عاجل

  • طيران الاحتلال يشن غارة ويلقي قنابل إضاءة في وسط خانيونس

  • وسائل إعلام إسرائيلية: بدء اجتماع المجلس السياسي الأمني المصغر (كابنيت) بشأن اتفاق غزة

  • مدفعية الاحتلال تقصف المناطق الشرقية لمدينة غزة

كيف تجند المخابرات الاسرائيلية العملاء في المناطق الفلسطينية

كيف يتم الاسقاط الأمني



الفقر والبطالة نقاط ضعف تستغلها المخابرات الإسرائيلية

أبوشباك: السلطة الفلسطينية لم تستطع أن تعالج قضية العملاء بشكل مطلق

زايدة: الإنسان الذي اتجه إلى العمالة لا شك أنه تعرض إلى موقف دفعه لتقبل هذا الدور



غزة-دنيا الوطن



لم يتركوا شيئاً إلا واستغلوه فلا تستغرب من كل ما يجري على الساحة الفلسطينية من قتل وإبادة وتهجير وتدمير البنية الإقتصادية للشعب الفلسطيني فلم يرحموا كبارنا ولا شبابنا ولا حتى أطفالنا.

المخابرات الإسرائيلية وكل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستغل كل الفرص للايقاع بالشباب والشابات في مصائد وشباك العمالة والتعاون غير الشرعي معهم للنيل من شرفاء الوطن واحرار العروبة.

إسرائيل تستغل الفقر الشديد الذي يمر به الشعب الفلسطيني أبشع استغلال يتفق مع الشخصية اليهودية الدنيئة الخائنة، فسخرت كل طاقاتها وامكانياتها من اجل ذلك الهدف فاطبقت على الشعب الفلسطيني وجعلته بين مطرقة الجلاد وسندان الفقر والجوع، فما من حاجز يضعه الاحتلال لفصل وتجزئ الوطن الا وهو عبارة عن نقطة إيقاع بالشباب المارين عنه وكلنا يعرف الشاب الذي كان له دور في اغتيال القائد صلاح شحادة حيث اسقط عن طريق الحاجز الذي يفصل جنوب القطاع عن شمالها وهو طالب في احدى الجامعات الموجودة في القطاع.

ولعل من أخطر وأكثر المراكز التي يتم فيها اسقاط الشباب هي في معبر إيرز وذلك باستغلال حاجة العمال الفلسطينيين للقمة الخبز عن طريق التصاريح الممغنط، والطامة الكبرى على من تشعر إسرائيل انه محتاج كثيراً للعمل فتستغل ذلك أبشع استغلال، ولنترك المجال للمواطن مصباح سالم متزوج وأب لطفلين ويبلغ من العمر 28 عاماً، أحد العمال الذين ذهبوا لاستخراج هذا التصريح ليحدثنا عن حجم المعاناة التي يلقاها المواطن والعامل الفلسطيني عند التعامل مع الجيش الإسرائيلي. كنت اعمل قبل اندلاع الانتفاضة المباركة في قطاع غزة في إحدى ورش الحدادة وفي الأشهر الأولى من الانتفاضة شعرت كباقي الشباب وأصحاب الورش والمصانع بأن شيئاً ما سيحدث فتضاءل العمل وأصبحنا نعمل في الشهر بضعة أيام إلى أن أوقف صاحب الورشة عمله نهائياً فانقطع مصدر رزقي أنا وأكثر من 20 عاملاً، بحثت عن عمل بديل فلم أجد فمعظم الورش والمصانع دمرت والتي لم تدمر أغلقت أبوابها للظروف التي نعرفها جميعاً. فجاءنى صديق يعمل في المنطقة الصناعية ـ إيرز ـ وطلب مني الأوراق ليساعدنى في الحصول على تصريح عمل ومنذ ذلك اليوم بدأت مشواراً جديداً مليئاً بالأشواك والمصاعب حيث صراع الوجود واثبات الذات فذهبت إلى معبر إيرز للحصول على "الممغنط" وبعد ساعات طوال من الذل من قبل الجيش الإسرائيلي نودي اسمى ضمن المرفوضين وأعطوني ورقة تأجيل لأسبوعين. لماذا فأنا بأمس الحاجة إلى يوم عمل فعدت أدراجي وعلى نار أشد من الجمر مضت الفترة وفي اليوم المحدد ذهبت ومرة أخرى من الإذلال وهذه المرة طلب مني مقابلة ضابط الشكاوي فقابلته وأخذ يسألني أسئلة عدة منها كم عمرك وأين تسكن.. الخ وفي النهاية أعطاني ورقة رفض دون أي سبب وقال لي بعد شهر ارجع فكأنه أراد التلذذ بتعذيبي وبعد شهر كامل من الجوع والأسى عدت إليهم وكلي أمل هذه الفترة بأنهم سيعطونني تصريحاً فانتظرت في القاعة وبعد مدة نودي اسمى ضمن من سيقابلون ضابط المخابرات فيا للهول ويا للمصيبة ماذا يريدون مني وعند دخولي على رجل المخابرات والتي اسأل الله العلي القدير أن يحمى منها شبابنا حيث الكلام المعسول والاغراءات الكبيرة للدخول في المصيدة دخلت على الضابط فإذا به يستقبلنى أحسن استقبال ويمزح معى ويضحك وكأنه يعرفنى منذ زمن استغربت كثيراً وقلت لنفسي ها هو الضابط الشرير يضع الطعم في المصيدة فانتبه واحذر منه و بالفعل بعد تناول الشاي والسيجارة التي أعطاني إياها سألني عن مدى حاجتى للعمل وكيف وضعى المادي فأجبته ظناً مني أنه سيعطف على حالي وبعد أن انتهيت فاجأني بمبلغ من المال يقدمه لي ووعدني بأنه سيشتري لي جوالاً أو جهاز اتصال آخر ولكن يا ترى ما هو المقابل أتدرون هذا مقابل أن أتعامل معهم وأتجسس على أبناء شعبي وفي هذه اللحظة دخل ضابط آخر وأخذ الآخر يضحك معي ويمزح وقبل خروجه وصى عليّ الضابط وقال له لا تقصر مع ها لشب إميين عليه أنه طيب أوبدو يساعدنا ـ وخرج فالتهب قلبي وأول ما فكرت به هو غيري من الشباب يا ترى هل أنا أتعس مخلوق وأصعب الشباب حالا هل الظرف الذي أمر فيه لا يمره غيري فقلت في نفسي من المؤكد أن غيري أصعب حالا مني وفي هذه اللحظات أفقت على صوت الضابط وهو يقول كل ما نريده منك ان تساعدنا على حفظ أمن إسرائيل مصدر رزقك أنت وغيرك من "المخربين" فنظرت إليه وقلت بدك مني أن أساعدك على قتل أخوي وأبوي وابن عمى علشان المصاري مش أنا اللي يخون شعبه قلت هذا وأنا متأكد من أنه سيعتقلني فرد علي بعنف وشدة وكأن غريزته عادت إليه فقال هو شعبك شعب مهو كلهم بسعدونا فقلت له مش كلهم بسعدوكوا أكيد في كثير من شعبي أحرار ولو كانوا مثل ما تقول لكان ما "عزتنيش أساعدك" فنهض من مكانه وقال طيب خلي شعبك ينفعك وأعطاني ورقة لشهر آخر أخذتها وعدت إلى البيت عزمت ألا أعود إليهم مرة أخرى ولكن ضيق الحال ومرارة العيش أرغمتنى على العودة ظناً مني أنهم نسوا أمري فما أن دخلت حتى نودي اسمي مع المرفوضين وتكرر هذا الرفض إلى ان وصل حتى الآن سبع مرات. وأنا بقولهم ارفضوا قد ما ترفضوا والله بنبات بدون عشى بنجوع حتى الموت وما بنخون شعبنا وبحب أن أقول قبل أن انهى ياريت من أصحاب الضمائر الحية ومن الشرفاء في هذا الوطن وضع حد فاصل لهذا الشيء ومساعدة الشباب والوقوف بجانبهم لتجنب هالمصيبة وأطالبهم بعقد ندوات ومحاضرات عبر كل الوسائل لتوعية الشعب وتعليمهم كيف يمكن مواجهة مصائد الاحتلال المنصوبة في كل مكان وفي كل زمان".

ومن أجل خطورة هذا الموضوع وحساسيته ولكي نعرف رأي الجهات المسؤولة حول هذا الموضوع توجهنا إلى العقيد رشيد أبوشباك مدير جهاز الأمن الداخلي بغزة لنستوضح منه ملابسات هذا الموضوع ولنعرف منه ما يقدمه الجهاز للحد من هذه الظاهرة الخطيرة فقال لنا "هذه المشكلة مشكلة أزلية يعيشها الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال في العام 1967 الاحتلال منذ ذلك التاريخ ربط مصالح الناس بالإسرائيليين مباشرة بدأً بالطالب والعامل والتاجر والمواطن وكل مناحي الحياة الفلسطينية ربطت بشكل أو بآخر بالإسرائيليين. فأصبحت مصالح الشعب الفلسطيني كاملة مرتبطة بإجراءات إسرائيلية وبالنسبة للإسرائيليين الأمن عندهم فوق كل اعتبار فلذلك بنو كل علاقاتهم مع كل شرائح المجتمع الفلسطيني على قاعدة الفهم الأمني ليس بالضرورة أن يقومون بتجنيد كل الشعب الفلسطيني ولكن من الضرورة ان يحيدوا القطاع الأوسع من الشعب الفلسطيني حتى لا يكون فاعلاً في إطار الشعب الفلسطيني ولا يكون منتمياً إلى قضاياه الوطنية هذه الممارسات بدأت في العام 67 وإلى هذه اللحظة على الرغم من قيام أول سلطة وطنية فلسطينية عام 1994 إلا أن وجود السلطة لم يلغ ارتباط هذه المصالح بالمواطن الفلسطيني بالاحتلال فلذلك ما دام الإسرائيليون مسيطرون على المعابر ومسيطرون على استصدار تصاريح العمل ومسيطرون في وقت ما على تصاريح الزيارة سواء من أو إلى الأراضي الفلسطينية ومن الضفة إلى غزة والعكس تبقى حياتنا مرتبطة بهم فلذلك كل مواطن فلسطيني يريد أن ينتقل أو يتحرك فهو مضطر إلى أن يمر على ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي يحاول جاهداً تجيند ما يمكن تجنيده فلذلك هذا الربط للمصالح الفلسطينية بالاحتلال بما تمثله المؤسسة الأمنية في الأهمية في بنية جسم الدولة الإسرائيلية فهو الذي يجعل المواطن الفلسطيني عرضة للابتزاز وعرضة إلى المساومة ولكن هذا يتوقف على وعي المواطن الفلسطيني بالدرجة الأولى واستعداده من يرفض التعاون مع الاحتلال لا يستطيع أن يجبره الاحتلال أكثر شيء يمكن أن يفعله الاحتلال هو أن يهدده بالاعتقال على سبيل المثال واعتقد أن شعبنا الفلسطيني بغالبيته دخل المعتقلات وعانى في فترة الاحتلال ولكن السلطة الفلسطينية لم تستطع أن تعالج هذه القضية بشكل مطلق بحيث أنها لم يوجد بها سيطرة مطلقة على المناطق الفلسطينية لاشك أن لنا سيطرة على القرى والمدن التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي ولكن لا يوجد لدينا سيطرة على مصالح الناس المرتبطة في الأساس بالاحتلال و المعابر ما زالت بيد الإسرائيليين وإيرز ما زالت قائمة وبيت إيل في الضفة الغربية ما زالت قائمة فلذلك الاحتكاك ما بين المواطن ومصالحه والاحتلال ما زالت قائمة ما لم يحدث هناك استقلال وطني فلسطيني وان يكون لدينا سيادة فلسطينية مستقلة تنهي مصالح المواطن مع الاحتلال سوف يبقى هذا الباب مفتوحاً نحن في الأجهزة الأمنية نحاول قدر الإمكان أن نعالج هذه المواضيع من خلال متابعة مثل هذه الحالات وتحديداً الحالات التي تأتي وتتحدث إلينا مباشرة عما واجهته في مقابلاتها مع رجال المخابرات الإسرائيلية فنقدم لها النصيحة ونأخذ بيدها وأحياناً نعالج موضوعها بالطرق التي نرى أن بها حفاظاً على كرامة المواطن الفلسطيني ولكن هناك بالتأكيد عدداً قليلاً ممن يتوجهون إلينا ونحن في اكثر من وقت فتحنا المجال أمام المواطنين لأن يأتوا الأجهزة الأمنية ويدلوا بما لديهم من معلومات حتى نستطيع أن نساعدهم إجمالاً أنا اعتقد أن هذا الباب سيبقى مشرعاً ومفتوحاً ما دمنا نعيش هذه الظروف الحل الأمثل لهذا الموضوع هو في اللحظة التي نحصل بها على دولة فلسطينية مستقلة تتحكم بمعابرها وتتحكم بمطارها وبحدودها..الخ وبكل ماله علاقة بحياة المواطن وفي تعقيب لأبو شباك على قصة المواطن الذي تعرض للابتزاز وخصوصاً فيما يتعلق بمطالبه التي طالب بها قال أبو شباك "نحن قمنا أكثر من مرة بإجراء دورات وندوات ومحاضرات ومؤتمرات نحن أعطينا دورات في المدارس من خلال التوجيه الوطني وبدأنا بإجراء دورات تدريبية في المدارس الإعدادية والثانوية حتى يتمكن المواطن الفلسطيني من إدراك وسائل الاحتلال وكيف يحاول الاحتلال إسقاط المواطن الفلسطيني هذا جانب أخر من نشاطاتنا بالإضافة إلى أن الإعلام الفلسطيني تناول هذا الموضوع بكثير من الأهمية والتفصيل ونحن ساهمنا بشكل أو بأخر في إيصال هذه المعلومات".

وعندما رد أبو شباك على الإشاعات التي تقول إن اتفاقية أوسلو تحتم على السلطة ملاحقة العملاء وأن قضية العملاء لها خصوصية خاصة قال: "أن هذا غير صحيح وأن اتفاق أوسلو لا يحرم على السلطة ملاحقة العملاء ولا تحرم على السلطة حماية المجتمع الفلسطيني السلطة اعتقلت الكثير من العملاء ونفذت في بعضهم حكم الإعدام ولو كانت اتفاقيات أوسلو تمنع لما أقدمنا على ذلك ولكن هنا تشويش في ظن المواطن الفلسطيني بتصوير أن الاتفاق هو يحرم اعتقال العملاء هذا غير صحيح وغير وارد في أي اتفاق مع إسرائيل، نحن نصيغ موقفنا الأمني وفق مصالح شعبنا الفلسطيني ولسنا ملزمين بهذه التفسيرات الخاطئة للاتفاق.

وأشار أبو شباك أن الشعب الفلسطيني رغم ما عاشه تحت الاحتلال منذ أكثر من 40 سنة إلا أنه أقل نسبة عملاء في العالم من الشعوب التي تعرضت لمثل الظروف التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.

وحذر أبو شباك في ختام كلامه المواطنين من أن النشاط الأمني الإسرائيلي إزداد في الآونة الأخيرة أي فترة اندلاع انتفاضة الأقصى لذا يجب على الجميع أخذ الحيطة والحذر وأكد على أن رغم هذا النشاط الأمني الإسرائيلي الا أن وعي المواطن الفلسطيني يمكن أن يرتكن إليه وأن يكون لهذا النشاط الأمني بالمرصاد."

وبعد معرفة وجهة نظر جهاز آمني في هذا الموضوع وكيف قدم الينا أبو شباك طريقة التعامل مع هذه القضية من ناحية أمنية أردنا التعرف على الأبعاد السيكولوجية والاجتماعية لقضية الإسقاط الأمني لذا كان علينا الأخذ بعين الاعتبار ما قاله الأستاذ حسن زيادة الأخصائي النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية حيث قال في هذا الموضوع "أن الإنسان نتاج لمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية التي تؤثر على مجموعة القيم والمفاهيم لديه فإذا عاش في ظل أسرة مفككة لا يجد فيها تقديره الذاتي فإن مفهومة السلبي عن ذاته ينتقل إلى المجتمع و الناس المحيطين به ويشير زيادة إلى أن العمالة والإسقاط الأمني في الأساس سلوك ضد القيم والمفاهيم الاجتماعية وقال" الإنسان الذي أتجه إلى العمالة دون غيرها من السلوكيات الشاذة – كالسرقة والإدمان والتزوير- لاشك أنه تعرض لمواقف دفعته لتقبل دور العميل كالإحباط أو الإدمان وإلى ظروف تتعلق بتكوينه النفسي كعدم الثقة بالنفس أو الخوف من المواجهة أو الخضوع أو الاستسلام بالإضافة لاستغلال نقاط الضعف عنده بكافة أساليب الإسقاط المعروفة، ويرى أن الطفل الذي لديه ميول لانتهاك حقوق الغير ليس بالضرورة أن يصبح عندما يكبر مناقضاً لقيم المجتمع فربما يكون قد عاش طفولة هادئة ولكنه سقط في وحل العمالة عند كبره باستغلال نقاط ضعفه.

أما بالنسبة للأستاذ خضر عباس مدير مركز الوعي للدراسات الإنسانية قال في حديث له إن عملية العمالة لا تعتمد على سبب أو عامل واحد وإنما هي عملية تكاملية تبدأ بتوفر عوامل كامنة وعوامل مساعدة وأخرى ضاغطة، فعلى سبيل المثال العوامل المساعدة مثل الوضع الاقتصادي السئ والحاجة وغيرها ومن ثم يأتي العامل الضاغط ان يقابله ضابط المخابرات مثلاً ويهدده بالتعامل عبر التحقيق معه أثناء اعتقاله أو ذهابه للسفر إلى الخارج أو عندما يذهب للحصول على تصريح عمل داخل إسرائيل وتهديده بسجنه لمدة طويلة أو عرض المال عليه مثلاً وأن رفض بالتعامل فيكون له عقاب مثلاً .

لكن لو كان هذا الشخص لديه شكيمة وقوة إرادة وقدرة على الاختيار الحاسم فلن يتم سقوطه بسهولة ولن تفلح معه الحيل لأن عملية التعامل والارتباط هي صراع بين المصلحة الذاتية و المصلحة العامة والوطنية، فإذا رجحت لدى هذا الشخص كفة المجموع فإنه سيرفض التورط في العمالة أما إذا رجحت كفة الذات فمن المؤكد أنه سيخضع ويتعامل معهم وكما في القصة السابقة للشخص الذي عرض عليه التعامل فإننا نرى أن من حيل ضابط المخابرات الإسرائيلية في عرضه بأن يجعل الشخص يفكر في ذاته ويكره الآخرين ويسحب منه كل مقومات الانتماء للمجموع ليختار مصلحته ومصلحة زوجته وأبنائه فقط.

وعن سبل الوقاية من هذا الموضوع قال عباس" أن هناك ثلاث نقاط لوقاية الطفل والشاب خلال عملية التربية والتنشئة وهي:-

أولاً التربية الإيمانية ثانياً التربية الوطنية والإنتمائية ثالثاً التربية الأمنية وعن أهم خطوة من هذه الخطوات قال " هي تعميم نظرية الأمن الشعبي".

ومن كل ما سبق يبقى الأمر متروك للشخص أو الفرد الذي يتعرض لمثل هذه التجربة فمن الملاحظ أن جهاز الأمن واساتذه علم النفس والصحة النفسية جميعهم تركوا المسؤولية على الفرد وأدلوا كل منهم برأيه بهذا الموضوع دون إعطاء جواب شافٍ ومقنع عن كيفية حماية المواطن الفلسطيني وحملوه من المسئولية ما تنوء الجبال عن حملها، ولنترك المجال لهذا المواطن الفلسطيني الذي تحمل ويلات القهر والاحتلال على مدار أكثر من نصف قرن ليثبت للعالم اجمع أن الشعب الفلسطيني يستطيع أن يتحمل ما لا تتحمله الجبال ونحن على ثقة عالية بأن الشعب الفلسطيني على قدر المسؤولية وإنه يستطيع الصمود حتى أخر قطرة دم في عروقه".

*الكرامة

التعليقات