ظاهرة ولادة بعض سيدات غزة في أمريكا للحصول على الجنسية
ظاهرة ولادة بعض سيدات غزة في أمريكا للحصول على الجنسية
"مّي بشناق" : قمت بالولادة مرتين وحصل طفلي على الجنسية الأمريكية وأحدهما كان محظوظا بولادته في عيد استقلال أمريكا
كنعان هاوي جوازات السفر والجنسيات والإقامات
غزة – دنيا الوطن
واجه الفلسطيني المشكلة الأولى وهي "جواز السفر" واختلاف السياسات لدى عدة دول عربية التي رأت في منح جواز السفر "تشجيع على التوطين" ، أو منح جواز السفر لتسهيل سبل الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني وعدم إغلاق باب الحصول على فرصة عمل في الدول العربية والعالم ..
وتحول سعي المواطن الفلسطيني تدريجيا للحصول على جواز السفر إلى اهتمام خاص بهذه الوثيقة ، وهذا الاهتمام الخاص تحول إلى "ثقافة" لدى الشعب الفلسطيني ، لدرجة أن حصول المواطن على جواز السفر كان يوازي نفس الاهتمام بالحصول على شهادة علمية ، فحتى الشهادة العلمية التي كانت تفتح أمامه سبل العمل هنا وهناك ، لم تكن تعني شيئا عندما لا يحصل هذا المواطن على جواز السفر العربي ، والذي منحته له الدولة العربية المضيفة .
بعض الدول العربية منحت الفلسطينيين "وثائق سفر فلسطينية" ، التي تحولت لاحقا إلى معاناة حقيقية في المطارات الدولية والحدود ، عندما ربطت أوربا والولايات المتحدة الأمريكية خلال عقدي السبعينات والثمانينات بين الإرهاب والفلسطيني ..
المواطن الفلسطيني الذي حمل "وثيقة سفر فلسطينية" صادرة عن دولة عربية ما ، أهلته تماما للانتظار ساعات في المطارات الدولية ، وأحيانا التحفظ عليه لأيام ..
وتحولت معاناة عدد كبير من أفراد الشعب الفلسطيني من النظرة العامة لدول أوربا والولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الجنسية من دول أوربية ، وبشكل من الولايات المتحدة الأمريكية ..
وخلال إقامة "ريم بشناق" مع زوجها في دولة قطر ، حيث كان يعمل زوجها ، ورغم أنهم يحملون جواز سفر أردني ، أراد الزوجين منح أطفالهم فرصة كانت حلما بالنسبة إليهما ، وهي الحصول على الجنسية الأمريكية ..
وقالت "ريم بشناق" : " خلال فترة الحمل فكرت وزوجي كنعان ، بأن أتوجه للولايات المتحدة الأمريكية للولادة هناك ، وحتى يحصل الطفل على الجنسية الأمريكية بموجب القانون الأمريكي ، ورزقت بطفلتي "نور" ، وكانت تكاليف الرحلة مرتفعة إضافة لنفقات الإقامة والولادة حيث بلغت ثلاثة آلاف دولار ، خاصة أنني اخترت مستشفى رخيصا للسود ، وصادفت ولادتي لنور ذكرى يوم استقلال الولايات المتحدة الأمريكية ، فجاءتني هدايا كثيرة من مؤسسات وجهات أمريكية إضافة إلى أن اسم المولود نشر في الصحافة الأمريكية أسوة لكل الذين يولدون في ذلك اليوم ، هذه الصدفة الجميلة أسعدتنا وشجعتنا أيضاً " .
وقامت "ريم بشناق" بإجراءات حصول طفلتها "نور" على الجنسية الأمريكية وحصلت عليها فعلا ، ثم عادت إلى قطر ..
وكانت الرحلة الثانية بعد عودة الأسرة إلى غزة في ظل السلطة الفلسطينية ، حيث توجهت للمرة الثانية للولادة في الولايات المتحدة الأمريكية ، وحصل المولود الجديد " حمد" على الجنسية الأمريكية رغم أنه كان أقل حظاً من شقيقته "نور" ولم يصادف هذه المرّة ولادته عيد الاستقلال للولايات المتحدة الأمريكية ..
ورغم أن ريم بشناق وزوجها كنعان لا يفكران بالهجرة للولايات الأمريكية ، للعيش هناك ، ولكنهما أنفقا الكثير من أجل الحصول على الجنسية الأمريكية لأطفالهما ، لمنحهم فرصة أفضل في مستقبل أيامهم ..
وبموجب حصول "نور" و "حمد" على الجنسية الأمريكية ، أصبحا من رعايا الولايات المتحدة الأمريكية ، ويتطلب من هذه الأسرة إبلاغ سفارة الولايات الأمريكية بمكان إقامتهم ، وعند تغيير مكان الإقامة ..
وتروي ريم بشناق أن السفارة الأمريكية في قطر ساعدت أسرتها كثيرا خلال أزمة الخليج الثانية بعد احتلال العراق للكويت ، وهذه المساعدات الكثيرة جاءت للطفل الذي يحمل الجنسية الأمريكية وأسرته ..
لم تحصل أسرة "ريم بشناق" على الامتيازات التي يحصل عليها الأمريكي في داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، فهذه الامتيازات رصيد للأطفال في المستقبل عندما يقررون الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية ، ليجدوا الفرص الواسعة أمامهم والتي يحصل عليها المواطن الأمريكي ..
زوجها كنعان السراج الأكثر اهتماما بالمطارات والحدود ، فعادة يحمل جوازات السفر الأمريكية لطفليه ويبرزهما ليلقى كل الترحيب والتسهيلات ، ولا سيما على الحواجز الإسرائيلية عندما تغادر الأسرة غزة إلى أي مكان ، فالجندي الإسرائيلي الذي يشاهد جواز السفر الأمريكي تتغير ملامح وجهه من الغضب إلى الابتسامة وإشارة للأسرة بالمرور بدون عوائق ..
وحتى الآن لا يطمح كنعان لأكثر من هذه التسهيلات والمرور الكريم على الحواجز والنقاط الحدودية والمطارات عندما تسافر الأسرة ..
وهواية "كنعان" وزوجته "ريم بشناق" بالحصول على جوازات السفر والإقامات المتميزة ، تحمل أوجه الغرابة والطرفة ، فقد حرص على الحصول على جواز السفر الأردني ، ثم إقامة سارية المفعول في دولة قطر ، ولاحقا الجنسية الأمريكية لأطفاله ، وحتى بعد عودة الأسرة إلى غزة ، حيث عمل كنعان مديرا في إحدى شركات التأمين بغزة ، ألزم نفسه بالسفر كل عام لدولة قطر لتجديد الإقامة والعودة للإبقاء على تأشيرة الإقامة سارية المفعول ، رغم أنه أنهى عمله في دولة قطر بعد عشرين عاما من الإقامة والعمل في قطر وحرص المؤسسات التي عمل بها في على عودته لعمله ..
وبعد عودة الأسرة إلى غزة في ظل السلطة الفلسطينية حصلت على جواز السفر الفلسطيني الذي انضم أيضا إلى "ألبوم" كنعان من جوازات السفر والجنسيات وتأشيرات الإقامة !
أسرة غريبة بهذا العدد من جوازات السفر والجنسيات وتأشيرات الإقامة ، تمثل نموذج لخوف الفلسطيني من مشاهد المعاناة على الحدود وفي بعض المطارات الدولية وارتباط فرصة العمل ولقمة العيش بالمفتاح الذهبي وهو "جواز السفر" ..
ريم بشناق وأسرتها ليست ثرّية وليست من أغنياء غزة ، ولكنها أسرة متوسطة الحال ، فيسكن كنعان في منزل ورثه عن والده أحد وجهاء غزة ، حرصت على منح فرصة للمستقبل لأطفالها أكثر من استغلال الفرص الحالية بموجب قائمة جوازات السفر والجنسيات ..
وبعد إقامة السلطة الفلسطينية ، فإن الواقع يفترض أن تقّل هذه الظاهرة ، والحالة القائمة ، بالسعي للولادة في الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الحصول على الجنسية الأمريكية ، ولكن يبدو أن عدم استقرار الأوضاع السياسية والتفاوضية ، أدى إلى تزايد الظاهرة ، بين بعض موظفي السلطة الفلسطينية ، الذين يحرصون على أن تلد زوجاتهم في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعضهم يرهق نفسه بديون مالية وقروض بنكية لحصول طفله على الجنسية الأمريكية ، وبعض موظفي ومسؤولي السلطة الفلسطينية يستطيعون الحصول على تغطية نفقات الولادة في دول أوربا أو الولايات المتحدة الأمريكية ، باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم من "التأمين الصحّي" ومساعدات بمبالغ كبيرة ..
ما تزال فرصة الحصول على الجنسية الأمريكية تشغل تفكير كثيرين في مناطق السلطة الفلسطينية ، وهي فرصة لا يعترض عليها أحد ولا تشكل حساسية بالمطلق في الأوساط الرسمية والشعبية ، فهي حلم الفلسطيني المحبط والذي قد يتحقق وقد لا يتحقق ، ولكن "ريم بشناق" أو "أم حمد" وأسرتها نموذج لأسرة فلسطينية غامرت بمبالغ مالية تحتاجها الأسرة من أجل مستقبل أطفالهم في الدولة الأقوى في العالم والأكثر مجالا للفرص بكافة المجالات .
"ريم بشناق" تعكف حاليا على تعليم أطفالها اللغة الإنجليزية ، وتوفر لهم دروس في التقوية لتكتمل مواصفات مواطن المستقبل في المجتمع الأمريكي ، وهذا الاهتمام يعكس نظرة الأسرة لأهمية الجنسية الأمريكية لمستقبل أطفالها وترى أنه يعادل أية ضمانات مالية وعلمية وعقارية يتركها الآباء للأبناء لمستقبلهم والذي قد لا تستطيع هذه الأسرة تحقيقه ، وترى أنها أنجزت لأطفالها شيئا يعادل ذلك ويمنحهم الفرصة للحصول عليه إذا عجز الأب والأم عن توفيره لأطفالهم ..
لا تشعر ريم وزوجها بالقلق تجاه أطفالهما ، حتى عندما لا تستطيع الأسرة توفير الثروة لهؤلاء الأطفال ، فهي منحتهم "المفتاح الذهبي" للحصول على الثروة والفرص الكبيرة بالاعتماد على جهودهم الذاتية ، وقد يكون هذا التوجه لعائلة كنعان وزوجته ضمانا لابنهما "حمد" ليشق طريقه كمواطن ناجح .. وهل سيكون مواطنا أمريكيا أم فلسطينيا ؟ ويبقى سنوات طويلة لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال ، المرتبط بظروف ومسائل كثيرة تتعلق بالسلام في الشرق الأوسط ..
"مّي بشناق" : قمت بالولادة مرتين وحصل طفلي على الجنسية الأمريكية وأحدهما كان محظوظا بولادته في عيد استقلال أمريكا
كنعان هاوي جوازات السفر والجنسيات والإقامات
غزة – دنيا الوطن
واجه الفلسطيني المشكلة الأولى وهي "جواز السفر" واختلاف السياسات لدى عدة دول عربية التي رأت في منح جواز السفر "تشجيع على التوطين" ، أو منح جواز السفر لتسهيل سبل الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني وعدم إغلاق باب الحصول على فرصة عمل في الدول العربية والعالم ..
وتحول سعي المواطن الفلسطيني تدريجيا للحصول على جواز السفر إلى اهتمام خاص بهذه الوثيقة ، وهذا الاهتمام الخاص تحول إلى "ثقافة" لدى الشعب الفلسطيني ، لدرجة أن حصول المواطن على جواز السفر كان يوازي نفس الاهتمام بالحصول على شهادة علمية ، فحتى الشهادة العلمية التي كانت تفتح أمامه سبل العمل هنا وهناك ، لم تكن تعني شيئا عندما لا يحصل هذا المواطن على جواز السفر العربي ، والذي منحته له الدولة العربية المضيفة .
بعض الدول العربية منحت الفلسطينيين "وثائق سفر فلسطينية" ، التي تحولت لاحقا إلى معاناة حقيقية في المطارات الدولية والحدود ، عندما ربطت أوربا والولايات المتحدة الأمريكية خلال عقدي السبعينات والثمانينات بين الإرهاب والفلسطيني ..
المواطن الفلسطيني الذي حمل "وثيقة سفر فلسطينية" صادرة عن دولة عربية ما ، أهلته تماما للانتظار ساعات في المطارات الدولية ، وأحيانا التحفظ عليه لأيام ..
وتحولت معاناة عدد كبير من أفراد الشعب الفلسطيني من النظرة العامة لدول أوربا والولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الجنسية من دول أوربية ، وبشكل من الولايات المتحدة الأمريكية ..
وخلال إقامة "ريم بشناق" مع زوجها في دولة قطر ، حيث كان يعمل زوجها ، ورغم أنهم يحملون جواز سفر أردني ، أراد الزوجين منح أطفالهم فرصة كانت حلما بالنسبة إليهما ، وهي الحصول على الجنسية الأمريكية ..
وقالت "ريم بشناق" : " خلال فترة الحمل فكرت وزوجي كنعان ، بأن أتوجه للولايات المتحدة الأمريكية للولادة هناك ، وحتى يحصل الطفل على الجنسية الأمريكية بموجب القانون الأمريكي ، ورزقت بطفلتي "نور" ، وكانت تكاليف الرحلة مرتفعة إضافة لنفقات الإقامة والولادة حيث بلغت ثلاثة آلاف دولار ، خاصة أنني اخترت مستشفى رخيصا للسود ، وصادفت ولادتي لنور ذكرى يوم استقلال الولايات المتحدة الأمريكية ، فجاءتني هدايا كثيرة من مؤسسات وجهات أمريكية إضافة إلى أن اسم المولود نشر في الصحافة الأمريكية أسوة لكل الذين يولدون في ذلك اليوم ، هذه الصدفة الجميلة أسعدتنا وشجعتنا أيضاً " .
وقامت "ريم بشناق" بإجراءات حصول طفلتها "نور" على الجنسية الأمريكية وحصلت عليها فعلا ، ثم عادت إلى قطر ..
وكانت الرحلة الثانية بعد عودة الأسرة إلى غزة في ظل السلطة الفلسطينية ، حيث توجهت للمرة الثانية للولادة في الولايات المتحدة الأمريكية ، وحصل المولود الجديد " حمد" على الجنسية الأمريكية رغم أنه كان أقل حظاً من شقيقته "نور" ولم يصادف هذه المرّة ولادته عيد الاستقلال للولايات المتحدة الأمريكية ..
ورغم أن ريم بشناق وزوجها كنعان لا يفكران بالهجرة للولايات الأمريكية ، للعيش هناك ، ولكنهما أنفقا الكثير من أجل الحصول على الجنسية الأمريكية لأطفالهما ، لمنحهم فرصة أفضل في مستقبل أيامهم ..
وبموجب حصول "نور" و "حمد" على الجنسية الأمريكية ، أصبحا من رعايا الولايات المتحدة الأمريكية ، ويتطلب من هذه الأسرة إبلاغ سفارة الولايات الأمريكية بمكان إقامتهم ، وعند تغيير مكان الإقامة ..
وتروي ريم بشناق أن السفارة الأمريكية في قطر ساعدت أسرتها كثيرا خلال أزمة الخليج الثانية بعد احتلال العراق للكويت ، وهذه المساعدات الكثيرة جاءت للطفل الذي يحمل الجنسية الأمريكية وأسرته ..
لم تحصل أسرة "ريم بشناق" على الامتيازات التي يحصل عليها الأمريكي في داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، فهذه الامتيازات رصيد للأطفال في المستقبل عندما يقررون الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية ، ليجدوا الفرص الواسعة أمامهم والتي يحصل عليها المواطن الأمريكي ..
زوجها كنعان السراج الأكثر اهتماما بالمطارات والحدود ، فعادة يحمل جوازات السفر الأمريكية لطفليه ويبرزهما ليلقى كل الترحيب والتسهيلات ، ولا سيما على الحواجز الإسرائيلية عندما تغادر الأسرة غزة إلى أي مكان ، فالجندي الإسرائيلي الذي يشاهد جواز السفر الأمريكي تتغير ملامح وجهه من الغضب إلى الابتسامة وإشارة للأسرة بالمرور بدون عوائق ..
وحتى الآن لا يطمح كنعان لأكثر من هذه التسهيلات والمرور الكريم على الحواجز والنقاط الحدودية والمطارات عندما تسافر الأسرة ..
وهواية "كنعان" وزوجته "ريم بشناق" بالحصول على جوازات السفر والإقامات المتميزة ، تحمل أوجه الغرابة والطرفة ، فقد حرص على الحصول على جواز السفر الأردني ، ثم إقامة سارية المفعول في دولة قطر ، ولاحقا الجنسية الأمريكية لأطفاله ، وحتى بعد عودة الأسرة إلى غزة ، حيث عمل كنعان مديرا في إحدى شركات التأمين بغزة ، ألزم نفسه بالسفر كل عام لدولة قطر لتجديد الإقامة والعودة للإبقاء على تأشيرة الإقامة سارية المفعول ، رغم أنه أنهى عمله في دولة قطر بعد عشرين عاما من الإقامة والعمل في قطر وحرص المؤسسات التي عمل بها في على عودته لعمله ..
وبعد عودة الأسرة إلى غزة في ظل السلطة الفلسطينية حصلت على جواز السفر الفلسطيني الذي انضم أيضا إلى "ألبوم" كنعان من جوازات السفر والجنسيات وتأشيرات الإقامة !
أسرة غريبة بهذا العدد من جوازات السفر والجنسيات وتأشيرات الإقامة ، تمثل نموذج لخوف الفلسطيني من مشاهد المعاناة على الحدود وفي بعض المطارات الدولية وارتباط فرصة العمل ولقمة العيش بالمفتاح الذهبي وهو "جواز السفر" ..
ريم بشناق وأسرتها ليست ثرّية وليست من أغنياء غزة ، ولكنها أسرة متوسطة الحال ، فيسكن كنعان في منزل ورثه عن والده أحد وجهاء غزة ، حرصت على منح فرصة للمستقبل لأطفالها أكثر من استغلال الفرص الحالية بموجب قائمة جوازات السفر والجنسيات ..
وبعد إقامة السلطة الفلسطينية ، فإن الواقع يفترض أن تقّل هذه الظاهرة ، والحالة القائمة ، بالسعي للولادة في الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الحصول على الجنسية الأمريكية ، ولكن يبدو أن عدم استقرار الأوضاع السياسية والتفاوضية ، أدى إلى تزايد الظاهرة ، بين بعض موظفي السلطة الفلسطينية ، الذين يحرصون على أن تلد زوجاتهم في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعضهم يرهق نفسه بديون مالية وقروض بنكية لحصول طفله على الجنسية الأمريكية ، وبعض موظفي ومسؤولي السلطة الفلسطينية يستطيعون الحصول على تغطية نفقات الولادة في دول أوربا أو الولايات المتحدة الأمريكية ، باستخدام نفوذهم وعلاقاتهم من "التأمين الصحّي" ومساعدات بمبالغ كبيرة ..
ما تزال فرصة الحصول على الجنسية الأمريكية تشغل تفكير كثيرين في مناطق السلطة الفلسطينية ، وهي فرصة لا يعترض عليها أحد ولا تشكل حساسية بالمطلق في الأوساط الرسمية والشعبية ، فهي حلم الفلسطيني المحبط والذي قد يتحقق وقد لا يتحقق ، ولكن "ريم بشناق" أو "أم حمد" وأسرتها نموذج لأسرة فلسطينية غامرت بمبالغ مالية تحتاجها الأسرة من أجل مستقبل أطفالهم في الدولة الأقوى في العالم والأكثر مجالا للفرص بكافة المجالات .
"ريم بشناق" تعكف حاليا على تعليم أطفالها اللغة الإنجليزية ، وتوفر لهم دروس في التقوية لتكتمل مواصفات مواطن المستقبل في المجتمع الأمريكي ، وهذا الاهتمام يعكس نظرة الأسرة لأهمية الجنسية الأمريكية لمستقبل أطفالها وترى أنه يعادل أية ضمانات مالية وعلمية وعقارية يتركها الآباء للأبناء لمستقبلهم والذي قد لا تستطيع هذه الأسرة تحقيقه ، وترى أنها أنجزت لأطفالها شيئا يعادل ذلك ويمنحهم الفرصة للحصول عليه إذا عجز الأب والأم عن توفيره لأطفالهم ..
لا تشعر ريم وزوجها بالقلق تجاه أطفالهما ، حتى عندما لا تستطيع الأسرة توفير الثروة لهؤلاء الأطفال ، فهي منحتهم "المفتاح الذهبي" للحصول على الثروة والفرص الكبيرة بالاعتماد على جهودهم الذاتية ، وقد يكون هذا التوجه لعائلة كنعان وزوجته ضمانا لابنهما "حمد" ليشق طريقه كمواطن ناجح .. وهل سيكون مواطنا أمريكيا أم فلسطينيا ؟ ويبقى سنوات طويلة لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال ، المرتبط بظروف ومسائل كثيرة تتعلق بالسلام في الشرق الأوسط ..
التعليقات