كتائب الأقصى تتولى مهام الشرطة في جنين

كتائب الأقصى تتولى مهام الشرطة في جنين

غزة-دنيا الوطن

عندما اكتشف سرقة توكيله للهواتف المحمولة طالب ابو سامح بتطبيق العدالة ولكنه لم يلجأ الى مركز الشرطة الذي يحمل ندوب قذائف الدبابات في بلدته جنين ولكنه لجأ الى زكريا الزيبيدي قائد كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية.وعد الزبيدي بملاحقة اللصوص الذين كادوا ان يتسببوا في افلاس رجل الاعمال الفلسطيني. قال ابو سامح «بعد 24 ساعة اتصلت بي الشرطة وقالت ان رجلين ضبطا يحملان هواتفي التي اعيدت الي» والمفاجأة الكبرى حدثت عندما أصبح أحد اللصين نائبا للزبيدي يطوف جنين بحثا عن مجرمين نهارا ومهاجمة القوات الاسرائيلية ليلا.

قال الزبيدي ل«رويترز» «عندما نضبط محتالا نطلق سراحه بعد تحذيره بأنه في المرة المقبلة سيتعرض للعقاب، ثم نحاول تجنيده».

قال باسم عيد مدير منظمة ووتش الفلسطينية لحقوق الانسان التي تراقب خرق هذه الحقوق بواسطة اسرائيل والسلطة الفلسطينية «هؤلاء مجرمون قاموا بسرقات وبيع اسلحة وابتزاز ولا يمكن الاقتراب منهم بمجرد انضمامهم للكتائب».

ولاحظ ان الكتائب قتلت سبعة من سكان جنين على الاقل للاشتباه في تعاونهم مع المخابرات الاسرائيلية واضاف «قوتهم كشرطة عمل مخيف».

ويذكر ان الشرطة الفلسطينية ابتعدت عن الاضواء منذ اعادة احتلال اسرائيل لاغلب الضفة الغربية في العام الماضي بعد سلسلة من الهجمات الاستشهادية. وتعرضت مراكز شرطة فلسطينية لهجمات اسرائيلية.

ووجود قوات الامن في جنين يقتصر على شرطة المرور الذين يرتدون سترات تحمل علامات مضيئة ولا يحملون سلاحا حتى لا يظنهم القناصة الاسرائيليون متشددين فلسطينيين.

قال ضابط فلسطيني طلب اغفال اسمه «في غياب القانون والنظام وسببه الرئيسي تدمير الاسرائيليين لمقرنا وسجننا فاننا في حالة شلل. لا نستطيع القيام بأي عمل ضد المجرمين».

ويوافق اليك رون رئيس الشرطة الاسرائيلية في الضفة الغربية سابقا على ان القوات الفلسطينية عاجزة ولكنه مع ذلك انتقد عدم تحركها. قال في اشارة الى اتفاقات 1993 المؤقتة التي منحت الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا «انهم لم يحاربوا الارهاب طبقا لاتفاقات اوسلو. وكان على اسرائيل القيام بهذه المهمة والاضرار التي لحقت بمؤسساتهم كانت محتومة. والان تسود الفوضى الشارع الفلسطيني وعلى الجانبين مواجهة هذا الوضع».

ويقول الزبيدي ان عدة ضباط شرطة في جنين انضموا الى منظمته. وتؤيد منظمة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كتائب شهداء الاقصى. ويتحرك الزبيدي واعوانه في جنين علنا ويتصلون بهواتف محمولة ولا يحاولون اخفاء اسلحتهم. ولايثير منظرهم أي اعتراض في مخيم اللاجئين الذي تعرض لاقتحام اسرائيلي كاسح في ابريل 2002.

قال احد سكان جنين «هؤلاء الشباب يحاربون الاحتلال الاسرائيلي. ولكن قيامهم بعمل الشرطة قضية لا اؤمن بها». ويعزو الزبيدي شعبية الكتائب النسبية الى صلتها بفتح وابتعادها عن منظمتي حماس والجهاد الاسلامي المتشددتين.

وللكتائب دور مزدوج، اعمال الشرطة والتصدي لأي هجوم اسرائيلي. يقول الزبيدي الذي يتصدر قائمة اسرائيل للمطلوبين ان الكتائب تضم نحو 300 شاب يقومون بمراقبة المدينة. ويضيف «يتصلون بنا هاتفيا بمجرد حدوث هجوم اسرائيلي او جريمة سترتكب».

وبالنسبة لحمزة اللص الذي تحول الى مقاتل فان خلاصه في الانضمام الى صفوف الكتائب. قال «أبحث عن لصوص آخرين لتجنيدهم. انه الطريق الصحيح والحمد لله الذي سدد خطاي».

التعليقات