مدير المخابرات العراقية الجديد التابعة لمجلس الحكم العراقي
مدير المخابرات العراقية الجديد التابعة لمجلس الحكم العراقي
غزة-دنيا الوطن
في سنوات " نفيه !!! " من العراق، عمل أياد علاوي بهدوء مع المخابرات الأمريكية والبريطانية. فقد كان رغم شهرته القليلة مفضلاً لدى ضباط المخابرات الأمريكية وأفضل من أحمد الجلبي المعروف أكثر منه.
وبعمله الآن في مجلس الحكم المعين من قبل أمريكا حيث يتبوأ مسؤولية الجهاز الأمني فيه، ظهر علاوي بإستراتيجية غير مكلفة ومصاغة بعناية لنشر آراءه على النخبة الأمريكية الحاكمة.
فقد دفع علاوي مؤخراً إلى لوبي مرموق في واشنطن وإلى دور نشر في نيويورك أكثر من 300000 دولار لمساعدته على الإتصال بصانعي السياسة في الإدارة الأمريكية وببعض الصحفيين حسبما جاء في رسالة رفعت إلى وزارة العدل الأمريكية. وقالت تلك الأوساط أن المبالغ جاءت من شخص بريطاني يدعى "مشعل النواب"، حيث تم وصفه بأنه من الأصدقاء المقربين لأياد علاوي ومن المعجبين به.
وقال أحد مستشاري علاوي، المدعو "نك ثيروس"، بأن علاوي يعرف أهمية نقل رسالته إلى القادة الأمريكان في وقت تكون فيه الولايات المتحدة هي قوة الإحتلال في العراق. وقال أيضاً بأن العراقيين يركزون بإهتمام شديد على ما يقال عن بلدهم في الولايات المتحدة وأنه ليس من الكفاية بأن تعمل من خلف الكواليس في بغداد.
إن الولايات المتحدة تخطط لنقل السلطة السياسية إلى العراقيين في الأول من تموز، ولكن قبل ذلك سيعين المسؤولون الأمريكان العديد من الأشخاص الذين سيساعدون في إختيار الهيئة التشريعية الإنتقالية في شهر مايس القادم والتي بدورها ستسمي الحكومة الإنتقالية. لقد قالت الولايات المتحدة بأنها قد تغير العملية تحت ضغط بعض العراقيين المطالبين بالإنتخابات المباشرة.
يقترح بعض المحللين بأنه قد يكون هناك تشجيع للحملة التي يقودها علاوي لموانة قوة الجلبي. إلا أن "نك ثيروس" يقول بأنه لا يوجد هناك دعم رسمي من أي نوع خصوصاً من الحكومة الأمريكية.
بسبب إرتباطاته بعسكريين عراقيين والمخابرات العراقية وحزب البعث، فإنه إستمر بالحصول على دعم قوي من وزارة الخارجية والمخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات البريطانية MI6 . كما وأن لعلاوي سجل تأريخي أفضل لكي يكون القادم إلى القمة. وكما قال روبرت بير المؤلف وضابط العمليات السابق في المخابرات الأمريكية إنه أفضل من غريمه الجلبي المحكوم غيابياً بتهمة السرقة في الأردن في عام 1992.
إلا أن "لورا ميلروي"، التي تنتقد عمل المخابرات الأمريكية في العراق تقول "أعتقد بأن هذه الثقة هي في غير موضعها على الإطلاق"، كما أنها أنحت باللائمة على علاوي بسبب المعلومات الإستخبارية الكاذبة التي عرضت للخطر القوات الأمريكية في نهاية حرب الخليج في عام 1990.
وفي تشرين الأول من العام الماضي قامت ثلاثة من الشركات الأمريكية التي سبق وأن عملت لعلاوي بتقديم تقارير إلى وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية عن إستلامها لمبالغ من علاوي. هذه التقارير هي:
- شركة براون لويد جيمس المتحدة، شركة علاقات عامة تقع في نيويورك – 12000 دولار شهرياً.
- مكتب واشنطن للشركة القانونية بريسون غيتس إليس و روفيلاس ميد للقيام بمهمة اللوبي وبمبلغ قدره 100000 دولار شهرياً
ويقول "نك ثيروس" أنه بعد شهرين من ذلك تغيرت الإجور لتحسب بالساعة حيث نشأ عن ذلك مبلغاً قدره 50000 دولار شهرياً.
- شركة الإستشارات ثيروس و ثيروس التي يملكها "نك ثيروس" ووالده باترك الذي كان يعمل كسفير سابقاً، 10000 دولار شهرياً.
ويقول "نك ثيروس"، الذي إستأجر الشركتين الأخريين، بأن تلك الأموال التي صرفها علاوي تمثل "الأسعار هنا في واشنطن !!!! ".
هذا ولم يكشف بعد من أن أي عضو آخر من أعضاء مجلس الحكم قد صرف بالقدر الذي صرفه علاوي خلال العام الماضي حسبما ورد في تقارير وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية، بإستثناء تقرير حديث يعود إلى المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه الجلبي وذلك لشركة قانونية في واشنطن تدعى "شيا و غاردنر"، حيث أقرت بإستلام 52000 دولار على مدى ستة أشهر لخدمات قدمتها لمؤسسة دعم المؤتمر الوطني العراقي. وأن شركة بإسم "برسون مارستيلر قد قدمت خدمات لمؤسسة دعم المؤتمر الوطني العراقي تحت عقد من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، إلا أن تلك الشركة لم تقدم تقريرها إلى وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية.
ومن باب الدعاية لعلاوي فإنه ظهر بمظهر دعائي عالي عندما نشر في 28 كانون الأول الماضي في الواشنطن بوست مقالة يعارض فيها التخلص من أعضاء حزب البعث من وظائف الدولة، في وقت كان فيه الجلبي يدافع عن عكس هذه الفكرة. إضافة إلى أن علاوي قد إسترعى إنتباهاً دولياً في اليوم التلي لمقالته تلك عندما نشرت له صحيفتان عربيتان تصدران في لندن ما مفاده أن صدام إعترف بتحويله مليارات من الدولارات إلى خارج العراق ومن أنه (أي صدام) قد أعطى المحققين معه أسماء الأشخاص الذين يعلمون مكان تلك الأموال.
أما الجلبي فقد كان له مظهراً دعائياً أعلى في واشنطن، خصوصاً عند حضوره مع ثلاثة من أعضاء مجلس الحكم كضيوف في مقصورة زوجة الرئيسي الأمريكي عندما ألقى خطابه عن حالة الإتحاد. وفي نفس الوقت فإن الجلبي قد عمل بجد للحصول على نفوذ لدى البنتاغون والبيت الأبيض.
*واشنطن بوست
غزة-دنيا الوطن
في سنوات " نفيه !!! " من العراق، عمل أياد علاوي بهدوء مع المخابرات الأمريكية والبريطانية. فقد كان رغم شهرته القليلة مفضلاً لدى ضباط المخابرات الأمريكية وأفضل من أحمد الجلبي المعروف أكثر منه.
وبعمله الآن في مجلس الحكم المعين من قبل أمريكا حيث يتبوأ مسؤولية الجهاز الأمني فيه، ظهر علاوي بإستراتيجية غير مكلفة ومصاغة بعناية لنشر آراءه على النخبة الأمريكية الحاكمة.
فقد دفع علاوي مؤخراً إلى لوبي مرموق في واشنطن وإلى دور نشر في نيويورك أكثر من 300000 دولار لمساعدته على الإتصال بصانعي السياسة في الإدارة الأمريكية وببعض الصحفيين حسبما جاء في رسالة رفعت إلى وزارة العدل الأمريكية. وقالت تلك الأوساط أن المبالغ جاءت من شخص بريطاني يدعى "مشعل النواب"، حيث تم وصفه بأنه من الأصدقاء المقربين لأياد علاوي ومن المعجبين به.
وقال أحد مستشاري علاوي، المدعو "نك ثيروس"، بأن علاوي يعرف أهمية نقل رسالته إلى القادة الأمريكان في وقت تكون فيه الولايات المتحدة هي قوة الإحتلال في العراق. وقال أيضاً بأن العراقيين يركزون بإهتمام شديد على ما يقال عن بلدهم في الولايات المتحدة وأنه ليس من الكفاية بأن تعمل من خلف الكواليس في بغداد.
إن الولايات المتحدة تخطط لنقل السلطة السياسية إلى العراقيين في الأول من تموز، ولكن قبل ذلك سيعين المسؤولون الأمريكان العديد من الأشخاص الذين سيساعدون في إختيار الهيئة التشريعية الإنتقالية في شهر مايس القادم والتي بدورها ستسمي الحكومة الإنتقالية. لقد قالت الولايات المتحدة بأنها قد تغير العملية تحت ضغط بعض العراقيين المطالبين بالإنتخابات المباشرة.
يقترح بعض المحللين بأنه قد يكون هناك تشجيع للحملة التي يقودها علاوي لموانة قوة الجلبي. إلا أن "نك ثيروس" يقول بأنه لا يوجد هناك دعم رسمي من أي نوع خصوصاً من الحكومة الأمريكية.
بسبب إرتباطاته بعسكريين عراقيين والمخابرات العراقية وحزب البعث، فإنه إستمر بالحصول على دعم قوي من وزارة الخارجية والمخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات البريطانية MI6 . كما وأن لعلاوي سجل تأريخي أفضل لكي يكون القادم إلى القمة. وكما قال روبرت بير المؤلف وضابط العمليات السابق في المخابرات الأمريكية إنه أفضل من غريمه الجلبي المحكوم غيابياً بتهمة السرقة في الأردن في عام 1992.
إلا أن "لورا ميلروي"، التي تنتقد عمل المخابرات الأمريكية في العراق تقول "أعتقد بأن هذه الثقة هي في غير موضعها على الإطلاق"، كما أنها أنحت باللائمة على علاوي بسبب المعلومات الإستخبارية الكاذبة التي عرضت للخطر القوات الأمريكية في نهاية حرب الخليج في عام 1990.
وفي تشرين الأول من العام الماضي قامت ثلاثة من الشركات الأمريكية التي سبق وأن عملت لعلاوي بتقديم تقارير إلى وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية عن إستلامها لمبالغ من علاوي. هذه التقارير هي:
- شركة براون لويد جيمس المتحدة، شركة علاقات عامة تقع في نيويورك – 12000 دولار شهرياً.
- مكتب واشنطن للشركة القانونية بريسون غيتس إليس و روفيلاس ميد للقيام بمهمة اللوبي وبمبلغ قدره 100000 دولار شهرياً
ويقول "نك ثيروس" أنه بعد شهرين من ذلك تغيرت الإجور لتحسب بالساعة حيث نشأ عن ذلك مبلغاً قدره 50000 دولار شهرياً.
- شركة الإستشارات ثيروس و ثيروس التي يملكها "نك ثيروس" ووالده باترك الذي كان يعمل كسفير سابقاً، 10000 دولار شهرياً.
ويقول "نك ثيروس"، الذي إستأجر الشركتين الأخريين، بأن تلك الأموال التي صرفها علاوي تمثل "الأسعار هنا في واشنطن !!!! ".
هذا ولم يكشف بعد من أن أي عضو آخر من أعضاء مجلس الحكم قد صرف بالقدر الذي صرفه علاوي خلال العام الماضي حسبما ورد في تقارير وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية، بإستثناء تقرير حديث يعود إلى المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه الجلبي وذلك لشركة قانونية في واشنطن تدعى "شيا و غاردنر"، حيث أقرت بإستلام 52000 دولار على مدى ستة أشهر لخدمات قدمتها لمؤسسة دعم المؤتمر الوطني العراقي. وأن شركة بإسم "برسون مارستيلر قد قدمت خدمات لمؤسسة دعم المؤتمر الوطني العراقي تحت عقد من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، إلا أن تلك الشركة لم تقدم تقريرها إلى وحدة تسجيل العملاء الأجانب في وزارة العدل الأمريكية.
ومن باب الدعاية لعلاوي فإنه ظهر بمظهر دعائي عالي عندما نشر في 28 كانون الأول الماضي في الواشنطن بوست مقالة يعارض فيها التخلص من أعضاء حزب البعث من وظائف الدولة، في وقت كان فيه الجلبي يدافع عن عكس هذه الفكرة. إضافة إلى أن علاوي قد إسترعى إنتباهاً دولياً في اليوم التلي لمقالته تلك عندما نشرت له صحيفتان عربيتان تصدران في لندن ما مفاده أن صدام إعترف بتحويله مليارات من الدولارات إلى خارج العراق ومن أنه (أي صدام) قد أعطى المحققين معه أسماء الأشخاص الذين يعلمون مكان تلك الأموال.
أما الجلبي فقد كان له مظهراً دعائياً أعلى في واشنطن، خصوصاً عند حضوره مع ثلاثة من أعضاء مجلس الحكم كضيوف في مقصورة زوجة الرئيسي الأمريكي عندما ألقى خطابه عن حالة الإتحاد. وفي نفس الوقت فإن الجلبي قد عمل بجد للحصول على نفوذ لدى البنتاغون والبيت الأبيض.
*واشنطن بوست
التعليقات