جهاز الأمن الوقائي فى غزة يكشف عن عميل فلسطيني تخابر مع اسرائيل

جهاز الأمن الوقائي فى غزة يكشف عن عميل فلسطيني تخابر مع اسرائيل

غزة-دنيا الوطن

كشف جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني اليوم الأحد عن عميل فلسطيني كان يقوم بتزويد جهاز المخابرات الإسرائيلي بمعلومات عن المقاومين الفلسطينيين منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.

وقد عرض العميل في مقر جهاز الأمن الوقائي في منطقة تل الهوى بمدينة غزة أمام مجموعة من الصحفيين الذين يمثلون وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

وتحدث العميل الذي دخل القاعة التى تواجد بها العشرات من الصحفيين وسط حراسة أمنية مشددة ورمز له بالحروف الأولى من اسمه وهو "س.ر" و يبلغ من العمر 21 عاما عن بداية إسقاطه للعمل مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك فقال " ذهبت إلى الممر الآمن من اجل عمل تصريح ممغنط يمكنني من دخول الأراضي الإسرائيلية والضفة الغربية للعمل هناك بسبب عدم توفر عمل فى قطاع غزة" .

وتابع يقول " انه اثناء وجوده فى المعبر الآمن عرض عليه ضابط امن إسرائيلي التعاون معهم مقابل تمكينه من الحصول على بطاقة مرور تسمح له بدخول الأراضي الإسرائيلية مدعيا انه رفض ذلك فى البداية الا انه أمام الضغوطات التي مورست عليه من قبل الضابط الإسرائيلي اضطر للموافقة.

واضاف "حصلت على التصريح فتوجهت الى الضفة الغربية ومن هناك توجهت الى إسرائيل.

واشار " س.ر" إلى ان الضابط الإسرائيلي اخذ منه رقم هاتفه الخليوي من اجل الاتصال به في حال احتاج إليه، موضحا انه بعد حوالي خمسة شهور من تواجده داخل الأراضي الإسرائيلية، وكان ذلك بعد اندلاع انتفاضة الاقصى، طلب منه الضابط الإسرائيلي الذى كان يعرف باسم ابو موسى بالتوجه الى مدينة بيت لحم فى الضفة الغربية.

وقال "توجهت فعلا إلى بيت لحم وهناك طلب مني ضابط المخابرات الذي كان يقوم بالاتصال بي التجسس على مجموعة مسلحين فلسطينين فى المدينة، والتعرف عليهم، والتعرف على نوعية الأسلحة التى معهم ومعرفة، وكيفية الحصول على تلك الأسلحة، ومن الذي يزودهم بها. وفعلا فعلت ما طلبه منى الضابط الإسرائيلي وأعطيت له كافة المعلومات التي كان يريدها".

واشار الى انه بعد فترة قام بالعودة إلى داخل الخط الأخضر حيث توجد زوجته وابنه وهناك قرر عدم مواصلة التعامل مع جهاز المخابرات الإسرائيلي حيث قام بتغيير رقم هاتفه الخليوى لعدم تمكين الضابط الإسرائيلي من الاتصال به.

و أضاف العميل "انه حينما وصل الى أراضى 48 قام بتقديم طلب "لم الشمل" من اجل تمكينه من العيش مع زوجته وابنه إلا انه فوجئ بعد فترة برفض الطلب الذى تقدم به كما طلب منه مغادرة الأراضي الإسرائيلية فورا والا تعرض للاعتقال.

وقال ان جهاز المخابرات الإسرائيلي حصل على رقم هاتفه الجديد من خلال الطلب الذي تقدم به لجمع الشمل. وتابع العميل يقول ان الضابط عرض عليه مرة اخرى العمل معهم فوافق أمام الضغوطات التى مورست عليه من قبل المخابرات.

وقال: "طلبوا مني بعد ذلك مغادرة الأراضي الإسرائيلية والتوجه إلى مدينة غزة، أنهم في حاجة إلى هناك من اجل تزويدهم ببعض المعلومات بحكم معرفتي بجغرافية المنطقة، كوني من سكان قطاع غزة. وفعلا عدت الى مدينة غزة، وكان المطلوب مني فى ذلك الوقت التعرف على المجموعات المسلحة والتقرب اليهم من اجل معرفة من اين يأتون بالسلاح، ونوعية السلاح، ومن الذي يزودهم به". وواصل " قمت بعمل ما هو مطلوب مني، وكنت ابلغه فورا بأى شئ يحدث في المنطقة التي انا فيها".

ونوه العميل قائلا انه ضابط المخابرات الإسرائيلي كان يدقق فى معظم الوقت على قضية الانفاق حيث سرد بعض من نتائج المعلومات التي كنت ابلغها للجانب الإسرائيلي، مشيرا إلى ان الجانب الإسرائيلي طلب منه التحقق من وجود بعض الأنفاق فى المنطقة وحينما ابلغهم بوجودها جاءت دبابات الاحتلال الإسرائيلي وقامت بهدم عدد من منازل المواطنين الفلسطينيين التي يدعى الجيش الإسرائيلي وجود أنفاق لتهريب السلاح تحتها.

وتابع العميل يقول ان عمله أيضا كان مساعدة قوات الاحتلال الإسرائيلي فى رصد المناطق التى كان المقاومين الفلسطينيين يقومون بزرع العبوات الناسفة فيها وقطع الأسلاك الموصلة للعبوة من اجل عدم انفجارها فى اى دبابة إسرائيلية.

وقال العميل "بعدها قررت عدم الاتصال بالجانب الإسرائيلي وإبلاغهم باى شئ وقطع علاقتي بهم بشكل نهائي، إلا انه وأثناء مروري على أحد الحواجز فى قطاع غزة، أوقفني الجيش الإسرائيلي، واقتادوني الى غرفة بها ضابط مخابرات إسرائيلي، وهناك تمت مساومتي مرة أخرى، وان يكون توجهي فى هذه المرة المرة الدخول فى إحدى الحركات الإسلامية ومعرفة كافة أسرارها. وبعدما خرجت من عند ضابط المخابرات قررت عدم الاتصال معهم مجددا، حتى استدعاني جهاز الأمن الوقائي فى منطقتي حيث تجاوبت مع المحققين هناك بشكل إيجابي لاننى اريد ان ألتخلص من هذا الوباء".

وناشد العميل " س. ر" كافة العملاء القيام بتسليم أنفسهم الى اقرب مركز لجهاز الامن الوقائي، كما طالب العمال الفلسطينيين الذين يقومون بالعمل داخل الخط الأخضر بعدم التورط مع جهاز المخابرات الإسرائيلي. وناشد العميل كافة الفصائل الفلسطينية وكافة المنضويين تحت لواءاها عدم إفشاء أسرارهم لاى كان دون التحقق والتاكد من هويته. واكد العميل انه لا يعرف احد من العملاء ااذين يقومون بتقديم معلومات لجهاز المخابرات الاسرائيلي.

من جهته صرح مصدر امني مسوؤل فى جهاز الامن الوقائى بقطاع غزة أنه ومنذ بداية الانتفاضة الحالية وحتى شهر مارس الحالى قام الجهاز باعتقال 140 مشتبها بالعمالة، وقد قامت النايبة العامة بمحاكمة أحد عشر عميلا حكم على عشرة منهم بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم فى اربعة منهم فيما لا يزال الباقون ينتظرون مصادقة الرئيس عرفات على هذه الاحكام.

واكد المصدر انه خلال العام الأخير قدم الأمن الوقائي للنيابة العامة واحد وعشرين ملفا لعملاء من اجل تقديمهم للمحاكمة.

واشار المصدر انه "يخضع الآن للتحقيق ثمانية معتقلين جدد لاتهامهم بالتخابر مع جهات معادية، موضحا ان جهاز الامن الوقائي سيبقى الاحرص على اجتثاث هؤلاء الخونة من بين صفوف ابناء الشعب الفلسطيني"..

التعليقات