بعد أن تنكّرت للأردنيين ديانا كرزون تفتح النار على لبنان ..وعلى اللبنانيين

بعد أن تنكّرت للأردنيين ديانا كرزون تفتح النار على لبنان ..وعلى  اللبنانيين
بعد أن تنكّرت للأردنيين ديانا كرزون تفتح النار على لبنان وشوارعه الضيقة وعلى اللبنانيين

غزة-دنيا الوطن

فنانة هي من جيل الشباب، تمتلك القدر الكافي من الصوت الجميل والإحساس المرهف بالموسيقى والكلمات، إحتضنها لبنان كما احتضن عشرات وعشرات الفنانين العرب والعالميين، لا بل كما احتضن آلاف وآلاف العرب من مختلف الجنسيات، سواء كانوا من السياح او الطلاب او او او... ولكنها وللأسف الشديد لا تمتلك الحدّ الأدنى من الذاكرة المطلوبة، كي تتذكر فضل لبنان بشوارعه الضيقة وأزقته، على الفن بصورة عامة، وعليها بصورة خاصة. ولكن هل يمكن أن نستغرب منها ذلك، بعد أن تنكّرت لشعبها ووطنها الأردن الشقيق؟ طبعاً لا... ولكن ماذا في التفاصيل؟


في صالون جو رعد في بيروت تفاجأت بالعدد الأخير من الزميلة مجلة "الهديل" اللبنانية، وهي تستضف عبر صفحاتها "سوبر ستار العرب" (بتحفظ) ديانا كرزون، من خلال حوار حمل عنوان: "بعد ان توجّها لبنان سوبر ستار، ديانا كرزون: اللبنانيون "مبيضو وجه ومحبون للمظاهر". اعتقدت بداية أن في الامر لعبة صحفية لجذب القراء ولفت انتباههم، ولكن... تابعت الحوار لأقرأ ما صدمني، والذي ننقله حرفياً كما ورد في مجلة "الهديل":

سؤال: كيف وجدت لبنان؟

تجيب ديانا: شوارع بيروت ضيقة، وفيها حفر كثيرة. كما أن المناخ لا يناسبني كونه رطباً. فقد تعبت كثيراً ومرضت في فترة "سوبر ستار" بسبب الطقس. اما الشعب اللبناني فهو "مبيّض وجه" بشكل كبير، وعندما تدير ظهرك يتكلمون عنك وقد تعرفت الى اناس كثر، كانوا يتقربون مني لمصلحة ما "كونهم مع ديانا كرزون"... اللبنانيون يموتون على المظاهر.

وبإستهزاء واضح يسألها الصحفي جوزف أبو خليل، الزميل الذي أجرى الحوار: ما هو رقم هاتفك؟ فتسأله ديانا: لماذا؟ يجيبها الزميل: كي أفاخر بالقول للجميع أنني أكلم ديانا.

وبدل أن تستدرك أصرّت على متابعة التحدث بالطريقة ذاتها عن الشعب اللبناني لتقول: البعض ليس لديه ما يأكل وتراه يشتري سيارة ثمنها 15 الف او 20 الف دولار، و"ما معو ثمن البنزين"، لماذا تعمل المرأة طوال الشهر... حتى تشتري "مانيكور" وزينة لشعرها، لماذا هذا كله؟ عليها النظر نحو المستقبل.


هذا هو ما قالته ديانا كرزون بالحرف الواحد، لهذا السبب ولأن ذاكرتها ضعيفة نذكرها بما يلي:

ديانا كرزون قطعت مشواراً طويلاً بالسيارة، من الأردن إلى سورية، لتتقدم بطلب اشتراك لبرنامج للهواة يدعى "سوبر ستار"، وهو برنامج لبناني. ألتقت من خلاله بفريق العمل المكوّن بالكامل من لبنانين، وأهلتها لجنة التحكيم التي تضم لبنانيين (الياس الرحباني وتوينا مرعب) لتنضم إلى الجولة الثانية من البرنامج آنذاك، ثم لتتوجها "سوبر ستار العرب"

بعد أن غنت لكبار المطربين اللبنانيين أمثال ملحم بركات، في البرنامج الذي تنتجه وتنفذه وتعرضه محطة تلفزيونية لبنانية هي تلفزيون المستقبل.

صور ديانا كرزون التي تنشر في لقاءاتها وحواراتها، التقطت بعدسات المصورين اللبنانيين، ولسمات الماكياج المميز وتصفيف الشعر الرائع الذي نراها من خلالهما، نفّذه فنانون لبنانيون إشتهروا بالذوق والإبداع، هذا دون أن ننسى ثيابها التي يصممها أيضاً لبناني.

المجلة التي أجرت الحوار مع ديانا والتي تهجمت من خلالها على اللبنانيين، هي لبنانية الهوية، وتنفذ وتصمم وتطبع في لبنان، هذا عدا عن عشرات وعشرات المجلات والصحف الأخرى التي استضافت ديانا في لقاءات وحوارات صنعت شهرتها، هذا طبعاً قبل وبعد أن استقبلها اللبنانيون في وطنهم وعلى أرضهم وأيضاً في قلوبهم، حتى أن بعضهم صوّت لها دون أي تحيّز آخر لمشتركين لبنايين وعلى رأسهم النجم ملحم زين الذي تقول عنه ديانا أنه كما باقي مشتركي سوبر ستار، وباستثناء سعود أبو سلطان، لم يسألوا عنها بعد نهاية البرنامج... وأعتقد أنني اليوم فقط فهمت تلك الجملة الغامضة التي قالها ملحم زين بعد خروجه من "سوبر ستار" وبقاء كل من ديانا ورويدا في حلبة المنافسة على لقب سوبر ستار في برنامج "خليك بالبيت": من يحبني فليصوّت لرويدا عطية..."

هل نسيت ديانا كيف كانت تصر في كل حلقة على شكر اللبنانيين على استضافتهم وعلى محبتهم واستقبالهم الرائع؟ ترى هل كانت تستجدي عطفهم؟ ترى من هو "المصلحجي او مبيض الوجه" ديانا كرزون ام اللبنانيين؟.... ولمن لا يعرف معنى كلمة "مصلحجي ومبيض وجه" هي تعني الشخص المتملّق الذي يتقرب من الأشخاص لمصلحة معينة، ويساير بكلام جميل هو غير مقتنع به أيضاً لغاية أو مصلحة ما.

وهل نسيت ديانا ان شوارع بيروت الضيقة وأزقتها هي التي كانت الطريق المعبدة بالورود التي أوصلت ديانا إلى الشهرة؟ دون شك ديانا لا تعرف المثل اللبناني القائل: "بيت الضيق يتسّع لألف صديق"، لأن كرم الضيافة والإستقبال شيم من شيم اللبنانيين، ولبنان رغم شوارعه الضيقة التي لا تتسع لنجومية بحجم نجومية ديانا ركزون، هي نفسها التي تستقبل ملايين السواح العرب كل عام وكل موسم بكل حب وبكل ترحيب. ولو كانت شوارعه بالفعل مليئة بالحفر، لكانت ديانا سقطت في إحداها كما يجب أن يسقط باقي المتزلفين.

وان كانت المرأة اللبنانية تعمل طوال الشهر لتشتري اداوت الزينة، فهذا لأن العالم أجمع يجمع على مقولة أن المرأة اللبنانية أنيقة تعشق الجمال، ذواقة ومحترفة في إبراز كل ما هو جميل. وان كان اللبناني يشتري سيارة بعشرين الف دولار ولا يملك ثمن البرنزين، هذا ايضا لانه ذواق، ومحب للحياة، فذاكرة الحرب لم تمحى بعد من أذاهننا، ولا زلنا نذكر جيدا كيف كان بيت اللبناني يقصف ويهدم لنرى في اليوم ذاته أو التالي كحدّ أقصى، هذا اللبناني صاحب البيت ذاته والقصف مستمر،

ماكياج وشعر وعدسة مصور من لبنان

يقوم ويعيد ترميم ما تهدّم، لهذا استطاع بعد سنة او 2 على انتهاء الحرب أن يمدّ الجسور ويبني من جديد مدينة الحب بيروت رغم كل الصعوبات والمراهنات والأزمة المالية الإقتصادية الخانقة.

وهل نسيت ديانا كرزون ان ألبومها نفذ في لبنان، وأن كلمات اغانيها والحانها هي للبنانيين (في الوقت الذي لم تقدم فيه اغنية واحدة اردنية)، وبأن الشركة المنتجة التي أنتجت البومها موجودة أيضاً في لبنان، وبأنها صورت الفيديو كليب ايضا في لبنان؟

كل هذا جزء بسيط جداً من فضل لبنان وشوارعه الضيقة على ديانا كرزون، التي لا نستغرب صراحة أن تقول ما تقول بعد ان تنكرت على وطنها الأردن أولا وأخوانها الأردنيين.

كان ذلك حسب ما أذكر جيداً عندما سافرت ديانا كرزون الى الأردن في موسم الصيف الماضي أيام مهرجان جرش، مع ملحم زين (قبل خروجه) ورويدا عطية، بدعوة من إحدى شركات الاتصالات حيث قدموا حفلاً غنائياً هناك وعقدوا مؤتمراً صحفياً، لم أنسى كيف راحت ديانا تتحث عن الأردنيين والصحافة الأردنية بأنها لم تدعمها رغم انها أردنية، وايضا عدما حلت ضيفة في برنامج "بيني وبينك" في رمضان الماضي مع ميشال قزي كيف قالت انها كانت جوهرة في الأردن لكنهم لم ينبتهوا لوجودها ولم يقدروها بل سايروها بعد ان فازت بلقب سوبر ستار لأنها ديانا كرزون، أي أيضاً بسبب المصلحة. وانا بصراحة لا زلت حتى الآن لم افهم لماذا يضطر "مبيّضو الوجه" إلى مسايرة كرزون واي مصلحة لهم من ذلك؟ فهل تكون شاكيرا او ماريا كاري او سيلين ديون ونحن لم ندرك ذلك بعد؟ لا أعرف. وإن كانت شوارع لبنان ضيقة ومناخه لا يناسب ديانا التي لم يقدرها الأردنيون رغم أنهم خصصوا حملة ضخمة لدعمها، فلتذهب وتعش ربما ... في المريخ!

*رولا نصر من بيروت

ايلاف

التعليقات