جمال النجار مطرب التوغلات الإسرائيلية لدنيا الوطن : أغنية المقاومة لمسة وفاء

جمال النجار مطرب التوغلات الإسرائيلية لدنيا الوطن : أغنية المقاومة لمسة وفاء
غزة-دنيا الوطن
تميز الفنان جمال النجار عن غيره من الفنانين بصوته الشعبي الأصيل , وعرف بأنه صاحب الكلمات الحماسية القوية واللحن الثوري الاستنهاضي فأصبحت أغانيه تترافق مع حالات التصعيد والعدوان الإسرائيلي حتى أن الناس في غزة لقبوه "بمطرب التوغلات".خرج عن المألوف فشارك في المسيرات في شوارع غزة راكبا على سيارة نصف نقل وهو يغني الأغاني الحماسية الوطنية خلال الانتفاضة . "دنيا الوطن "التقت الفنان جمال النجار و أجرت الحوار التالي :

-متى كانت بداية مشوارك الفني ؟

بدايتي كانت في مخيم يبنا في رفح حيث درست الابتدائية وترعرعت علي يد الأستاذ المرحوم عباس خضر أستاذي في الموسيقى , ثم انتقلت مع عائلتي إلى الشتات وبدأت مشواري الفني في بداية الثمانينات بعد الاستقرار في رومانيا حيث درست العلوم الصحافية وحصلت علي الماجستير من أكاديمية العلوم الصحافية في بوخارست , عملت في سفارة فلسطين برومانيا سكرتير ثاني مدة 15عام ومن خلال تواجدي في الاتحاد العام لطلبة فليطين حصلت علي درجة مؤتمر حركي منتخب في رومانيا عام 85 , حيث شاركت في كل الاحتفالات الوطنية ودول أوروبا الشرقية المحيطة مثل المجر وبولندا ويوغوسلافيا .

-هل كانت لك حفلات في الدول العربية ؟

نعم قد شاركت في مهرجان في قرطاج ومهرجان بنزرت بتونس وشاركت في عدة محافل دولية باسم فلسطين .

- حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان الأغنية الوطنية الذي أقيم في غزة عن أغنيتك يا قدس يا حبيبتي ؟

كان لي الشرف أن أكون صاحب أول أغنية في انتفاضة الأقصى وهي يا قدس يا حبيبتي للشاعر الشهيد معين بسيسو وتميزت بقوة الكلمات وقوة الأداء وبالتالي حصلت على جائزة الأغنية الوطنية .

- كم عملاً فنيا أنشدت خلال مشوارك الفني ؟وما هي نسبة نجاحها؟

من خلال مشواري عملت أكثر من ثلاثين أغنية كلها لاقت النجاح والحمد لله فمازلت أحرص أن تكون أغانيه مستوحاه من التراث والفلكلور الشعبي الفلسطيني حتى تصل إلى سمع وقلب واحساس المستمع الفلسطيني الذي يعيش مرحلة الاحتلال ويشعر بحب الوطن والأرض وهو صاحب مرحلة نضالية طويلة عمرها أكثر من خمسين عاما .

-ماذا عن مشاركتك الأخيرة في مهرجان الانطلاقة في لبنان ؟

لقد كانت هذه المشاركة بدعوة من جمعية الأخوة الفلسطينية اللبنانية التي أتوجه لها بجزيل الشطر حيث تمكنت من الوصول إلي أهلنا في مخيمات اللجوء الفلسطينية بلبنان أقمت ست حفلات لاقت كلها النجاح .

-كيف كان انطباعك عن معاناة أهلنا في مخيمات اللجوء في لبنان ؟

مما نعاني نحن هنا داخل الوطن وهم بحاجة إلى من يوصل صوتهم إلى أهلهم ومعاناتهم تفوق معاناتنا بكثير علي الأقل نحن في وطنا أما هم حتى من يتوفي يحتاج إلى تسريح دفن 0

-ما هي آخر أعمالك الفنية ؟

اعكف الآن علي تلحين أغنية "لمسة وفاء " لاهلنا في لبنان كنوع من توصيل صوتهم لاهلهم ولمسة وفاء فعل أمنى لهم والأغنية من كلمات الشاعر جمال الدجريملي والحاني وغنائي 0

-كيف تنتقي عادة أغانيك ؟

ابحث أولا عن الكلمة الصادقة قبل كل شيء ,كلمة نابعة من قلب كاتب وشاعر وطني يشعر بفلسطين مثلما اشعر ,وابتعد عن الأقلام المأجورة المرتزقة التي تكتب لمجرد الكسب المالي فمثلا غنيت للشهيد معين بسيسو يا قدس يا حبيبتي ,ولتوفيق زياد ناصرتي الحبيبة ولسويلم العبسي ما ننام الليل كما غنيت لعبد الفتاح مقداد جنين ولكفاح الغصين ارمي عليا من السما ,ولعبة الأيام لمنير السباج وغيره ,فأنا انتقي الكلمة الصادقة الموزونة التي تحاكي هموم الشعب الفلسطيني وتشارك في المقاومة وثورة التحرير .

-هل تولي اهتماما بشعراء معينين ؟

كلا أنا ابحث عن الكلمة قبل الكاتب فالمهم عندي الكلمة الصيحة الموزونة حتى لا انتقد وأنا في هذه المرحلة .

-الأغنية تذكر الأمة بواقعها فهل تحرص علي تنويع موضوعات الأغاني لضمان شمولية القضية ؟

طبعاً وقد غنيت لكل حروف الثورة الفلسطينية فقد غنيت للشهيد كما غنيت لفلسطين وللقدس وحتى لفلسطين (48) غنيت ناصرتي الحبيبة وللقصف غنيت ارمي عليا من السما ولو يوم تنادينا ولخطوط المواجهة غنيت رفح علي خط النار ولأطفال الحجارة أغنية حي الله رجال وشدي حيلك يا بلد لاستنهاض الهمم , والحمد لله وكل هذه الأغاني لاقت النجاح .

-لاحظنا ميلك نحو تجديد التراث من خلال أغنية لو يوم تنادينا ؟

هذه الأغنية للمطرب السوري سميح شقير وقد غنيتها بطريقتي ونجحت لان اللحن والأداء كان ممتاز بالتالي نجحت ولكن حرصي الأكبر عادة في احتواء أغنيتي علي جمل فلكلورية .

- ظهرت الكثير من الأغاني الوطنية أوائل عهد الثورة ونسيت تقريباً لما لا تحاول تجديدها ؟

هي لم تنسى أبداً فأغاني الثورة منذ بدايتها عام (65) وحتى مرحلة عام (73) اعتمدت علي أبو الصادق ,معين بسيسو ,فظهرت أغاني مثل طل سلاحي من جراحي ويا شعبنا هز البارود ويا جماهير طالعلك يا عدوي طالع وأنا صامد إلى جانب مجموعة كبيرة من الأناشيد التي كان لها وقتها من خلال إذاعة صوت العرب في القاهرة وصوت فلسطين في سوريا ولبنان وهي أناشيد لازالت موجودة وتعرض في أوقات العدوان والتوغلات .

- لكن التجديد ضروري للأناشيد ؟

اتفق أن التجديد جميل ولكن بوجود كلمات جميلة وقوية لما لا نؤديها ,وقد استطعنا الخروج بأغنيات من هذا النوع ونجحت مثل لو يوم اتنادينا .

-أغنية امشي علي هونك أديتها باللهجة البدوية النبطية فهل كانت تجربة مختلفة عن غيرها ؟

أنا احب اللهجة النبطية لأنها قوية وشعبية وقد كتبتها الشاعرة كفاح الغصين وقمت بتلحينها وغنائها فالتقت فيها قوة الكلمات مع قوة الأداء واللحن فخرجت بهذا الشكل وكانت تجربة ناجحة .

-لاحظنا ميلك نحو استخدام الأدوات الموسيقية الشعبية ؟

نعم فهي الأدوات الموجودة لكنها ليست آلات يتم العزف عليها مباشرة بل من خلال الاورج والآلات المخزنة داخل الأجهزة الإلكترونية والتي يستخدمها الجميع بسبب سرعة الأحداث فاستخدام الآلات الموسيقية الأخرى يحتاج إلى وقت يصل إلى عدة اشهر ما بين تلحين وتوزيع وغيره ,فنحاول إيجاد البديل من خلال الربابة والمزمار والعود والشبابة والناي وكل موجود من خلال الآلات الحديثة0

-لماذا تحرص دوما علي ارتداء الكوفية الفلسطينية في أغانيك ؟

أنا اعتبر الحطة حالة رمزية وعلامة مميزة للشعب الفلسطيني وأنا احب أن أكون ليس فقط صوت وصورة بل ومظهر أيضاً فالزي مهم أن يحتوي فلكلور وهنا يتمثل من خلال الحطة

-لكنا لا نزال نرتدي القمباز لاستكمال الزي الفلكلوري ؟

كلا في مسرحية دلال المغربي لعبد الفتاح مقداد قبل الانتفاضة ارتديت القمبازوالسروال والسديري والحطة أي زي فلكلوري كامل

- يقال أن فرصة النجاح الحقيقية للفنان جمال النجار كانت أثناء الانتفاضة هل هذا صحيح ؟

كلا فأنا غنيت في كل الدول التي سبق لي الحديث عنها قبل مجيئي إلى ارض الوطن وأنا معروف جداً لدي الجاليات الفلسطينية في هذه الدول لكني لم اكن معروفا في الداخل الفلسطيني نظرا لعدم وجود تلفزيون فلسطيني في ذات الوقت ولا حتى إذاعات ولكن الآن اصبح الانتشار اكبر بوجود الفضائية والتلفزيون وبعض الإذاعات 0

- تجاوزت المألوف من خلال خروجك في المسيرات والغناء أمام الجماهير فهل هي دعوة لكل الفنانين للخروج إلى الشارع ومشاركة الجماهير ؟

الفنان مثل المقاتل في الخندق عليه أن يشارك الجماهير وأنا أشارك في تشييع الشهداء و أتواجد مع المقاتلين في مواقعهم وبرز ذلك في أغنية رفح علي خط النار حيث وقفت أمام الموقع العسكري الإسرائيلي فاطلق الجنود النار علينا أنا ومحمد عساف والمصور , وهذا ما يميزني إنني مشارك جماهيري

-تميزت أغانيك إنها أصبحت ترافق التوغلات الإسرائيلية لغزة على شاشة الفضائية الفلسطينية؟

السبب قوة الكلمة والتواجد الدائم لجمال النجار كحامل للبندقية قبل أن يكون فنان فأنا مقاتل سابق في صفوف حركة فتح وبالتأكيد ينعكس ذلك على الأداء ويعطيه دلالة أكبر وقوة اكثر .

- لو قارنا الإنتاج الفني الفلسطيني حاليا بالإنتاج الفني الثوري أبان الرحيل الأول نجده في حالة تراجع ؟

كان الإنتاج الثوري سابقا تقوم عليه إدارة الثقافة والفنون وصوت فلسطين في إذاعة صوت العرب وإذاعة سوريا ولبنان والإنتاج الفني الكبير كان سببه الدعم المالي الهائل ، ولكن بعد العودة إلى أرض الوطن توقف هذا الدعم .

-إذن الدعم المالي هو سبب التراجع ؟

أجل ، فالفنان الفلسطيني حالياً ومنهم أنا ينتجوا أغانيهم على نفقتهم الخاصة ودون رعاية من أحد.

- وطبعاً يزيد وضعكم سوءاً عدم وجود نقابات فنية ؟

لا يوجد نقابة للفنانيين ولا حتى اتحاد ، ولكن يوجد نقابة للموسيقيين تختص بالمهن الموسيقية ، إلا أن وجودها شكلي على الورق فقط لكنها غير فاعلة.

- إلا يوجد محاولات لتفعيلها ، أو حتى إمكانية لذلك ؟

لا يوجد أي محاولات لتفعيلها ، وذلك غير ممكن لأنها مشلولة تماما مثل باقي الهيئات الشعبية الفلسطينية منذ عدنا إلى أرض الوطن .

- قديما كانت الأغاني الثورية تركز على التحرير الكامل أما الآن فهي تركز على الانتقام في أحسن أحوالها لما هذا التراجع ؟

نحن تبنينا البرنامج المرحلي في 94 مع إقامة الدولة الفلسطينية على كل شبر يتم تحريره ، والأغاني السياسية الملتزمة هي أغنية تواكب الحدث ومسيرة الشعب الفلسطيني منذ 65 كنا نغني يا شعبنا هز البارود والآن شدي حيلك يا بلد ، فنحن نحب الوطن ولكن نريد أن نعيش بسلام ويعيش أطفالنا بأمان وهذا حقهم .

-سبق وأن غنيت للناصرة ، هل يمكن أن تغني لحيفا ويافا وتل الربيع ؟

طبعاً لما لا ، فأنا أغني لكل شبر في فلسطين وأنا مع كل شبر يتم تحريره .

- وبرأيك ما هي مميزات الفنان الناجح ؟

حتى ينجح الفنان الفلسطيني يجب أن ينتقي الكلمات التي سيلقيها على مسامع شعبه ، وان يعتمد على لحن مميز واستنباط جميل من الفلكلور الشعبي للوصول إلى قلب المتلقي وإحساسه بشكل أسرع ، كذلك ضروري جداً إحساس المطرب بالكلمة التي تعبر عن أصالته مع الاهتمام طبعاً بالصوت والأداء.

التعليقات