صدام لأنصاره:احذروا التعاون الوثيق مع المتطوعين العرب
صدام لأنصاره في وثيقة عثرت عليها القوات الأميركية معه: احذروا التعاون الوثيق مع المتطوعين العرب والأجانب
غزة-دنيا الوطن
افاد مسؤولون في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بان وثيقة عثر عليها مع الرئيس العراقي المخلوع عندما ألقي القبض عليه كشفت عن تحذير من صدام لمؤيديه العراقيين من توحيد جهودهم مع المقاتلين العرب والأجانب الذين دخلوا الى العراق لخوض المعارك ضد القوات الأميركية.
ويبدو أن الوثيقة توجيه كتب بعد فقدان السلطة من جانب صدام الى قادة المقاومة العراقية، وهي تدعو الى الحذر من الاقتراب كثيرا من «الجهاديين» الأصوليين والعرب والأجانب الآخرين الذين يأتون الى العراق المحتل.
وتقدم هذه الوثيقة دليلا آخر يتحدى زعم ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش بوجود تعاون وثيق بين حكومة صدام حسين وارهابيين من تنظيم «القاعدة». وعلم محققو وكالة المخابرات المركزية مؤخرا من خلال مسؤولين كبار في «القاعدة» معتقلين أن أسامة بن لادن كان قد رفض، قبل الغزو الذي قاده الأميركيون للعراق، التماسات من بعض رجاله للعمل بصورة مشتركة مع صدام. وقال المسؤولون الاميركيون انه من الواضح ان صدام كان يعتقد أن المقاتلين العرب والأجانب التواقين الى خوض حرب مقدسة ضد الغرب لديهم برنامج مختلف عن البعثيين الذين يتوقون الى عودتهم الى السلطة في بغداد. ونتيجة لذلك فقد أراد من أنصاره أن يكونوا حذرين بشأن التحالف الوثيق مع «الجهاديين».
ويجري الآن تداول تقرير استخباراتي جديد في أوساط الحكومة الأميركية حول هذه الوثيقة ومحتوياتها. وقال المسؤولون انه ليس لديهم دليل على ان الوثيقة التي عثر عليها مع صدام مزورة.
وكان دور المقاتلين العرب والأجانب في المقاومة العراقية للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة مصدر نقاش في أوساط الحكومة الأميركية منذ سقوط بغداد في ابريل (نيسان) الماضي. وكان المحللون الأميركيون في البداية يخشون من تدفق آلاف من المقاتلين الى العراق في مسعى لخوض «الجهاد» بالطريقة نفسها التي توجه بها عرب الى أفغانستان في سنوات الثمانينات لمقاومة الاحتلال السوفياتي السابق.
ويعتقد مسؤولون عسكريون واستخباراتيون اميركيون الآن أن عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا العراق قليل نسبيا. وأشارت وحدات من القوات العسكرية الأميركية تقوم بدوريات الحراسة على امتداد الحدود لمراقبة مثل هذا التدفق الى انها لم تر الكثير من الدلائل على قيام مقاتلين أجانب بمحاولة اختراق الحدود.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قدر مسؤولون عسكريون أميركيون في العراق ان المقاتلين الأجانب لا يشكلون أكثر من نسبة 10% من المقاومة، ويعتقد بعض المسؤولين، الآن، أنه حتى تلك النسبة قد تكون عالية جدا. ولا يوجد سوى ما يتراوح بين 200 الى 300 شخص يحملون جوازات سفر غير عراقية معتقلين في العراق من جانب القوات الأميركية وفقا لما قاله العميد مارك كيميت المتحدث العسكري الاميركي، للصحافيين في بغداد الشهر الماضي. وقال الجنرال كيميت «انهم يشكلون تهديدا، غير أن الغالبية الساحقة ممن اعتقلناهم لقيامهم بعمليات ضد التحالف، وعمليات ضد المواطنين العراقيين، هم عراقيون».
ولكن عددا من المسؤولين قالوا ان القوات الأميركية ليست متأكدة من دقة المعلومات الأميركية حول القضية، ويعترفون بأنه قد يكون هناك عدد من الأجانب داخل البلد أكبر مما يعتقدون حاليا. وقال أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين «رأيت أعدادا تتراوح بين المائتين والألفين».
وتتمثل مشكلة أخرى غير محلولة في مستوى التنسيق بين المقاتلين الأجانب والمقاومين العراقيين الذين يعتبر الكثير منهم أفرادا سابقين في أجهزة أمن صدام حسين. ويقول مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أنهم لاحظوا وجود تنسيق على المستوى التكتيكي والهجمات الفردية ولكن ليست لديهم دلائل كثيرة على أي تنسيق على مستوى استراتيجي أوسع. وعندما سئل المسؤول عما اذا كان قادة المقاومة العراقية قد أصغوا الى نصيحة صدام حسين لاتخاذ موقف التحفظ من المقاتلين الأجانب، قال انه «من الصعب الحديث عن ذلك بدون توفر مزيد من المعلومات حول المدى الكامل للتعاون بين الطرفين».
وقد جعل استخدام تفجيرات السيارات الانتحارية كسلاح في المقاومة المسؤولين الأميركيين يتساءلون عما اذا كان المقاتلون الاصوليون المتطرفون يقفون وراء بعض الهجمات القوية. وقال مسؤولون أميركيون انه من غير المحتمل أن يكون العراقيون العلمانيون ممن كانوا يعملون في حكومة صدام من المجندين في عمليات توصف بأنها استشهادية.
ولاحظت جوديث يافي كبيرة الباحثين في جامعة الدفاع القومي بواشنطن ومحللة سابقة في قضايا الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية انه «ليس هناك من شك في ان بعض المقاتلين الأجانب قد عبروا الى العراق. كم يبلغ عددهم؟ لا أعتقد أن هناك ما يزيد على المائتين. هل يتمتعون بأهمية في المقاومة؟ لا أعتقد ذلك. هناك الكثير من العراقيين ممن يعرفون كيفية القيام بمثل هذه الأعمال. ان المسألة الحقيقية هي منفذو التفجيرات الانتحارية، فتلك ليست مسألة عراقية على وجه التحديد».
واضافة الى قيمتها في فهم طبيعة العدو الذي تواجهه القوات الأميركية وقوات التحالف الآن في العراق، فان الوثيقة التي عثر عليها مع صدام يمكن أن تكون أيضا مادة قيمة لمزيد من الجدال حول علاقته مع الأصوليين الاسلاميين. وعندما سعى الرئيس بوش الى تحديد مبررات في قضية الحرب مع العراق فان احدى القضايا التي دار حولها نقاش ساخن تمثلت في ما اذا كان صدام على علاقة مع بن لادن و«القاعدة». ووجد كبار المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) ممن كانوا متأكدين من أن الدليل على وجود صلات بين العراق و«القاعدة» كان قويا، أنفسهم في صراع مع المحللين في وكالة المخابرات المركزية ممن كانوا يعتقدون ان دليلا أظهر وجود بعض الصلات بين بغداد والمنظمة الارهابية ولكن ليس تحالفا على مستوى العمليات.
* «نيويورك تايمز»
غزة-دنيا الوطن
افاد مسؤولون في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش بان وثيقة عثر عليها مع الرئيس العراقي المخلوع عندما ألقي القبض عليه كشفت عن تحذير من صدام لمؤيديه العراقيين من توحيد جهودهم مع المقاتلين العرب والأجانب الذين دخلوا الى العراق لخوض المعارك ضد القوات الأميركية.
ويبدو أن الوثيقة توجيه كتب بعد فقدان السلطة من جانب صدام الى قادة المقاومة العراقية، وهي تدعو الى الحذر من الاقتراب كثيرا من «الجهاديين» الأصوليين والعرب والأجانب الآخرين الذين يأتون الى العراق المحتل.
وتقدم هذه الوثيقة دليلا آخر يتحدى زعم ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش بوجود تعاون وثيق بين حكومة صدام حسين وارهابيين من تنظيم «القاعدة». وعلم محققو وكالة المخابرات المركزية مؤخرا من خلال مسؤولين كبار في «القاعدة» معتقلين أن أسامة بن لادن كان قد رفض، قبل الغزو الذي قاده الأميركيون للعراق، التماسات من بعض رجاله للعمل بصورة مشتركة مع صدام. وقال المسؤولون الاميركيون انه من الواضح ان صدام كان يعتقد أن المقاتلين العرب والأجانب التواقين الى خوض حرب مقدسة ضد الغرب لديهم برنامج مختلف عن البعثيين الذين يتوقون الى عودتهم الى السلطة في بغداد. ونتيجة لذلك فقد أراد من أنصاره أن يكونوا حذرين بشأن التحالف الوثيق مع «الجهاديين».
ويجري الآن تداول تقرير استخباراتي جديد في أوساط الحكومة الأميركية حول هذه الوثيقة ومحتوياتها. وقال المسؤولون انه ليس لديهم دليل على ان الوثيقة التي عثر عليها مع صدام مزورة.
وكان دور المقاتلين العرب والأجانب في المقاومة العراقية للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة مصدر نقاش في أوساط الحكومة الأميركية منذ سقوط بغداد في ابريل (نيسان) الماضي. وكان المحللون الأميركيون في البداية يخشون من تدفق آلاف من المقاتلين الى العراق في مسعى لخوض «الجهاد» بالطريقة نفسها التي توجه بها عرب الى أفغانستان في سنوات الثمانينات لمقاومة الاحتلال السوفياتي السابق.
ويعتقد مسؤولون عسكريون واستخباراتيون اميركيون الآن أن عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا العراق قليل نسبيا. وأشارت وحدات من القوات العسكرية الأميركية تقوم بدوريات الحراسة على امتداد الحدود لمراقبة مثل هذا التدفق الى انها لم تر الكثير من الدلائل على قيام مقاتلين أجانب بمحاولة اختراق الحدود.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قدر مسؤولون عسكريون أميركيون في العراق ان المقاتلين الأجانب لا يشكلون أكثر من نسبة 10% من المقاومة، ويعتقد بعض المسؤولين، الآن، أنه حتى تلك النسبة قد تكون عالية جدا. ولا يوجد سوى ما يتراوح بين 200 الى 300 شخص يحملون جوازات سفر غير عراقية معتقلين في العراق من جانب القوات الأميركية وفقا لما قاله العميد مارك كيميت المتحدث العسكري الاميركي، للصحافيين في بغداد الشهر الماضي. وقال الجنرال كيميت «انهم يشكلون تهديدا، غير أن الغالبية الساحقة ممن اعتقلناهم لقيامهم بعمليات ضد التحالف، وعمليات ضد المواطنين العراقيين، هم عراقيون».
ولكن عددا من المسؤولين قالوا ان القوات الأميركية ليست متأكدة من دقة المعلومات الأميركية حول القضية، ويعترفون بأنه قد يكون هناك عدد من الأجانب داخل البلد أكبر مما يعتقدون حاليا. وقال أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين «رأيت أعدادا تتراوح بين المائتين والألفين».
وتتمثل مشكلة أخرى غير محلولة في مستوى التنسيق بين المقاتلين الأجانب والمقاومين العراقيين الذين يعتبر الكثير منهم أفرادا سابقين في أجهزة أمن صدام حسين. ويقول مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أنهم لاحظوا وجود تنسيق على المستوى التكتيكي والهجمات الفردية ولكن ليست لديهم دلائل كثيرة على أي تنسيق على مستوى استراتيجي أوسع. وعندما سئل المسؤول عما اذا كان قادة المقاومة العراقية قد أصغوا الى نصيحة صدام حسين لاتخاذ موقف التحفظ من المقاتلين الأجانب، قال انه «من الصعب الحديث عن ذلك بدون توفر مزيد من المعلومات حول المدى الكامل للتعاون بين الطرفين».
وقد جعل استخدام تفجيرات السيارات الانتحارية كسلاح في المقاومة المسؤولين الأميركيين يتساءلون عما اذا كان المقاتلون الاصوليون المتطرفون يقفون وراء بعض الهجمات القوية. وقال مسؤولون أميركيون انه من غير المحتمل أن يكون العراقيون العلمانيون ممن كانوا يعملون في حكومة صدام من المجندين في عمليات توصف بأنها استشهادية.
ولاحظت جوديث يافي كبيرة الباحثين في جامعة الدفاع القومي بواشنطن ومحللة سابقة في قضايا الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية انه «ليس هناك من شك في ان بعض المقاتلين الأجانب قد عبروا الى العراق. كم يبلغ عددهم؟ لا أعتقد أن هناك ما يزيد على المائتين. هل يتمتعون بأهمية في المقاومة؟ لا أعتقد ذلك. هناك الكثير من العراقيين ممن يعرفون كيفية القيام بمثل هذه الأعمال. ان المسألة الحقيقية هي منفذو التفجيرات الانتحارية، فتلك ليست مسألة عراقية على وجه التحديد».
واضافة الى قيمتها في فهم طبيعة العدو الذي تواجهه القوات الأميركية وقوات التحالف الآن في العراق، فان الوثيقة التي عثر عليها مع صدام يمكن أن تكون أيضا مادة قيمة لمزيد من الجدال حول علاقته مع الأصوليين الاسلاميين. وعندما سعى الرئيس بوش الى تحديد مبررات في قضية الحرب مع العراق فان احدى القضايا التي دار حولها نقاش ساخن تمثلت في ما اذا كان صدام على علاقة مع بن لادن و«القاعدة». ووجد كبار المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) ممن كانوا متأكدين من أن الدليل على وجود صلات بين العراق و«القاعدة» كان قويا، أنفسهم في صراع مع المحللين في وكالة المخابرات المركزية ممن كانوا يعتقدون ان دليلا أظهر وجود بعض الصلات بين بغداد والمنظمة الارهابية ولكن ليس تحالفا على مستوى العمليات.
* «نيويورك تايمز»
التعليقات