إسرائيل تستقبل الأشباح
تاريخ النشر : 2016-12-10
إسرائيل تستقبل الأشباح
مقاتلات الشبح


رام الله - دنيا الوطن
من المقرر أن يتسلم الجيش الإسرائيلي، الاثنين المقبل، طائرتي شبح من طراز إف- 35 الأميركية، بحضور وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ونظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب إسرائيل.

ويعد وصول أول شحنة من الطائرات الخمسين التي اشترتها إسرائيل، حدثاً مهماً كونها تسعى للحفاظ على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط، وفق القدس العربي.

وتحصل إسرائيل على مساعدات عسكرية أميركية تبلغ قيمتها أكثر من 3 مليار دولار سنوياً، وهي أول دولة تحصل على الطائرات خارج الولايات المتحدة، مع وجود العديد من الدول التي طلبت بالفعل هذه الطائرات.

ويشكل تسليم الطائرتين خطوة كبيرة لبرنامج إف -35 الذي أطلق أوائل التسعينات ويعد الأغلى في التاريخ العسكري.

ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى المقاتلات خلال عام من استلامها في إسرائيل، فيما أعلنت القوات الجوية الأميركية في أغسطس أن أول سرب من طائرات إف-35 أصبح جاهزاً للقيام بعمليات قتالية.

وأكد مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي اشترط عدم الكشف عن اسمه "لا أعتقد أننا نفهم المزايا الكبيرة لطائرات إف -35"، مضيفا، "أعتقد اننا سنتعلم ذلك في الأشهر المقبلة وحتى السنوات، وأعتقد أنها طائرة فائقة التطور تكنولوجياً".

الخيار الوحيد

وتتسلم إسرائيل النموذج "ايه" من طائرات إف-35 التقليدية للإقلاع والهبوط، بينما يقوم نموذج "بي" بالإقلاع عبر مدرجات قصيرة والهبوط بشكل عمودي ونموذج "سي" لحاملات الطائرات.

وتتميز الطائرات الشبح التي أطلق عليها تسمية "أدير" باللغة العبرية وتعني "العظيم" بقدرتها على مساعدة الطياريين في تجنب أنظمة الصواريخ المتطورة.

وتستطيع الطائرات حمل مجموعة من الأسلحة بسرعة فائقة تصل إلى 1,6 ماخ (نحو 1900 كم/ساعة)، وليس واضحاً إذا كان بإمكان الطائرات التي اشترتها "إسرائيل" حمل قنابل نووية.

وتعتبر إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، إلا أنها تتجنب نفي أو تأكيد امتلاكها للسلاح النووي.

وستقوم الطائرات الجديدة بالحلول مكان طائرات إف-16 الإسرائيلية المتقادمة، وتكلف خوذة الطيار 400 ألف دولار وحدها، وتبدو مشابهة لأفلام الخيال العلمي.

وتشارك شركة "ايلبيت سيستمز" الإسرائيلية في صناعة الخوذة التي تحوي نظاماً تشغيلياً خاصاً، ونظام رؤية ليلية وحرارية، بالإضافة إلى إمكانية الرؤية ضمن 360 درجة مع نصب كاميرات على سطح الطائرة.

وقال ستيف أوفر من لوكهيد مارتن، "تم تصميم طائرات أف-35 لمواجهة عدة منظومات من الصواريخ الأكثر تطوراً التي يتم نشرها بالفعل في الشرق الأوسط".

وبرر القادة الإسرائيليون شراء تلك الطائرات بتهديد قد يصدر عن إيران، حيث تستطيع طائرات إف 35 التحليق دون أن ترصدها منظومة الصواريخ المضادة للطائرات التي تملكها إيران، بما فيها إس 300 التي تسلمتها من روسيا ونشرتها لحماية موقع "فوردو" النووي بحسب ما أفاد التلفزيون في آب/ أغسطس.

وستشتري إسرائيل أول 33 مقاتلة بسعر 110 ملايين دولار (103 مليون يورو) لكل طائرة، ووافقت الحكومة الأمنية المصغرة الشهر الماضي على شراء 17 طائرة شبح إضافية.

وتبدو التقنيات المستخدمة في الطائرات متطورة للغاية، إلا أن البعض يتساءل حول قيمة الطائرات الفعلية،  وإن كانت بالفعل تستحق المبالغ الطائلة التي ستدفعها إسرائيل لشرائها.

وتم اكتشاف عدد من العيوب في هذه الطائرات ومنظومتها، منها خطر إمكانية تعرض الطيارين الذين يقل وزنهم عن 62 كيلوغراماً للقتل بسبب نظام قذف مقعد الطيار.

وهناك أيضاً مشاكل في البرمجة وأخرى فنية، لكن "لوكهيد مارتن" أكدت حل كافة المسائل.

ويرى البعض في "إسرائيل" أن سعر الطائرات سيحدد العدد الذي يمكن شراؤه في نهاية المطاف، وستكون خسارة واحدة منها في القتال مكلفة للغاية.

وهناك تساؤلات أيضاً حول إمكانية تحسين وتطوير الأسطول الموجود، ويقول يفتاح شابير، من معهد "إسرائيل" لدراسات الأمن القومي، إن طائرات إف-35  "الخيار الوحيد الممكن".

وأضاف "لا يمكننا شراء الطائرات الفرنسية أو البريطانية أو الروسية، موضحاً، "عندما يكون لديك حليف مثل الولايات المتحدة، فإنه لن يسمح بذلك".