عميل : صوروني وأنا أمارس الجنس مع مجندة اسرائيلية
متعاون مع إسرائيل يحكي على شريط فيديو عن أساليب تجنيد العملاء
المتعاون: صوروني وأنا أمارس الجنس مع مجندة وهددوا بنشر صوري إذا لم أتعاون معهم
غزة-دنيا الوطن
بالنسبة لفلسطيني متهم بالتعاون مع اسرائيل، فان الاعتراف يعني الموت المحتم. وهذا ما واجهه محمد بعد ان اعتقلته كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» قبل حوالي الاسابيع الستة واخضعته للتحقيق والاستجواب.
وهاهي قصة محمد هلال، 24 عاما، الذي كان عضوا في كتائب الاقصى تتكشف، من خلال روايته بالتفصيل عن وشايته برفاقه عبر الهاتف الجوال لمن جندوه من الاسرائيليين مكنتهم من تعقب المسلحين في مدينة طولكرم ومخيمها.
قال هلال إنه بدأ التعاون بعد ان توجه لمكتب عسكري طالبا الحصول على تصريح سفر لوالدته. وعندما رفضوا طلبه، جادلهم فاصطحبوه لغرفة مغلقة حيث التقى بامرأة اسرائيلية بزي عسكري (مجندة). وأضاف «سألتنى عن رأيي في الانتفاضة، فأجبتها بأن لا شأن لي بها. ثم وضعت احدى يديها على كتفي والأخرى فوق ساقي وبدأت بتدليك جسدي. وبعد ذلك تعرت، فأغوتني ودفعتني لممارسة الجنس معها».
وأضاف هلال الذي كان يتحدث في شريط فيديو مسجل وزعته كتائب شهداء الأقصى على وسائل الاعلام الدولية، عرض عليه ضابط اسرائيلي مجموعة من الصور تظهره وهو يمارس الجنس مع الفتاة، وخيره بين العمل لحساب الاسرائيليين وبين نشر الصور في طولكرم.
رواية هلال هذه، حول تجنيده بواسطة فخ ممارسة الجنس، لم يتسن تأكيدها من مصادر مستقلة. فجهاز الأمن الاسرائيلي الداخلي «شين بيت»، امتنع عن الحديث حول الطرق التي يستخدمها، وأوضح انه يتبع سياسة عدم الحديث عن حالات بذاتها تمس المتعاونين. لكن مسؤولا سابقا في هذا الجهاز نفى بشدة أن تكون اسرائيل قد لجأت لمثل هذه الأساليب. وقال جيدون عزرا، عضو الحكومة الاسرائيلية الذي سبق له العمل لمدة 30 عاما في جهاز «شين بيت»، وتولى منصب نائب رئيس الجهاز قبل تركه عام 1995، «حسب معلوماتي، هذا الاسلوب لم يستخدم. فنحن لا نستطيع تقديم مثل هذا الحافز لرجل».
ومهما كانت الحقيقة، الا أن الشريط المسجل يعرض صورة داخلية للعالم الخاص غير المرئي الذي يعيشه المتعاونون الفلسطينيون، سواء أكانت التهم الموجهة لهم حقيقية أو غير مؤكدة. فإسرائيل تقوم بتجنيد الآلاف منهم، باستخدام أساليب، اذا لم يكن الجنس من بينها، فانها تتنوع ما بين المال والامتيازات المرغوب فيها كتصاريح السفر أو تخفيض عقوبات السجن، كما يقول الفلسطينيون، الذين يعتبرون المتعاونين خونة وقد قتلوا العديد منهم.
من بين القتلى هلال هذا وصديقه سامر عوفة، اللذان القي بجسديهما الممزقين بالرصاص في زقاق بمخيم طولكرم، بعد عرض شريط اعترافهما مساء يوم 22 أكتوبر (تشرين أول) الماضي.
ففي ذلك الشريط، اعترف هلال انه بعد ممارسة الجنس مع المجندة، اضطر للاستجابة لمطالب الاسرائيليين، وحصل منهم على قرابة 70 دولار أميركي اضافة الى عدد من أرقام الهواتف. وتحدث هلال بقدر من التفصيل، مشيرا الى حوادث عدة أكد وقوعها سكان طولكرم. لكن أسرته، مع ذلك، تصر على انه لم يكن متعاونا، وعرضت مجموعة صور بشعة تشير الى آثار حروق غطت جثمانه، في اشارة الى أنه تعرض للتعذيب لكي يعترف، كما قالت والدته معزوزة هلال.
بالنسبة للاسرائيليين، فان تجنيد المتعاونين يعد جزءا أساسيا من معركتهم ضد الارهاب. حيث قال عزرا: «المعلومات الجيدة تعد أهم شيء في مكافحة الارهاب». وأضاف عزرا انه بدون معلومات «يكون الجيش كالأعمى والأصم. ففي اللحظة التي يكون فيها الانتحاري حاملا لقنبلته، يتحول الى سلاح في حالة قتال. والله فقط ثم المعلومات الدقيقة هي التي تستطيع ايقافه».
أما الفلسطينيون فيقولون ان الاسرائيليين يتصيدون أولئك الذين لا حيلة لهم، ثم يمارسون عليهم ضغوطا، ويلجأون للابتزاز وغيرها من أساليب التهديد لاجبارهم على التعاون معهم. وفي معظم الحالات، تدفع اسرائيل القليل من المال، ربما مائة دولار شهريا، للمتعاون العادي، كما يقول مسؤولو الأمن الفلسطينيون الذين حققوا في مثل هذه الحالات. ولما كان الاقتصاد الفلسطيني في حالة متعبة، فإن المال يعد حافزا قويا، حسب قولهم.
ويضيف الفلسطينيون ان اسلوب الفخ الجنسي يستخدم احيانا على اعتبار ان الشواذ جنسيا من الفلسطينيين يشعرون بالضعف في المجتمع الفلسطيني الذي لا يقبل الشذوذ. كما يطرحون ان الاسرائيليين يصطادون أيضا مروجي المخدرات والمدمنين.
وقال باسم عيد، رئيس جماعة مراقبة حقوق الانسان الفلسطيني، ان المتعاونين بدأوا في طرح مزاعم الايقاع بهم في الفخ الجنسي خلال السبعينات، مضيفا ان لدى اسرائيل أساليب أخرى للضغط.
وقال هلال، انه وخلال فترة قصيرة كلف بمهام أكبر من الوشاية بأولئك الذين يقومون بالقاء الحجارة. وأضاف ان ضابطا اسرائيليا «طلب مني ذات يوم أن أقيم صداقات مع أشخاص مطلوبين»، مشيرا الى ستة أسماء من بينها رائد كرمي، زعيم كتائب الأقصى في طولكرم الذي اغتيل في 14 يناير (كانون الثاني) من عام 2002.
وتابع القول انه تلقى ذات يوم مكالمة من المسؤول الاسرائيلي الذي سأله عن مكان وجوده. فقال له انه يجلس مع عدد من أعضاء كتائب الأقصى، فطلب منه الاسرائيلي أن يصطحبهم الى منطقة سكنه. وخلال دقائق معدودة، كانت القوات الاسرائيلية قد توغلت، وبدأ تبادل اطلاق النيران. حينئذ قتل فلسطيني واحد وأصيب هلال في ذراعه واعتقله الاسرائيليون.
بعد تلك المواجهة، أصدرت كتائب الأقصى بيانا ذكرت فيه ان أحد أعضائها، وهو هلال، اصيب واعتقل. لكن بينما كان هلال يتلقى العلاج في مستشفى اسرائيلي، أوضح انه ظل يقدم المعلومات المفيدة للاسرائيليين. وقد حدد خرائط لمدينة طولكرم التقطت جوا، منازل المسلحين.
وما أن تعافت جراحه، نقل هلال لسجن اسرائيلي وطلب منه اقامة علاقات مع رفاقه في السجن. لكنه قال انه لم يتمكن من جمع معلومات مفيدة، حيث عادوا به الى طولكرم خلال شهر يونيو (حزيران)، أي بعد خمسة أشهر تقريبا من واقعة تبادل اطلاق النار.
وأثار اطلاق سراح هلال المبكر الشكوك، كما قال أعضاء كتائب الأقصى، وترسخت لديهم قناعة بخيانته. وقام أعضاء من كتائب الأقصى والجهاد الاسلامي باعتقال هلال وعوفة. واخضعوهما للتحقيق فاعترفا ونفذوا فيهما حكم الاعدام بالرصاص.
*الشرق الاوسط
المتعاون: صوروني وأنا أمارس الجنس مع مجندة وهددوا بنشر صوري إذا لم أتعاون معهم
غزة-دنيا الوطن
بالنسبة لفلسطيني متهم بالتعاون مع اسرائيل، فان الاعتراف يعني الموت المحتم. وهذا ما واجهه محمد بعد ان اعتقلته كتائب شهداء الأقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» قبل حوالي الاسابيع الستة واخضعته للتحقيق والاستجواب.
وهاهي قصة محمد هلال، 24 عاما، الذي كان عضوا في كتائب الاقصى تتكشف، من خلال روايته بالتفصيل عن وشايته برفاقه عبر الهاتف الجوال لمن جندوه من الاسرائيليين مكنتهم من تعقب المسلحين في مدينة طولكرم ومخيمها.
قال هلال إنه بدأ التعاون بعد ان توجه لمكتب عسكري طالبا الحصول على تصريح سفر لوالدته. وعندما رفضوا طلبه، جادلهم فاصطحبوه لغرفة مغلقة حيث التقى بامرأة اسرائيلية بزي عسكري (مجندة). وأضاف «سألتنى عن رأيي في الانتفاضة، فأجبتها بأن لا شأن لي بها. ثم وضعت احدى يديها على كتفي والأخرى فوق ساقي وبدأت بتدليك جسدي. وبعد ذلك تعرت، فأغوتني ودفعتني لممارسة الجنس معها».
وأضاف هلال الذي كان يتحدث في شريط فيديو مسجل وزعته كتائب شهداء الأقصى على وسائل الاعلام الدولية، عرض عليه ضابط اسرائيلي مجموعة من الصور تظهره وهو يمارس الجنس مع الفتاة، وخيره بين العمل لحساب الاسرائيليين وبين نشر الصور في طولكرم.
رواية هلال هذه، حول تجنيده بواسطة فخ ممارسة الجنس، لم يتسن تأكيدها من مصادر مستقلة. فجهاز الأمن الاسرائيلي الداخلي «شين بيت»، امتنع عن الحديث حول الطرق التي يستخدمها، وأوضح انه يتبع سياسة عدم الحديث عن حالات بذاتها تمس المتعاونين. لكن مسؤولا سابقا في هذا الجهاز نفى بشدة أن تكون اسرائيل قد لجأت لمثل هذه الأساليب. وقال جيدون عزرا، عضو الحكومة الاسرائيلية الذي سبق له العمل لمدة 30 عاما في جهاز «شين بيت»، وتولى منصب نائب رئيس الجهاز قبل تركه عام 1995، «حسب معلوماتي، هذا الاسلوب لم يستخدم. فنحن لا نستطيع تقديم مثل هذا الحافز لرجل».
ومهما كانت الحقيقة، الا أن الشريط المسجل يعرض صورة داخلية للعالم الخاص غير المرئي الذي يعيشه المتعاونون الفلسطينيون، سواء أكانت التهم الموجهة لهم حقيقية أو غير مؤكدة. فإسرائيل تقوم بتجنيد الآلاف منهم، باستخدام أساليب، اذا لم يكن الجنس من بينها، فانها تتنوع ما بين المال والامتيازات المرغوب فيها كتصاريح السفر أو تخفيض عقوبات السجن، كما يقول الفلسطينيون، الذين يعتبرون المتعاونين خونة وقد قتلوا العديد منهم.
من بين القتلى هلال هذا وصديقه سامر عوفة، اللذان القي بجسديهما الممزقين بالرصاص في زقاق بمخيم طولكرم، بعد عرض شريط اعترافهما مساء يوم 22 أكتوبر (تشرين أول) الماضي.
ففي ذلك الشريط، اعترف هلال انه بعد ممارسة الجنس مع المجندة، اضطر للاستجابة لمطالب الاسرائيليين، وحصل منهم على قرابة 70 دولار أميركي اضافة الى عدد من أرقام الهواتف. وتحدث هلال بقدر من التفصيل، مشيرا الى حوادث عدة أكد وقوعها سكان طولكرم. لكن أسرته، مع ذلك، تصر على انه لم يكن متعاونا، وعرضت مجموعة صور بشعة تشير الى آثار حروق غطت جثمانه، في اشارة الى أنه تعرض للتعذيب لكي يعترف، كما قالت والدته معزوزة هلال.
بالنسبة للاسرائيليين، فان تجنيد المتعاونين يعد جزءا أساسيا من معركتهم ضد الارهاب. حيث قال عزرا: «المعلومات الجيدة تعد أهم شيء في مكافحة الارهاب». وأضاف عزرا انه بدون معلومات «يكون الجيش كالأعمى والأصم. ففي اللحظة التي يكون فيها الانتحاري حاملا لقنبلته، يتحول الى سلاح في حالة قتال. والله فقط ثم المعلومات الدقيقة هي التي تستطيع ايقافه».
أما الفلسطينيون فيقولون ان الاسرائيليين يتصيدون أولئك الذين لا حيلة لهم، ثم يمارسون عليهم ضغوطا، ويلجأون للابتزاز وغيرها من أساليب التهديد لاجبارهم على التعاون معهم. وفي معظم الحالات، تدفع اسرائيل القليل من المال، ربما مائة دولار شهريا، للمتعاون العادي، كما يقول مسؤولو الأمن الفلسطينيون الذين حققوا في مثل هذه الحالات. ولما كان الاقتصاد الفلسطيني في حالة متعبة، فإن المال يعد حافزا قويا، حسب قولهم.
ويضيف الفلسطينيون ان اسلوب الفخ الجنسي يستخدم احيانا على اعتبار ان الشواذ جنسيا من الفلسطينيين يشعرون بالضعف في المجتمع الفلسطيني الذي لا يقبل الشذوذ. كما يطرحون ان الاسرائيليين يصطادون أيضا مروجي المخدرات والمدمنين.
وقال باسم عيد، رئيس جماعة مراقبة حقوق الانسان الفلسطيني، ان المتعاونين بدأوا في طرح مزاعم الايقاع بهم في الفخ الجنسي خلال السبعينات، مضيفا ان لدى اسرائيل أساليب أخرى للضغط.
وقال هلال، انه وخلال فترة قصيرة كلف بمهام أكبر من الوشاية بأولئك الذين يقومون بالقاء الحجارة. وأضاف ان ضابطا اسرائيليا «طلب مني ذات يوم أن أقيم صداقات مع أشخاص مطلوبين»، مشيرا الى ستة أسماء من بينها رائد كرمي، زعيم كتائب الأقصى في طولكرم الذي اغتيل في 14 يناير (كانون الثاني) من عام 2002.
وتابع القول انه تلقى ذات يوم مكالمة من المسؤول الاسرائيلي الذي سأله عن مكان وجوده. فقال له انه يجلس مع عدد من أعضاء كتائب الأقصى، فطلب منه الاسرائيلي أن يصطحبهم الى منطقة سكنه. وخلال دقائق معدودة، كانت القوات الاسرائيلية قد توغلت، وبدأ تبادل اطلاق النيران. حينئذ قتل فلسطيني واحد وأصيب هلال في ذراعه واعتقله الاسرائيليون.
بعد تلك المواجهة، أصدرت كتائب الأقصى بيانا ذكرت فيه ان أحد أعضائها، وهو هلال، اصيب واعتقل. لكن بينما كان هلال يتلقى العلاج في مستشفى اسرائيلي، أوضح انه ظل يقدم المعلومات المفيدة للاسرائيليين. وقد حدد خرائط لمدينة طولكرم التقطت جوا، منازل المسلحين.
وما أن تعافت جراحه، نقل هلال لسجن اسرائيلي وطلب منه اقامة علاقات مع رفاقه في السجن. لكنه قال انه لم يتمكن من جمع معلومات مفيدة، حيث عادوا به الى طولكرم خلال شهر يونيو (حزيران)، أي بعد خمسة أشهر تقريبا من واقعة تبادل اطلاق النار.
وأثار اطلاق سراح هلال المبكر الشكوك، كما قال أعضاء كتائب الأقصى، وترسخت لديهم قناعة بخيانته. وقام أعضاء من كتائب الأقصى والجهاد الاسلامي باعتقال هلال وعوفة. واخضعوهما للتحقيق فاعترفا ونفذوا فيهما حكم الاعدام بالرصاص.
*الشرق الاوسط
التعليقات