خفايا طرد وزير الداخلية في مجلس الحكم العراقي

استقالة (نوري البدران) أسرار وتحليل وخفايا!

شبكة البصرة

بقلم: سمير عبيد

مدخل للتعريف…..!

السيد ( نوري البدران) يمثل الشيعة و تم طرده من منصبه كونه ينتمي إلى الطائفة الشيعية!.

هل هذه كذبة نيسان أم أنها مسرحية من صنع مجلس الحكم!؟.

السيد (نوري البدران) ينتمي للخط العلماني والبعثي، ومن الأعضاء البارزين في حركة الوفاق الوطني و التي يرأسها الدكتور ( أياد علاوي) والذي كان يشغل مسئول تنظيمات حزب البعث في أوربا أي ( علاوي) حتى أواخر الثمانينات!.

وكان ( البدران) دبلوماسيا في السفارة العراقية في موسكو وعلى ملاك المخابرات وحزب البعث، وأنشق عن النظام في العراق في بداية التسعينات،، أما ( علاوي) فكان هو الآخر على ملاك المخابرات العراقية/ الجناح الخارجي وكان المسئول الأعلى لمنظومة الدول الأوربية.

ومن هنا نُسجت علاقتهما مع المخابرات الأميركية ( سي أي أيه) .

وبطلب من المخابرات الأميركية أنشق البدران وشكّل علاوي حركة الوفاق الوطني ليلتحق البدران بها!.

لذا أن حركة الوفاق الوطني أصبحت الذراع القوي للمخابرات الأميركية ( سي أي أيه) في العراق،،، وكانت الذراع القوي لها في المعارضة العراقية ، وكذلك هي الذراع القوي لبعض أجنحة الخارجية الأميركية!.

الأسرار الخفيّة للاستقالة..!

نعم.. أن السيد نوري البدران شيعيا بالولادة ولكنه لا يعير للتشيّع أي اهتمام، وينحدر أصله من مدينة البصرة الجنوبية، ولهذا عيّن شقيقه قائداً أمنيا في مدينة البصرة عندما أصبح على رأس وزارة الداخلية في العراق أخيرا.

لقد تم طرد ( البدران) من وزارة الداخلية وليس استقالته حسبما أشيع وذلك للأسباب التالية:

أولا:

بسبب التحاق أحد ضباط الشرطة، وبعض الأفراد من الشرطة العراقية بالمظاهرات التي جرت في البصرة أخيرا، والتي كانت تؤيد السيد مقتدى الصدر والي عرضتها وسائل الاعلام العالمية.

لذا يبدو سجلّها (بريمر) وبنفاق من أطراف منافسة جدا لحركة الوفاق الوطني وأولها حزب المؤتمر الوطني العراقي بقيادة الدكتور ( احمد الجلبي)،، وحسب المعلومات الواردة من أروقة مجلس الحكم لقد خاطب بريمر البدران قائلا // كيف أنت وزيراً للداخلية وشرطتك و وتحديدا في مدينتك البصرة تؤيد المجرم مقتدى الصدر.. وهناك شقيقك يدير الملف الأمني في البصرة.. لذا عليك الخروج من الداخليّة//!.

ثانيا:

أصبح الملف العراقي وتحديدا بعد الأحداث الأخيرة والجارية في العراق ككرة قدم بين الأطراف الثلاثة ( وزارة الدفاع ( البنتاغون)، ووكالة المخابرات المركزية (سي أي أيه)، ووزارة الخارجية الأميركية ) وكل جهة من هذه الجهات لا تريد أن تتحمّل المسؤولية بما يحصل وسوف يحصل في العراق،،، لهذا أستقر أخيرا في وزارة الدفاع بحكم أن الحرب لم تنته.

ونتيجة هذا التطور صعدت بورصة مجموعة البنتاغون السياسية في العراق، وأولهم الدكتور ( أحمد الجلبي) والذي وجه ضربة قاصمه لخصمه اللدود ( أياد علاوي) وبكف رامسفيلد ليخرجه من وزارة الداخلية ومجلس الحكم معا، ومن خلال هؤلاء كف إلى الأردن الداعمة لتيار أياد علاوي ضد أحمد الجلبي!.

ثم جاء استيزار ( عبد الأمير علاوي) وزيرا للدفاع بعد أن تم نقله من وزارة التجارة ضربة قويه أخرى لأياد علاوي،،، ولتعزيز موقع أحمد الجلبي حيث أن ( عبد الأمير) من أقرباء الجلبي وعلاوي معا، ولكنه يميل للجلبي كثيرا.

علما أن عملية الأستيزار تلك جاءت مخالفة لجميع القوانين كون السيد ( عبد الأمير علاوي) مشترك في قضية ( اختلاس كبرى) وبملايين الدولارات هو و شريكه المدير العام لتجارة الأعلاف والحبوب ،،، عندما تم استيراد كميات أعلاف كبيرة تالفة وفاقده للصلاحيّة ، وتم ضخها للاستخدام البشري رغم أنها تالفة منذ شهور مضت وغير صالحه ، ولازالت اللجان تحقق في المسألة …. وكذلك سبق لهذا الوزير أن عيّن ( كريمته) بمنصب مدير عام في وزارة التجارة وهي التي لا تفقه شيئا، وبعد أسبوعين من مباشرتها في ديوان الوزارة، تم طردها بعد أن هدّد كادر وزارة التجارة بالاستقالة أو الاعتصام!.

ثالثا:

أن مسألة طرد (البدران) هي تصفية حسابات بين وزارة الدفاع ( البنتاغون) ووكالة المخابرات الأميركية ( سي أي أيه) والتي تعاني المشاكل نتيجة المعلومات الكاذبة والتقارير المفبركة التي عزّزت قرار الحرب على العراق في العشرين من آذار/ مارس من العام الماضي!.

المشهد المتبقي لحد هذه اللحظة..!

من خلال ما حدث ويحدث من تصدع وانهيار لمجلس الحكم أصبح المشهد في غاية الوضوح للمحللين والباحثين، والذي أصبح اللاعب الرئيسي فيه هي وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون) مع قليل من المناورة لوزارة الخارجية وتحييد شبه كامل لوكالة المخابرات الأميركية ( سي أي أيه).

ولهذا تم تقليص الشخصيات والمجاميع التي ارتبطت بشكل مباشر مع ( سي أي أيه) وأبقت على الشخصيات التي لها اتصالات مع خلايا الموساد وعزّزت مواقعها ومنهم ( موفق الربيعي)،، مع تأهيل الخط الثاني والذي له ارتباطات مع ( سي أي ايه) وهو (سمير الصميدعي) والذي يجمع علاقات بين الخارجية والوكالة.

أما اللوبي التابع للمخابرات البريطانية داخل مجلس الحكم، فلا زال دون تغيير والذي تقوده شخصية إسلامية معروفة، وحزب إسلامي معروف إضافة لشخصيات داخل مجلس الحكم ومنهم الجادرجي!.

السيد ( بحر العلوم) يلزم الصمت كعادته عند الشدائد، ليتفرج كي يرى الميزان ومن ثم يطبّل إلى الكفة الراجحة، وهذا ديدن معروف لهذا الرجل.

وهو نفسه الذي علّق عضويته من قبل بسبب عدم أستيزار ولده ( إبراهيم) ولم يوافق حتى تم طرد السيد ( غضبان) وجلوس إبراهيم بحر العلوم وزيرا للنفط بدلا منه.

عندها جيّر تعليق عضويته وقال // أني علّقت عضويتي احتجاجا على استشهاد محمد باقر الحكيم // ومن يعرف بحر العلوم أنه يمقت إيران، وشخصية الشهيد الخالد محمد باقر الحكيم.

واليوم يبدو الدم العراقي المسكوب في النجف والكوت ومدن العراق، وهلوكوست الفلوجة التي يقودها (بريمر) لا تستحق تعليق العضوية حسب رأي بحر العلوم!!!!!!!.

التيار الإسلامي المحسوب على إيران توارى عن الأنظار ولكن بتنديد بسيط ( شعرة معاوية) حول الأحداث الجارية في العراق،، ويبدو يهادن في السر أو يتفاوض في السر من أجل الحصول على مكاسب بعد الثلاثين من حزيران القادم وهو موعد تسليم السلطات إلى العراقيين (( ولكن أي نوع من العراقيين؟… لا أحد يعرف!!!!!)).

حسب اعتقادنا ومتابعتنا لن يتم تسليم السلطة في موعدها المقرر في الثلاثين من حزيران القادم،،، وأن تم التسليم فسيكون لمجموعة يختارها ( بريمر) هو الأخر ولقد أستبق التسليم بتعيين عبد الأمير علاوي وزيرا للدفاع،،، وموفق الربيعي مستشارا للأمن القومي،،،، وسمير الصميدعي وزيرا للداخلية ،، والأيام المقبلة ستلد حالات استيزار جديدة حتما.

عضو مجلس الحكم ( كريم المحمداوي) خرج من مجلس الحكم ليذهب إلى مدينة العمارة ( مسقط رأسه) كي يتدارس الأمر،، ثم ذهب لمكتب مقتدى الصدر في النجف في 9/ نيسان ـ أبريل الجاري كي يتدارس الأمر/// والسؤال: هل سيعود المحمداوي أميراً للأهوار كي ينظم صفوف المعارضة من هناك،و ليكون جناحا جديدا يضاف للأجنحة التي خرجت على الساحة أخيرا… أم سيعود لموائد بول بريمر!!؟///.

ولكن ما يُخطط ( بفتح الطاء) له تحت الأرض،، وفوق الأرض الخارجة عن سلطات الاحتلال حتما سيكون له قول آخر،، وسوف تُقلب جميع الموازين والمعادلات السياسية و الإستراتيجية.

كاتب عراقي

[email protected]

*دنيا الوطن

التعليقات