دنيا الوطن تنفرد بنشر محضر تحقيق الشرطة الإسرائيلية مع امنة منى

دنيا الوطن تنفرد بنشر النص الكامل لمحضر تحقيق الشرطة الإسرائيلية مع "آمنة منى"
غزة-دنيا الوطن
·س: كيف بدأت علاقتك بـ "أوفير راحوم" ؟
ج: في البداية هو الذي تعرّف علّي عبر الإنترنت ، وكانت علاقة عادية ، وأبلغني بأن لسمه "أوفير" ومكان سكنه في إسرائيل "أشكولون" –عسقلان- وعمره 1605سنة ، كانت معلومات عادية ، وأنا أبلغته عبر الإنترنت بأن اسمي "سالي" يهودية من أصل مغربي ، وأنني أعمل مصورة صحفية ، وكنت أجد "أوفير" كل يوم في الإنترنت "on line" ، حتى عرض علّي أن يأتي للقدس . فتحدثت مع "حسن القاضي" وقلت له يوجد شاب يهودي من "أشكولون" مهتم بي وهنالك إمكانية أن يأتي للقدس ، فقال حسن : "أوفير لن يأتي" . وأنا تقريبا نسيت الموضوع لحين ما عرض "أوفير" مرة ثانية بأنه سيأتي للقدس ، فعدت وتحدثت مع "حسن القاضي" وقلت له :" أوفير يريد أن يأتي" . وقبل اختطاف "أوفير" بأسبوع ، كان معي "on line" على الإنترنت يوميا ، وأكد لي بأنه سيأتي للقدس قبل ثلاثة أيام من اختطافه ، عندها قال لي حسن :"فكري في الموضوع ماذا تفعلي بأوفير".
ثم أبلغني "حسن" بالخطة كيف أواصل الطريق مع "أوفير" لرام الله ، وأن نحدد منطقة ، وقال حسن :" إحنا مخططين عملية خطف" .
· س: ماذا كان رأي حسن القاضي بالنسبة لاختطاف "أوفير" في البداية ؟
ج: كان رأي "حسن القاضي" أن "أوفي" ولد ، وممكن أن تتحول القضية
ضدنا ولا نصل لهدفنا وهو توصيل رسالة ، ولكنني أنا أقنعته في النهاية
لأني كنت متأكدة أن الولد سيعود لمنزله .
· س: هل تحدث "حسن القاضي" معك أنه يفضل أن يكون المخطوف شخصا آخر غير "أوفير" جنديا مثلا ؟
ج: كانت نظرة "حسن القاضي" بأن "أوفير" ولد صغير السن ، ولم يتحدث بأنه يريد اختطاف جندي إسرائيلي .
· س: ما هو التاريخ الذي اتفقت عليه كموعد مع "أوفير" ؟
ج: "أوفير" هو الذي حدد الموعد ، بأنه سيأتي ليقابلني في 17 كانون الثاني 2001 .
· س: كيف وضعت خطة الاختطاف مثلما تم التخطيط لها مع حسن ومن كان من المفروض أن يشترك في العملية غيرك وغير حسن القاضي ؟
ج: قبل يوم من عملية الاختطاف ، حددت لحسن القاضي ، المكان الذي سنلتقي فيه ، وكان الاتفاق بأن أوقف السيارة في ذلك المكان ، ويأتي "حسن" ومعه اثنان آخرين ويخرجوا "أوفير" من السيارة إلى سيارتهم ، ويركب معي في السيارة واحد منهم والآخرين يأخذوا "أوفير" معهم إلى المكان الذي قاموا بتجهيزه ، وأنا أعود لرام الله لمواصلة عملي كالمعتاد .
· س: من هم الشخصين الآخرين اللذان سيرافقان حسن في العملية ؟
ج: كان الاتفاق بأنه يجب أن لا أعرفهم .
· س: قلت بأنك بعد الاختطاف كنت ستقومين بإلغاء كود "ICD " في الكمبيوتر ، كيف ذلك ؟
ج: أنا قصدي ، كان بعد العملية أن آخذ أوّل شئ من "أوفير" كلمة السرّ "Password " الخاصة به ، وأدخل على رقمه في " ICD " وأحذف الـ " chating " المحادثة أو الدردشة التي كانت بيني وبينه .
· س: كيف تمت عملية الاختطاف ؟
ج: عندما تأكدت بأن "أوفير" سيأتي ، وكان ذلك قبل يومين من الاختطاف ، أو أفضل استعمال كلمة "العملية" ، تحدد المكان الذي سينتظرني فيه في منطقة "سطح مرحبا" ، بجانب الإشارة الضوئية التي تحذر السائق بأنه سيدخل إلى منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية ، فاتفقت مع حسن القاضي أن نتحدث بالهاتف مع بعض صباحا ، لتحديد السيارة التي سأركبها بخصوص العملية . وكان الاتفاق مع "أوفير" بعد أن اتصلت معه هاتفيا بأنه سيأتي للموعد ، واتفقت معه أن يتصل بي عندما يقترب من القدس ، وثاني يوم وهو يوم العملية ، في 17 كانون الثاني 2001 ، اتصل بي حسن القاضي عند الساعة الثامنة صباحا وأبلغني بأن السيارة جاهزة ، فقلت له إنني بانتظار "أوفير" كي يتصل بي . وكنا قد اتفقنا على ترتيب الأشياء يعني المكان الآمن ، الذي سنضع به "أوفير" والناس الذي سيكونون معه .
ووصل "أوفير" واتصل بي وقال إنه في المحطة المركزية في القدس ، واتجهت مع حسن وأخذت سيارة من نوع "فورد اسكورت" صغيرة لونها أبيض ، وبلوحة أرقام إسرائيلية ، وعاد حسن لرام الله بانتظاري ، وتوجهت للمحطة حيث كان "أوفير" في الانتظار ، واتصلت به هاتفيا حتى ينتظرني في الباب السفلي ، وكنت أعرف أوصاف "أوفير" من الدردشة على الإنترنت ، فعرفته ، ولما شاهدت "أوفير" تحدثت معه بالإنجليزية وهي اللغة التي كنت أستخدمها في الدردشة معه عبر الإنترنت ، وركبنا في سيارة تاكسي ، حتى مفرق "الرام" حيث كانت سيارة تنتظرني ، ونزلنا من التاكسي وركبت السيارة وأنا أقودها و"أوفير" جلس بجانبي ، وتوجهنا لرام الله ، حيث وقعت العملية .
· س: من هو حسن القاضي ؟
ج: هو صديقي وكنت معه في حركة "فتح"-الشبيبة ، وتعرفت عليه من خلال حركة "فتح" ، وهو من سكان بيتونيا وعمره 25 عاما ، واعتقل في إسرائيل لمدة 5 سنوات عندما كان عمره 15 عاما ، لحيازة أسلحة ولاشتراكه في قتل عميل لإسرائيل .
· س: هل توقعت أن يعارض "أوفير" أو يقاوم خلال عملية خطفه ؟
ج: كانت الخطة بأن نغمض عيني "أوفير" بحيث لا يعرف أين هو موجود ، وأيضا الشبان الذين يشاركون في العملية يرتدون أقنعة على وجوههم ، وأن نمحوا الآثار مثل ذاكرة الهواتف النقالة والدردشة على الإنترنت ، ولم أفكر بأن يعارض "أوفير" الخروج من السيارة ، عندما يرى ثلاثة أشخاص مسلحين يطلبون منه النزول من السيارة بتهديد السلاح ، وكانت فكرة استخدام القوة مع "أوفير" موجودة بشرط أن لا تكون مؤذية .
· س: كيف وقعت عملية الاختطاف ؟
ج: أوقفت السيارة في المكان الذي اتفقنا عليه ، ثم فتحت باب السيارة ونزلت لأتحدث بالهاتف النقال ، وفي نفس اللحظة شاهدت حسن القاضي قادم باتجاه السيارة ويحمل سلاح "كلاشنكوف" واتجه لناحية "أوفير" حيث كان يجلس في السيارة في المقعد الأمامي ، وسمعت حسن يطلب من "أوفير" أن يرفع يديه ويخرج من السيارة ، وكان حسن يتحدث باللغة العبرية ، ولكن "أوفير" رفض الخروج من السيارة ، وأخذ يصرخ وأمسك بيديه بمقعد السيارة ، وحسن أخذ يحاول أن يسحبه لخارج السيارة ، عندئذ سمعت صوت رصاصتين ، في البداية اعتقدت بأن حسن أطلق النار في الهواء لتخويف "أوفير" ، ولكن عرفت أن حسن أصابه في رجليه ، وشاهدت "عبد الفتاح دولة" قادم باتجاهي ، وعندما سمعت صوت الرصاصتين اتجهت نحو حسن كي أمنعه من إطلاق النار ، وأصبح "أوفير" يصرخ أكثر ، ولم أرى "عبد الفتاح" يحمل سلاحا أيضا ، وفي تلك اللحظات سمعت صوت إطلاق مكثف للرصاص ، واختلطت رائحة الدم بالرصاص ، ولكن حسن رغم الرصاص الكثيف ، عاد وركض باتجاه السيارة وسحب "أوفير" على الأرض عدة أمتار ، وساعده في ذلك "عبد الفتاح" ، وركضت خلفهم خائفة وكنت أظن أن "أوفير" ما يزال حيا ، ويمكن أن ننقذه ،ولكنه كان ميتا ، بعدما سحبه "حسن" و"عبد الفتاح" ، ولما وصلوا لسيارة "المازوا" فتحوا صندوق السيارة ووضعوا "أوفير" بالصندوق ، وقال لي حسن : اتبعينا بالسيارة . فقلت لحسن : لا أستطيع الآن أن أقود السيارة ، فقال لي : لا يوجد وقت هيا انطلقي خلفنا ، الجيش الإسرائيلي ممكن أن يصل الآن بأي وقت ، وإذا لم تغادري الآن اعتبري نفسك ميتة ، يوجد جيش في المستوطنة ، سيطلقوا النار علينا ..
وركبت السيارة ، وكان هنالك بعض الناس وقفوا يشاهدون ما يحصل ، وأغلقت أبواب السيارة ، فوجدت شنطة الولد "أوفير" على الأرض ، فوضعتها في السيارة ، ولم أكن أعرف إلى أين يتوجه حسن وجماعته ، ولكن كان المهم أن ندخل منطقة السلطة الفلسطينية بأسرع وقت ، وكان منظرا مخيفا وأن أقود السيارة ، زجاج محطم ، ودماء ورصاص ورائحة الدم والرصاص مخيفة ، وتوجهت إلى أقرب منطقة وهي مكتب حركة "فتح" في شارع الشرفة في مدينة "البيرة" وأوقفت السيارة ودخلت المكتب فوجدت "عبد الفتاح" هناك قد سبقني ، فلم نتحدث مع بعض ، ونظرنا كل واحد للآخر ، وبعد دقائق دخل "حسن القاضي" ، فقال لي : ادخلي المطبخ اشربي واغسلي يديك ، ثم سألت حسن عن الهاتف النقال لأوفير فقال : لا يعرف أين هو ؟ وبحثنا عنه في حقيبته وما وجدناه . وذهبنا للسيارة حيث كان "أوفير" في الصندوق الخلفي ، فشاهدت الدماء تسيل من صندوق السيارة ، ففتح "حسن" صندوق السيارة ، وكان منظرا مرعبا ، ولم نستطع أن نبحث عن شئ ، فأغلقنا الصندوق ، وأنا اتجهت ماشيه لرام الله ، وقبل أن أنصرف قال حسن : اذهبي لعملك ونبقى على اتصال . فسألته : وماذا سيحدث بعد ذلك ؟ قال حسن : " أنا سأسلم السيارة بما فيها ولكن لا أعرف لمن أسلمها ، أو سندفن الجثة ولا أعرف ماذا سيحدث .
وذهبت لرام الله بشكل عادي وكأنه لم يحدث شئ ، ثم عدت للمنزل ، وفي اليوم التالي أصبحت مريضة ولم أخرج ، وعند منتصف ليل اليوم التالي ، سمعت في نشرة الأخبار بأنه عثر على جثة والسلطة الفلسطينية سلمتها لإسرائيل ، وقالوا في الأخبار بأن الجثة لـ "أوفير راحوم" ذهب للقدس حسب حديث أحد أصدقائه ، لمقابلة صديقته التي تعرف عليها عن طريق الإنترنت ، وهنالك شكوك بأن الفتاة فلسطينية وقد يكون تعرض لكمين ، هذا ما سمعته من الأخبار .
فاتصلت بحسن القاضي وسألته ماذا أفعل ؟ فقال لي : اتركي المنزل فورا ، واهربي قبل أن يأتي الجيش الإسرائيلي ويعتقلك !
ولم أفعل ذلك ، وذهبت لغرفتي ، ولم أستطع النوم طوال الليل ، فقد توقعت الاعتقال في أي لحظة ، وفي صباح اليوم التالي ذهبت لرام الله وتحدثت مع "حسن" وسألته ماذا حصل ؟ فقال لي بأنهم دفنوا الجثة ، ولكن هنالك من رآهم يفعلون ذلك وابلغوا أجهزة الأمن الفلسطينية التي استعادت الجثة وسلمتها للجانب الإسرائيلي ، وقال لي حسن : يجب أن لا تعودي لمنزلك في القدس وابقي في مناطق السلطة الفلسطينية ، ولكنني عدت للبيت حتى جاءت المخابرات الإسرائيلية واعتقلتني .
· س: هل توجد لك ولحسن القاضي علاقة مع مروان البرغوثي ؟
ج: مروان البرغوثي هو أمين سر حركة "فتح" ونحن أعضاء في الحركة ، وكنا نلتقي مع مروان البرغوثي بشكل عادي .
· س: هل كانت فكرة اختطاف شاب إسرائيلي مبادرة منك فقط ؟
ج: الفكرة كانت لي .
· س: لماذا استعملت الـ " chat " من عدة محلات مقاهي للإنترنت ولم تستعملي الإنترنت من مكتبك فقط ؟
ج: لأنه في مكتبي كان يوجد إنترنت لفترة بسيطة ، ولا يوجد سبب لاستعمالي أكثر من "إنترنت كافيه" ، فالمكان الذي كنت قريبة منه أذهب إليه .
· س: هل استعمالك لعدة أماكن للإنترنت حتى لا يصل إليك أحد ؟
ج: لا .
هذه هي إفادتي التي أدليت بها بالغة العربية دون إكراه ووقعت اسمي عليها و أؤكد بذلك أنها صحيحة .
آمنة منى
4 آذار 2001

التعليقات