العملاء في غزة يتقمصون دور المرشدين للمقاومين لتسليمهم لقوات الاحتلال
العملاء يتقمصون دور المرشدين للمقاومين لإيقاعهم في الشرك وتسليمهم لقوات الاحتلال
غزة-دنيا الوطن
الدافع للانتقام والثأر، لم يدع زكي احمد الباقة، 35 عاما، يمعن في التفكير في مصير زوجته وأولاده الاربعة في غيابه، فقرر المشاركة في تنفيذ عملية تفجيرية انتقاما لاغتيال قادة حركة «حماس» التي ينتمي اليها. توجه احمد، مساء اول امس، مع احد عناصر «حماس»، محاولا التسلل الى داخل اسرائيل عبر الخط الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل قبالة مخيم المغازي، وسط شرق القطاع. وكان متوقعا ان يستعين زكي المقبل من حي الصبرة في مدينة غزة، وزميله بشخص من المنطقة الوسطى ليدله على الطريق. لكن الدليل لم يكن ينتمي الى «حماس»، بل كما تبين لاحقا متعاونا مع المخابرات الاسرائيلية.
اتفق هذا الدليل مع عميلين آخرين من مخيم المغازي، على قتل المقاومين اثناء توجهها ليلا وسط البساتين. وبالفعل وبينما كان الاثنان يسرعان الخطى إذ بملثمين يصوبان بندقيتين من طراز كلاشنيكوف عليهما ويأمرانهما بالدخول الى بستان مجاور، وهناك امراهما بالانبطاح ارضا، وتسليمهما الاحزمة الناسفة التي بحوزتهما وكل ما لديهما من مواد. وحسب بيان «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» التي ينتمي اليها الاثنان، سارع الباقة بتفجير الحزام الذي كان بحوزته فقتل على الفور وقتل معه الملثمان، وأصيب زميله بجراح. وسرعان ما تبين ان الملثمين هما عميلان للمخابرات الاسرائيلية، كما يؤكد بيان «كتائب القسام». في بداية الامر اعتقد سكان المخيم ان الثلاثة قتلوا بقذيفة مدفعية اطلقها جيش الاحتلال. لكن ما رواه المقاوم الثاني الذي اصيب وظل على قيد الحياة، واستند بيان «كتائب القسام» الى روايته، جعل الجميع يدركون ان الاثنين كان عميلين وانهما عملا وفق ارشادات المخابرات الاسرائيلية.
واختفى ايضا المرشد الذي نقل الباقة وزميله الى المغازي. وشددت «كتائب القسام» في بيانها على انها «ستلاحق هذه الحثالة القذرة وبقية المتورطين في هذه الجريمة النكراء». هذه الحادثة سلطات الاضواء في قطاع غزة على الدور الذي يقوم به العملاء الذين يتقمصون دور المرشدين لعناصر المقاومة خاصة اولئك الذين يتطوعون لتنفيذ عمليات في مناطق لا يعرفون ظروفها.
وهناك من يقول ان ما حدث مساء اول من امس يؤكد بشكل لا يدع مجالا للشك ان فشل الكثير من عمليات المقاومة في الآونة الاخيرة قبل ان تقع، انما يرجع الى دور العملاء في ذلك. وفي بعض الاحيان يقوم المرشدون بتسليم المقاومين لقوات الاحتلال حيث يقادون الى مناطق ينصب فيها جيش الاحتلال كمائن مسلحة، فيباغت المقاومين ويقتل منهم من يقتل ويعتقل من يعتقل. واللافت للنظر ان قوات الاحتلال تعتقل في بعض الاحيان العملاء من المرشدين حتى لا يفتضح امرهم، وتحرص على استنفاد اقصى درجات الفائدة الأمنية من هؤلاء العملاء، فتطلب منهم استدراج المعتقلين الرافضين لتقديم الاعترافات، للاقرار لهم بما قاموا به من دور في عمليات المقاومة، واستخدام ما يقولونه لهؤلاء العملاء، الذين يطلق عليهم المعتقلون لقب العصافير، ضدهم.
واللافت للنظر ان تسليط الضوء على دور المرشدين في استدراج عناصر المقاومة إما للموت او لتسليمهم الى قوات الاحتلال، انما يدل على الدور الكبير الذي يلعبه العملاء في محاربة حركات المقاومة، بشكل اوجد حملة جماهيرية للمطالبة بتصفية العملاء. وكان آخر ترجمة لذلك الاعلان عن «الوحدة الخاصة لمكافحة العملاء»، التي اعلن عنها يوم الجمعة الماضي، التي امهلت العملاء شهرا للاعلان عن توبتهم.
من ناحية ثانية اعلن النائب العام الفلسطيني حسين ابو عاصي انه تم تحويل 68 قضية لمتهمين بالتعامل مع المخابرات الاسرائيلية للمحاكم، وسط انتقادات جماهيرية واسعة للسلطة بتقصيرها في مكافحة العملاء.
*الشرق الاوسط
غزة-دنيا الوطن
الدافع للانتقام والثأر، لم يدع زكي احمد الباقة، 35 عاما، يمعن في التفكير في مصير زوجته وأولاده الاربعة في غيابه، فقرر المشاركة في تنفيذ عملية تفجيرية انتقاما لاغتيال قادة حركة «حماس» التي ينتمي اليها. توجه احمد، مساء اول امس، مع احد عناصر «حماس»، محاولا التسلل الى داخل اسرائيل عبر الخط الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل قبالة مخيم المغازي، وسط شرق القطاع. وكان متوقعا ان يستعين زكي المقبل من حي الصبرة في مدينة غزة، وزميله بشخص من المنطقة الوسطى ليدله على الطريق. لكن الدليل لم يكن ينتمي الى «حماس»، بل كما تبين لاحقا متعاونا مع المخابرات الاسرائيلية.
اتفق هذا الدليل مع عميلين آخرين من مخيم المغازي، على قتل المقاومين اثناء توجهها ليلا وسط البساتين. وبالفعل وبينما كان الاثنان يسرعان الخطى إذ بملثمين يصوبان بندقيتين من طراز كلاشنيكوف عليهما ويأمرانهما بالدخول الى بستان مجاور، وهناك امراهما بالانبطاح ارضا، وتسليمهما الاحزمة الناسفة التي بحوزتهما وكل ما لديهما من مواد. وحسب بيان «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» التي ينتمي اليها الاثنان، سارع الباقة بتفجير الحزام الذي كان بحوزته فقتل على الفور وقتل معه الملثمان، وأصيب زميله بجراح. وسرعان ما تبين ان الملثمين هما عميلان للمخابرات الاسرائيلية، كما يؤكد بيان «كتائب القسام». في بداية الامر اعتقد سكان المخيم ان الثلاثة قتلوا بقذيفة مدفعية اطلقها جيش الاحتلال. لكن ما رواه المقاوم الثاني الذي اصيب وظل على قيد الحياة، واستند بيان «كتائب القسام» الى روايته، جعل الجميع يدركون ان الاثنين كان عميلين وانهما عملا وفق ارشادات المخابرات الاسرائيلية.
واختفى ايضا المرشد الذي نقل الباقة وزميله الى المغازي. وشددت «كتائب القسام» في بيانها على انها «ستلاحق هذه الحثالة القذرة وبقية المتورطين في هذه الجريمة النكراء». هذه الحادثة سلطات الاضواء في قطاع غزة على الدور الذي يقوم به العملاء الذين يتقمصون دور المرشدين لعناصر المقاومة خاصة اولئك الذين يتطوعون لتنفيذ عمليات في مناطق لا يعرفون ظروفها.
وهناك من يقول ان ما حدث مساء اول من امس يؤكد بشكل لا يدع مجالا للشك ان فشل الكثير من عمليات المقاومة في الآونة الاخيرة قبل ان تقع، انما يرجع الى دور العملاء في ذلك. وفي بعض الاحيان يقوم المرشدون بتسليم المقاومين لقوات الاحتلال حيث يقادون الى مناطق ينصب فيها جيش الاحتلال كمائن مسلحة، فيباغت المقاومين ويقتل منهم من يقتل ويعتقل من يعتقل. واللافت للنظر ان قوات الاحتلال تعتقل في بعض الاحيان العملاء من المرشدين حتى لا يفتضح امرهم، وتحرص على استنفاد اقصى درجات الفائدة الأمنية من هؤلاء العملاء، فتطلب منهم استدراج المعتقلين الرافضين لتقديم الاعترافات، للاقرار لهم بما قاموا به من دور في عمليات المقاومة، واستخدام ما يقولونه لهؤلاء العملاء، الذين يطلق عليهم المعتقلون لقب العصافير، ضدهم.
واللافت للنظر ان تسليط الضوء على دور المرشدين في استدراج عناصر المقاومة إما للموت او لتسليمهم الى قوات الاحتلال، انما يدل على الدور الكبير الذي يلعبه العملاء في محاربة حركات المقاومة، بشكل اوجد حملة جماهيرية للمطالبة بتصفية العملاء. وكان آخر ترجمة لذلك الاعلان عن «الوحدة الخاصة لمكافحة العملاء»، التي اعلن عنها يوم الجمعة الماضي، التي امهلت العملاء شهرا للاعلان عن توبتهم.
من ناحية ثانية اعلن النائب العام الفلسطيني حسين ابو عاصي انه تم تحويل 68 قضية لمتهمين بالتعامل مع المخابرات الاسرائيلية للمحاكم، وسط انتقادات جماهيرية واسعة للسلطة بتقصيرها في مكافحة العملاء.
*الشرق الاوسط
التعليقات