مطاردة عري في ستار كاديمي
مطاردة عري في "الأكاديمية" نوم الشباب في غرفة الفتيات ممنوع بانتظار العقاب والتأديب
غزة-دنيا الوطن
طارق ضاهر من بيروت: قبل أسبوعين، اجتمعت لجنة الأساتذة في برنامج ستار أكاديمي الذي يعرض على شاشة "LBC" واتخذت قرارها بضرورة ترشيح محمد عطية ليكون من بين الـ"nominees" الثلاثة بعد "تصرّفه غير اللائق" مع أحد أساتذته. وفي الأسبوع الماضي، اجتمعت اللجنة نفسها وأصرّت وقتها مديرة الأكاديمية رولا سعد على ضرورة تسمية أحمد الشريف للسبب نفسه عقب انتهاء الـ"prime". وهكذا كان، جلس الاثنان على "مقاعد الاحتياط" في كلتا الحفلتين المتتاليتين المباشرتين، لكنهما استطاعا في النهاية تحقيق انتصار غير مباشر على من أدخلاهما في لعبة المتاهات، وتنفّسا الصعداء بعد نيلهما أعلى نسبة من أصوات الجمهور.
ومنذ ذلك الوقت، تعرّف المشاهدون على معايير جديدة تدخل في خانة ترشيح الأقل حظاّ لمتابعة "المسيرة الأكاديمية"، وهي المعايير المتصلة بالأخلاقيات العامة التي توجب على المشاركين الحلّي بضبط النفس واحترام الآخرين، خصوصاً المسؤولين المباشرين عنهم خلال إقامتهم. حسناً، علمنا كل هذه الأمور، وذهبنا مع من وجّهوا تلك الملاحظات إلى المدى الذي يريدون أن يحطوا رحالهم فيه، وإن تحفّظنا على السبب في الإمعان بنشر كاميرات الواقع، خصوصاً في حالة الإدارة، وكأن الشعار العريض المرفوع هو "تصرّف على سجيّتك وكن طبيعياً قدر الإمكان ولا تدع الحواجز تقف حائلاً دون ذلك، ولكن.. الويل لك إن أسأت التصرّف".
الزعيم عطية أخطأ ونال جزاءه بتسميته.. أحمد هو الآخر فعلها ونال نصيبه من "البهدلة" أولاً ومن ثم دُمغ على جواز مروره عبارة "قيد الترحيل". الاثنان لم يحسنا التصرّف في الأسبوعين الماضيين، وكان العقاب في انتظارهما، ولكن لمن ستوجّه التهمة هذا الأسبوع، ومن يتحمّل مسؤولية ما حصل يوم السبت الماضي، ورآه المشاهدون، مرة خلال البث المباشر لحياة الأكاديمية على القناة المخصصة لذلك، ومرة أخرى خلال الساعة اليومية المخصصة لاختصار اليوم السابق
لمن لم تسنح له الفرصة لتتبّع ساعاته الطويلة.
هذا هو الشريط المصوّر.. عطية يحمل في يده مسدساً من النوع الذي يطلق عيارات بلاستيكية دائرية صغيرة. يرافقه في عملية المطاردة "الزعيم" خلاوي الذي يبدو أنه كان يعطي أحد أفراد "عصابته" درساً في أصول المهنة. الضحية هو أحمد. المطاردة تبدأ من غرفة نوم الفتيات وتستمر في الدهاليز، لتنتهي في الصالة العامة. يطوّق المطارد ويضيق الخناق عليه. يخضع لترهيب حامل المسدّس الذي لم يتوقف عن التهديد بإطلاق "النار" عليه إن لم ينفذ ما يطلبه منه.. إخلع حذاءك.. سأضرب.. إخلع قميص.. والله حضرب.. وكان للآمر ما أراد. "إقلع بنطلونك".. "عطية إحنا في الصالة".. "بقُّلك إقلع وإلا والله حضرب".. وفي النهاية يخلع أحمد بنطاله.. يبقى في "البوكسر فقط". لتبدأ مطاردة جديدة ينهيها المعرّى لصالحه بعد نجاحه في قلب الأدوار.. يتجهوا مرة جديدة إلى الصالة برفقة "الزعيم" الذي كان "رفيق الماشي" ويرغم عطية على إلباس أحمد بنطاله، لتبدأ حفلة "striptease" جديدة بطلها عطية الذي بدا لباسه أقل احتشاماً من ذلك الذي يرتديه من سبقه إلى "التعرّي تحت تهديد السلاح".. وتنتهي فصول المسرحية.
"ما تنسوا تشوفوا الفيلم اللي عملوه عطية وخلاوي وأحمد".. بهذه الجملة قدّمت هيلدا خليفة الفقرة النهائية من الساعة اليومية على شاشة "LBC". دعت المشاهدين إلى عدم تفويت الفرصة على مشاهدة مطاردة العري التي مثّلها أصحابنا. بل حثّتهم على مشاهدتها وهي دعوة صريحة ظهرت بمظهر الاعتزاز بما حدث. إمعان بمعنى آخر لإعادة ما يعتبره القيّمون "قفشة كوميدية" ليس أكثر. يا سلام.. هذه الفعلة التي بدأت فصولها من غرفة نوم الفتيات التي يمنع على الشباب الاستلقاء على أي من أسرّتها، وهي الملاحظة التي وجّهتها بقوة مديرة الأكاديمية لأحمد في نفس الحلقة لقيامه بالاستلقاء في المنطقة المحرّمة. ومن ثم امتداد شريط أحداثها إلى الصالة التي هي للجميع، أي بمثابة المكان العام، ليست سوى "سكيتش فكاهي". النوم في غرفة الفتيات ممنوع، ولكن التعري مسموح. هل يوجد تناقض؟.
حسناً.. هذا من جهة القواعد الداخلية، ولكن ماذا عن القواعد الخارجية المتعلّقة بالجمهور الذي هو من مختلف العقليات والأعمار؟.. ألم توجّه له إهانة هو الآخر تعتبر أكبر وأعمق من تلك التي نالتها اللجنة الكريمة؟. يبدو أنها ليست كذلك، والدليل هو إعادة المشهد الذي دعي المشاهدون إلى عدم تفويت فرصة متابعة دقائقه. وما ظهر يفسّر بأن الهم الحقيقي هو الـ"prestige" الخاص والضيّق. وعلى هذا الأساس، وبما أن هذه اللقطات لاقت استحسان من آثروا على عرضها مرة أخرى مع إصرار مقدمتنا الشابة على كونها إحدى أهم مقتطفات الساعة، مما يعني أنها مرّت كالعسل على
قلوب المعنيين بالأمر، على الرغم من حملها للكثير من الإهانات لفتيات الأكاديمية بالدرجة الأولى، وللمشاهدين في درجة لا تقل عن سابقتها، وبما أن هذه الفعلة لن تؤدي على ما يبدو إلى تسمية اللجنة لأحد على هذه الفعلة، فإن من حق المشاهدين، على أساس أنهم "الحكم النهائي" في هذه المسابقة، أن يصدروا حكمهم هذه المرة.. وأمامهم في هذه الحالة ثلاثة متهمين عليهم اختيار أحدهم، إما أبطال الفيلم، وإما أصحاب الشأن العام في الأكاديمية أي الإدارة، وإما القيمين على المحطة الذين آثروا على إعادة تلك "القفشة".. فاحكموا بالعدل.
*ايلاف
غزة-دنيا الوطن
طارق ضاهر من بيروت: قبل أسبوعين، اجتمعت لجنة الأساتذة في برنامج ستار أكاديمي الذي يعرض على شاشة "LBC" واتخذت قرارها بضرورة ترشيح محمد عطية ليكون من بين الـ"nominees" الثلاثة بعد "تصرّفه غير اللائق" مع أحد أساتذته. وفي الأسبوع الماضي، اجتمعت اللجنة نفسها وأصرّت وقتها مديرة الأكاديمية رولا سعد على ضرورة تسمية أحمد الشريف للسبب نفسه عقب انتهاء الـ"prime". وهكذا كان، جلس الاثنان على "مقاعد الاحتياط" في كلتا الحفلتين المتتاليتين المباشرتين، لكنهما استطاعا في النهاية تحقيق انتصار غير مباشر على من أدخلاهما في لعبة المتاهات، وتنفّسا الصعداء بعد نيلهما أعلى نسبة من أصوات الجمهور.
ومنذ ذلك الوقت، تعرّف المشاهدون على معايير جديدة تدخل في خانة ترشيح الأقل حظاّ لمتابعة "المسيرة الأكاديمية"، وهي المعايير المتصلة بالأخلاقيات العامة التي توجب على المشاركين الحلّي بضبط النفس واحترام الآخرين، خصوصاً المسؤولين المباشرين عنهم خلال إقامتهم. حسناً، علمنا كل هذه الأمور، وذهبنا مع من وجّهوا تلك الملاحظات إلى المدى الذي يريدون أن يحطوا رحالهم فيه، وإن تحفّظنا على السبب في الإمعان بنشر كاميرات الواقع، خصوصاً في حالة الإدارة، وكأن الشعار العريض المرفوع هو "تصرّف على سجيّتك وكن طبيعياً قدر الإمكان ولا تدع الحواجز تقف حائلاً دون ذلك، ولكن.. الويل لك إن أسأت التصرّف".
الزعيم عطية أخطأ ونال جزاءه بتسميته.. أحمد هو الآخر فعلها ونال نصيبه من "البهدلة" أولاً ومن ثم دُمغ على جواز مروره عبارة "قيد الترحيل". الاثنان لم يحسنا التصرّف في الأسبوعين الماضيين، وكان العقاب في انتظارهما، ولكن لمن ستوجّه التهمة هذا الأسبوع، ومن يتحمّل مسؤولية ما حصل يوم السبت الماضي، ورآه المشاهدون، مرة خلال البث المباشر لحياة الأكاديمية على القناة المخصصة لذلك، ومرة أخرى خلال الساعة اليومية المخصصة لاختصار اليوم السابق
لمن لم تسنح له الفرصة لتتبّع ساعاته الطويلة.
هذا هو الشريط المصوّر.. عطية يحمل في يده مسدساً من النوع الذي يطلق عيارات بلاستيكية دائرية صغيرة. يرافقه في عملية المطاردة "الزعيم" خلاوي الذي يبدو أنه كان يعطي أحد أفراد "عصابته" درساً في أصول المهنة. الضحية هو أحمد. المطاردة تبدأ من غرفة نوم الفتيات وتستمر في الدهاليز، لتنتهي في الصالة العامة. يطوّق المطارد ويضيق الخناق عليه. يخضع لترهيب حامل المسدّس الذي لم يتوقف عن التهديد بإطلاق "النار" عليه إن لم ينفذ ما يطلبه منه.. إخلع حذاءك.. سأضرب.. إخلع قميص.. والله حضرب.. وكان للآمر ما أراد. "إقلع بنطلونك".. "عطية إحنا في الصالة".. "بقُّلك إقلع وإلا والله حضرب".. وفي النهاية يخلع أحمد بنطاله.. يبقى في "البوكسر فقط". لتبدأ مطاردة جديدة ينهيها المعرّى لصالحه بعد نجاحه في قلب الأدوار.. يتجهوا مرة جديدة إلى الصالة برفقة "الزعيم" الذي كان "رفيق الماشي" ويرغم عطية على إلباس أحمد بنطاله، لتبدأ حفلة "striptease" جديدة بطلها عطية الذي بدا لباسه أقل احتشاماً من ذلك الذي يرتديه من سبقه إلى "التعرّي تحت تهديد السلاح".. وتنتهي فصول المسرحية.
"ما تنسوا تشوفوا الفيلم اللي عملوه عطية وخلاوي وأحمد".. بهذه الجملة قدّمت هيلدا خليفة الفقرة النهائية من الساعة اليومية على شاشة "LBC". دعت المشاهدين إلى عدم تفويت الفرصة على مشاهدة مطاردة العري التي مثّلها أصحابنا. بل حثّتهم على مشاهدتها وهي دعوة صريحة ظهرت بمظهر الاعتزاز بما حدث. إمعان بمعنى آخر لإعادة ما يعتبره القيّمون "قفشة كوميدية" ليس أكثر. يا سلام.. هذه الفعلة التي بدأت فصولها من غرفة نوم الفتيات التي يمنع على الشباب الاستلقاء على أي من أسرّتها، وهي الملاحظة التي وجّهتها بقوة مديرة الأكاديمية لأحمد في نفس الحلقة لقيامه بالاستلقاء في المنطقة المحرّمة. ومن ثم امتداد شريط أحداثها إلى الصالة التي هي للجميع، أي بمثابة المكان العام، ليست سوى "سكيتش فكاهي". النوم في غرفة الفتيات ممنوع، ولكن التعري مسموح. هل يوجد تناقض؟.
حسناً.. هذا من جهة القواعد الداخلية، ولكن ماذا عن القواعد الخارجية المتعلّقة بالجمهور الذي هو من مختلف العقليات والأعمار؟.. ألم توجّه له إهانة هو الآخر تعتبر أكبر وأعمق من تلك التي نالتها اللجنة الكريمة؟. يبدو أنها ليست كذلك، والدليل هو إعادة المشهد الذي دعي المشاهدون إلى عدم تفويت فرصة متابعة دقائقه. وما ظهر يفسّر بأن الهم الحقيقي هو الـ"prestige" الخاص والضيّق. وعلى هذا الأساس، وبما أن هذه اللقطات لاقت استحسان من آثروا على عرضها مرة أخرى مع إصرار مقدمتنا الشابة على كونها إحدى أهم مقتطفات الساعة، مما يعني أنها مرّت كالعسل على
قلوب المعنيين بالأمر، على الرغم من حملها للكثير من الإهانات لفتيات الأكاديمية بالدرجة الأولى، وللمشاهدين في درجة لا تقل عن سابقتها، وبما أن هذه الفعلة لن تؤدي على ما يبدو إلى تسمية اللجنة لأحد على هذه الفعلة، فإن من حق المشاهدين، على أساس أنهم "الحكم النهائي" في هذه المسابقة، أن يصدروا حكمهم هذه المرة.. وأمامهم في هذه الحالة ثلاثة متهمين عليهم اختيار أحدهم، إما أبطال الفيلم، وإما أصحاب الشأن العام في الأكاديمية أي الإدارة، وإما القيمين على المحطة الذين آثروا على إعادة تلك "القفشة".. فاحكموا بالعدل.
*ايلاف
التعليقات