عاجل

  • بن غفير: أدعو رئيس الوزراء إلى التراجع عن مخطط الاستسلام والعودة إلى خطة الحسم في غزة

  • شهداء وجرحى بقصف مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين داخل مخيم "حياة" غرب خانيونس جنوب قطاع غزة

السلطة الفلسطينية تطلق سراح أشهر عميل فلسطيني لاسرائيل ‍‍‍

السلطة الفلسطينية تفرج عن عميل الموساد عدنان ياسين وإسرائيل رفضت استقباله فانتقل إلى دولة أوروبية

مصادر فلسطينية رفيعة :أطلقنا سراحه اضطرارا بعدما رفضت «الدولة المضيفة» بقاءه في سجونها



غزة-دنيا الوطن

علمت «الشرق الاوسط» من مصادر فلسطينية مطلعة ان السلطة الفلسطينية اطلقت سراح الجاسوس الفلسطيني عدنان ياسين، الذي شغل حتى اكتشاف امر تجسسه في اكتوبر (تشرين الاول) لحساب اسرائيل 1993، منصب نائب السفير الفلسطيني السابق في تونس (وزير الداخلية الحالي حكم بلعاوي).

وكان ياسين مسؤولا عن ترتيب سفر وتنقلات المسؤولين الفلسطينيين من والى تونس عندما كانت المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكذلك تأثيث مكاتب ومنازل المسؤولين.

غير ان بلعاوي نفى في حينه ان يكون ياسين نائبا له او تكون له اي علاقة بأجهزة الامن الفلسطينية مؤكدا ان تصرفاته المشينة جعلته يخضع لمراقبة وابعاده عن العمل اليومي وايقافه عن العمل اكثر من مرة.

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الاوسط» ان ياسين موجود الان في السويد كلاجئ سياسي بعدما رفضت اسرائيل استقباله او السماح له بالاقامة في مناطق السلطة الفلسطينية وردت طلبا بمنحه الرقم الوطني اي حق الاقامة. بينما قالت مصادر فلسطينية اخرى انه الان يعيش في احدى دول اوروبا الشرقية دون ان تحدد اسم تلك الدولة.

لكن المصادر اجمعت على ان ياسين حصل على اللجوء السياسي في البلد الذي يقيم به الان سواء كان السويد او بلدا اوروبيا شرقيا بعد وساطة من السلطة الفلسطينية. واوضحت المصادر ان قرار الافراج عن ياسين الذي اعترف بتعامله مع اسرائيل (نشرت «الشرق الاوسط» تفاصيل اعترافاته للمحققين التونسيين على حلقات عام 1995)، صدر عن حكومة محمود عباس (ابو مازن) في الصيف الماضي اي قبل استقالتها في 8 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وحسب المصادر فان حكومة ابو مازن اتخذت هذا القرار، بعدما تقدمت عايدة ياسين ابنة عدنان ياسين التي تقيم مع زوجها في قطاع غزة، بالتماس الى الحكومة بالافراج عنه في الصيف الماضي. وقد زارته ابنته في بلد الاقامة الجديد.

لكن مسؤولا فلسطينيا كبيرا قال لـ«الشرق الاوسط» ان «الافراج فرض علينا من البلد الذي كان ياسين يعتقل فيه». واضاف «ان السلطة الفلسطينية اضطرت للافراج عن ياسين، بعدما اعلن ذاك البلد عدم رغبته في بقائه في سجونه او اراضيه».

ورغم ان المسؤول رفض الكشف عن اسم ذاك البلد الا ان مصادر فلسطينية اخرى قالت ان ياسين كان معتقلا في احد السجون الجزائرية.

وكانت السلطة الفلسطينية قد احتفظت بياسين اولا في سجنها في حمام الشط في تونس بعدما انهت السلطات التونسية التحقيق معه، وفي عام 1997 نقل ياسين على متن طائرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى سجن في اليمن الى ان استقر به الامر حسب المصادر الفلسطينية في احد السجون الجزائرية.

وكان عدنان ياسين قد اعتقل على ايدي السلطات التونسية في 25 اكتوبر (تشرين الاول) 1993 بعد تلقيها معلومات من اجهزة امنية فرنسية عن نشاطاته ووضعه تحت المراقبة لفترة طويلة. وفسر مسؤول فلسطيني امني في حينها الاسباب التي دعت اجهزة الامن الفرنسية وهي المخترقة من الموساد الى الكشف عن الامر، بالقول انها عندما ابلغت اجهزة الامن التونسية بأمر سيارة مرسيدس محملة باجهزة التنصت، كانت تعتقد بان المستهدف هو مؤسسات حكومية تونسية وليست فلسطينية.

وكان قد اشيع في حينها ان المنسق الاميركي العام لمفاوضات السلام دينيس روس الذي كان يتردد كثيرا على تونس للقاء المسؤولين الفلسطينيين، لعب دورا مباشرا بالكشف عن ياسين. وحسب مصادر فلسطينية فان روس فاجأ المسؤولين الفلسطينيين خلال اجتماع مع الرئيس ياسر عرفات وقيادة منظمة التحرير خلال زيارته الاخيرة لتونس بطلب رفع الاجتماع واستئنافه في مقر السفارة الاميركية في تونس إلا ان عرفات رفض هذا الطلب. وتكرر طلب روس خلال اجتماعه مع أبومازن الذي رفض ذلك ايضا.

وحسب المصادر فان روس ارجع طلب نقل اجتماعه مع كل من عرفات وعباس الى مقر السفارة الاميركية الى اكتشافه وجود اجهزة تنصت في المكاتب الفلسطينية بواسطة قلم يحمله مزود بجهاز انذار من هذه الاجهزة.

ونفى ابومازن في حينها ذلك مؤكدا ان «الامن التونسي هو الذي ابلغني بداية في موضوع ياسين».

يذكر ان ياسين قدم هدية لابو مازن الذي كان في حينها يقود المفاوضات السرية في اوسلو، كرسيا خاصا كان ابو مازن قد طلبه بسبب الام في الظهر، واباجورة مجهزتين بأحدث اجهزة التجسس.

واعترف ياسين بانه جند للعمل لحساب المخابرات الاسرائيلية «الموساد» عام 1991 اثناء وجوده في فرنسا برفقة زوجته التي كانت تعالج في المستشفيات الفرنسية من مرض السرطان. وقام بتجنيده طبيب قدم اليه على انه مصري وساعده في ترجمة التقارير الطبية الخاصة بزوجته، كما اعترف بتلقي ما قدره 30 الف دولار من الموساد.

وخلال تلك الفترة تردد ياسين كثيرا على فرنسا والمانيا التي تعرف عليها عندما كان يزور ابنه البكر هاني هناك حيث كان يدرس هندسة الميكانيكا وحصل على دبلوم بالهندسة. ومكث في المانيا في احدى الزيارات شهرا كاملا حيث يعتقد بانه تلقى خلالها التدريب على استخدام الاجهزة. واعترف بانه التقى في المانيا بشخص قال انه ايطالي يعتقد بانه ضابط التجنيد الاسرائيلي.

وربط الفلسطينيون في حينها بين تجنيد ياسين لحساب الموساد وبين اغتيال المسؤول الامني الفلسطيني عاطف بسيسو في فرنسا في عام 1992.

التعليقات