هل يؤثر حجم الثديين على كمية حليب الرضاعة؟
تاريخ النشر : 2016-10-29
هل يؤثر حجم الثديين على كمية حليب الرضاعة؟
صورة توضيحية


رام الله - دنيا الوطن
الرضاعة الطبيعية من أعظم نعم الله التي منحها للأم، ليس فقط من أجل تغذية رضيعها، ولكن أيضا لتقوية الروابط العاطفية والنفسية بينهما، وهي نعمة عظيمة للمولود أيضًا، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يحصلون على تغذيتهم عن طريق حليب الأم الطبيعي، يتمتعون بمناعة أقوى من هؤلاء الذين يحصلون على الحليب الصناعي.

لذا تشعر أمهات كثيرات بالقلق خلال فترة الحمل، خاصة الأمهات ذوات الأثداء صغيرة الحجم، من تأثير صغر حجم الثديين على إمكانية توفير الحليب الكافي للمولود، بل وقد تفكر الأم في اللجوء للحليب الصناعي، خوفًا من أن حليبها لا يكفي لإشباع احتياجات مولودها.

فهل يؤثر فعلًا حجم الثديين على الرضاعة وإنتاج الحليب؟ أم أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة وليس له أي تأثير؟ هذا هو ما سنوضحه لكِ في هذا المقال..نود أن نطمئنك عزيزتي الأم، فأيًا كان حجم ثدييك فإنك ستتمكنين من إرضاع صغيرك وضمه إلى صدرك وتغذيته بكل ما يحتاجه من عناصر غذائية.

حجم الثديين ليس له علاقة بالكمية التي يتم إنتاجها من الحليبيجب أن تعرفي أن هناك نوعين مختلفين من الأنسجة داخل الثدي، النوع الأول هو الأنسجة الدهنية، وهي المسؤولة عن حجم الثديين، وكلما زادت كمية الأنسجة الدهنية، زاد حجم الثديين، والأنسجة الدهنية ليس لها أي علاقة بإنتاج الحليب، أما النوع الثاني فهو أنسجة الغدد، وهي المسؤولة عن إنتاج وتخزين الحليب، وليس لها علاقة بحجم الثديين، وتزداد أنسجة الغدد بالثديين خلال فترة الحمل، حتى تستعد لإنتاج الحليب.

فالتغيرات التي تحدث في الثديين خلال فترة الحمل هي علامة إيجابية وصحية على أن هرمونات الحمل تبدأ في إعداد الثديين للرضاعة الطبيعية، وليس بالضرورة أن تشعر كل الأمهات بتلك التغيرات في أثناء فترة الحمل، فعدم ملاحظتك لأي تغيرات لا يعني أن هناك مشكلات، ولكن إذا كنتِ تشعرين بالقلق عليكِ الاستعانة بمتخصص رضاعة طبيعية.

حجم الثديين قد يعكس السعة التخزينية للحليب

السعة التخزينية تشير إلى كمية الحليب التي يمكن الاحتفاظ بها داخل الثدي بين الرضعات، وليس كمية الحليب التي يتم إدرارها، وهي تختلف من أم لأخرى، بل إنها قد تختلف بين الثديين لنفس الأم، فالأم ذات السعة التخزينية المنخفضة يمتلئ ثدياها أسرع من الأم ذات السعة التخزينية العالية، وبالتالي فإنها ترضع طفلها عدد مرات أكثر كي تشبع احتياجاته الغذائية، لذلك فإنه يجب على كل أم إرضاع طفلها عندما يُظهر حاجته للرضاعة وليس وفقًا لجداول زمنية محددة، وبذلك تتجنب إرضاعه أكثر أو أقل من اللازم.

ومن الضروري أن تعرف كل أم معلومات كافية عن الرضاعة الطبيعية قبل الولادة، ما يساعدها على زيادة الثقة بالنفس بعد الولادة، عندما تأتي اللحظة المنتظرة للمس مولودك وضمه إلى صدرك والبدء في إرضاعه لأول مرة، فهناك دورات متخصصة للأمهات الحوامل لزيادة الوعي حول الرضاعة الطبيعية والإجابة على جميع الأسئلة والمخاوف العامة التي تقلق منها كل أم خلال تلك الفترة وكيفية تخطيها، بالإضافة إلى التدريب على الوضعية الصحيحة للرضاعة وكيفية التعامل مع رضيعك.