الجنود الاسرائيليون احتلوا منزلا فلسطينيا في غزة ورسموا الحدود بلوحات داخل المنز
غزة-دنيا الوطن
تعتبر قصة المواطن الفلسطيني خليل بشير اغرب من الخيال وهي نموذج صارخ لممارسات الاحتلال الإسرائيلي باستهتار لاحدود له بحقوق الإنسان الفلسطيني .
وهذه القصة الإنسانية المؤلمة هي قصة تحدي مواطن فلسطيني اعزل لجبروت وقوة الاحتلال وبطشه فبدأت فصولها منذ العام 1969 عندما استولى الاحتلال على أراض فلسطينية في مدينة دير البلح في غزة وأقاموا مستوطنة "كفار داروم" بجوار ارض خليل بشير ومنزله ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة صراع مريرة مع المستوطنين الذين حاولوا بكل الوسائل الاستيلاء على أرضه لتوسيع المستوطنة ففشلوا بذلك وكانت ممارسات المستوطنين تقتصر على المضايقات الكثيرة قبل أن يتولى الجيش الإسرائيلي مهمة التنكيل بأسرة فلسطينية مكونة من 11 فردا.وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى قام الجيش الإسرائيلي باحتلال منزل هذه العائلة حتى الآن ووضعهم في غرفة واحدة من بيت مكون من ثلاث طوابق يحتوى على ست شقق سكنية وابلغهم أخيرا حقيقة الوضع القائم بان الطابقين الثاني والثلث منطقة ب وج والغرفة التي تسكن بها كل العائلة الأب والام والأولاد هي منطقة ا ووضعوا يافطات تبين هذا التقسيم كما أبلغوهم بان منطقة ا لا يوجد لهم حرية تصرف كاملة بها أيضا ويدخلها الجنود متى يشاؤون ..إنها قصة مطابقة للوضع القائم في السلطة الفلسطينية تماما لا اقل ولا اكثر.
" دنيا الوطن " حاورت هذه الأسرة التي يحظر الجيش الإسرائيلي على أي كان من الاقتراب من المنزل "المسكون" ولا يسمحون إلا لسكانه المعتقلين أو الأسرى بالدخول والخروج وفي ساعات محددة فقط وبإذن الجيش الإسرائيلي.
احتلال المنزل
قال خليل بشير "أبو يزيد " :"قبل اندلاع الانتفاضة بشهرين بعث لي جنود الاحتلال عن طريق الارتباط العسكري الفلسطيني أن أخلى البيت فلم اقبل وبعد أسبوعين من بداية أحداث الانتفاضة وعندما أصبحت المقاومة الشعبية الفلسطينية توجه ضرباتها من رفح أو خان يونس أو غزة ضد الإسرائيليين اصبح الجيش الإسرائيلي يصب علينا كل غضبه وكل ذنبي أن بيتنا بجانب الأرض التي اختاروها ليقيموا عليها مستعمرتهم"كفار داروم" وموقعهم العسكري . وعندما بدأت أحداث الانتفاضة تتصاعد بدا جنود الاحتلال محاصرتنا أنا وأسرتي في غرفة ومنعوني من التنقل فى المنزل واستمروا بإطلاق الرصاص على المنزل 4 اشهر أطلقوا خلالها 35 صاروخا على الجزء العلوي من المنزل كان مجرد صوت تلك الصاوريخ كافيه أن تخيف وتبعد أي إنسان عن المكان ومازال اثر تلك الصاوريخ معلق في بطون أعمدة السطح ولا نعرف بالضبط ماهية تلك الصواريخ وبالرغم من كل أفعالهم لم اترك أرضى التي نشأت عليها واخترت الخيار الأصعب وهو إن أري الموت بعيني كل لحظة مع آسرتي على أن نترك أرضنا.
فقاموا بتجريف جميع الحمامات الزراعية التي نرتزق منها واشجار الزيتون والنخيل وعلى كل اخضر حتى اصبح المنزل وكأنه وسط صحراء قاحلة وبعدها قاموا بتجريف المنزل القديم الملحق بالبيت الجديد الذي نسكن فيه وضموا مساحة البيت القديم لموقعهم العسكري .
وقال خليل بشير : " تقع مستوطنة كفار داروم شرقي دير البلح والموقع العسكري الذي أقامه جنود الاحتلال يقع غربي الطريق بين المستوطنة وبين منزلي تماما على مسافة خمسة أمتار فقط من المنزل والأرض المبنى عليها الموقع أرضي وتبعد المستعمرة عن منزلنا حوالي 50 مترا فقط أي أن منزلنا على حدود المستوطنة أما الموقع فهو يعبر إلى منزلنا بجسر علوي أقامه الجيش الإسرائيلي بين أعلى الموقع العسكري وسطح الطابق العلوي".
وقال خليل بشير :" لقد احتل الجنود الإسرائيليون الطابقين العلويين ونحن في الطابق الأرضي ولكن عندما يأتوا إلى الطابق السفلي يجعلونا نتجمع في غرفة واحدة ويأخذوا المفاتيح ويناموا بداخل المنزل في الشقة التي نسكن بها وعادة يأتون إلينا بعد الساعة الرابعة من بعد الظهر ويتركون الشقة إلى الطوابق العليا عند الساعة التاسعة أو العاشرة صباحا حيث اذهب الى عملي في دير البلح كمدرس في المدرسة وأولادي يتوجهون إلى مدارسهم وقد حدد الجيش لنا طريقا ضيقا نسلكها من المنزل إلى الشارع ويحظر علينا أن نتجاوز هذه الطريق أو أن يزورنا أحد ومن يقترب من المنزل بدون إذن منهم يطلقون عليه النار حتى إن هاتف منزلي يسيطرون عليه بعد الساعة الرابعة عادة وأحيانا عندما يتصل صديق أو قريب بي يرد عليه جندي إسرائيلي وقد اعتد أقاربي على هذا الوضع أما من لا يدرك هذه الحالة يقفل سماعة الهاتف لانه يظن انه اخطا وطلب هاتفا إسرائيليا. ونحن على هذا الحال منذ عامين ننام 11 فردا على ارض غرفة واحدة وفى ليلة قام بزيارتنا ضيوف أجانب رغم حصولهم على إذن مسبق من قيادة الجيش الإسرائيلي وتأخروا عندنا فلم تساعدهم جوازات سفرهم الأجنبية في المغادرة واجبروا على المبيت معنا في نفس الغرفة ولن انسى عندما طلبت ابنتي ان تذهب إلى الحمام فرفض الجنود ذلك وعندها لم تتحكم ابنتي بنفسها حتى أنها تبولت على نفسها أمام الأجانب وفي الليل عادة يقف خارج الغرفة التي نعيش بها جنديين ويكون بداخل الغرفة أحيانا معنا جندي يتمشى كما يحلو له وكلما أراد أحد الذهاب إلى الحمام لابد من مفاوضات مع جنود الاحتلال حتى يصرحوا لنا ولكن بشرط قاسي جدا وهو أن نترك باب الحمام مفتوح ولهذا لا يذهب إلى الحمام سوى الأطفال وإذا حضروا بالنهار إلى الطابق السفلي نعيش في المطبخ ولما تغيب الشمس نرجع إلي الغرفة ذاتها بحراسة الجنود أيضا ولابد يوميا ان يأتي الجنود ويفتشوا المنزل في الطابق السفلي لانه محظور علينا الصعود للطوابق العليا ويتأكدوا من عددنا حتى لا يكون غرباء بيننا وكأنهم يفتشوا لاول مرة ويستعينوا بكلبهم البوليسي في التفتيش فنحن في سجن بكل معنى الكلمة بل أسوا بكثير لانه في السجن يعرف وضعه والتهمة الموجهة إليه ومدة اعتقاله ويسمح له بالزيارة ولكن نحن لا نعرف إلى متى سنبقي هكذا يمنع عنا الزيارة وتمنع الحركة حول البيت ولو طفل من أطفالي فكر أن يلعب حول المنزل يتم إطلاق نار كثيف ومباشر .
وعندما يذهب الأطفال إلى المدارس لهم طريق واحد لا يسلكون غيره وهو الطريق الشمالي وأيضا مراقب بشدة من خلال كاميرات المراقبة على سطح المنزل . وعندما واجهت هذا الوضع تذكرت القصص التي يرويها الناس عن بيوت مسكونة بالعفاريت من العالم السفلي فالشبه كبير ولكن الفرق أنني أراهم.
حتى عندما أبدل ملابسي يدققون في شخصيتي كما ان موقعهم العسكري يحيط المنزل من جميع الاتجاهات ما عدا الشمالية وأيضا مراقبة وهناك 22 فتحة وكل فتحة بها رشاش ثقيل على سور الموقع الذي يعتبر هو منزلنا في فناء واحد بالإضافة إلى الطابقين العلويين من المنزل محولين إلى موقع عسكري ثاني يربط بين موقعهم .
واضاف خليل :"في يوم 27/4/2001 قام طاقم تلفزيوني من شبكة CNN بزيارتنا بعد حصولهم على إذن مسبق من قيادة الجيش الإسرائيلي فحذرتهم من الخطر الذي يحيط بهم وانه ممنوع على أي كان الصعود إلى السطح ولكن هناك صحفية أمريكية حاولت إن تصعد لالتقاط صورة فعندها صرخوا فيها ووجها أسلحتهم عليها لكي تنزل ولم تستطع التصوير .
وبينما طاقم CNN موجود في المنزل اقتحم جيش الاحتلال علينا المنزل وحدث صدام عنيف على الأشرطة المصورة ولكن الطاقم التلفزيوني رفض بشدة إعطاء الجيش الأشرطة . وشرعوا باستجوابي عن الطاقم وقالوا من هؤلاء قلت صحافة قالوا: من سمح لهم بالحضور أجبت بأنني سمحت لهم وانتم سمحتهم لهم بالدخول". ولكن كانت هذه الكلمة بمثابة كارثة حلت علينا فقال الضابط الإسرائيلي بصوت عالي:" اعلم أن بيتك من الآن فصاعدا مقسم إلى ثلاث مناطق A.B.C ، C.B هم لنا بالكامل وبالنسبة إلى A فهذا لك وهي الغرفة التي تنامون فيها فقط ولكن يحظر عليك بان يزورك أحد إلا بموافقتنا". ((يعنى نفس وضع السلطة الفلسطينية الموجودة أي الوضع الفلسطيني أي أن سيدتي على منزلي لا تتجاوز غرفة النوم وهي سيادة غير كاملة وباقي منزلي قاموا بالاستيلاء عليه)) وبعد ذهاب الطاقم وفي تلك الليلة وكنت أحيانا انتقل من غرفة إلى غرفة التي نتجمع فيها أنا وأسرتي إلى غرفتي الخاصة وعندها قاموا بتوجيه قذيفة أصابت حديد الشباك وصهرته والعديد من الشظايا كسرت الزجاج وأصابت أجزاء من جسدي وبعدها شرعوا بإطلاق الرصاص والقذائف.لم يكن ذلك جديدا وبالتالي لم يشعر الأولاد في الغرفة وعندما عرفوا بأنني أصبت بجروح ودمي ينزف قامت أسرتي بالاتصال بالإسعاف الفلسطيني ولكن سيارة الإسعاف الفلسطينية لم تتمكن من الوصول لإسعافي فقد منعها الجيش من الاقتراب من المنزل ولكن أحد أبنائي أخذني بالسيارة إلى مستشفي الأقصى وها أنا مازلت على قيد الحياة وبعد خروجي من المستشفى طلب طاقم CNN الأمريكي مني الحضور إلى مركز "رامتان" للإعلام في غزة لاجراء مقابلة صحفية معي ولكن رفضت واعتذرت منهم حتى لا تسبب هذه المقابلة مشاكل خطيرة لي مع الإسرائيليين ولكنهم وعدوني بالحماية. والمقابلة التلفزيونية كانت بيني وبين مندوب من وزارة الدفاع الأمريكية بلندن وأخذوني من البيت إلى مكان المقابلة لCNN مع ممثل وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضا على الهواء مباشرة وبعد انتهاء اللقاء أرجعوني إلى البيت وبعد ذهابهم أتى جنود الاحتلال وأخذوني إلى غرفتي الخاصة التى حدث بها الحادث وقالوا انه كان بها مسلح يطلق النار عليهم وواضح انه لا أثر لاطلاق الرصاص إلا من جانب واحد ومن أين سيدخل المسلح المزعوم وهم لا يسمحون لاحد بان يقترب من المنطقة.
وفي اليوم التالي أخذوني إلى الطابق الثاني وجعلوني أرى أن هناك دماء على الأرض وانه كان في بيتي مسلح فلسطيني ولكن على ما أظن أنها صبغة حمراء وضعوها لتبرير ما فعلوه بالأمس . ولكن حاولت ان أبرهن لهم بأنه لا يستطيع أحد الوصول إلى بيتي وهم فوق السطح ويحتلون المنزل بأكمله تقريبا. وبعد ذلك جاء ضابط إسرائيلي من الذين يحتلون المنزل مع بعض جنوده كالمتحضرين واعتذروا لي وقلت لهم ومن أين اصرف هذا الاعتذار؟ فقال الضابط الإسرائيلي: "من بنك السلام ". فالإصابات كانت ناتجة من الشظايا التى اخترقت فروة الرأس وتقرير المستشفى واضح ومعروف .
وبالنسبة للمنزل ما زال الوضع على ما هو عليه حتى الآن وغير مسموح لنا ان نشعل الضوء ونعيش منذ عامين ونصف على الشموع ليلا وبطريق الصدفة أشعل أحد أبنائي الضوء في المطبخ فعندها أرغموا الولد أن يرجع إلى الغرفة ويطفئ الضوء .
وهم يبيتون كل ليلة في المنزل إلا بعض الأيام ولكن على سطح المنزل يتواجدون باستمرار ، وفي إحدى المرات حاول ابني إطفاء نار كانوا قد أشعلوها أمام المنزل فأطلقوا الرصاص على ساقه ومازال اثر الإصابة إلى اليوم وحتى أيام الامتحانات لابنتي في التوجيهي كانوا يتعمدون تأخيرها عن الساعة العاشرة حتى يتعمدون إذلالنا المنطقة المحددة تضم الطابق السفلي ولكن حركتنا محدودة ومسموح لنا النوم فقط وكل يوم بيوم يتوغلون وكتبوا على الغرفة التى ننام فيها كلمة بالغة العبرية وتعنى الزنزانة وبعدها قامت ابنتي بكتابة نفس الكلمة ووضعتها بباب الدرج الذي يؤدي لنفس المنطقة المحددة لهم.
حتى العيد لم نستمتع به وكأنه يوم عادى لا نرى الأهل ولا الأقارب كما انه بإمكانك أن تتخيل 11فرد يعيشون وينامون في غرفة واحدة ليس فيها ابسط الاحتياجات البشرية .
وفي رمضان كانوا يتعمدون ان يحضروا مع أذان المغرب وفي بعض الأحيان ابدي التذمر وأقول لماذا تفعلون معنا هكذا؟. فيقولون:" أنت اترك المكان وانت ترتاح" وهذا الذي يريدونه فعلا.
وقال خليل :"في بداية 1992 الموقع العسكري الإسرائيلي لم يكن موجودا وكان بيتي موجود في مكانه طبعا ولكن الحرب والصراع بيني وبينهم بدا منذ العام 1969 وهو تاريخ بناء مستوطنة كفار داروم وكانت عبارة عن خيم نصبت في الأرض المجاورة لارضي وكانوا باستمرار يفتشون الأرض والمنزل وفي 92 قتل واحد منهم في عملية فدائية فلسطينية فجرفوا البيت القديم ووضعوا الموقع العسكري بدلا منه .
واذكر قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي جاء إحدى المرات قبل اندلاع انتفاضة الأقصى لتفقد المستوطنة وجاء مع جنوده وفتش البيت .وذات مرة من المرات عند تفتيش بيتي قال أحد الجنود الإسرائيليين لي :"أنت بتغلبنا لكن في النهاية سنأخذ أرضك وبيتك " وكان هذا مع فترة قدوم السلطة الفلسطينية .
أم يزيد
وقالت "أم يزيد" زوجة خليل بشير :" منذ عامين احتلوا البيت في بداية أحداث انتفاضة الأقصى جاء إلى المنزل حوالي 50 جندي وامرونا بان لا نصعد فوق السطح وإلا سيطلقوا الرصاص علينا أما هم فلهم الحق وحرية التنقل في منزلنا فعندما يأتوا مساء يغلقون علينا المنزل ويصعدوا إلى فوق بالإضافة إلى السلم الخاص لهم خلف البيت .فالبيت عبارة عن ثلاثة طوابق لم يبقى لنا سوى الطابق الأرضي وحتى هذا الطابق لم يعد لنا بالكامل فقط غرفة واحدة والمطبخ ندخله ليلا بإذن منهم وبمفاوضات وكثيرا ما نستيقظ من النوم ليلا على صوت أقدامهم وركضهم فوق أسطح المنزل حتى الطابق الأرضي الذي نسكن فيه أنا وأسرتي أرادوا أن نتركه أيضا فعدة مرات نكلوا بزوجي وقالوا له يجب أن تتركوا المنزل. لقد جعلوا المنزل كساحة حرب ومعتقل ومنعونا من الخروج من الغرفة التي حددت إقامتنا فيها و مناظرهم مرعبه للأطفال ولنا بما يحملوه من أسلحة ووجوههم المطلية بطلاء اسود ناصبين أسلحتهم على مداخل المنزل وكشافاتهم يصل ضوئها إلينا وبالرغم من كل هذا فان زوجي يرفض قطعا أن يترك لهم أرضنا وبيتنا وقال لهم هذا البيت لا يوجد لنا مأوى غيره ونحن لا دخل لنا بما يحدث خارج جدرانه فحجتهم أن هناك إطلاق نار عليهم من الخارج كما يزعموا فكيف يحدث ذلك بعد تجرفهم لكل الأشجار التي تحيط بالمنزل .
وردا على السؤال لماذا تحملتم كل هذا الوضع الخطير ولماذا لا يقوم الجيش بإخراجكم من منزلكم بالقوة قال خليل بشير :"أولا إن التمسك بالأرض والبيت ليس شعارا بالنسبة لي وليس خطابا وما ذكرته اقل بكثير من الصورة الحقيقية لأننا نواجه وضعا لا يطاق .أما لماذا لا يخرجوننا بالقوة من المنزل فأقول بأنهم يستطيعون ذلك بلا أدنى شك ولكنهم لا يفعلون دائما ما يريدون انهم يحتاجون ربما إلى مبرر ما وربما كان لتدخل آل cnn دور في منعهم من ذلك وحقيقة لا أجد تفسيرا محددا لعدم إقدامهم على طردنا ".
تعتبر قصة المواطن الفلسطيني خليل بشير اغرب من الخيال وهي نموذج صارخ لممارسات الاحتلال الإسرائيلي باستهتار لاحدود له بحقوق الإنسان الفلسطيني .
وهذه القصة الإنسانية المؤلمة هي قصة تحدي مواطن فلسطيني اعزل لجبروت وقوة الاحتلال وبطشه فبدأت فصولها منذ العام 1969 عندما استولى الاحتلال على أراض فلسطينية في مدينة دير البلح في غزة وأقاموا مستوطنة "كفار داروم" بجوار ارض خليل بشير ومنزله ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة صراع مريرة مع المستوطنين الذين حاولوا بكل الوسائل الاستيلاء على أرضه لتوسيع المستوطنة ففشلوا بذلك وكانت ممارسات المستوطنين تقتصر على المضايقات الكثيرة قبل أن يتولى الجيش الإسرائيلي مهمة التنكيل بأسرة فلسطينية مكونة من 11 فردا.وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى قام الجيش الإسرائيلي باحتلال منزل هذه العائلة حتى الآن ووضعهم في غرفة واحدة من بيت مكون من ثلاث طوابق يحتوى على ست شقق سكنية وابلغهم أخيرا حقيقة الوضع القائم بان الطابقين الثاني والثلث منطقة ب وج والغرفة التي تسكن بها كل العائلة الأب والام والأولاد هي منطقة ا ووضعوا يافطات تبين هذا التقسيم كما أبلغوهم بان منطقة ا لا يوجد لهم حرية تصرف كاملة بها أيضا ويدخلها الجنود متى يشاؤون ..إنها قصة مطابقة للوضع القائم في السلطة الفلسطينية تماما لا اقل ولا اكثر.
" دنيا الوطن " حاورت هذه الأسرة التي يحظر الجيش الإسرائيلي على أي كان من الاقتراب من المنزل "المسكون" ولا يسمحون إلا لسكانه المعتقلين أو الأسرى بالدخول والخروج وفي ساعات محددة فقط وبإذن الجيش الإسرائيلي.
احتلال المنزل
قال خليل بشير "أبو يزيد " :"قبل اندلاع الانتفاضة بشهرين بعث لي جنود الاحتلال عن طريق الارتباط العسكري الفلسطيني أن أخلى البيت فلم اقبل وبعد أسبوعين من بداية أحداث الانتفاضة وعندما أصبحت المقاومة الشعبية الفلسطينية توجه ضرباتها من رفح أو خان يونس أو غزة ضد الإسرائيليين اصبح الجيش الإسرائيلي يصب علينا كل غضبه وكل ذنبي أن بيتنا بجانب الأرض التي اختاروها ليقيموا عليها مستعمرتهم"كفار داروم" وموقعهم العسكري . وعندما بدأت أحداث الانتفاضة تتصاعد بدا جنود الاحتلال محاصرتنا أنا وأسرتي في غرفة ومنعوني من التنقل فى المنزل واستمروا بإطلاق الرصاص على المنزل 4 اشهر أطلقوا خلالها 35 صاروخا على الجزء العلوي من المنزل كان مجرد صوت تلك الصاوريخ كافيه أن تخيف وتبعد أي إنسان عن المكان ومازال اثر تلك الصاوريخ معلق في بطون أعمدة السطح ولا نعرف بالضبط ماهية تلك الصواريخ وبالرغم من كل أفعالهم لم اترك أرضى التي نشأت عليها واخترت الخيار الأصعب وهو إن أري الموت بعيني كل لحظة مع آسرتي على أن نترك أرضنا.
فقاموا بتجريف جميع الحمامات الزراعية التي نرتزق منها واشجار الزيتون والنخيل وعلى كل اخضر حتى اصبح المنزل وكأنه وسط صحراء قاحلة وبعدها قاموا بتجريف المنزل القديم الملحق بالبيت الجديد الذي نسكن فيه وضموا مساحة البيت القديم لموقعهم العسكري .
وقال خليل بشير : " تقع مستوطنة كفار داروم شرقي دير البلح والموقع العسكري الذي أقامه جنود الاحتلال يقع غربي الطريق بين المستوطنة وبين منزلي تماما على مسافة خمسة أمتار فقط من المنزل والأرض المبنى عليها الموقع أرضي وتبعد المستعمرة عن منزلنا حوالي 50 مترا فقط أي أن منزلنا على حدود المستوطنة أما الموقع فهو يعبر إلى منزلنا بجسر علوي أقامه الجيش الإسرائيلي بين أعلى الموقع العسكري وسطح الطابق العلوي".
وقال خليل بشير :" لقد احتل الجنود الإسرائيليون الطابقين العلويين ونحن في الطابق الأرضي ولكن عندما يأتوا إلى الطابق السفلي يجعلونا نتجمع في غرفة واحدة ويأخذوا المفاتيح ويناموا بداخل المنزل في الشقة التي نسكن بها وعادة يأتون إلينا بعد الساعة الرابعة من بعد الظهر ويتركون الشقة إلى الطوابق العليا عند الساعة التاسعة أو العاشرة صباحا حيث اذهب الى عملي في دير البلح كمدرس في المدرسة وأولادي يتوجهون إلى مدارسهم وقد حدد الجيش لنا طريقا ضيقا نسلكها من المنزل إلى الشارع ويحظر علينا أن نتجاوز هذه الطريق أو أن يزورنا أحد ومن يقترب من المنزل بدون إذن منهم يطلقون عليه النار حتى إن هاتف منزلي يسيطرون عليه بعد الساعة الرابعة عادة وأحيانا عندما يتصل صديق أو قريب بي يرد عليه جندي إسرائيلي وقد اعتد أقاربي على هذا الوضع أما من لا يدرك هذه الحالة يقفل سماعة الهاتف لانه يظن انه اخطا وطلب هاتفا إسرائيليا. ونحن على هذا الحال منذ عامين ننام 11 فردا على ارض غرفة واحدة وفى ليلة قام بزيارتنا ضيوف أجانب رغم حصولهم على إذن مسبق من قيادة الجيش الإسرائيلي وتأخروا عندنا فلم تساعدهم جوازات سفرهم الأجنبية في المغادرة واجبروا على المبيت معنا في نفس الغرفة ولن انسى عندما طلبت ابنتي ان تذهب إلى الحمام فرفض الجنود ذلك وعندها لم تتحكم ابنتي بنفسها حتى أنها تبولت على نفسها أمام الأجانب وفي الليل عادة يقف خارج الغرفة التي نعيش بها جنديين ويكون بداخل الغرفة أحيانا معنا جندي يتمشى كما يحلو له وكلما أراد أحد الذهاب إلى الحمام لابد من مفاوضات مع جنود الاحتلال حتى يصرحوا لنا ولكن بشرط قاسي جدا وهو أن نترك باب الحمام مفتوح ولهذا لا يذهب إلى الحمام سوى الأطفال وإذا حضروا بالنهار إلى الطابق السفلي نعيش في المطبخ ولما تغيب الشمس نرجع إلي الغرفة ذاتها بحراسة الجنود أيضا ولابد يوميا ان يأتي الجنود ويفتشوا المنزل في الطابق السفلي لانه محظور علينا الصعود للطوابق العليا ويتأكدوا من عددنا حتى لا يكون غرباء بيننا وكأنهم يفتشوا لاول مرة ويستعينوا بكلبهم البوليسي في التفتيش فنحن في سجن بكل معنى الكلمة بل أسوا بكثير لانه في السجن يعرف وضعه والتهمة الموجهة إليه ومدة اعتقاله ويسمح له بالزيارة ولكن نحن لا نعرف إلى متى سنبقي هكذا يمنع عنا الزيارة وتمنع الحركة حول البيت ولو طفل من أطفالي فكر أن يلعب حول المنزل يتم إطلاق نار كثيف ومباشر .
وعندما يذهب الأطفال إلى المدارس لهم طريق واحد لا يسلكون غيره وهو الطريق الشمالي وأيضا مراقب بشدة من خلال كاميرات المراقبة على سطح المنزل . وعندما واجهت هذا الوضع تذكرت القصص التي يرويها الناس عن بيوت مسكونة بالعفاريت من العالم السفلي فالشبه كبير ولكن الفرق أنني أراهم.
حتى عندما أبدل ملابسي يدققون في شخصيتي كما ان موقعهم العسكري يحيط المنزل من جميع الاتجاهات ما عدا الشمالية وأيضا مراقبة وهناك 22 فتحة وكل فتحة بها رشاش ثقيل على سور الموقع الذي يعتبر هو منزلنا في فناء واحد بالإضافة إلى الطابقين العلويين من المنزل محولين إلى موقع عسكري ثاني يربط بين موقعهم .
واضاف خليل :"في يوم 27/4/2001 قام طاقم تلفزيوني من شبكة CNN بزيارتنا بعد حصولهم على إذن مسبق من قيادة الجيش الإسرائيلي فحذرتهم من الخطر الذي يحيط بهم وانه ممنوع على أي كان الصعود إلى السطح ولكن هناك صحفية أمريكية حاولت إن تصعد لالتقاط صورة فعندها صرخوا فيها ووجها أسلحتهم عليها لكي تنزل ولم تستطع التصوير .
وبينما طاقم CNN موجود في المنزل اقتحم جيش الاحتلال علينا المنزل وحدث صدام عنيف على الأشرطة المصورة ولكن الطاقم التلفزيوني رفض بشدة إعطاء الجيش الأشرطة . وشرعوا باستجوابي عن الطاقم وقالوا من هؤلاء قلت صحافة قالوا: من سمح لهم بالحضور أجبت بأنني سمحت لهم وانتم سمحتهم لهم بالدخول". ولكن كانت هذه الكلمة بمثابة كارثة حلت علينا فقال الضابط الإسرائيلي بصوت عالي:" اعلم أن بيتك من الآن فصاعدا مقسم إلى ثلاث مناطق A.B.C ، C.B هم لنا بالكامل وبالنسبة إلى A فهذا لك وهي الغرفة التي تنامون فيها فقط ولكن يحظر عليك بان يزورك أحد إلا بموافقتنا". ((يعنى نفس وضع السلطة الفلسطينية الموجودة أي الوضع الفلسطيني أي أن سيدتي على منزلي لا تتجاوز غرفة النوم وهي سيادة غير كاملة وباقي منزلي قاموا بالاستيلاء عليه)) وبعد ذهاب الطاقم وفي تلك الليلة وكنت أحيانا انتقل من غرفة إلى غرفة التي نتجمع فيها أنا وأسرتي إلى غرفتي الخاصة وعندها قاموا بتوجيه قذيفة أصابت حديد الشباك وصهرته والعديد من الشظايا كسرت الزجاج وأصابت أجزاء من جسدي وبعدها شرعوا بإطلاق الرصاص والقذائف.لم يكن ذلك جديدا وبالتالي لم يشعر الأولاد في الغرفة وعندما عرفوا بأنني أصبت بجروح ودمي ينزف قامت أسرتي بالاتصال بالإسعاف الفلسطيني ولكن سيارة الإسعاف الفلسطينية لم تتمكن من الوصول لإسعافي فقد منعها الجيش من الاقتراب من المنزل ولكن أحد أبنائي أخذني بالسيارة إلى مستشفي الأقصى وها أنا مازلت على قيد الحياة وبعد خروجي من المستشفى طلب طاقم CNN الأمريكي مني الحضور إلى مركز "رامتان" للإعلام في غزة لاجراء مقابلة صحفية معي ولكن رفضت واعتذرت منهم حتى لا تسبب هذه المقابلة مشاكل خطيرة لي مع الإسرائيليين ولكنهم وعدوني بالحماية. والمقابلة التلفزيونية كانت بيني وبين مندوب من وزارة الدفاع الأمريكية بلندن وأخذوني من البيت إلى مكان المقابلة لCNN مع ممثل وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضا على الهواء مباشرة وبعد انتهاء اللقاء أرجعوني إلى البيت وبعد ذهابهم أتى جنود الاحتلال وأخذوني إلى غرفتي الخاصة التى حدث بها الحادث وقالوا انه كان بها مسلح يطلق النار عليهم وواضح انه لا أثر لاطلاق الرصاص إلا من جانب واحد ومن أين سيدخل المسلح المزعوم وهم لا يسمحون لاحد بان يقترب من المنطقة.
وفي اليوم التالي أخذوني إلى الطابق الثاني وجعلوني أرى أن هناك دماء على الأرض وانه كان في بيتي مسلح فلسطيني ولكن على ما أظن أنها صبغة حمراء وضعوها لتبرير ما فعلوه بالأمس . ولكن حاولت ان أبرهن لهم بأنه لا يستطيع أحد الوصول إلى بيتي وهم فوق السطح ويحتلون المنزل بأكمله تقريبا. وبعد ذلك جاء ضابط إسرائيلي من الذين يحتلون المنزل مع بعض جنوده كالمتحضرين واعتذروا لي وقلت لهم ومن أين اصرف هذا الاعتذار؟ فقال الضابط الإسرائيلي: "من بنك السلام ". فالإصابات كانت ناتجة من الشظايا التى اخترقت فروة الرأس وتقرير المستشفى واضح ومعروف .
وبالنسبة للمنزل ما زال الوضع على ما هو عليه حتى الآن وغير مسموح لنا ان نشعل الضوء ونعيش منذ عامين ونصف على الشموع ليلا وبطريق الصدفة أشعل أحد أبنائي الضوء في المطبخ فعندها أرغموا الولد أن يرجع إلى الغرفة ويطفئ الضوء .
وهم يبيتون كل ليلة في المنزل إلا بعض الأيام ولكن على سطح المنزل يتواجدون باستمرار ، وفي إحدى المرات حاول ابني إطفاء نار كانوا قد أشعلوها أمام المنزل فأطلقوا الرصاص على ساقه ومازال اثر الإصابة إلى اليوم وحتى أيام الامتحانات لابنتي في التوجيهي كانوا يتعمدون تأخيرها عن الساعة العاشرة حتى يتعمدون إذلالنا المنطقة المحددة تضم الطابق السفلي ولكن حركتنا محدودة ومسموح لنا النوم فقط وكل يوم بيوم يتوغلون وكتبوا على الغرفة التى ننام فيها كلمة بالغة العبرية وتعنى الزنزانة وبعدها قامت ابنتي بكتابة نفس الكلمة ووضعتها بباب الدرج الذي يؤدي لنفس المنطقة المحددة لهم.
حتى العيد لم نستمتع به وكأنه يوم عادى لا نرى الأهل ولا الأقارب كما انه بإمكانك أن تتخيل 11فرد يعيشون وينامون في غرفة واحدة ليس فيها ابسط الاحتياجات البشرية .
وفي رمضان كانوا يتعمدون ان يحضروا مع أذان المغرب وفي بعض الأحيان ابدي التذمر وأقول لماذا تفعلون معنا هكذا؟. فيقولون:" أنت اترك المكان وانت ترتاح" وهذا الذي يريدونه فعلا.
وقال خليل :"في بداية 1992 الموقع العسكري الإسرائيلي لم يكن موجودا وكان بيتي موجود في مكانه طبعا ولكن الحرب والصراع بيني وبينهم بدا منذ العام 1969 وهو تاريخ بناء مستوطنة كفار داروم وكانت عبارة عن خيم نصبت في الأرض المجاورة لارضي وكانوا باستمرار يفتشون الأرض والمنزل وفي 92 قتل واحد منهم في عملية فدائية فلسطينية فجرفوا البيت القديم ووضعوا الموقع العسكري بدلا منه .
واذكر قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي جاء إحدى المرات قبل اندلاع انتفاضة الأقصى لتفقد المستوطنة وجاء مع جنوده وفتش البيت .وذات مرة من المرات عند تفتيش بيتي قال أحد الجنود الإسرائيليين لي :"أنت بتغلبنا لكن في النهاية سنأخذ أرضك وبيتك " وكان هذا مع فترة قدوم السلطة الفلسطينية .
أم يزيد
وقالت "أم يزيد" زوجة خليل بشير :" منذ عامين احتلوا البيت في بداية أحداث انتفاضة الأقصى جاء إلى المنزل حوالي 50 جندي وامرونا بان لا نصعد فوق السطح وإلا سيطلقوا الرصاص علينا أما هم فلهم الحق وحرية التنقل في منزلنا فعندما يأتوا مساء يغلقون علينا المنزل ويصعدوا إلى فوق بالإضافة إلى السلم الخاص لهم خلف البيت .فالبيت عبارة عن ثلاثة طوابق لم يبقى لنا سوى الطابق الأرضي وحتى هذا الطابق لم يعد لنا بالكامل فقط غرفة واحدة والمطبخ ندخله ليلا بإذن منهم وبمفاوضات وكثيرا ما نستيقظ من النوم ليلا على صوت أقدامهم وركضهم فوق أسطح المنزل حتى الطابق الأرضي الذي نسكن فيه أنا وأسرتي أرادوا أن نتركه أيضا فعدة مرات نكلوا بزوجي وقالوا له يجب أن تتركوا المنزل. لقد جعلوا المنزل كساحة حرب ومعتقل ومنعونا من الخروج من الغرفة التي حددت إقامتنا فيها و مناظرهم مرعبه للأطفال ولنا بما يحملوه من أسلحة ووجوههم المطلية بطلاء اسود ناصبين أسلحتهم على مداخل المنزل وكشافاتهم يصل ضوئها إلينا وبالرغم من كل هذا فان زوجي يرفض قطعا أن يترك لهم أرضنا وبيتنا وقال لهم هذا البيت لا يوجد لنا مأوى غيره ونحن لا دخل لنا بما يحدث خارج جدرانه فحجتهم أن هناك إطلاق نار عليهم من الخارج كما يزعموا فكيف يحدث ذلك بعد تجرفهم لكل الأشجار التي تحيط بالمنزل .
وردا على السؤال لماذا تحملتم كل هذا الوضع الخطير ولماذا لا يقوم الجيش بإخراجكم من منزلكم بالقوة قال خليل بشير :"أولا إن التمسك بالأرض والبيت ليس شعارا بالنسبة لي وليس خطابا وما ذكرته اقل بكثير من الصورة الحقيقية لأننا نواجه وضعا لا يطاق .أما لماذا لا يخرجوننا بالقوة من المنزل فأقول بأنهم يستطيعون ذلك بلا أدنى شك ولكنهم لا يفعلون دائما ما يريدون انهم يحتاجون ربما إلى مبرر ما وربما كان لتدخل آل cnn دور في منعهم من ذلك وحقيقة لا أجد تفسيرا محددا لعدم إقدامهم على طردنا ".
التعليقات