الاعترافات الكاملة للعميل الفلسطيني حيدر غانم

الاعترافات الكاملة للعميل الفلسطيني حيدر غانم
-جندته المخابرات الإسرائيلية بدور صحفي للتجسس على نشطاء الانتفاضة
-العميل حيدر غانم من داخل سجنه في غزة:
-المقاومون يكشفون عن أنشطتهم دون تكليف العملاء جهد البحث عنها
-وظفت عملي في مجال الصحافة وفي "بيتسيلم"…لصالح "الشاباك"
-كلفني ضابط المخابرات الإسرائيلي "فوزي" بمراقبة تحركات نشطاء قبل اغتيالهم مثل جمال عبدالرازق والشهداء الستة في رفح
-كنت حلقة الوصل بين الضابط الإسرائيلي وشبكة من العملاء في غزة ودوري توصيل الأموال لهم
غزة – دنيا الوطن
لم يمتنع العميل حيدر محمود غانم (39عاما) من محافظة رفح من الارتماء في أحضان المخابرات الإسرائيلية ويخون شعبه إذ عمل في بداية انزلاقه ووقعه في شباك المخابرات التي حبكت حوله مراسلا صحافيا لمركز دراسات إسرائيلي قدم المعلومات تلو المعلومات وكتب التقارير الصحافية الواحد تلو الآخر وقام باستطلاع آراء القادة السياسيين والشخصيات الوطنية والمقاومين للاحتلال كان عمله استقراء الحالة العامة لشعب الفلسطيني بكافة فئاته.
عندما اكتشف غانم انه يعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية لم يفكر لحظة بالتراجع بل واصل عمله في خدمة مشغليه الضابط فوزي والضابط دافيد فكان متطوعا لتقديم المعلومات للشاباك لم يؤثر فيه لحظة واحدة ما يشاهده من مجازر ترتكب بحق أبناء شعبه ولم يرف له جفن لمنظر أشلاء الأطفال والنساء والمقاومين التي تتناثر هنا وهناك نتيجة المعلومات الاستخبارية التي كان يقدمها أمثاله العملاء ممن سقطوا في مستنقع الخيانة والعمالة للشاباك.
ونجح جهاز الأمن الوقائي الذي تابع تحركاته منذ مدة في ان يعتقله وغيره من العملاء وان يقف على حقيقة أمره كاملا وبالتالي إسقاط نظرية الشاباك التي يرددها على مسامع العملاء بأنه أذكى من ان يعرض من يتعاونون معه للاعتقال على أيدي الأجهزة الأمنية او حتى الاشتباه بهم.
حيدر غانم الذي ساهد في تقديم المعلومات لضابط المخابرات الإسرائيلية منذ العام 96 وارتضى ان يبيع نفسه وضميره وعائلته مقابل حفنة من النقود لم تسمن ولم تغن عن جوع وقف بين من كانوا في يوم من الأيام زملاء مهنة واحدة معه الا انه خانهم وخانها وطأطأ رأسه دون ان يقوى على النظر الى عيون أحد منهم.
حيث قال: انا خريج الجامعة الإسلامية العام 86 لم يكن هناك مجال للعمل بشهادتي فعملت كعامل في إسرائيل لمدة خس سنوات وبعدها درست الصحافة في القدس وعملت في اكثر من جريدة ومجلة الى ان عمل في المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بيتسيلم" قبل حوالي عام تقربا بكتابة التقارير حول الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وتوثيق أعمال القتل وهدم المنازل وتجريف الأراضي موضحا ان اختياره لهذا العمل كان وفق إعلان عن وظائف شاغرة لباحث ميداني في إحدى الصحف المحلية حيث قدم السيرة الذاتية الخاصة به ضمن مجموعة متقدمين آخرين ووقع الاختيار عليه. وحول بداية ارتباطه مع المخابرات الإسرائيلية ووقوعه في مستنقع العمالة قال غانم: انها بدأت مع بداية العام 96 عن طريق إعلان عن القوى العاملة الإسرائيلية نشر في إحدى الصحف وكان يطلب فيه التقدم لاشغال وظائف شاغرة في إسرائيل ان كان عاملا او غير ذلك وعند قراءته لهذا الإعلان أرسل السيرة الذاتية مبديا رغبته في العمل في هذا المجال عبر الفاكس حيث تم بعد فترة وجيزة من الزمن الرد عليه بالإيجاب لعمل في المجال الصحافي.
وتابع: كانت بداية عملي عن طريق مؤسسة أطلق عليها اسم "مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط" حيث كانوا يطلبون مني كتابة تقارير عن البنية التحتية في قطاع غزة وهذا ما قمت بعمله فعلا الى ان وقعت أحداث النفق واصبح هناك متغيرات سياسية الأمر الذي جعلهم يبلغونني انه تم توقيف العمل بهذه المؤسسة لان البرنامج الذي كان يسير وفقه اصبح غير مجد.
وأشار الى انه على الرغم من ان العمل توقف معهم الا انهم قاموا يتحويله للعمل في مكتب صحافي إسرائيلي في كتابة التقارير الصحافية الى ان دعوه في احد الايام لحضور حل في تل ابيب تم خلاله تعريفه على شخصية اسرائيلية زعم انه يعد دراسات حول الشرق الاوسط اكتشف لاحقا انه ضابط احتياط في الجيش الاسرائيلي وانه تورط بالفعل مع المخابرات الاسرائيلية وهذا لم يوضحه له ضابط المخابرات بل اكتشفه بنفسه.
وقال انني عندما اكتشفت بعد عام تقريبا من كتابة التقارير انني اعمل مع المخابرات الاسرائيلية حاولت التوقف عن العمل مع الضابط فهددني باكثر من طريقة منها وجود بعض الصور التي جمعتني به في لقاءات داخل الحفل وكان يرتدي حينها الزي العسكري واياض التقارير التي كنت اكتبها على انها تقارير تمس بامن الدولة منوها الى ان المخابرات الاسرائيلية اكتفت في بادئ الامر بكتابة التقارير الصحافية وهذا ما جعله يطمئن.
وقال: ان تهديد المخابرات الاسرائيلي لي اخافني جدا لاسيما وان الاوضاع السائدة كانت غير مستقرة لكن هذا لا يعني ان الصور التي تم التقاطها لي مع المخابرات كانت تتضمن شيئا فاضحا وانما هي صور عادية جدا وان كان ضابط المخابرات يضع بواسطتها يده على رقبتي بشكل ودي.
وادعى غانم في بادئ الامر ان كل ما طلب منه من قبل المخابرات هو استقراء الحالة العامة الفلسطينية في محافظات غزة من حيث كيفية تفكير المواطنين العاديين وتفكير الشخصيات القيادية في القوى الوطنية والاسلامية وقيادات السلطة منوها الى ان عملية الاتصال مع المخابرات كانت تتم عن طريق جهاز الهاتف النقال "الاروانج" ومن ثم تطورت الى اتصال عبر لقاءات شخصية او عبر شبكة الانترنت.
وأوضح انه وبعد ان تعمق في العمل مع المخابرات اكثر فاكثر شعر ان المخابرات لا تنظر اليه كعميل عادي يمكن ان يطلب منه مراقبة شخص ما وانما ارتباط المراد منه تطوير القدرات للحصول على اكبر قدر من المعلومات عن محافظات غزة.
واشار الى انهم طلبوا منه حتى بداية عام 2000 اخذ دورات في الكمبيوتر والانترنت حتى تكون عملية الاتصال معهم بشكل اسهل وادق موضحا انه وبعد انتهائه من دورة الانترنت بقي لمدة عام تقريبا دون ان يرسل رسائل عبره وانما عبر الهاتف الجوال او اللقاءات الشخصية.
وحاول غانم اكثر من مرة انكار ربط العلاقة ما بين عمله في "بيتسيلم" والمخابرات الاسرائيلية مدعيا انه لا توجد اية علاقة بين هذين العملين على الاطلاق الا انه في النهاية اقر بانه استغل عمله في بيتسيلم لصالح المخابرات الاسرائيلية في نواح عدة.
وبين انه كان يستغل التصاريح التي كانت تصدرها له "بيتسيلم" لعقد لقاءات داخل اسرائيل مع المخابرات الاسرائيلية بالاضافة الى تزويد المخابرات بالتقارير التي كان يعدها لصالح "بتسيلم" من خلال عمله كباحث ميداني.
وقال: ان نوعية التقارير التي كانت تطلبها المخابرات الاسسرائيلية منه قبل الانتفاضة تنصب حول مراقبة الحركات الاسلامية من خلال العناصر المهمة فيها وعقد لقاءات معهم وانه استغل عمله كصحافي لصالح الكخابرات الاسرائيلية وعمل العديد من اللقاءات الصحافية مع شخصيات وطنية واسلامية واخذ اراءهم حول المواقف السياسية وتطلعات الاحزاب والسلطة باتجاه الحالة العامة الموجودة او تجاه أي متغير سياسي.
وقال: ان المخابرات كانت احيانا تحدد اسئلة ولكن في الكثير من الاحيان كانت تندرج الاسئلة ضمن الاسئلة الصحافية العادية والتي لم تكن محددة موضحا ان الاسئلة التي تضعها المخابرات كانت تتعلق بعلاقة الشخصيات الاسلامية في الحركات السياسية بالأجنحة المسلحة ورؤيتها لأية متغيرات في ظل الاوضاع القائمة.
وعن محاولته اجراء مقابلات مع مطلوبين من "حماس" او الجهاد الاسلامي لاسرائيل قال: حاولت اجراء مقابلة مع احد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام محمد ضيف وذلك بتكليف من الشاباك الا انني لم انجح بذلك حيث اعتذر احد قادة "حماس" عن ذلك مشيرا الى انه ليس له علاقة بالجناح العسكري.
وذكر ان معظم تقاريره الاستخبارية كان ينقلها لضابط المخابرات فوزي مبدئيا بشكل مختصر عن طريق الهاتف النقال ومن ثم يرسلها بشكل مفصل اليه عن طريق الفاكس وكان يقدم تقريرا اكثر تفصيلا عن الشخص او الموضوع المراد كتابة التقرير عنه عند اللقاءات الشخصية.
وحول الخدمات التي قدمها للمخابرات الاسرائيلية في مراقبة اشخاص معينين قال انه نفذ ما طلب منه من مراقبة احد الاشخاص من حركة فتح وايضا لكافة عناصر المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الاقصى بشكل عام في رفح وخانيونس.
واضاف انه في بداية الانتفاضة كان المطلوب منه وحسب اوامر المخابرات متابعة الحالة الشعبية بشكل عام من مظاهرات ومسيرات تطورت الى المطالبة بتزويدهم بأسماء المسلحين بشكل عام دون تحديد اسماء مقاومين محددين الا في حالة واحدة ووحيدة فقط وانتهت.
واوضح ان المقابلات داخل اسسرائيل مع ضابط المخابرات فوزي كانت تتم من خلال تصاريح كان يصدرها له ويقوم بتسليمها في معبر ايرز ومن ثم تم توفير تصريح عمل دائم في اسرائيل له كان من خلاله يقابله بداية في منطقة تل ابيب ومن ثم منطقة القدس منوها الى ان المقابلة كانت تتم بناء على طلب المخابرات التي كانت تحدد زمتن ومكان ونوعية اللقاء حيث انه في اليوم الذي كانت تحدد فيه زمان اللقاء كان يتوجه الى ايرز على شباك التصاريح ليجد التصريح الخاص به جاهزا فيقوم بالاتصال بضابط المخابرات الذي كان يحدد له مكان اللقاء.
واشار الى ان اجراءات اللقاءات كانت تخضع لظروف امنية فمنها ما كان يجري بعد اجراء تفتيش دقيق ومنها ما كان يجري بشكل طبيعي موضحا انه كان يشعر بالمهانة اثناء تفتيشه كونه يخدم ويقدم لهم كل ما يطلبونه منه الا انه كان يقتنع بانه المقتضيات الامنية تتطلب ذلك.
وحول كيفية اطمئنان المخابرات الاسرائيلية اليه كونه عميلا يخدمهم بشكل كامل قال انه تم احضار محققين من المخابرات اجروا معي تحقيقا دقيقا وبشكل كامل عن ظروف حياتي ومن ثم اخضاعي لجهاز يسمى جهاز فحص الكذب وحين اطمأنوا لي منحوني ثقتهم الكاملة وبداوا يتعاملون معي على اني عميل مخلص لهم.
وحول قيمة المبالغ التي كان يتقاضاها من المخابرات الاسرائيلية مقابل الخدمات الاستخباراتية التي كان يقدمها لهم قال انها وصلت في بادئ الامر الى 1500 شيكل شهريا ومن ثم وخلال فترة الانتفاضة وبعد ان توقفت التصاريح اصبحوا يرسلون لي بين كل فترة واخرى أي كل اربعة شهور تقريبا حوالي 10 الاف شيكل ومرة اخرى الفي دولار ومرة ثالثة 2500 دولار أي حين تقسيمها يصل متوسط قيمة المبلغ الشهري الى 600 دولار شهريا.
وزعم انه كان يشعر في كل لحظة بالندم خاصة بعد اغتيال الشهيدين عبد الرزاق وضهير وهذا ما ادى الى انعدام أي امل لديه في ان احدا قد يصفح عنه اثر الدعوات للتوبة.
وحول دوره في عملية اغتيال الشهيد جمال عبد الرزاق قال ان المخابرات طلبت منه متابعة جمال عبد الرزاق على اساس انه احد المقاومين الذين يقومون باطلاق الرصاص على الجيش الاسرائيلي بشكل دائم في رفح فقام بمتابعته لفترة قصيرة لا تتعدى ثلاثة او اربعة ايام فقط موضحا ان دروه انحصر فقط في الوقوف على دوار العودة في مدينة رفح ومتابعة تحركات الشهيد عبد الرازق وان كان الشهيد عوني ضهير معه ام لا وتبليغ المخابرات بذلك وهذا ما قام به بالفعل لحظة مرورهما بالسيارة امامه.
واضاف نعم لقد وقفت على دوار العودة مدة حوالي ساعة تقريبا وقفت خلالها مع شرطي مرور وتحركت في محيط الدوار وعند احساسي بان الوقت قد طال وان جمال لم يمر بعد اردت العودة الى منزلي الا ان الشرطي طلب مني الوقوف معه بعض الوقت وفي هذه اللحظات التي كنت اهم فيها بالعودة الى منزلي مر جمال بسيارته ومعه عوني فقمت بابلاغ المخابرات بذلك واتجاه السيارة التي كانوا يستقلونها فقال لي ان مهمتي انتهت عند هذا الحد وبعد ربع ساعة تقريبا وقع حادث الاغتيال.
ونفى ان يكون قد علم ان المخابرات الاسرائيلية بصدد اغتيالهما زاعمين انهم كانوا يريدون فقط اعتقاله وتأديبه (أي نريد قرص اذنيه) لأن حركته كثيرة في البلد. وقال انه بعد حوالي ساعة من عملية الاغتيال حاولت المخابرات الاتصال بي الا انني اغلقت البيلفون فكرروا الاتصال مرة ثانية في ساعات ما بعد الظهر اي العصر تقريبا وبرروا عملية الاغتيال بان جمال حاول اطلاق النار عليهم اثناء محالوتهم اعتقاله وان هدفهم كان فقط اعتقاله.
بعد اعتقال العميل مجدي مكاوي المتورط في عملية اغتيال الشهيد عبد الرزاق ومن معه اتصل غانم بضابط المخابرات ونقل له مخاوفه من انكشاف امره الا انه طمانه بانه مطلع على الامور بشكل عام وانه لم يذكر اسمه في أي تحقيق اجرى معه مكاوي او غيره لا من قريب او من بعيد وان ضابط المخابرات قال له ان لديه اشخاصا يعرفون امور كثيرة في سير التحقيقات التي تجري في الاجهزة الامنية الفلسطينية. وقال انهم طلبوا مني ان يبيع اجهزة كهربائية عبارة عن اجهزة كمبيوتر للمقاومين والمناضلين الفلسطينيين وكانت هناك صفقة لبيع عدد من هذه الاجهزة لهم كادت ان تتم الا انه في اللحظات الاخيرة رفض المقاومون اخذها واكد انه لم يجد اية صعوبة في الحصول على المعلومات لاسيما وان جميع المقاومين المطلوب متابعتهم وتسجيل تحركاتهم من رفح وكانت تربطه بهم علاقات صداقة كون معظمهم كانوا من نفس السن.
واضاف: عندما بدات المقاومة المسلحة اصبح لدي فضول بمعرفة تحركاتهم وربط علاقات معهم دون تكليف من المخابرات الاسرائيلية فقط موضحا ان معظمهم ومن خلال هذه العلاقة كانوا يترددون علي في منزلي وكنا نجلس لنتناقش في امور عدة منها علمهم في المقاومة ومن خلال هذه الناقشات كنت احصل على المعلومات المطلوبة منهم عن كل ما يحدث داخل مدينة رفح وغيرها ايضا بشكل دقيق.
واشار الى انه كان يجمع هذه المعلومات من المقاومة ويناقش فيها ابناء حركة فتح وايضا كان يناقش المقاومة بالمعلومات التي يحصل عليها من حركة فتح وفي النهاية يرسلها الى المخابرات الاسرائيلية التي كانت تهمها هذه المعلومات كثيرا. وحول علاقته بتوزيع الاموال على عملاء اخرين قال ان الضابط فوزي كان يرسل مبالغ نقدية بين فترة واخرى يتم توزيعه على عملاء اخرين حيث كنت اقوم باختيار نقاط ميتة أي اماكن غير محددة ربما تكون عمارة قيد الانشاء او مجمع نفايات او عامود كهرباء او ما شباه ذلك واقوم بابلاغ المخابرات بهذه الاماكن المراد وضع المبالغ النقدية فيها مشيرا الى انهم كانوا في احيان كثيرة يوافقون عليها واحيانا اخرى يطلبون منه تغييرها لدواع امنية.
وقال تسلمت مثل هذه المبالغ ثلاث مرات الاولى منها في رفح والثانية عندما اجتزت الحدود الاسرائيلية والثالثة في مدينة غزة حيث كانوا يضعونها اما في علبة سجائر ملقاة بجانب حاوية نفايات او في علبة كولا تحت عمارة قيد الانشاء او بجوار شجرة في شارع لا يوجد فيه حركة كثيرة.
واضاف: ان قيمة المبلغ الذي تسلمته في المرة الثالثة كان 5 الاف دولر منها 2500 دولار لي ومثلها للتوزيع اما بعد ذلك ايضا في غزة تسلمت مبلغ 5 الاف دولار و10 الاف شيكل كان جزء منها لي شخصيا وجزء اخر للتوزيع وهذه جميعها نقاط ميتة اما المرة الاخيرة التي تسلمت فيها مبالغ كانت في شهر شباط الماضي اثناء زيارتي تل ابيب بواسطة تصريح "بيتسليم" حيث كان المبلغ 7 الاف دولار جزء منها لي وجزء للتوزيع.
ونفى ان يكون قد التقى بضابط المخابرات في احدى المستوطنات مشيرا الى لقاء واحد فقط عبر الحدود الاسسرائيلية الفلسطينية في المنطقة الشرقية من مدينة خانيونس بعد الاتفاق مع المخابرات على نقطة محددة توجه اليها بناء على طلبه. وقال انه لم يسأل أي شخص من المقاومين عن اعمالهم بل كانوا يتحدثون باسهاب عن كل شيئ وفي كل شيئ دون تدخل منه لا سيما وان المخابرات كانت تطلب منه عدم استفزاز أي منهم بذكر اسماء اشخاص امامهم والانتظار لحين ذكرهم طواعية حتى لا يعرفون انه متهم بالموضوع مشيرا الى ان دوره كان مركزا على المشاركة فقط وحفظ المعلومات المهمة.
وحول علاقته بعملية اغتيال الشهداء الستة في رفح ومن ضمنهم الاشقاء الثلاثة من عائلة رزق الذين ينتمون لكتائب الشهيد عز الدين القسام حاول غانم في البداية انكار اية علاقة له بحادثة اغتيالهم الا انه قال ان علاقته اقتصرت في هذه العملية على زيارة مستشفى ابو يوسف النجار في رفح بعد انتشار خبر استشهادهم والتأكد من ان الشهيد يوسف رزق احد قادة كتائب القسام كان من بين الشهداء.
وأضاف انني وفور التاكد من خبر اغتيال رزق ومن معه قمت بالاتصال بضابط المخابرات دافيد وابلاغه بالحادثة حيث انه طلب بدوره مني ابلاغه عن أي اشخاص تدور حولهم شبهات بانهم وراء عملية الاغتيال او اشخاص متورطين في الحادث من خلال متابعي للأجهزة المنية واحاديث المواطنين في الشارع.
وعن اخر اتصال اجراه مع ضابط المخابرات الاسرائيلية دافيد قال انه كان قيل اعتقاله من قبل حهاز الامن الوقائي بحوالي نصف ساعة تقريبا وكان مضمون الاتصال عاديا حيث انه سأل عن مكان وجوده ساعة الاتصال فأكد أنه في مدينة غزة.
اما عن عدد المرات التي قابل فيها ضابط المخارات منذ ارتباطه معهم في العام 96 وحتى ساعة اعتقاله قال انه قبل الانتفاضة كان يلتقي به بمعدل كل شهر مرة اما خلال الانتفاضة فلم يجري الا لقاء واحد فقط والعديد من الاتصالات الهاتفية. واكد انه لم يل باعترافاته لجهاز الامن الوقائي نتيجة ضغوط مورست ضده مشيرا الى ان محققي جهاز الامن الوقائي تعاملوا معه بكل اريحية ولم يمارسوا ضده أي نوع من العنف او الضغط الجسدي او النفسي وانما كانت لديه الرغبة في الادلاء بكافة المعلومات التي لديه منذ لحظة ارتباطه مع المخابرات الاسرائيلية وحتى يوم اعتقاله بناء على قناعته اولا بانه لا مفر من الانكار وثانيا كونه تبين ان لدى جهاز الامن الوقائي معلومات دقيقة عنه وعن تحركاته بالكامل فاجاوه بها.
وعند سؤاله عن موقفه تجاه اسرته والعار الذي جلبه لهم قال: دائما افكر فيهم جميعا وخاصة اطفالي وزوجتي.
واضاف: من واقع تجربتي الشخصية تبين لي انه كلما حاول العمليل اخفاء نفسه عن اعين اجهزة الامن الفلسطينية الا انه في النهاية سيقع لان كل انسان معرض للخطأ واي خطأ لو كان بسيطا يمكن ان يوقعه في شر اعماله.
وتوجه لكافة العملاء مهما كانت نوعية او حجم الجرم الذي ارتكبوه حتى وان كانوا قد ارتكبوا افظع الاعمال الاجرامية ان يسلموا انفسهم لجهاز الامن الوقائي ويعترفوا بكل ما لديهم.
بيتسيلم: اعترافات غانم تعبر عن استغلال اجرامي لمركزه
واعرب طاقم مؤسسة "بيتسيلم" عن استيائه الشديد بعد الاعترافات التي ادلى بها حيدر غانم الذي عمل في مؤسسة "بيتسيلم" لمدة 10 اشهر.
وقالت "بيتسيلم" في تعقيب لها انه "اذا ما تبين ان اعترافاته حقيقية فإن ذلك يعتبر استغلالا اجراميا لمركزه كنشيط في مجال حقوق الانسان".
واضافت انها تعتبر "استغلال مجال حقوق الانسان لهذا الهدف امرا في غاية الخطورة ويضر بالعمل من اجل حقوق الانسان في الاراضي المحتلة".
واكدت ان ادانة غانم او تبرئته "هي حق الجهاز القضائي فقط في مناخ يضمن اجراء محاكمة عادلة اسوة بكل متهم اخر".
وقالت مؤسسة "بيتسيلم" انها ستواصل وطاقمها "تأدية رسالتهم والعمل الدوؤب من اجل الدفاع عن حقوق الانسان في الاراضي المحتلة".

التعليقات