شهدت "الإخوان المسلمين" بمصر، أزمة داخلية بين تياريين بالجماعة، أحدهما يتزعمه محمود عزت (محل إقامته غير معروف)، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه إثر غياب مرشدها محمد بديع المحبوس بمصر على ذمة عدة قضايا، وبين جبهة يتزعهما محمد كمال (يقيم داخل مصر)، وأحمد عبد الرحمن (يقيم خارج مصر)، عضوي مكتب الإرشاد بالجماعة.
بداية الحكاية ..
وفي 24 يناير/ كانون ثان الماضي، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، تعيين متحدثًا إعلاميًا باسمها، لأول مرة منذ ثورة يوليو .
وقالت الجماعة، في بيانها وقتها: "تعلن جماعة الإخوان المسلمين تعيين محمد منتصر، متحدثًا إعلاميًا للجماعة، من جيل الشباب، في إطار التفعيل الثوري، وتمكين الشباب".
واختفى محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة، منذ فض قوات الأمن المصرية لاعتصام رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، والنهضة (غربي القاهرة)، في 14 أغسطس/ آب 2013، قبل أن يتم القبض عليه في يونيو/حزيران الماضي.
كما ألقى الأمن المصري، القبض على المتحدثين الإعلاميين باسم الجماعة، جهاد الحداد وأحمد عارف، ويحاكمان الآن على ذمة عدة قضايا، بتهمة الانتماء للجماعة، بينما ظل موقف ياسر محرز المتحدث الإعلامي الثالث، باسم الجماعة غامضًا عندما ألقي القبض عليه، وأنكر علاقته بالإخوان، قبل أن يخلى سبيله ويختفي عن الأنظار.
تعيين ناطق رسمي جديد
وكشف بيان تداوله أعضاء جماعة الإخوان، أن الجماعة أصدرت قرارًا بإعفاء محمد منتصر المتحدث الرسمى والمحسوب على مجموعة لجنة إدارة الأزمة من مهام منصبه، وتكليف الدكتور طلعت فهمى القيادى الإخوانى المقيم بالخارج بمهمة المتحدث الإعلامى للجماعة.
وأشارت مصادر بالجماعة إلى أن مايسمى بمجموعة القيادات التاريخية والتى يديرها كل من محمود حسين ومحمود عزت اتخذت القرارات الأخيرة فى ضوء الخلافات بينهم وبين مجموعة لجنة إدارة الأزمة.
وأشارت مصادر بالجماعة إلى أن مايسمى بمجموعة القيادات التاريخية والتى يديرها كل من محمود حسين ومحمود عزت اتخذت القرارات الأخيرة فى ضوء الخلافات بينهم وبين مجموعة لجنة إدارة الأزمة.
فيما اوضحت مصادر من داخل جماعة "الإخوان"، إلى أن طلعت فهمي، المتحدث الجديد، هو مسؤول تربوي بجماعة الإخوان، ومقيم خارج مصر.
وبحسب ما قالت المصادر نفسها بحسب الاناضول التركية القريبة من الاخوان "فإن مكتب لندن، إعلامي بالأساس، يترأسه الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة إبراهيم منير، بمساعدة، محمود الإبياري القيادي بالجماعة، ويعود تاريخ عمل المكتب إلى أكثر من 20 عامًا".
ولفتت المصادر إلى أن "المتحدث الجديد" يحسب على مجموعة محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة (مختفي منذ 3 يوليو/تموز 2013)، مشيرًا إلى أن "الداخل" يرفض هذا الأمر، وربما تتصاعد الأزمة في شكل بيانات متبادلة، خاصة أن القرار مفاجئ ومربك لصف الإخوان قبل ذكرى ثورة يناير/ كانون ثان 2011(أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك).
رفض القرار :
و فى تصعيد سريع لوتيرة الأزمة داخل جماعة الإخوان، قالت ما تسمى بـ"اللجنة الإدارية العليا لجماعة الإخوان" أنها لم تصدر أى قرارات بشأن المتحدث الإعلامى للجماعة وأن محمد منتصر هو المتحدث الإعلامى باسم الإخوان فى رفض واضح لقرار مجموعة القيادات القديمة المقيمة فى الخارج بإعفاء منتصر من منصبه وتعيين القيادى طلعت فهمى بدلا منه.
وقالت اللجنة التى من المن المفترض، أنها تدير نشاط الجماعة داخل مصر: "أن كافة القرارات الإدارية التى تخص إدارة الجماعة تصدر من اللجنة العليا فى الداخل، ولا يجوز لأى مؤسسة فى الجماعة أو شخصيات اعتبارية التحدث باسم اللجنة أو إصدار قرارات هى من صلاحيات لجنة الإدارة".
وفي سياق متصل أعلنت شبكة رصد الإخوانية، عن تجميد القيادة القديمة لجماعة الإخوان عضوية محمد كمال عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، ورئيس لجنة إدارة الأزمة بعد تحقيقات بشأن القرارات التى صدرت عنه خلال العام الماضي.
كما ذكر الموقع الإخوانى أن الإدارة القديمة للجماعة قررت إقالة مسئول قسم الطلاب ومسئول اللجنة الإعلامية بجماعة الإخوان وتجميد عضويتهما بعد التحقيق معهما بشأن بعض القرارات التى صدرت عنهما خلال العام الماضى.
وقالت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر في بيان رسمي ، إن محمد منتصر، ما يزال متحدثًا إعلاميًا باسمها، مؤكدة على أن "إدارة الجماعة تتم من الداخل وليس من الخارج".
اللجنة الادارية العليا
وتحت اسم "اللجنة الادارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين"(تقوم بمهام مكتب الإرشاد بعد اعتقال أغلب أعضائه من قبل السلطات المصرية)، نشرت الجماعة، اليوم الإثنين، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بيانًا قالت فيه إنها" لم تصدر أي قرارات بشأن المتحدث الإعلامي للجماعة، وأن محمد منتصر ما يزال في منصبه".
وأكدت اللجنة، أن "كافة القرارات الادارية التي تخص إدارة الجماعة تصدر من اللجنة العليا في الداخل، ولا يجوز لأي مؤسسة في الجماعة، أو شخصيات اعتبارية، التحدث باسم اللجنة، أو إصدار قرارات هي من صلاحيات لجنة الإدارة".
اخوان الاسكندرية يرفضون
في سياق متصل، أصدر المكتب الإداري لجماعة "الإخوان" بالإسكندرية (شمال مصر) بيانًا مساء اليوم، يرفض فيه بطريقة غير مباشرة "إقالة منتصر"، قائلًا، إن "قواعد الشورى والمؤسسية هي الأطر الحاكمة للتنظيم، وهي أساس بنية الجماعة، ولا يجوز لأي شخص أو قيادة مهما كان موقعها تغييرها".
وتابع البيان الصادر عقب قرار إقالة منتصر: "المكتب الإداري وكافة تشكيلات الجماعة بالإسكندرية غير ملتزمة إلا بالقرارات الشورية التي تعبر عن الإخوان الصادقين المجاهدين في ميدان الثورة وفقًا للآليات السليمة التي تحددها اللوائح، وأنه لا مجال لأي قرارات فردية خاصة في ظل تحديات هذه المرحلة".
فى المقابل بث محمد منتصر، -اسم حركى-، رسالة على صفحته بالفيسبوك بالتزامن مع قرار إقالته حرض خلالها أنصار التنظيم على التصعيد فى ذكرى ثورة 25 يناير قائلا لـ"شباب الجماعة": "فلتتقدموا خطوات". وأضاف منتصر فى بيان اليوم الاثنين، "إلى الشباب، حان وقت إنفاذ خطتكم لإنقاذ ثورتكم فلتتقدموا بخطوات ثابتة" – على حد قوله - .
اخواني : الاخوان تنظيمين..
اخواني : الاخوان تنظيمين..
وتعزيزا لما يدور في الخفاء , قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة الآن أصبحت تنظيمين، الأول هو التنظيم السرى والذى يتشكل منه اللجان النوعية، إلى جانب التنظيم العلنى الذى يترأسه محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة.
وأضاف البشبيشى في تصريحات نقلها اليوم السابع أن اللجان النوعية للجماعة يسمح لها بضم أى فرد من خارج الإخوان حتى ولو كان بلطجيا أو غير ملتزم دينيا، وهذا التنظيم مهمته أعمال العنف ونشر الفوضى فى مصر.
وأوضح البشبيشى، أن التنظيمين لا يتواصلان مع بعضها إلا عن طريق تركيا والمخابرات الأمريكية والبريطانية، علاوة على التمويل القطرى.