هاني الحسن امتص غضب زين العابدين من شعث وزكا القدومي

هاني الحسن امتص غضب زين العابدين من شعث وزكا القدومي
رؤساء شمال افريقيا سألوا من يمثل فلسطين..؟

هاني الحسن امتص غضب زين العابدين من شعث وزكا القدومي

ـ ملك المغرب انتقد اتفاقية جنيف وبوتفليقة عاتب لعدم ابلاغه خارطة الطريق رسميا وولد طايع يخاطب بوش

غزة-دنيا الوطن

نجح هاني الحسن في تعزيز العلاقات الفلسطينية ـ التونسية، واقالتها من عثرة تصريح كان أدلى به الدكتور نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية في حكومة السلطة الفلسطينية، لكنه لم يفلح في تقديم اجابات محددة على أسئلة وجهها إليه زين العابدين بن علي رئيس جمهورية تونس، ورؤساء وملك بقية الدول المغاربية التي زارها مؤخراً على رأس وفد فلسطيني شكله الرئيس ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية عقب تلقيه احتجاج رسمي تونسي على تصريحات شعث التي كان أدلى بها لوكالة أنباء الإمارات عقب إعلان تأجيل الموعد السابق للقمة العربية في تونس، وقال فيها إن من حق مصر تنظيم القمة القادمة حسب ميثاق الجامعة العربية، وأضاف أن وزراء الخارجية العرب اصيبوا بالهلع من عملية الغاء تونس لموعد انعقاد القمة، وقال إنه لا يستبعد وجود ضغوط خارجية ساهمت إلى حد ما في هذا الإلغاء.

الوفد الذي ترأسه هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" كان واحدا من عدة وفود شكلها عرفات وطافت العواصم العربية تؤكد على ضرورة انعقاد القمة العربية بأسرع وقت ممكن كي تقدم الدعم العربي الذي تحتاجه القضية الفلسطينية الآن أكثر من أي وقت مضى، غير أنه كان أهم هذه الوفود نظراً لسوء التفاهم الذي اعترى العلاقات الفلسطينية التونسية جراء تصريحات شعث، وسبق لـ"العرب" أن نشرت التفاصيل في حينه.

ضم الوفد في عضويته ثلاثة مسؤولين فلسطينيين آخرين هم بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب (الشيوعي سابقا)، محمد بحيص عضو المكتب السياسي للإتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، وفهد سليمان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقد استقبلهم الرئيس بن علي أولاً ثم الحبيب بن يحيى وزير الخارجية الذي أعاد معهم مناقشة ذات القضايا التي طرحها الرئيس، ولكن بشيء من التفصيل.

تصريحات شعث

كانت المسألة الأساسية التي طرحها الرئيس، وفقا لتقرير قدمه الحسن لعرفات واطلعت عليه "العرب" هي تصريحات شعث، التي اعتبرها الرئيس لا تنسجم مع العلاقات الجيدة التي تربط تونس بالقيادة الفلسطينية. واشار الرئيس التونسي إلى تعدد مشاريع القرارات التي طرحت في اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن تفعيل مبادرة السلام العربية ودعم القضية الفلسطينية، ووجود، داخل الوفد الفلسطيني، من أيد هذا المشروع وذاك. وسأل بن علي بشكل صريح: مع أي المشاريع أنتم..؟ وأكد على ضرورة حل الخلافات بين فاروق القدومي وزير خارجية فلسطين ونبيل شعث وزير الشؤون الخارجية في السلطة، الذي ظهر على سطح اجتماعات وزراء الخارجية العرب في تونس أثناء التحضير للقمة. وقال إن هذه الخلافات تسيىء للقضية الفلسطينية والفلسطينيين، مؤكدا أن تونس تتعامل مع القدومي باعتباره وزيرا للخارجية، ورئيساً للدائرة السياسية لمنظمة التحرير، ورئيس وفد فلسطين للقمة.

كذلك احتج الرئيس على تصريح آخر كان أدلى به سعيد كمال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية، وهو فلسطيني، اعتبر فيه أن تأجيل قمة تونس كارثة ومصيبة، وتساءل كيف يقول ذلك..؟

وأكد الرئيس أن تونس لن تقبل انعقاد مؤتمر قمة عربية لا يحقق انجازا للقضية الفلسطينية. وقال نريد أن تضع القمة لدى انعقادها آلية لكيفية دعم القضية الفلسطينية ماليا، وأخرى لتفعيل مبادرة السلام العربية.

توضيحات الحسن

الحسن، وفقا لذات التقارير، تجاوز في رده على ملاحظات الرئيس النقاط المحرجة، لكنه أكد على نقطتين رئيستين هما:

اولا: أن فاروق القدومي هورئيس وفد فلسطين للقمة العربية، وإن ما يصدر عنه يمثل الموقف الفلسطيني الرسمي.

وأن القدومي وضع القيادة الفلسطينية في صورة مشاريع القرارات التي ناقشها وزراء الخارجية العرب، وشاركت القيادة الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة "فتح" في تحديد الموقف الفلسطيني الذي مثله القدومي.

ثانيا: أن فلسطين تؤيد انعقاد القمة المؤجلة في تونس، وفي الزمان المناسب.

بعد ذلك عقد اجتماع ثنائي بين الحسن ووزير خارجية تونس لم يحضره أعضاء الوفد الفلسطيني، وتمت فيه مناقشة تفصيلية لكل النقاط السابقة. وكما فعل الحسن امام الرئيس، اعاد استعراض الموقف الفلسطيني من مشروع خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، واسباب تأكيد القيادة الفلسطينية عليهما، وقال إن تأييد خارطة الطريق نابع من كونها تقود في النهاية إلى قيام دولة فلسطينية.

وكان الرئيس التونسي أشاد بالرئيس عرفات وصموده، وأكد على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عنه. وقال إنه الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني، وممثله الشرعي والوحيد. وهذا ما أكد عليه بعد ذلك رئيسا الجزائر وموريتانيا، وملك المغرب في الحلقات التالية من جولة الوفد الفلسطيني. كما أن الجميع تقريبا أثار ذات النقاط التي اثارها الرئيس التونسي، خاصة لجهة خلافات القدومي ـ شعث، وأي مشاريع القرارات يؤيد الجانب الفلسطيني، وحصل الجميع من الحسن على ذات الإجابات.

تساؤلات محمد السادس وبوتفليقة

إلى ذلك أكد الملك محمد السادس ضرورة انعقاد القمة المؤجلة في تونس، وسأل الوفد الفلسطيني: هل يصل الدعم الذي يقدمه العالم العربي والإسلامي للمواطن الفلسطيني..؟ وانتقد اتفاقية جنيف التي قاد الجانب الفلسطيني فيها ياسر عبد ربه إلى جانب يوسي بيلين الذي قاد الجانب الإسرائيلي، وقال لقد زارنا عبد ربه في المغرب وشرح لنا هذه التفاهمات والنتائج المتوخاة منها، لكن شيئا من هذا لم يتحقق.

معاوية ولد سيدي أحمد الطايع رئيس موريتانيا استمع لذات الشروحات من هاني الحسن، وقد التزم الصمت أغلب وقت اللقاء، لكنه حين أشار الحسن إلى خطورة الوعد الذي منحه الرئيس الأميركي جورج بوش إلى شارون بشأن ابطال المطالب الفلسطينية في قضايا الحل النهائي، وعد بإرسال رسالة للإدارة الأميركية يتحدث فيها عن خطورة الوعد الذي حصل عليه شارون، وخطورة خطة الإنفصال الأحادي الجانب لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

أما في الجزائر، حيث حظي الوفد الفلسطيني باستقبال مميز، فقد التقى الوفد الفلسطيني عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية أولا، ثم عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية. وإلى جانب النقاط المشتركة التي أثيرت في جميع العواصم السابقة بشأن تعدد مشاريع القرارات وانقسام الوفد الفلسطيني في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في تونس، أبدى الرئيس الجزائري في معرض تعقيبه على شروحات الحسن بشأن الموقف الفلسطيني من خارطة الطريق، عتب الجزائر لأنها لم تتلق حتى الآن أي شيء رسمي من الجانب الفلسطيني بشأن هذه الخارطة.

*العرب الاردنية

التعليقات