تحقيقات 11 سبتمبر: الخاطفون استخدموا بخاخ توابل لمحاصرة الركاب

تحقيقات 11 سبتمبر: الخاطفون استخدموا بخاخ توابل لمحاصرة الركاب بعيداً عن القمرات وكشف تسجيل لمضيفة تتحدث عن طعن 2 من الطاقم



غزة-دنيا الوطن

قالت لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتبمر (ايلول) 2001 ان منفذي تلك الاعتداءات استخدموا بخاخ توابل او فلفل في احدى الطائرات بهدف ابقاء الطاقم والركاب بعيدين عن قمرة القيادة، وكشفت، من ناحية اخرى، مقاطع مثيرة من محادثة هاتفية اجرتها مضيفة باحدى الرحلات تحدثت عن استخدام البخاخ. ويقدم التقرير اوضح صورة حتى الآن لما سمي بـ«الاستراتيجية المشتركة» التي استخدمها الانتحاريون للسيطرة على الطائرات الثلاث التي اصطدمت ببرجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع (البنتاغون) والرابعة التي تحطمت في ريف ولاية بنسلفانيا. وفي جلسة استماع كشفت اللجنة الفيدرالية الليلة قبل الماضية، ولاول مرة، عن مقاطع من مكالمة هاتفية اجرتها مضيفة تدعى بيتي اونغ عبرت فيها عن خوف وارتباك بعد ان طعن الخاطفون اثنين على الاقل من طاقم رحلة 11 قبل ارتطامها بالبرج الشمالي في مركز التجارة. وفي تقريرها غير النهائي حول ما حدث يوم 11 سبتمبر، خلصت اللجنة الى ان الخاطفين حذروا من وجود قنبلة في ثلاث طائرات على الاقل واستخدموا بخاخ التوابل على الاقل في طائرتين. وقالت اللجنة ان ركاباً تحدثوا من هواتف جوالة واشاروا الى استخدام قواطع داخل طائرة واحدة، معربة عن شكوكها حول مصداقية تقارير سابقة كانت تحدثت عن وجود مسدس على متن واحدة من الطائرات الاربع. وفي تقرير منفصل، قالت اللجنة ان هيئة الطيران الاميركية تجاهلت تحذيرات وردت قبل هجمات 11 سبتمبر حول احتمال خطف طائرات مدنية واستخدامها كصواريخ لشن هجمات. وجاء في تقرير اولي للجنة في اشارة الى وثائق وضعت قبل اشهر قليلة من الاعتداءات ان «هيئة الطيران الاميركية لم تعتقد ان مثل هذه التهديدات ممكنة لانه لم يكن لدينا أي مؤشر محدد على ان اي جماعة مثل «القاعدة» تفكر حاليا بهذا الاتجاه». وذكر التقرير ان «دائرة الطيران المدني في هيئة الطيران الفيدرالية فكرت رسميا في مارس (آذار) 1998 على اقل تقدير في احتمال ان تتم عملية اختطاف طائرات لاستخدامها في عملية انتحارية ارهابية في الولايات المتحدة». وجاء في التقرير ان مسؤولي الامن في هيئة الطيران الفيدرالي وصلتهم معلومات تعود الى تسعينات القرن الماضي تشير الى ان اشخاصا على علاقة بزعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن يسعون الى استخدام طائرات ركاب كأسلحة «الا انه في تقرير قدمته الى شركات الطيران والمطارات في 2000 ومطلع 2001، استبعدت هيئة الطيران الفيدرالي هذا التهديد».

وجاء في التقرير ان هيئة الطيران الفيدرالي «استجابت للتهديد الامني العالي الذي اطلقته اجهزة الاستخبارات في صيف عام 2001 وقامت باصدار تحذيرات الى شركات الطيران حول احتمال وقوع اعمال ارهابية ضد طائرات مدنية. الا ان هيئة الطيران الفيدرالية «ابلغت المطارات وشركات الطيران انه ليس لديها اي دليل ملموس على وجود خطط محددة لمهاجمة الطيران المدني الاميركي» طبقا للتقرير. ومن ناحية اخرى، طلبت اللجنة الفيدرالية المكلفة التحقيق في الهجمات اول من امس تأجيل موعد اصدار تقريرها النهائي المقرر صدوره يوم 27 مايو (ايار) المقبل. لكن البيت الابيض ورئيس مجلس النواب دينيس هاسترت قالا انهما يعارضان اي تاجيل. وركزت جلسة استماع اللجنة، الليلة قبل الماضية، على معلومات جمعت من 11 راكباً على الاقل وافراد من الطواقم تحدثوا الى عائلاتهم او اصدقائهم من على متن الطائرات المخطوفة. وانهت اللجنة جلستها اول من امس بمحادثة اجرتها المضيفة اونغ من على متن الرحلة 11 التي اصطدمت بالبرج الشمالي.

وقال التقرير ان المكالمات التي اجراها الركاب وافراد الطواقم اشارت الى انهم كانوا على دراية بان طائراتهم خطفت وانهم كانوا عاجزين عن تأكيد وجود خاطف على كرسي قائد الطائرة لان العديد منهم كانوا اجبروا على الانتقال الى مؤخرة الطائرة. وحسب التقرير، فان بعض الركاب شعروا باهتزازات غير طبيعية في حركة الطائرة، وتنبأ راكب كان على متن الرحلة 175، التي اصطدمت بالبرج الجنوبي، بان الخاطفين كانوا يريدون استخدام الطائرة في هجوم ضد مبنى. ويفيد التقرير ايضاً ان راكباً كان على متن الرحلة 77، التي اصطدمت بالبنتاغون) علم بخطف الطائرتين اللتين استخدمتا في الهجوم على برجي مركز التجارة.

وفي اللحظات الاخيرة للرحلة 11، تمكنت المضيفة اونغ من الاتصال بموظفة في مركز المراقبة. وقد ادلت تلك الموظفة نيديا كونزالز بافادة خلال جلسة اول من امس وقالت ان الاتصال الذي دام 23 دقيقة «سيبقى محفوراً في ذاكرتي طوال فترة حياتي». اونغ: هناك شخص قد طعن، واعتقد انه لا يستطيع التنفس. لا اعرف. اعتقد اننا نتعرض الى عملية خطف.

صوت رجل في غرفة العمليات: في اي مقعد انت؟ امي، هل انت هناك؟

ـ اونغ: نعم ـ غرفة العمليات: في اي مقعد انت؟

ـ صوت امراة في غرفة العمليات: امي في اي مقعد انت؟

ـ اونغ: من المفترض اننا متجهون الى لوس انجليس وقمرة القيادة لا ترد و...

ـ العمليات: في اي مقعد انت الآن، ما هو رقم مقعدك؟

ـ اونغ: انني في «3. ار».

ـ العمليات: حسناً. هل انت مضيفة؟. آسف هل قلت انك مضيفة؟

ـ اونغ: الو. يجب ان ترفع صوتك، لا استطيع سماعك.

ـ العمليات: ما اسمك؟

ـ اونغ: حسنا. اسمي بيتي اونغ. انني مضيفة بالرحلة 11 ـ العمليات: حسناً.

ـ اونغ: قمرة القيادة لا ترد على الهاتف. وهناك شخص قد طعن في درجة الاعمال، وانهم لا يستطيعون التنفس في درجة الاعمال او شيء كهذا. شخص تعرض الى البخاخ او شيء كهذا.

وتضمن الشريط صوت موظف في غرفة العلميات يقول ان اونغ موجودة في الرحلة 12 ثم يصحح الامر ويسأل حول افراد الطاقم الذين طعنوا، فترد اونغ قائلة: رقم 1 ورقم 5 طعنا. وقد بدت اونغ قلقة لكن هادئة، وكان يمكن سماع صوت محرك الطائرة في الشريط.

التعليقات