دنيا الوطن تسترجع مذكرات مؤتمر فتح الرابع
تاريخ النشر : 2016-11-22
دنيا الوطن تسترجع مذكرات مؤتمر فتح الرابع
ارشيفية


رام الله - دنيا الوطن
في العام 1981 عقدت حركة فتح مؤتمرها العام الرابع في بلدة عدرة قرب دمشق، بمشاركة حوالي 400 كادرًا، وانتخب لجنة مركزية جديدة ضمت خمسة أعضاء جدد، ماجد أبو شرار، سعد صايل، هاني الحسن، قدري ورفيق النتشة.

ودعا المؤتمر العام الرابع، الدول العربية الى تطوير الجوانب الايجابية في مواقف الدول العربية، بشرط الا يتاثر بذلك امن الكفاح المسلح واستمرار تصاعده، وأن فتح لا تتدخل في الشؤون المحلية لهذه الدول ولا نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا او عرقلة كفاح الشعب الفلسطيني لتحرير وطنه.

وبيّن المؤتمر أنه لا بد من ابراز الشخصية الفلسطينية بمحتواها النضالي الثوري في الحقل الدولي وهذا التناقض مع الارتباط المصري بين الامة العربية والشعب العربي الفلسطيني ونعمل كذلك على اقامة اوثق الصلات مع الارتباط المصري بين الامة العربية والشعب الفلسطيني والعمل كذلك على اقامة اوثق الصلات مع القوى التحررية في العالم لمناهضة (الصهيونية) والامبريالية والحد من الهجرة (الصهيونية) بشتى الوسائل الى فلسطين كاسهام في حل المشكلة ونقاوم كل الحلول السياسية المطروحة كبديل عن تصفية الكيان المحتل لفلسطين وكل المشاريع الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية او تدويلها او الوصاية على شعبها من اية جهة.

وايمانا من فتح بان "فلسطين هي جزء من الوطن العربي والشعب الفلسطيني هو جزء من الامة العربية وانطلاقا من ان الكيان الاسرائيلي في فلسطين هو جزء من الغزوة الاسرائيلية العدوانية الاستيطانية وقاعدة استعمارية توسعية فان الثورة الفلسطينية هي طليعة الامة العربية في معركة تحرير فلسطين وكفاح الثورة جزء من كفاحها وتمثل حركة فتح الطليعة الثورية للشعب الفلسطيني الذي يمثل كفاحه جزءا من النضال المشترك لشعوب العالم الثالث ضد الاستعمار والامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، وضد العنصرية والفاشية.

وحدد المؤتمر مبادئ، واهداف واساليب الحركة ونظامها الداخلي في المؤتمر العام الرابع لحركة فتح:

اولا: على الصعيد الفلسطيني:

انطلاقا من وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة ارضه وتمثيله السياسي وتثبيتا للارادة الوطنية المستقلة من أجل استمرار الثورة وانتصارها.

وبما ان الثورة الشعبية المسلحة هي الطريق الحتمي الوحيد لتحرير فلسطين وان الطريق لتحريرها هو الطريق الى الوحدة، وتكريسا بان الديمقراطية هي التي تحكم العلاقات في الساحة الفلسطينية وان الحوار الديمقراطي هو الاسلوب الصحيح لتطوير هذه العلاقات اكد المؤتمر على مايلي:-

1- العمل على التعزيز المستمر للوحدة الوطنية الفلسطينية عل كافة المستويات داخل وخارج الارض الفلسطينية وما يكفل التصعيد المستمر لكافة انواع النضال الفلسطيني.

2- اهمية وتطوير مشاركة الحركة بثقل اساسي في منظمة التحرير الفلسطينية لضمان فعاليتها بما يكفل تطوير لوائحها واجهزتها على نحو من الاستقلالية في كافة مؤسساتها.

3- تصعيد الكفاح المسلح داخل الارض المحتلة وعبر كافة خطوط المواجهة مع العدو الاسرائيلي.

4- مضاعفة الاهتمام بتنظيم شعبنا في كل اماكن تواجده وتوسيع اطار عمل المنظمات والاتحادات الشعبية والمهنية وحماية وجوده المؤقت في هذه الاماكن ومنع اضطهاده واستقلاله او تذويبه.

5- دعم صمود شعبنا داخل الارض المحتلة على كافة الاصعدة وتقديم الدعم المادي اللازم لاستمرار صموده وتصعيد نضاله وتطوير مؤسساته الوطنية بكافة اشكالها والعمل بشكل خاص على تعزيز الصلات مع جماهيرنا الفلسطينية في الارض المحتلة منذ عام 1948 لتمكينها من التصدي لمخططات تمزيق وحدتها وطمس شخصيتها العربية.

6- التاكيد على ضرورة استقلال القرار الفلسطيني والعمل على تطوير قدرة فصائل الثورة الفلسطينية على الالتزام بالقرار الفلسطيني المستقل.

7- انسجاما مع الموقع القيادي لفتح في منظمة التحرير الفلسطينية وما ورد في البرنامج السياسي حول هذا الموضوع وشرعية منظمة التحرير الفلسطينية على الساحة العربية والدولية، اعتبار القرارات، السارية للمجالس الوطنية الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية جزءا مكملا في البرنامج السياسي للحركة بما لا يتعارض مع مبادئ واهداف فتح وبرامجنا السياسية.

8- تعزيز دور المراة الفلسطينية النضالي في كافة الساحات النضالية والعمل على تعزيز مشاركتها الفعالة في كافة الاطر والمستويات.

أما على الصعيد العربي:

لما كانت فلسطين جزء من الوطن العربي والشعب الفلسطيني جزء من الامة العربية وكفاحه جزء من كفاحها ، ولما كانت الثورة الفلسطينية في طليعة الامة العربية في معركة فلسطين فإن

1- العلاقة مع الجماهير العربية هي علاقة استراتيجية تحتم مشاركة اوسع لهذه الجماهير في حماية الثورة وخوض كل اشكال الكفاح والنضال ضد القاعدة الامبريالية الصهيونية في فلسطين وضد كل اعداء شعبنا وامتنا وتصفية المصالح الامبريالية والاستعمارية في المنطقة.

2- لابد من تشديد التلاحم مع حركات التحرر الوطني العربية والقوى الوطنية والتقدمية العربية لاجل خوض المعركة المشتركة لتحرير فلسطين وتحقيق اهداف الامة العربية في تحرير اقطارها وبناء المجتمع العربي التقدمي الموحد.

3- تدعيم التلاحم النضالي مع الحركة الوطنية والقومية اللبنانية وكافة القوى الوطنية الاخرى التي تقف ببسالة في خندق واحد مع الثورة الفلسطينية ضد اعداء الشعبين الفلسطيني واللبناني والامة العربية ومشاركتها النضال من اجل حماية وحدة لبنان وعروبته وسلامة اراضيه، وهذا يتطلب حرصا على تصفية كافة الظواهر السلبية التي تهدد العلاقة مع الجماهير والعمل على تعزيز علاقاتنا مع هذه الجماهير بكل الوسائل والسبل.

4- ان تلاحم الجماهير اللبنانية ووقفتها البطولية الى جانب الثورة الفلسطينية في مواجهة حرب التصفية والابادة يتطلب الدعم والحماية والتطوير ليكون مثال للعلاقة مع الجماهيرعلى امتداد الوطن العربي انطلاقا من ان علاقة الدم تتطلب مزيدا من هذا الدعم بكل طاقاتنا وامكاناتنا.

5- ان الساحة الاردنية ذات اهمية خاصة للثورة تتطلب اعطائها اهتماما خاصا باعادتها قاعدة ارتكازية اساسية من قواعد النضال والكفاح ضد العدو وتوظيف طاقات الجماهير للوصول الى هذا الهدف.

6- تعزيز النضال المشترك مع الشعب المصري ممثلا بالقوى الوطنية والتقدمية لاجل اسقاط مؤامرة كامب ديفيد ونتائجها واعادة مصر ثانية الى الصف العربي لاخذ موقعها الطبيعي في النضال العربي.

وفيما يخص العلاقة مع الانظمة العربية:

لما كانت العلاقات مع الانظمة العربية تهدف الى تطوير الجوانب الايجابية معها فان هذه العلاقة يجب ان تكون محكومة بالاسس التالية:-

1- مبادئ الحركة واهدافها واساليبها.

2- عدم تعارض هذه العلاقة مع العلاقة الاستراتيجية بالجماهير.

3- موقف كل نظام من قضية فلسطين وثورة شعبها المسلح وخصوصا الاعتراف والالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ورفض المحاولة للمساس بذلك من اي جهة كانت.

4- عدم التدخل في شؤوننا الداخلية والتصدي لمحاولات فرض الوصاية والتبعية على شعبنا او محاولة اضطهاده او استغلاله ، وكذلك التصدي لكل محاولة لتوطينه في اي ارض خارج وطنه الفلسطيني.

5- التصدي لاية محاولة لمنع الثورة من العمل بحرية بين صفوف شعبنا في اماكن تواجده.

6- ممارسة الثورة لمسؤوليتها النضالية على المستوى القومي وعبر اية ارض عربية في سبيل تحرير الاراضي العربية الفلسطينية المحتلة ، والعمل على تجنيد طاقات الامة العربية البشرية والمادية خصوصا الثروة النفطية كسلاح لتحقيق هذا الهدف.

7- العمل على تطوير جبهة الصمود والتصدي لتصبح اداة فعل رئيسية على قاعدة دعم منظمة التحرير الفلسطينية ومواصلة الصراع مع العدو ومواجهة كافة حلول التصفية واسقاطها وكذلك تصليب المواقف ومسمياتها والوقوف بحزم امام اية محاولة لاعطاء اتفاقيات كامب ديفيد ليعطي غطاء شرعي.

8- العمل على خلق جبهة عربية قوية عريضة كما نصت على ذلك قرارت جبهة الصمود والتصدي لمواجهة جميع المؤامرات الامبريالية والصهيونية، وفي مقدمتها مؤامرة كامب ديفيد بكل صورها واشكالها.

ثالثا: على الصعيد الدولي:-

لما كانت قضية فلسطين هي القضية المركزية للامة العربية في صراعها العادل ضد العدو الاسرائيلي الامبريالي. ولان منطقة الشرق الاوسط ذات اهمية دولية استراتيجية فقد كانت فلسطين ولا تزال بالاضافة لعدالتها ونضال شعبها ذات ابعاد مؤثرة في السياسة الدولية وموضع عالمي افرز بالنسبة لقضية شعبنا ونضاله معسكرا للاعداء واخر للاصدقاء.

ان فتح جزء من حركة التحرر العالمي في النضال المشترك ضد الامبريالية والصهيونية والعنصرية وعملائها وتقيم تحالفات مع كافة الاطراف على الساحة الدولية بما يتفق مع مبادئنا ومع السياق الوطني الفلسطيني.

أ‌- المنظمات الدولية:-

1- العمل من خلال م.ت.ف على استصدار القرارات المنوطة والمتعلقة بحقوق شعبنا العربي الفلسطيني في مختلف المحافل والمنظمات الدولية وخاصة الامم المتحدة ومن ثم تعزيز عزل العدو الاسرائيليي والامريكي في هذه المنظمات وعلى الساحة الدولية.

2- العمل على ترجمة قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الذي ادان الصهيونية باعتبارها شكلا من اشكال العنصرية الى اجراءات وعقوبات ضد القاعدة الصهيونية الاستيطانية الامبريالية في فلسطين كما نص على ذلك ميثاق الامم المتحدة.

3- تكثيف العمل من اجل المحافظة على مواقف الامم المتحدة في رفضها لاتفاقات كامب ديفيد والعمل على تطوير هذه المواقف بما يكفل رفض كل اشكال التسوية على حساب شعبنا وقضيته.

4- تعزيز العلاقات النضالية مع الثورة الاسلامية في ايران التي اطاحت بأعتي قلاع الامبريالية الامريكية في المنطقة والتي تقف معنا في نضالنا على طريق تحرير فلسطين.

ب‌-معسكر الاصدقاء:-

1- تدعيم التحالف الاستراتيجي مع الدول الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي باعتبار، هذا التحالف يشكل ضرورة في مجال التصدي الجاد والفعال للمؤامرة الامريكية والاسرائيلية على قضية فلسطين ومجمل قضايا التحرر في العالم.

2- تعزيز علاقاتنا النضالية مع حركات التحرر في العالم التي وقفت معنا في خندق واحد ضد الامبريالية الامريكية والاسرائيلية والعنصرية والفاشية والرجعية وان فتح تدعم نضال حركات التحرر العالمية وكل مناضل ضد الظلم والاستبداد.

3- تمتين العلاقات الخارجية لفتح وتكثيف تحركها السياسي انطلاقا من مبادئ فتح وبرنامجها السياسي مع اقامة التحالفات مع القوى السياسية والديمقراطية والتقدمية التي تقف الى جانب نضالنا العادل وحقوقنا المشروعة,

4- تدعيم العلاقة مع الشعوب والدول الاسلامية والافريقية ودول عدم الانحياز من اجل تطوير مواقفها في تاييد القضية الفلسطينية ودعم نضالنا وكسب المزيد من الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.

ج- معسكر الاعداء:-

تقف الولايات المتحدة على راس معسكر اعداء شعبنا وامتنا كونها تنتج سياسة معادية لشبعنا وثورتنا وامتنا العربية ولكافة قوى التحرر العربية والعالمية وتدعم الكيان الاسرائيلي وعملائها في المنطقة ، وتقيم احلافا عسكرية هدفها اخضاع المنطقة لنفوذها عسكريا من اجل الحفاظ على نهب ثروات امتنا ولذلك لا بد من تعزيز الجبهة العالمية المعادية للسياسة الامريكية وخوض المعارك ضد هذه السياسة واسقاطها وضرب مصالح امريكا في المنطقة.

د- على مستوى دول اوروبا الغربية (دول السوق الاوروبية واليابان وكندا).

1- تكثيف العمل السياسي في هذه الدول والاستفادة من تاييد القوى السياسية الديمقراطية والتقدمية فيها من اجل تقليص ومن ثم ايقاف الدعم للكيان الاسرائيلي وتحقيق عزلته على طريق اعتراف هذه القوى بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني وتحقيق الحد الاقصى من الدعم السياسي والمادي لقضيتنا ونضالنا وحقوقنا الوطنية.

2- لازال الكثير من الدول الاوروبية الغربية وكندا تنهج سياسة لا تعترف بالحقوق الوطنية لشعبنا وتقدم دعما على كافة المستويات للعدو الاسرائيلي وهي تتبع سياسة منسجمة مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية ومخططاتها في المنطقة وان اليابان ليست بعيدة عن هذه السياسة.
ومن ثم لا بد من تكثيف الجهود لمقاومة وافشال اي مشروع او مبادرة تتعارض مع حقوق شعبنا الوطنية.

وختاما فان المؤتمر العام لفتح أكد على ضرورة حماية وتدعيم المكتسبات والانجازات السياسية التي تم تحقيقها على صعيد الساحة الدولية التي جعلت من قضية فلسطين قضية حية تحظى باوسع تاييد دولي مما جعلها طليعة حركة التحرر العالمي وحاملة رايتها.