهتم بالكادر البشري الشاب التي يمكن أن يعطي في المستقبل أكثر. هذه الكوادر إذا وجدت تشجيع من حوافز ومكافئات يمكن أن تساهم في تطوير العملية الإعلامية في المحافظة فحتى الآن لا يصدر في جنين حتى صحيفة واحدة وهذا ضعف يتحمل مسؤوليته الجهات المحلية والمستثمرين. وحول التطور الصحفي في المحافظة يتابع أبو عون التطوير دائما بحاجة له سواء كان أكاديميا أو مهنيا وهي مطلوبة دائما سواء محلي أو خارجي خاصة أن العمل الصحفي يعمل على التكنولوجيا الحديثة وهذه بحاجة إلى تطوير دائم وارى بالصحفيين الصاعدين انه ممكن بالاستفادة من الخبرات للزملاء القديمين والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة أن يدفعوا بالعملية الصحفية في المستقبل وترى النقابة أهمية ضرورة وجود أنشطة إعلامية ودورات للإخوة الصحفيين لكن إن كانت لا تسمح الآن والتي أعقبت تشكيل النقابة والمؤسسات وهي لا تساعد. وفي دور نقابة الصحفيين وتمثيلها للصحفيين يؤكد أبو عون أن جميع الصحفيين يجب أن يكونوا أعضاء في نقابة الصحافيين الفلسطينيين لأنه جسم نقابي وهو لا يمثل شخص أو اتجاه معين وهو ملك للصحفيين وممثلهم وهو ممكن أن يلعب دور مهم جدا ولذلك لا يجوز أن يكون الصحفي خارجها وينتقدها وإنما يمكن أن ينتقدها من الداخل وهذا تصحيح لبعض المسارات ولهذا يجب أن يكون الصحفي داخل النقابة حتى لو اختلف مع أشخاص آخرين لأنها شيء ايجابي ونقد بناء وفي هذا المجال يقول أبو عون هناك بعض الصحفيين يرفضون الدخول في النقابة وإنما يوجهون لها الانتقادات خارجها وهو لا يجوز أصلا. ويؤكد أبو عون انه يجوز أن هناك تقصير من قبل النقابة تجاه بعض الصحفيين ولكن هذا التقصير لا يقع على عاتق النقابة لوحدها وإنما ظروف محيطة يعيشها الشعب الفلسطيني. وان النقابة يجب أن يتم ويستمر تفعيلها وتطويرها عن طريق النقد الذاتي للنقابة وان وضع الأمور ضمن أسس مهمة جدا بحيث لا تقبل الشك والتأويل.
أما نمر خلوف مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا في جنين بدأ لقاءه حول واقع الإعلام بالقول قطاع الإعلام في جنين من شقين رسمي وغير رسمي، الرسمي هناك مؤسسات تعمل في جنين منها وكالة الأنباء الفلسطينية وفا والهيئة العامة للاستعلامات إضافة للإذاعة والتلفزيون واوكد أن كل التسهيلات للعمل متوفرة لكادر وفا في جنين ومن الصعب مقارنة وضع العاملين فيها بالزملاء الآخرين لان كادر وفا يعيش في استقرار مالي أولا وثانيا لديه مرجعية سياسية ومهنية توفر له التوجيه بما يحقق هدف الوكالة في اكتساب سمعة مهنية جيدة ولذلك فان وفا بشكل عام تتوخى الصدق والدقة والموضوعية في تناول أخبارها أو الأحداث التي تغطيها. أيضا هناك علاقة احترام متبادلة بين مكاتب وفا ومنها جنين مع مصادر الأخبار وهذا الاحترام المتبادل ولد ثقة متبادلة.
ويتابع خلوف لقاءه بالعلاقة ما بين وفا بالزملاء العاملين في محافظة جنين وهي علاقة احترام وتعاون وليس لديها أي في توفير أي خدمة أو تزويد الزملاء بأي معلومة من اجل متابعة أي خبر طالما أن الخبر يخدم المصلحة الوطنية وتقوم بذلك ضمن الهامش الذي توفره لنا رئاسة الوكالة ممثلة بالأستاذ زياد عبد الفتاح رئيس مجلس الإدارة.
أما عن التغطية الإخبارية فيقول خلوف لدينا كادر مهني يتابع الخبر أو الحدث اليومي سواء الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية المتكررة ومما تلحقه من تدمير وفي المقابل أيضا نغطي بإسهاب عمليات إعادة اعمار ما يدمره الاحتلال حتى وان كان عمليات إعادة البناء بمجهودات فردية أو هيئات. ويكمل خلوف بالنسبة لنقل الخبر كما ذكرت لدينا مرجعية سياسية ومهنية وإدارية فنحن نقوم بإرسال الخبر إلى المقر العام في غزة والإخوة هناك يقومون بمراجعة الخبر ضمن مهامهم المهنية أو صلاحياتها ويقومون بعد ذلك بإدراجه في الإنتاج اليومي لوفا المعروض على موقعها على الانترنت بأقصى سرعة ممكنة وان تأخر فانه يكون لخلل فني فقط وليس لأي سبب آخر وبشكل عام سرعة نقل الأخبار تجري بطريقة معقولة ولكن لا يعني هذا أن ليس لدينا طموحا ببث أخبارنا بطريقة أسرع تمكن وسائل الإعلام والأفراد المتابعين لنضال الشعب الفلسطيني من اجل تحرره واستقلاله من أن يجدوا ضالتهم في صفحتنا الإخبارية. ويكمل خلوف حول عملية انتشار الخبر لا اعتقد وجود مراسلين للفضائيات العربية في منطقة ما أكثر من غيرها يعني تلك المنطقة تواجه اهتماما أكثر من منطقة أخرى لسبب بسيط لام وسائل الاتصال اليوم متاحة للجميع ولكن قد يجري التركيز على منطقة دون أخرى وهذا يعود إلى الفضائيات نفسها وبما إننا نتحدث عن وفا فكما تعلم فلدينا مكتبنا وكادر منتشر في كل محافظات الوطن ونغطي أي اجتياح أو حركة احتلالية معادية دون تقصير أما إذا كان هناك قصور من الفضائيات فهذا يسأل عنه الفضائيات نفسها.
الإعلامي فتحي ناطور مدير شبكة راديو وتلفزيون فرح في جنين يقول الواقع الإعلامي في محافظة جنين بخير إلا انه بحاجة إلى إمكانيات ودعم ومساندة من كل المؤسسات الرسمية والغير رسمية من اجل النهوض بهذا الواقع لأنه أصبحت محافظة جنين اسم إعلامي في كل العالم ونحن بحاجة إلى تطوير الأداء الإعلامي في المجالات الثلاث المسموع والمقروء والمرئي والأحداث لا تغطى بحجمها الطبيعي ولتوجد مراكز لوسائل الإعلام الأجنبية في الجنوب والتقصير في الإعلاميين الموجودين وضعف المسؤولين في المحافظة فهناك مشكلة منها الترجمة مع الوكالات الأجنبية وأيضا ناتج من عدم فهمة وإدراكه.
ويتابع الإعلامي ناطور أن الصحفيين المتطوعين أو الداخلين على هذه الصفة والصيغة ونقل الخبر وعدم مصداقية الخبر من قبل بعض الإعلاميين خسروا المحافظة مصدر دخل لإعلاميين متخصيين في هذا المجال وهون ما أدى إلى عدم مصداقية في الخبر وكذلك خسارة اقتصادية وإعلامية وعدم مصداقية لان جنين صانعة الحدث ويقع على عاتق الإعلامي أن يكون صادق. وفي جنين غالبية وكالات الإنباء والتلفزة المحلية تتسابق بالوصول إلى الخبر وتغطيته ولكن الخلل وجود المتطوعين لان هذا المتطوع يحاول التغطية على الجميع. فالصحفي المحلي له 70 – 80% في إخراج التقرير وهنا تدخل التجارة فالصحفي المهني معني بالرسالة الإعلامية أما الصحفي التاجر هو من يبحث عن المادة وليس الهدف المهني.
وحول الحرية الصحفية الموجودة للصحفيين يتابع ناطور بالقول الحرية الموجودة في تغطية الخبر ووزراة الإعلام تبدي كل الدعم والتأييد والمساندة لان نجاح الصحفي نجاح لها في عملية أداء الدور على أكمل وجه لأنه من الصعوبة التقيد بوجود وسائل الاتصالات السريعة لان الرقابة الحالية هي رقابة ذاتية في صياغة الخبر وأداء الواجب الإعلامي. وبالنسبة لنقابة الصحفيين فهي بيت الصحفيين وتقوم بتفعيل دورهم ووجودهم في كل حدث ولاحظنا وجودهم مؤخرا ببعض الندوات بالتعاون مع بعض المؤسسات الغير هادفة للربح لأنها تسعى لدعم عمل الصحفيين لذلك يجب أن يكون نشاط فعلي على الأرض لنقابة الصحفيين.
ويستمر ناطور بالحديث ويتحول إلى الإعلام الخاص حيث يؤكد أن الإعلام الخاص حقق نجاح منقطع النظير في بلورة الصورة الإعلامية الحقيقية للنضال الوطني الفلسطيني من خلال وجود 30 تلفزيون و20 إذاعة وقد كانت الصورة الإعلامية عما ما هو واقع لأنها استطاعت توفير الصورة الحقيقية للمواطن في التغطية المحلية للأحداث التي تدور يوميا في المدن الفلسطينية. ويؤكد ناطور على دور الجهات الرسمية التي يعتبرها رافد من روافد النجاح في أداء المؤسسات من خلال دورها.
أما الزميل الصحفي ذيب حوراني مراسل فضائية المنار اللبنانية والذي نتمنى له الإفراج السريع وبقية الأسرى في سجون الاحتلال في لقائه قبل عشرة أيام من اعتقاله قال الواقع الإعلامي في محافظة جنين في هذه الفترة يختلف كليا عما كان في السابق والسبب أحداث جنين المتلاحقة والتي فرضت نفسها على كل الأحداث الميدانية في باقي أنحاء فلسطين وقد قام الإعلاميون في المحافظة بدورهم على أكمل وجه في هذه الفترة من اجل نقل ما يدور من أحداث للعالم كله وبسرعة وعمل مهني متفاني للجميع دون استثناء والقصور في السابق لم يكن في إعلامي جنين وإنما بتعامل المؤسسات الرسمية والشعبية داخل الوطن بشكل كان يتم خلاله إهمال مناطق شمال الضفة الغربية إلا انه بالانتفاضة فرضت هذه المناطق نفسها على الساحة الفلسطينية بسبب تلاحق الأحداث فيها وخاصة جنين التي فرضت نفسها بقوة على الساحة الإعلامية في العالم كله. ويتابع حوراني بالقول أن إعلاميو جنين أن كان من يمارس المهنة من السابق أو من التحق بها خلال الانتفاضة جميعهم مؤهلون للقيام بما يقع على عاتقهم من أعباء بعكس غيرهم في المناطق الأخرى بسبب الأحداث المتلاحقة في جنين وأستطيع القول أن منهم المميزين في ذلك لإيمانهم برسالتهم الواقعة على عاتقهم والحمل الثقيل الذي يقع على كاهلهم مما منحهم الثقة في العمل من قبل الجميع مع العلم أن ذلك لا يمنع من الاستمرار في بعض البرامج لزيادة معرفتهم بأحدث الوسائل التكنولوجية العلمية في نقل الخبر أو الصورة.
وحول الحدث الإعلامي في جنين قال حوراني هناك علاقة تكاملية ما بين جنين وأحداثها وإعلاميي المحافظة فأولا جنين فرضت نفسها على الساحة الإعلامية بقوة أحداثها على الأرض وهو ما ساعد الإعلاميين على الارتقاء بمسؤوليتهم نحو إظهار جنين بأحداثها وجسامتها وبالتالي فان هناك تكاملا ما بين جنين والإعلاميين وكذلك المادة الإخبارية يجب أن تكون دقيقة خلال نقلها إلى الوكالات وحتى لو أدى ذلك إلى تأخير لبعض الوقت في نقل الخبر وفي جنين لم يكن هناك نقل خاطىء في نقل الخبر ولكن لهول الأحداث في بعض الأوقات ولعدم مقدرة الاتصال في بعض الأحيان كان هناك بعض الارتباك في نقل الأخبار إلا انه لم يؤثر كثيرا على دقة الخبر وبالأصل دقة الخبر تعتمد على الصحفي نفسه وأنا لا اعتقد انه يوجد هناك عدم دقة حصل في جنين. وباعتقادي فان جنين أخذت حقها الطبيعي في التغطية الإعلامية وخاصة القنوات الفضائية خلال هذه الفترة والسبب في ذلك أحداثها الميدانية على الأرض وكذلك الصحفيين المحليين الذين يراسلون هذه الفضائيات والذين حاولوا وبشكل مكثف في وضع اسم جنين في المكان الصحيح والطبيعي لها بسبب أحداثها اليومية المتلاحقة.
ويستمر حوراني في لقائه ويقول العلاقة بين الصحفيين مع بعض في محافظة جنين في وضع ممتاز ومهنية عالية وأواصر اجتماعية قوية وهو ما يساعد في عملية توزيع الأخبار بشكل جيد ونقلها بصورة مشرفة صحفيا أما العلاقة بوزارة الإعلام فهي علاقة احترام متبادل ومهني فيما هناك اتصال وتعاون مع نقابة الصحفيين في جنين وخاصة في التعامل الإداري. والعلاقة ما بين صحفيي الشمال والجنوب هي علاقة تبادلية تكاملية وخاصة في عملية التبادل الإخباري وانتشاره كل في المؤسسة التي يعمل بها وهو ما يساعد في نقل الخبر الفلسطيني بسرعة كبيرة في العالم كله. كما اعتقد أن حجم الأحداث اليومية التي مرت بها جنين ومواصلة اتصال الصحفيين في المحافظة مع القنوات الفضائية والوكالات الإخبارية المختلفة يجعل منهم محترفين في مهنتهم وبالتالي فإنهم ليسوا بحاجة إلى تطوير وإنما إلى عملية إطلاع على أحدث الوسائل التكنولوجية الإعلامية لمواكبة التطور الذي لديهم في التعامل مع المادة الإخبارية فقط. وأخيرا هناك رقابة موجودة على العمل الصحفي ولكن هذه الرقابة ذاتية من الصحفي نفسه أما الرقابة الرسمية فإنها غير موجودة مع العلم أن هناك صحفيين ومن خلال محاولتهم استرضاء المؤسسات الرسمية يقومون بفرض رقابة على أنفسهم بشكل يؤثر سلبا في بعض الأحيان وخاصة على العمل الصحفي.
الصحفي وائل الأحمد مراسل وكالة رويترز للأنباء تحدث عن الواقع الإعلامي في جنين بالقول لا شك أن الإعلاميين مجملا يؤدون دورهم بقدر ما تسمح لهم الظروف إن كانوا مصورين أو مراسلين أو بما يخص محطات الإذاعة والتلفزيون المحلية واعتقد أن جنين قامت بدورها وأدت الرسالة بالرغم من بعدها عن المركز لصنع الحدث حيث كانت هي منطقة صانعة للحدث وان كان تجلى الدور الإعلامي ليس في الأيام الأولى من الاجتياحات وإنما منذ بدء الأحداث ولبعد جنين عن المركز أولا والروح التجارية التي تتناول بها وسائل الأعلام الحدث يجعل الانتقال إلى جنين بالذات عبر الفضائيات صعب وغير مشجع لما يشعروا انه ذات تكاليف باهظة مادية وتكاليف الوقت وخير مثال على ذلك سحب محطة البث المباشر بالرغم من أنها جاءت متأخرة جدا وكنا نتمنى أن تكون محطة لذلك تقدم لقطاع عام لا يعتمد على مبدأ الربح والخسارة وإنما على نشر الحدث وإظهاره وإعطاءه الاولويات عن الأحداث الأخرى وذلك عن طريق التعامل المريح مع وسائل الإعلام حيث لا تحكمهم الروح التجارية.
ويتابع الأحمد حول العلاقة مع الصحفيين فيقول لا اعتقد أن هناك رابط قوي مع رابطة الصحفيين والتي لم تخرج من ثوبها القديم فانا لا أزال لسبب خاص في نفس يوسف محروم من بطاقة الرابطة الصحفية مع العلم أن كل المتطلبات متوفرة ومثبتة قانونيا فليس لدينا نقابة حرة ولذلك الدور النقابي والذي يتجلى بعلاقة الصحفيين الحقيقية مع بعضهم البعض غائب. ويتابع الأحمد هناك أيضا لا يوجد التنسيق المطلوب الموجود في المواقع الأخرى وقد يتفق هنا اثنان فقط ولكن للأسف غياب مقر يجمع الصحفيين والذي كان على عاتق ما يسمى برابطة الصحفيين أن توجده هنا أدى إلى عدم التنسيق. وأكد الأحمد أن السبق الصحفي في جنين لم يكن دقيقا في بعض الأحيان وبالتالي وقع بعض الزملاء بأخطاء كان من الممكن تجنبها وأكد الأحمد من ناحية ثانية انه توجد رقابة ذاتية لدى البعض ليس إلا. ويتابع الأحمد بالقول أن الكل بحاجة إلى التطوير الصحفي المتلاحق بحيث تكون دورات تطويرية على أيدي متخصصين وتعقد في مدينة جنين نفسها وليس في مواقع أخرى لتعذر الوصول والتكلفة وقد تتعارض في بعض الأحيان مع العمل الميداني ولكن الأهم من ذلك هو أن تكون رقابة رسمية على ما يخرج للوكالات والفضائيات فليس المهم نقل الخبر المجرد ولكن الإصرار على اللغة التي يصاغ بها الخبر يجب أن لا يكون الصحفي راو بسيط أو ساذج حيث أن قارىء القصة الصحفية لا يهمه نية الراوي وإنما القصة الصحفية ومن هنا الحاجة إلى دورات تثقيفية محلية للصحفيين على أيدي متخصصين للإعلام.
الصحفي سمير أبو الرب مصور وكالة الاسوشيتدبرس بدوره يؤكد أن جنين لها صدى إعلامي على مستوى العالم وخاصة بعد أحداث مخيم جنين في نيسان 2002 ومشاكل اللاعلامين تتركز في بعد جنين عن المراكز الرئيسية أو المكاتب الرئيسية لوسائل الإعلام المهمة في العالم مثل الوكالات والفضائيات هذا العامل وهو البعد الجغرافي يؤثر سلبا على إيصال الصورة والخبر والأهمية لما يجري في جنين. ويتابع أبو الرب حول التعاون الصحفي فيقول هناك غياب للتعاون الجدي بين الصحفيين في جنين هذا الغياب أدى إلى عدم التنسيق وعدم وجود جسم صحفي يمثل ويدافع عن هموم ومشاكل الصحفيين في المحافظة وكذلك هناك غياب لنقابة الصحفيين الفلسطينية بشكل كامل ونطالب بزيادة حجم التعاون البناء بين العاملين في الصحافة ونتمنى إيجاد جسم فاعل ومقر للقاءات والتشاور والتنسيق والمناقشة لهموم الصحفيين. ومهنة الصحافة يؤكد أبو الرب بحاجة لاستمرار التواصل مع ما يستجد من علوم جديدة في مجال هذه المهنة والصحافة من أكثر العلوم الإنسانية التي دخلت فيها آفاق واسعة من التطور والتغير وهذا يتوجب على الصحفيين الإطلاع دائما على ما هو جديد سواء من أسلوب في العمل من حيث التحرير والتصوير وبناء التحقيقات والتقارير الصحفية والإطلاع على تكنولوجيا الصحافة الجديدة فيوميا هناك أجهزة ومعدات جديدة تدخل في العمل لذى من الضرورة جدا أن يتم تنظيم دورات ولقاءات لمعرفة كل ما هو جديد في الصحافة.
ويتابع أبو الرب العمل مع الوكالات العالمية عمل بحاجة إلى الدقة والسرعة وفي المقابل يتم توفير احتياجات من توفير لبس الحماية والكاميرات والأشرطة وأجهزة الاتصال واهم شيء هو الصورة أو الخبر لتصل إلى كافة أنحاء العالم بأسرع وقت ممكن ومن هنا فان جنين فرضت نفسها على واقع الحدث في فلسطين فخبر جنين له من الأهمية والأولوية جانبا جيد في الوكالات العالمية ويكمل أبو الرب أهم ما يؤثر على مجرى الأحداث في فلسطين بشكل عام هو ما يجري في العراق حيث تحول الحدث الفلسطيني من الخبر الرئيسي إلى اقل أهمية أو ثانوي وهذا يعطي فرصة للجانب الإسرائيلي للقيام بكافة الخطط التي يراها مناسبة ضد الشعب الفلسطيني وينفذها على ارض الواقع. كما أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع الصحفي الفلسطيني بشكل مختلف عن الصحفي الأجنبي أو الإسرائيلي حيث تمنعه من التحرك والوصول إلى مكان الحدث وتضع العراقيل أمامه وفي السابق تم إلقاء قنبلة صوتية على مجموعة من الصحفيين الذين حاولوا تغطية احد الأحداث في جنين لمنعهم من نقل الصورة الحقيقية أضف إلى ذلك استشهاد عدد من الصحفيين وإصابة عدد آخر منهم بجراح وهم يتابعون تغطية الأحداث إضافة إلى اعتقال عدد منهم في حالات أخرى.
التعليقات