اختفاء قيادات حماس في غزة

اختفاء قيادات حماس في غزة
غزة –دنيا الوطن
بعد محاولة اغتيال "محمود الزهار" عضو قيادة حركة "حماس" بإطلاق طائرة أف 16 صاروخا على منزله ، اتخذت الحركة إجراءات أمنية لم تقدم عليها منذ اندلاع الانتفاضة وبدء مسلسل الاغتيالات الإسرائيلي ، عندما اختفت كافة قيادات وكوادر الحركة وامتنعت كليا عن الظهور الإعلامي ، بدءاً بالشيخ أحمد ياسين زعيم مؤسس الحركة وانتهاءً بأصغر كادر ..
وقالت مصادر فلسطينية: " بعد محاولة اغتيال الدكتور محمود الزهار ، بقصف منزله في غزة ونجاته بأعجوبة ، قررت قيادة حركة حماس فور وقوع محاولة الاغتيال الاختفاء تماما ، وتحولت إلى قيادة سرية ، فأغلقت قيادات الحركة هواتفها النقالة ، وامتنعت عن الإدلاء بأي أحاديث صحفية أو تلفزيونية ، حتى أن المتحدث الوحيد للفضائيات العربية ووسائل الإعلام المكتوبة بعد محاولة اغتيال الزهار كان نفسه الزهار من غزة فقط وأسامة حمدان من بيروت " .
وأضافت المصادر : " ومنذ ذلك الوقت حتى الآن لم يسجل حضور إعلامي لقيادات حماس ، وأغلقت هواتفها النقالة ، بعد أن تيقنت أن عملية استهدفها أصبحت على رأس سلم أولويات برنامج الاغتيالات الإسرائيلي ، وترددت معلومات عن أن قيادات حماس غيرت أماكن سكنها المعتادة بعد قصف منزل الزهار ، ولن تخرج عن هذه الإجراءات الجديدة سوى مرتين فقط ، عندما أجرى الشيخ أحمد ياسين مقابلات تلفزيونية مع الفضائيات العربية قبل نحو أسبوع ليؤكد على استمرار المقاومة ، ثم ظهور إسماعيل هنية عضو قيادة حماس بشكل مفاجئ في المهرجان الجماهيري الذي أقيم في غزة ، بمناسبة دخول الانتفاضة عامها الرابع ، وألقى كلمة قال فيها : بأن حماس لا تستهدف المدنيين الإسرائيليين ، وقد أثار ظهور إسماعيل هنية بشكل مفاجئ دهشة الحضور والمشاهدين " .
وأوضحت المصادر أن قيادات حماس غابت عن بيت العزاء الذي أقيم في غزة لنجل ومرافق الدكتور الزهار ، بإطار الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها قيادات حماس لمواجهة عملية استهدفها من قبل الطائرات الإسرائيلية ..
ومن جهة أخرى تشهد غزة وعلى مدى الأيام الماضية حركة نشطة في تحليق لطائرات أف 16 والأباتشي في أوقات مختلفة صباحا وظهرا وليلا ..
وقال مصدر فلسطيني بأن طائرات الأباتشي تأخذ وضعا قتاليا بالشكل الذي اعتاد الناس على مشاهدته عند تنفيذها لعملية اغتيال ، وفي الوقت نفسه تحلق طائرات أف 16 بسرعة كبيرة وعلى ارتفاع منخفض لفترة من الوقت في وضع قتالي ، وبالشكل الذي اعتاد سكان غزة على مشاهدته عندما تطلق صواريخها باتجاه أي هدف .
ويسود اعتقاد في الأوساط الفلسطينية في غزة بأن التحليق المستمر وعلى فترات متقطعة يوميا في سماء غزة لطائرات الأباتشي وأف 16 إنما يعود لعدم قدرة هذه الطائرات على تحديد أهدافها بالدقة التي اعتادت عليها ، نظرا لصعوبات استخبارية تواجهها إسرائيل في ملاحقة أهدافها من قيادات وكوادر حماس ، بعد الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الحركة من بعد محاولة اغتيال الزهار ..
وقالت مصادر فلسطينية : " بأن إسرائيل قد تنجح في اغتيال أحد المستهدفين أو أكثر ، ولكن من الواضح أنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب حالة التأهب القصوى على مستوى المستهدفين من حماس " .
ولعل إغلاق قيادات وكوادر حماس لإحدى دوائر الخلل الأمني ، والتي يعتقد بأنها أدت إلى إنجاح مهمة إسرائيل في اغتيال عدد من القيادات والكوادر من فصائل المقاومة ، وهي عدم التعامل مع الجوال ، والذي أكد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في تصريحات سابقة قبل أسابيع ، بأن الجوال الفلسطيني هو المساعد الأول لطائرات الأباتشي في اغتيال نشطاء الانتفاضة .

التعليقات