حلاق صدام: كان صدام يفضل الحديث عن النساء والحيوانات ويصبغ شعره كل أسبوعين

غزة-دنيا الوطن

شخص يحمل شفرة حادة وتحت يديه رأس صدام حسين والمكان خال من رجال الحماية الخاصة إلا من أعداد قليلة تراقب المكان من بعيد مدججة بالأسلحة ..هذا المشهد كان يتكرر مرة كل أسبوعين لكن السؤال المحير هو كيف يمكن لصدام أن يسلم رأسه وهو المجنون بالهاجس الأمني ليدين تحملان شفرة تحلق له شعره.

"حلاق الرئيس" لقب حمله (غ. الجنابي) كما أحب أن يٌكتب اسمه .. هو حلاق عسكري برتبة نائب ضابط لكن صدام منحه امتيازات ورتبة متقدمة في الجيش العراقي وصلت الى عقيد بقوات الامن الخاص .

الجنابي رفض أن يذكر اسمه كاملا لاعتبارات يبدو أنه اصبح مهووسا بها أيضا، لكنه قال أن الحلاقين معروفون بثرثرتهم غير أنه وجد زبونه هذا أكثر منهم ثرثرة فكان يلزم الصمت خوفا ويزاول عمله حذرا بشفرته الحادة التي كانت الأقرب من أي شيء آخر لرقبة الرئيس على مدى سنوات عدة.

عن سر اختياره من دون الآخرين لمهمة حلق رأس الرئيس قال الجنابي:

-نظرا لقرابتي من خالد عبد المنعم رشيد الجنابي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية سابقا، تم ترشيحي من قبله لأكون ضمن قوات الحرس الجمهوري وذلك في عام 1987 حيث كنت منتسبا الى اللواء 27 من الفرقة الأولى ومصنف من ضمن أرباب الحرف (حلاق) برتبة نائب ضابط من الدرجة الخامسة ثم نقلت من قاطع البصرة والتحقت بقوات الحرس .. وبعد شهر واحد تسلمت سيارة ومنحت رتية ملازم.

وهل كنت تعرف مهمتك؟

اخبرني خالد عبد المنعم بضرورة عدم التحدث عن طبيعة العمل أو المهمة التي أقوم بها واعتبر ذلك شرطا أساسيا للحفاظ على حياتي!

ما كان شعورك عندما استدعاك صدام لحلاقة رأسه للمرة الاولى؟

كنت متهيبا من ذلك رغم أني كنت قبلها قد حلقت رؤوس العديد من القادة الضباط من أفراد القيادة العامة للقوات المسلحة .. ففي اواخر عام 1987 تم استدعائي الى قصر صدام الواقع بالقرب من مطار بغداد الدولي، ولما دخلته فوجئت بأن الرئيس يرتدي دشداشة وحافي القدمين يسير على مروج حديقة القصر . استقبلني بعبارة (أهلا بالجنابي) ثم جلس على كرسي كان قريبا منه وأمر حرسه بإحضار أدوات الحلاقة وكانت حقيبة جلدية تحتوي على شفرة ومعاجين حلاقة وبخاخ ماء بالإضافة الى مقص وأمشاط كثيرة ومرآة صغيرة. أنجزت مهمتي بسرعة في حين لم ينتابني أي شعور بأن الرأس التي بين يدي هي لحاكم العراق الأوحد صدام حيث كان حديثه معي حول أسرتي وعما إذا كانت لي رغبة في الزواج ثانية فقد كان يركز على هذه المسألة كثيرا. وبعد إنجاز عملي تسلمت مكافأة قدرها عشرة الاف دينار وبمنحه لي قدما ورتبة نقيب.

ماهو نوع صبغ الشعر الذي كان يستخدمه؟

في بداية عملي لم يكن صدام بحاجة لصبغ شعر رأسه ولكن بعد حرب الكويت وفي أوائل عام 1992 نخر الشيب شعر رأسه فبدأ بصباغته وكان الصبغ يأتي من فرنسا وبنوعية فاخرة جدا حيث كنت أتولى المهمة بنفسي ويستمر مفعول الصبغ لمدة أسبوعين .. وكان يرفض ان أقوم بقص شاربه وأعتقد انه كان يقوم بذلك بنفسه بالإضافة الى حلاقة ذقنه.

أي المسؤولين العراقيين الآخرين خضع رأسه لشفرتك؟

طه ياسين رمضان .. فقد حلقت شعره مرة واحدة بعد أن دعاه صدام لذلك حين صادف وجوده في قصره عندما كنت على موعد لآداء عملي.

ماهي الاحاديث التي كانت تجري مع صدام خلال حلاقة شعره؟

أغلبها يتعلق بأمور شخصية فقد كان يكثر من الحديث عن الزواج الثاني حيث لمست تشجيعه لذلك.

ماهي ردة فعله إذا صادف وأن جرحته؟

لم يحدث ذلك إطلاقا .. علما أن عدة الحلاقة كانت تتغير في كل مرة وحراسه يحتفظون بها.

في اي مكان كانت تتم حلاقة رأسه رأسه عادة؟

كان يفضل الحلاقة بقصره القريب من مطار بغداد وفي الهواء الطلق وفي أوقات انشراحه.

هل صادف وان رافقته في جولة له؟

كنت محدد الحركة بضوابط صارمة وأهمها عدم مغادرتي لمنزلي في منطقة الرضوانية ببغداد إلا بعد إبلاغي من أحد مرافقي صدام.. حيث أتوجه من المنزل الى المكان المطلوب بسيارة ترسل لهذا الغرض .

خلال أحاديثك معه هل لمست مرة مخاوف كان يشير اليها؟

لم اكن أجرؤ على توجيه أي سؤال برغم أنه كان يتحدث كثيرا ولم يكن مطلوبا مني غير الإنصات ويدور الحديث في أمور شتى وأغلبها يتعلق بالامور العائلية وبقضايا الزراعة والخيول والماشية لأن حديقة قصره كانت تضم أنواعا مختلفة من الحيوانات.

هل صادف وان تحدث عن زوجاته؟

مرة قال لي ضاحكا: أخفي الشيب لأن النسوان تزعل .. ولم يزد على ذلك.

مارد فعله عندما تبدأ عملك وبيدك شفرة الحلاقة؟

كان مطمئنا جدا .

متى شاهدته آخر مرة؟

قبل الحرب بأسبوع واحد وأمرني بصبغ شعره مع إجراء بعض التعديلات عليه.

يقال ان لصدام أكثر من شبيه فما هو تعليقك؟

لا أعرف ذلك لكني وجدت في رأسه آثار جرحين قديمين حدثني عنهما مرة فقال بأنهما حدثا أثناء سباحته بالنهر عندما كان طفلا.

يبدو أن لديك الكثير الذي تريد قوله .. فهل تفكر بنشر مذكراتك؟

لا أجيد هذا العمل وليس هناك ما يستدعي لذلك.

كم كان مرتبك؟

غير محدد .. وكانت هناك إكراميات .

ماذا أوصاك صدام؟

الإلتزام بالصمت ولقاء ذلك وصلت الى رتبة عقيد .. لكن سلاحي ظل هو المشط والمقص.

كيف تنظر الآن لزبونك؟

أنا شخص مأمور.. وكان واجبي تنفيذ ما أؤمر به.

من يعرف انك تحلق للرئيس من عائلتك وأقاربك؟

لاأحد الا المرحوم خالد عبد المنعم رشيد .

برحيل صدام .. ماهي مشاعرك؟

أتمنى الخير للجميع .

هل لديك صورة تجمعك مع صدام؟

كلا لاتوجد.

ما مقدار أسفك على زبونك وضياع امتيازاتك؟

الحمد لله على كل شئ .. أستطيع العمل بمزرعتي التي تقع خارج بغداد وهي من أملاك أسرتنا.

حلاق صدام وبرغم اعترافه أن سلاحه المقص والمشط إلا أنه كان يتحدث وكأنه ينفي تهمة عنه وهو ما دفعه الى عدم الموافقة على نشر اسمه كاملا على العكس من علي حسين الحلي حلاق آخر ملوك العراق فيصل الثاني وأبيه غازي فهو مازال صالون حلاقته في شارع الرشيد الشهير بقلب بغداد محتفظا بصور تجمعه بزبائنه الملوك .

*ايلاف

التعليقات