مهى أبو شريف, زوجة مستشار الرئيس عرفات لدنيا الوطن :

غزة-دنيا الوطن
في رام الله حيث تعيش مهى أبو شريف , زوجة بسام أبو شريف,مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, نموذج مختلف عن سيدات المجتمع الفلسطيني , تصر على التنقل بين القدس و رام الله في سيارات الأجرة,تقضي معظم أوقات عملها تعلم أطفال الانتفاضة في القرى و المخيمات, لديها رغبة مثيرة بان تعيش مع طبقة الأكثر معاناة و حرمان و تريد أن تشعر بهذه المعاناة مع تقديم المساعدة العلمية وفق اهتمامها بالكمبيوتر و استخداماته..
و تقول مهى أبو شريف لدنيا الوطن :" لقد عملت في إحدى الشركات الكبرى للكمبيوتر في الولايات المتحدة الأمريكية"TELENET", و هي الشركة التي اخترعت الإنترنت, و بقيت في عملي سنوات و احلم بان اذهب لفلسطين لمساعدة وطني في هذا المجال , و كانت الفكرة في البداية هي مساعدة الشباب , أطفال الانتفاضة,حيث أن جزء كبير منهم خسر فرصة التعليم بسبب الانتفاضة,و تعرفت على د. سري نسيبة, رئيس جامعة القدس, ووجدت ان لديه نفس التفكير و الاهتمام بمساعدة المجتمع, و بدأت مع المتعلمين ليصبحوا معلمين في مجال الكمبيوتر و البرمجة,و طموحي منذ بداية عملي أن تصبح دولة فلسطين بمستوى رفيع احسن من إسرائيل في مجال البرمجة".
و تضيف مهى أبو شريف:" لا أفكر بأنني سيدة أو رجل, أفكر بطبيعة العمل فقط, رغم أن المرأة في مجتمعنا الفلسطيني ليس لديها فرصة مثل الرجل , و حتى الرجل أمامه فرصة ضعيفة في المجتمع الفلسطيني, فالخبرات و الكفاءات تهاجر الخارج لانه يوجد مستقبل أمامهم خارج وطنهم, و الذين لا يستطيعون الهجرة, لا يستطيعون رفع مستوى البلد في مجالات الكمبيوتر المختلفة, و قد اطلعت على طبيعة العمل في المؤسسات ووجدت فارقا كبيرا مع طبيعة العمل الذي اعتدت عليه في الولايات المتحدة الأمريكية,و ذات مرة كنت في اجتماع عمل في جامعة بيرزيت, ووجهت انتقادات قاسية لطبيعة العمل في المؤسسات الفلسطينية, فقال أحدهم: لا تقارني مؤسساتنا بمثيلاتها في أمريكا..
فسالت الحاضرين: من منكم لا يريد أن يكون مليونيرا؟ فصمتوا جميعا, فقلت : في أمريكا يريد الشخص أن يصبح مليونيرا فيعمل بصورة لا تحتمل حتى يحقق هدفه".
و تتحدث مهى أبو شريف عن الصعوبات التي تواجهها كسيدة فلسطينية تتصرف بعقلية أمريكية فتقول :" عشت طول عمري في الولايات المتحدة الأمريكية,و أتحدث في كل مكان بمؤسساتنا أملا تصحيح الأداء و طريق عمل الموظفين لرفع المستوى, و أجدهم معجبين بالغرب و لا يريدون أن يتصرفوا كالغرب على مستوى العمل, و يستمتعون لانتقادي و يخجلون من الرد على باعتباري سيدة و اسمعهم أحيانا يقولون:" ماعليش هي أمريكا نية, لا تعرف تفكيرنا",فاضحك من كلامهم, فأنا فلسطينية و لست أمريكية".
و تقول مهى أبو شريف حول تجربتها مع أطفال فلسطين:" لقد وجدت الأطفال الفلسطينيين مثل الاسفنجة, يتعلمون بسرعة مذهلة, و لو نعطي مجالا لهم و نعمل من الآن , لرسمنا مستقبلا عظيما لفلسطين في مجال الكمبيوتر, لقد علمت فتيات في بلدة العيزرية قرب القدس, و تعلموا في 12 ساعة, ما يتعلمه الطلاب في فصل كامل, تعلموا التطبيقات, حتى اصبحوا يواجهون مشكلة في المدرسة, لانهم اصبحوا يعرفون عن الكمبيوتر اكثر من مدرسيهم, و بدأت مع مدرسة الأيتام" جيل الأمل " في بلدة العيزرية مع 113 طفل,و هم يسكنون في المدرسة نظرا لانهم أيتام, وضعهم سيئ للغاية, يحتاجون للرعاية, و في مخيم الامعري أقوم بتعليم البنات, و قد صدمت عندما عرفت أن هؤلاء التلاميذ في مخيم الامعري,لم يروا جهاز الكمبيوتر في حياتهم.. فاسعى لتوفير أجهزة الكمبيوتر و الكتب المدرسية لهم, و أتوجه للمؤسسات المهتمة و لا نريد مساعدات مالية بل أجهزة كمبيوتر و كتب فقط".
مهى أبو شريف تمارس هوايات الرياضة و السباحة و لعبة التنس و كانت أحد العناصر الأساسية في الفريق الرياضي لكرة التنس بشركة الكمبيوتر الأمريكية..
و حول زواجها من بسام أبو شريف, مستشار الرئيس عرفات تقول:" لقد حلمت طول عمري أن أتزوج من فدائي , و كنت في أمريكا محرومة من الوطن, و لم اكن اعرف بسام أبو شريف, فتحقق حلمي. فقد جاء بسام أبو شريف في زيارة علاج للولايات المتحدة و حصل أن تعرفت عليه و اتفقنا على الزواج, و عدت معه إلى ارض الوطن في فلسطين,احلم مجددا.. و لكن بتعليم الأطفال المحرومين تقنيات الكمبيوتر و احلم بان تكون دولة فلسطين ذات شان في مجالات استخدام الكمبيوتر و تقنياته, و اشعر بالرضى لأنني أقوم بخطوات متواضعة ستجد صدى ذات يوم".
وحول قصة اقتحام الجيش الإسرائيلي لمنزلها في رام الله خلال عملية السور الواقي قالت : لقد سمعنا صباحا آنذاك صوت الدبابات والمدرعات الإسرائيلية تحاصر منزلنا وهي تهدر في المكان وبعد حوالي نصف ساعة سمعنا جرس الباب الخارجي للعمارة يقرع بشدة فرفض زوجي بسام أن يرد على الجنود ولم يفتح لهم الباب وخلال دقائق قام الجنود الإسرائيليون بتحطيم الباب الخارجي وسمعنا بعد ذلك أصوات أقدام الجنود والضباط الإسرائيليين يصعدون الدرج في العمارة وانتظرنا نترقب بقلق ما يجري وفجأة بدا الجنود الإسرائيليون بقرع باب الشقة بقوة ففتحت لهم الباب فوجدت أمامي مجموعة من الجنود الإسرائيليين يشهرون بنادقهم علي وعلى زوجي بسام وبدون أي سؤال أو جواب اندفعوا مقتحمين الشقة وانتشروا في كل الأماكن وعندها، فقال لهم زوجي بسام ماذا تريدون فقالوا له "اخرس واجلس على الأرض" فرفض زوجي أن يجلس على الأرض فما كان من الجنود إلا أن طرحوا زوجي أرضا وهم يشهرون عليه بنادقهم.
وأضافت مها أبو شريف: "لا أنسى طيلة حياتي هذا المشهد الهمجي الذي قام به الجنود الإسرائيليون مع زوجي وهو كما يعلم الجميع سياسي فلسطيني ومن دعاة السلام ولا يحمل سلاحا مطلقا، فصرخت عليهم أنني أمريكية وعليكم مغادرة المنزل حالا وسأقوم بالاحتجاج في أمريكا على تصرفكم هذا فقال الضابط الإسرائيلي ليس مهما أن تكوني أمريكية انظري ماذا تفعل بلدك أمريكا في أفغانستان قبل أن تحتجي علينا، وكلما تحدثت أو تحدث زوجي بشيء معهم قال الضابط لنا "اخرسوا" وبدا الجنود الذين يزيد عددهم عن خمسين جنديا مدججين بالأسلحة بتحطيم محتويات أثاث وموجودات في المنزل والمكتب الذي يقع في نفس العمارة أيضا، وعندها أمسكت سماعة الهاتف وقلت لهم سأتصل بالقنصل الأمريكي فهجم علي ثلاثة جنود وامسكوا بسماعة الهاتف من يدي ودفعوني والقوا بالسماعة على الأرض وبقيت اصرخ في وجوههم أنا لا اصدق لماذا تفعلون هذا إنني أمريكية وبعد ذلك دخل ضابط كبير ورأى ما يجري فقال للجنود ابتعدوا عنها وخلال وجودهم في البيت بقي الضباط والجنود الإسرائيليون يضحكون علي وينادونني بوش.. تعالى يا بوش ..واذهب يا بوش، وبقينا على هذا الحال لعدة ساعات حيث منعونا من استخدام الهاتف مطلقا أو الرد على المكالمات الهاتفية ثم أمرهم الضابط الكبير بالانصراف ".

التعليقات