مستوطن وفلسطيني من بيت لحم يسعيان لإجراء مسابقة للجمال بين فتيات من الطرفين

مستوطن وفلسطيني من بيت لحم يسعيان لإجراء مسابقة للجمال بين فتيات من الطرفين

غزة-دنيا الوطن

يعمل اسرائيلي وفلسطينية على الترويج لفكرة تنظيم مسابقة للجمال بمشاركة شابات فلسطينيات واسرائيليات من مستوطنة غيلو الاستيطانية جنوب القدس المحتلة ومنطقة بيت لحم بهدف تشجيع السلام بين الجانبين.

ويقول عوزي نجار وهو من مستوطني غيلو، صاحب الفكرة ومروج المسابقة لوكالة الصحافة الفرنسية «نريد تشجيع السلام بين الجانبين، التفاهم بدلا من العنف».

والمسابقة التي يسعى نجار الى تنظيمها مفتوحة حصرا لاسرائيليات غيلو وفلسطينيات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور.

وقال نجار العضو في حزب العمل الاسرائيلي المعارض ان امام الراغبات مهلة حتى نهاية مايو (أيار) المقبل لكي يرشحن انفسهن. واضاف ان عشرين شابة من غيلو سجلن اسماءهن. ويدرك نجار الطابع المتواضع لمشروعه من اجل تحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لكن ذلك لا يثنيه عن تصميمه على المضي به قدما.

وتابع القول دفاعا عن موقفه «في المستقبل، اذا هاجم فلسطينيون من بيت لحم مستوطنة غيلو، او هاجم الجيش الاسرائيلي البلدات الفلسطينية، ستكون الفتيات في الجانبين اكثر تعاطفا مع معاناة الجانب الاخر».

واقيمت مستوطنة غيلو على تلة مقابلة للتلة التي تقوم عليها بلدة بيت جالا الفلسطينية ويفصلهما واد عميق تعبره طريق تسمى طريق «النفق». وتصل الطريق بين القدس والتجمع الاستيطاني غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية وكذلك بالبلدات الموجودة في القدس الغربية.

وخلال الانتفاضة، كان الشبان الفلسطينيون يطلقون النار عليها من اسلحة رشاشة ومدافع الهاون من بيت جالا، ويرد الجيش على ذلك بقصف البلدة الفلسطينية. ولحماية طريق النفق، اقام الجيش الاسرائيلي جدارا من الاسمنت على جانبه. وتعمل جاكلين يوسف، وهي صاحبة صالون للحلاقة في بيت صفافة القريبة من غيلو، على جمع ترشيحات الفتيات الفلسطينيات لمسابقة الجمال. وتقول جاكلين «لدي حتى الان سبعة ترشيحات. انني اتوقع المزيد»، موضحة ان المتقدمات من المسيحيات والمسلمات واعمارهن بين 15 و20 عاما. وينظر كثيرون من سكان بيت لحم بتشكك الى هذه المسابقة التي يعتبرون تنظيمها غير ملائم في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي.

وتقول صفاء مسلم، 20 عاما، «انا اعارض تنظيم هذه المسابقة لاننا لا نزال في حالة حرب مع اسرائيل. مثل هذه المسابقة ستكون ملائمة اذا اعادت لنا اسرائيل حقوقنا». ويؤكد ذلك عاهد جرايسة، 18 عاما، مضيفا ان المسابقة محاولة سابقة لاوانها لتطبيع العلاقات بين الجانبين. وتابع القول «انا ضد التطبيع طالما بقي الاحتلال الاسرائيلي على ارضنا». ويوضح «انا متأكد ان اسرائيل ستعمل على استغلال مسابقة الجمال هذه لكي تقول انها تريد السلام في حين انها في الواقع تريد الحرب». لكن عوزي نجار وجاكلين يوسف يرفضان الانتقادات ويؤكدان انهما يعملان بحسن نية مع ادراكهما بان ذلك لن يؤدي الى حل النزاع.

ويسأل نجار «ماذا يقترحون غير ذلك؟ لن نحل المشاكل بهذه المسابقة ولكننا على الاقل نحاول ان نجعل الامور تسير بصورة افضل بين الجانبين».

وتقول جاكلين «ليس من السيئ في شيء ان نعمل على تقريب الناس».

ويقول نجار انه سيتدخل شخصيا لدى الجيش للحصول على تصاريح للمشاركات الفلسطينيات في المسابقة حتى يتمكن من اجتياز الحواجز العسكرية عند مداخل بيت لحم وصولا الى الجانب الاسرائيلي.

ويؤكد نجار تصميمه على التوجه الى وزارة الدفاع الاسرائيلية «في حال حصول مشكلة»، للحصول على تلك التصاريح، مع ادراكه انها ستكون صالحة للقاء قصير ليس الا.

التعليقات