عاجل

  • في أحدث حصيلة: ارتفاع عدد الشهداء إلى أربعة وعدد من الجرحى جراء غارة للاحتلال على مخيم النصيرات

  • (القناة 13) الإسرائيلية: السبب في إقالة المتحدث باسم رئيس الوزراء عمر دوستري علاقته المتوترة مع سارة زوجة نتنياهو

  • وسائل إعلام إسرائيلية: تبادل إطلاق نار بين قوات الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين شرق خانيونس

  • قناة (كان): نتنياهو أقال المتحدث باسمه عومر دوستري

وزير مع حقيبة مليئة بالمخدرات

وزير مع حقيبة مليئة بالمخدرات

غزة-دنيا الوطن

قبل عقد فقط كان د. غونين سغاف على سقف العالم: الطبيب الشاب، الرقم 2 في قائمة "تسوميت" التي وعدت ناخبيها بحكم نقي من الفساد والجناية، عين وزيرا للطاقة في حكومة اسرائيل. من كان يصدق انه بعد 9 سنوات من ذلك الوقت سيظهر الوزير السابق في قاعة الاعتقالات، بائسا حزينا، يحاول ان يدفع عن نفسه التهم الثقيلة التي علقت باسمه: ان يثبت انه ليس مهرب مخدرات.

في هذه القضية متورط وزير سابق في حكومة اسرائيل، جواز سفر دبلوماسي مزيف - وملف مليء "بالمفاجآت" اراد ان يحضره معه من هولندا الى اسرائيل: 25 الف حبة اكستازي. ملفوفة بعناية داخل اكياس حلوى ساذجة في منظرها.

تزعم الشرطة ان ليس الحديث عن تهريب لمرة واحدة فشل. الشك هو أن الوزير السابق، غونين سغاف، استعمل كوسيط في شبكة نجحت في استيراد عشرات الاف حبوب المخدرات من هولندا الى البلاد. "بحسب مكونات الصورة لا يبدو ان الحديث عن حدث وحيد"، كتب أمس قاضي الاعتقالات المناوب في تل ابيب، دافيد روزين. "وجدت ان الحديث عن تهم قوية وصلبة. يمكن تقريبا ان نقول انه ليس الحديث عن تهم الا عن دلائل ظاهريا في الحقيقة".

التهمة تثور: جواز سفر انقضى سريان مفعوله

تتابع الاحداث الذي ادى الى اعتقال سغاف ابتدأ قبل قرابة اسبوعين. تزعم الشرطة، انه في 8 نيسان وصل الوزير السابق الى مطار "سكبهول" في امستردام، في طريقه الى رحلة لشركة "كي.ال.ام" الى اسرائيل. عندما مرر رجال الفحص الامني الملف الذي حمله معه في آلة التصوير - لاحظوا ان الحقيبة مليئة باكياس حلوى M & M . ثار شك الهولنديين. وتزعم الشرطة، ان الهولنديين طلبوا من سغاف ان يفحص الحقيبة ولكن سغاف رفض. سحب جواز سفره الدبلوماسي وقال للفاحصين انه عمل وزيرا في حكومة اسرائيل. ولكن حتى الجواز الفخم لم ينجح: تزعم الشرطة ان سغاف أخذ الحقيبة بغضب، وخرج من المطار وعاد الى الفندق في امستردام. في الشرطة يعبرون عن الدهشة: هل هذه الحلوى المنتشرة التي يمكن ان يحصل عليها في كل سوبرماركت في اسرائيل كانت عظيمة الاهمية بالنسبة لسغاف الى حد انه فضل عدم الطيران بدونها؟

في الغد، بتاريخ 9 نيسان، عاد غونين سغاف الى "سكبهول". وهذه المرة صعد في رحلة "ال عال" وهبط في اسرائيل. كانت هذه زيارة قصيرة جدا: فتاريخ 10 نيسان عاد سغاف الى امستردام ليوم واحد آخر. وفي الغد، في 11 نيسان، عاد سغاف الى المطار الهولندي وفي يده حقيبة كبيرة مليئة بالشكولاته. عادت الطقوس وتكررت: الفاحصون الامنيون يطلبون فحص الحقيبة، يرفض سغاف، ويصر الفاحصون - والوزير السابق يخرج جواز السفر الدبلوماسي. عندما فحص الهولنديون جواز السفر بعناية، ازداد شكهم: فقد سُجل على جواز السفر في الحقيقة انه ساري المفعول حتى سنة 2006، ولكن كان يبدو لرجال الشرطة ان التاريخ "جرى اصلاحه"؛ وان سريان مفعول جواز السفر قد انتهى في عام 2000 .

في هذه المرحلة، تشك الشرطة، ويفهم سغاف ان الارض ابتدأت تشتعل تحت رجليه. بحسب اقوال سغاف قرر ان يوفر في النقاش، وخزن حقيبة الحلوى في خزانة مغلقة في المطار، وطار الى اسرائيل.

المخدرات: اكستازي في خزانة مغلقة

كان هذا متأخرا جدا. الشرطة الهولندية حطمت الخزانة واخرجت حقيبة الحلوى وأرسلت بها للفحص في المختبر. وهنالك جرى تأكيد الشك: فحلوى الشوكلاته الملونة ظهر أنها 25 الف حبة اكستازي، تزن 5 غيلو غرام وهي شحنة مخدرات بقيمة ملايين الشواكل.

"مع وصولي الى اسرائيل، في ساعات الصباح المبكرة في تاريخ 12 نيسان، انتظرني شرطي في المطار"، كما روى سغاف. "قالت الشرطي لي انهم تلقوا معلومات من شرطة هولندا تقول ان هنالك شكا بانني أحمل مخدرات، في الفاكس الذي كان في يدي رأيت مكتوبا انه وجدت في خلية الخزن رزمة وفيها مخدرات من نوع اكستازي تزن عدة كيلو غرامات". سغاف الذي أدرك انه سيبدأ التحقيق ضده، قرر "بان يستبق الاحداث" وان يقول ما لديه.

من تلك اللحظة ابتدأت لعبة القط والفأر بين سغاف والشرطة والتي استمرت 10 ايام: ألح الوزير السابق على رجال الشرطة ان يسمعوا اقواله. رجال الشرطة، وهم على اقتناع بان الحديث عن حيلة، لم يسارعوا الى التعاون.

لم يعرف سغاف ان مكتب المهمات الخاصة في الوحدة المركزية لشرطة تل ابيب، تحت قيادة المحامي العقيد افرايم براخا، تدير ضده تحقيقا سريا وتنصت الى محادثاته. أمر بحظر النشر أصدرته القاضية راحيل عوركافي، مكن من اجراء هذا التحقيق سرا.

لم يعرف سغاف ايضا ان المحقق تال مروم، من شعبة التحقيق في الوحدة المركزية، يضيف عند شرطة امستردام - ويرافق التحقيق الذي يجري هنالك ضده وضد من يتهمان انهما اثنان من شركائه في الشبكة.

الاعتقال: "الشريك حاول الهرب"

هذان الاثنان هما موشيه فيرنر وأريئيل فريدمان. فيرنر، مسؤول كبير متقاعد في الشرطة، هو أبن عم غونين سغاف. اريئيل فريدمان هو محام ورجل أعمال من حيفا. يزعم سغاف انه عرّف الاثنين احدهما الى الاخر، والتقاهما في هولندا عندما وصل في سفرية أعمال.

ابناء العم اعطيا شهادة متشابهة. يزعمان، ان فريدمان اعطى فيرنر حقيبة مع حلوى شوكلاته وطلب معروفا صغيرا: عندما تعود الى البلاد، انقل الحلوى الى زوجتي. عندما تأكد لفيرنر ان غونين سغاف سيعود الى البلاد قبله، طلب اليه أخذ الحلوى معه. "كانت في الحقيبة حلوى بدت كالسكاكر ولم يكن اي اساس للشك في الامر"، يزعم سغاف. وبحسب أقواله، عندما علم في البلاد ان الحديث عن اكستازي فهم ان عليه ان يكشف امام الشرطة عن شبكة تجار المخدرات التي اوقعته في الشباك. حاول فريدمان اول من أمس - وهو الشخص الذي يزعم سغاف انه كان عليه ان يتلقى الحلوى - ان يترك البلاد. اعتقل في المطار. وفي الحال بعد ان اعتقل، خرج محققو شعبة التحقيق لاعتقال فيرنر وسغاف أيضا.

جلب الثلاثة أمس الى محكمة الصلح في تل ابيب. فريدمان، بواسطة المحامي رونين حليفة، زعم انه لم يكن في امستردام مؤخرا قط - وانه لم يلتقِ فيرنر وسغاف بالتأكيد. المحامي زيف جلعاد، المدافع عن فيرنر، زعم ان الحديث عن متقاعد متزن ومستقيم سقط ضحية في قضية لا يعلم عنها. وبحسب اقواله، في اللحظة التي اتصل فيها غونين سغاف به في امستردام وحكى له عما حدث - عاد فيرنر حالا الى اسرائيل وتوجه الى الشرطة ليحكي حكايته.

رونين سغاف، الشخص الذي كان في يديه ذات مرة قوة كبيرة جدا في جلوسه الى طاولة الحكومة، حاول ان يثبت بقوة ان الشرطة تضحي به. "انه يطارد الشرطة منذ 10 ايام ويريد ان يروي لها عن المخدرات التي كانت في حقيبته - وهي غير مستعدة للحديث اليه. فجأة كل هذا السيرك الاعلامي"، احتج محاميه المدافع عنه، المحامي ليئور ابشتاين.

الضابط غال ايدال من طاقم التحقيق رفض الاقتناع. أكد امام القاضي ان في شهادته تناقضات. "لا شك عندي انه كانت في حقيبته في امستردام مخدرات وانه استعمل جواز سفر مزيفا"، زعم في المحكمة.

قالت جهة مقربة من القضية أمس "ان سغاف يتورط آخذ في التورط تورطا صعبا. انه يعترف باستعمال جواز السفر المزيف، ويناقض اقواله الاولى ويتورط".

القاضي دافيد روزين أمر باعتقال الثلاثة لسبعة أيام. وكما يقول انه يوجد ضدهم تهم قوية وصلبة بانهم جزء من شبكة استوردت المخدرات الى اسرائيل.

· بأي صفقات تورط سغاف؟ قبل ان يعتقل، قال الوزير السابق لمراسلتنا نحاما دويك ان وضعه الاقتصادي حسن: "الحمد لله، يوجد لي مصدر رزق. أعمل في عدد من المجالات بينها مجال الطاقة. اضافة الى ذلك عندي تقاعد من الكنيست يفوق الاجرة المتوسطة في الجهاز الاقتصادي. أنا لا اشكو من ذلك".

التعليقات