قناة محمد حسنين هيكل ..فضائية اخبارية جديدة
قناة محمد حسنين هيكل ..فضائية اخبارية جديدة
غزة-دنيا الوطن
في الوقت الذي تنطلق فيه خلال الأيام القليلة المقبلة فضائية "الحرة" الأميركية الناطقة باللغة العربية، فقد نفى بشكل قاطع مكتب الكاتب الصحافي المصري البارز محمد حسنين هيكل، أنباء ترددت مؤخراً عن اعتزام عدد من رجال الأعمال المصريين والعرب إطلاق محطة تلفزيون فضائية، قالت مصادر إعلامية مصرية إنه من المقرر أن يطلق عليها "قناة هيكل الاخبارية" وذلك خلال شهر آب (أغسطس) المقبل، وأنه يجري تأسيس شركة مساهمة برأس مال يقدر بنحو ثلاثين مليون دولار بصفة مبدئية لهذا الغرض خصيصاً.
وكانت مصادر إعلامية في القاهرة تحدثت مؤخراً عن أن هيكل الذي ارتبط اسمه بعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سوف يساهم من خلال أحد أبنائه في شركة مساهمة لإطلاق هذه المحطة الفضائية، بالاشتراك مع عدد من رجال الاعمال المصريين والعرب، إضافة إلى مهاجرين من أصول عربية في كندا والولايات المتحدة، لافتة إلى استثمارات ابن الكاتب الصحافي المصري في مجموعة "هرمس" التي نشطت على نحو واسع مؤخراً في مجالات النشر الورقي والإليكتروني، ومشروعات الميديا المتنوعة، وهو الأمر الذي جعل من هذه الأنباء تبدو وكأنها منطقية وأقرب إلى الحقيقة، لولا النفي القاطع لمكتب هيكل ذاته لصحتها.
اخبارية ليست ناصرية
وكانت المصادر الإعلامية نفسها قد رسمت تفاصيل سيناريو إطلاق هذه الفضائية المزمعة، قائلة إن إطلاقها سيكون على ثلاث مراحل، الاولى تبدأ في آب (أغسطس) المقبل، وتقتصر فترة البث فيها على ست ساعات فقط، وبتكلفة قدرها خمسة ملايين دولار، وتزيد ساعات البث مع الشهر السادس لتصل الى اثنتي عشر ساعة، حتى يكتمل بثها على مدار الساعة مع نهاية عامها الأول، وبداية العام الثاني لها.
كما تحدثت ذات المصادر عن انفراد المحطة ببرنامج خاص سيقدمه هيكل يسرد فيه قصة حياته وعلاقاته مع روساء وزعماء العالم.ونقلت مجلة (المصور) التي يرأس تحريرها نقيب الصحافيين الأسبق، الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد، المقرب من رئاسة الجمهورية في مصر، عن رجل الاعمال المعروف مجدي العداس، المكلف انهاء اجراءات تأسيس الفضائية المزمعة، قوله إنه بصدد تأسيس مجلس امناء المحطة، متوقعاً ان يكون هيكل رئيسا لهذا المجلس، الذي سيضم عددا من المثقفين والمفكرين المصريين والعرب البارزين.
كما أشار العداس الى ان المؤسسين سيمتلكون 51 في المائة من اسهم المحطة الفضائية المرتقبة، وأن الباقي سيطرح للاكتتاب العام للجمهور المصري والعربي، وبعد عامين من خروج المحطة للنور سوف يطرح المؤسسون اسهمهم للاكتتاب العام ايضا على الجمهور.
وفي تفاصيل البرامج التي تعتزم الفضائية بثها قال العداس إنها ستناقش كافة القضايا المثارة في العالم العربي، موضحاً أنه من ضمن خطط المحطة مناقشة الثوابت التي قامت عليها الامة العربية والاسباب الحقيقية التي جعلتها تصل الى هذه الحالة من الترهل والتراجع.
ونفى العداس في تصريحاته ان يكون خط المحطة الفضائية هو الخط الناصري بشكل أيديولوجي تقليدي، مضيفا انه يجري التفكير الآن في مجموعة من البرامج الاخبارية المتميزة، وسوف يقدمها مجموعة من الاعلاميين المشهورين في مصر والدول العربية.
استئذان أم مناورة
يذكر أنه في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، وبعد أيام على احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، قال الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل انه سيعتزل الكتابة التي اشتغل بها ما يقرب من 62 عاماً، قائلاً في مقال طويل عنوانه (استئذان في الانصراف) نشرته حينئذ صحيفة الاهرام على جزئين: "كان يرد على بالي منذ سنوات أن الوقت يقترب من لحظة يمكن فيها لمحارب قديم أن يستأذن في الانصراف".
وبدأت شهرة هيكل مع قربه اللصيق بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر في فترة شهدت حروبا ساخنة وباردة وأزمات سياسية في المنطقة العربية وعلى الساحة الدولية كانت مصر طرفا في كثير منها خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات.وأوضح هيكل في مقاله أن نداءات زملاء وأصدقاء له بالاستمرار لم تثنه عن قرار اعتزال الكتابة، وقال: "تكرموا بجهدهم في تحويلي عما رأوه اتجاهي راغبين اقناعي بأني مازلت -جسدا وفكرا- قادرا علي الاستمرار مع اشارات عطوف الى أنه ليس من حق محارب أن يلقي سلاحه مهما تكن الاسباب ولا من حق كاتب أن يتخلى عن قلمه مادام استطاع الكتابة"، على حد تعبيره.
ويقول ناصريون مصريون إن حديثاً مطولاً لهيكل في فضائية (دريم) التي يملكها رجل أعمال مصري، قد منع من البث بتعليمات حكومية غير معلنة، ويرى فريق من المراقبين أن هذا ربما كان وراء التفكير في إطلاق فضائية لا تملك السلطات في أي بلد عربي منعها، غير أن فريقاً آخر يرى أن الأمر لا يمكن تفسيره على هذا النحو من التبسيط المخل، وأن هيكل نفسه ربما يكون وراء إطلاق أنباء وسيناريو هذه الفضائية ما دعا المجلة الرصينة إلى نشر أنباء عنها، والتي عاد مكتبه ونفى صحتها، في مناورة سياسية جديدة له، طالما برع في رسمها خلال مسيرته المهنية والسياسية على مدى ستة عقود، كان في أغلبها قريباً من صناع القرار في بلدان عدة من المنطقة.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن هيكل ترك رئاسة مجلس إدارة، وتحرير (الاهرام) كبرى الصحف العربية، إثر خلافات في الرأي مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973 وكان وقتها في الخمسين من عمره ولكن نشرت مقالاته في صحف بريطانية وألف عدة كتب عن صراع الشرق الاوسط وتحولات السياسة المصرية وعمله الصحافي مع عبد الناصر والسادات.
*ايلاف
غزة-دنيا الوطن
في الوقت الذي تنطلق فيه خلال الأيام القليلة المقبلة فضائية "الحرة" الأميركية الناطقة باللغة العربية، فقد نفى بشكل قاطع مكتب الكاتب الصحافي المصري البارز محمد حسنين هيكل، أنباء ترددت مؤخراً عن اعتزام عدد من رجال الأعمال المصريين والعرب إطلاق محطة تلفزيون فضائية، قالت مصادر إعلامية مصرية إنه من المقرر أن يطلق عليها "قناة هيكل الاخبارية" وذلك خلال شهر آب (أغسطس) المقبل، وأنه يجري تأسيس شركة مساهمة برأس مال يقدر بنحو ثلاثين مليون دولار بصفة مبدئية لهذا الغرض خصيصاً.
وكانت مصادر إعلامية في القاهرة تحدثت مؤخراً عن أن هيكل الذي ارتبط اسمه بعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، سوف يساهم من خلال أحد أبنائه في شركة مساهمة لإطلاق هذه المحطة الفضائية، بالاشتراك مع عدد من رجال الاعمال المصريين والعرب، إضافة إلى مهاجرين من أصول عربية في كندا والولايات المتحدة، لافتة إلى استثمارات ابن الكاتب الصحافي المصري في مجموعة "هرمس" التي نشطت على نحو واسع مؤخراً في مجالات النشر الورقي والإليكتروني، ومشروعات الميديا المتنوعة، وهو الأمر الذي جعل من هذه الأنباء تبدو وكأنها منطقية وأقرب إلى الحقيقة، لولا النفي القاطع لمكتب هيكل ذاته لصحتها.
اخبارية ليست ناصرية
وكانت المصادر الإعلامية نفسها قد رسمت تفاصيل سيناريو إطلاق هذه الفضائية المزمعة، قائلة إن إطلاقها سيكون على ثلاث مراحل، الاولى تبدأ في آب (أغسطس) المقبل، وتقتصر فترة البث فيها على ست ساعات فقط، وبتكلفة قدرها خمسة ملايين دولار، وتزيد ساعات البث مع الشهر السادس لتصل الى اثنتي عشر ساعة، حتى يكتمل بثها على مدار الساعة مع نهاية عامها الأول، وبداية العام الثاني لها.
كما تحدثت ذات المصادر عن انفراد المحطة ببرنامج خاص سيقدمه هيكل يسرد فيه قصة حياته وعلاقاته مع روساء وزعماء العالم.ونقلت مجلة (المصور) التي يرأس تحريرها نقيب الصحافيين الأسبق، الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد، المقرب من رئاسة الجمهورية في مصر، عن رجل الاعمال المعروف مجدي العداس، المكلف انهاء اجراءات تأسيس الفضائية المزمعة، قوله إنه بصدد تأسيس مجلس امناء المحطة، متوقعاً ان يكون هيكل رئيسا لهذا المجلس، الذي سيضم عددا من المثقفين والمفكرين المصريين والعرب البارزين.
كما أشار العداس الى ان المؤسسين سيمتلكون 51 في المائة من اسهم المحطة الفضائية المرتقبة، وأن الباقي سيطرح للاكتتاب العام للجمهور المصري والعربي، وبعد عامين من خروج المحطة للنور سوف يطرح المؤسسون اسهمهم للاكتتاب العام ايضا على الجمهور.
وفي تفاصيل البرامج التي تعتزم الفضائية بثها قال العداس إنها ستناقش كافة القضايا المثارة في العالم العربي، موضحاً أنه من ضمن خطط المحطة مناقشة الثوابت التي قامت عليها الامة العربية والاسباب الحقيقية التي جعلتها تصل الى هذه الحالة من الترهل والتراجع.
ونفى العداس في تصريحاته ان يكون خط المحطة الفضائية هو الخط الناصري بشكل أيديولوجي تقليدي، مضيفا انه يجري التفكير الآن في مجموعة من البرامج الاخبارية المتميزة، وسوف يقدمها مجموعة من الاعلاميين المشهورين في مصر والدول العربية.
استئذان أم مناورة
يذكر أنه في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، وبعد أيام على احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، قال الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل انه سيعتزل الكتابة التي اشتغل بها ما يقرب من 62 عاماً، قائلاً في مقال طويل عنوانه (استئذان في الانصراف) نشرته حينئذ صحيفة الاهرام على جزئين: "كان يرد على بالي منذ سنوات أن الوقت يقترب من لحظة يمكن فيها لمحارب قديم أن يستأذن في الانصراف".
وبدأت شهرة هيكل مع قربه اللصيق بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر في فترة شهدت حروبا ساخنة وباردة وأزمات سياسية في المنطقة العربية وعلى الساحة الدولية كانت مصر طرفا في كثير منها خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات.وأوضح هيكل في مقاله أن نداءات زملاء وأصدقاء له بالاستمرار لم تثنه عن قرار اعتزال الكتابة، وقال: "تكرموا بجهدهم في تحويلي عما رأوه اتجاهي راغبين اقناعي بأني مازلت -جسدا وفكرا- قادرا علي الاستمرار مع اشارات عطوف الى أنه ليس من حق محارب أن يلقي سلاحه مهما تكن الاسباب ولا من حق كاتب أن يتخلى عن قلمه مادام استطاع الكتابة"، على حد تعبيره.
ويقول ناصريون مصريون إن حديثاً مطولاً لهيكل في فضائية (دريم) التي يملكها رجل أعمال مصري، قد منع من البث بتعليمات حكومية غير معلنة، ويرى فريق من المراقبين أن هذا ربما كان وراء التفكير في إطلاق فضائية لا تملك السلطات في أي بلد عربي منعها، غير أن فريقاً آخر يرى أن الأمر لا يمكن تفسيره على هذا النحو من التبسيط المخل، وأن هيكل نفسه ربما يكون وراء إطلاق أنباء وسيناريو هذه الفضائية ما دعا المجلة الرصينة إلى نشر أنباء عنها، والتي عاد مكتبه ونفى صحتها، في مناورة سياسية جديدة له، طالما برع في رسمها خلال مسيرته المهنية والسياسية على مدى ستة عقود، كان في أغلبها قريباً من صناع القرار في بلدان عدة من المنطقة.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن هيكل ترك رئاسة مجلس إدارة، وتحرير (الاهرام) كبرى الصحف العربية، إثر خلافات في الرأي مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973 وكان وقتها في الخمسين من عمره ولكن نشرت مقالاته في صحف بريطانية وألف عدة كتب عن صراع الشرق الاوسط وتحولات السياسة المصرية وعمله الصحافي مع عبد الناصر والسادات.
*ايلاف
التعليقات