دنيا الوطن تنشر تفاصيل جريمة "عائلة أبو صفية" التي هزّت "غزة" .. شاهد الصور
تاريخ النشر : 2013-05-21
دنيا الوطن تنشر تفاصيل جريمة "عائلة أبو صفية" التي هزّت "غزة" .. شاهد الصور
صورة نشرتها ابنة"الجاني" تقول انها بسبب التهجم عليهم


غزة- خاص دنيا الوطن
استيقظ المجتمع الفلسطيني صباح اليوم على جريمة هزّت مشاعر الناس في قطاع غزة , فالـ"فاجعة" المؤسفة صدمت المجتمع الغزي المترابط الذي يعتز بالأسرة والعائلة والترابط العائلي.

ومايثير الجدل والدهشة في هذه الجريمة أن الجاني والمجني عليه تجمعهما صلة الدم والرحم ،فهما شقيقان من نفس الأب والأم ،أحدهما رحل إلى القبر والآخر رحل إلى السجن ليتركا عذابات وآلام الجريمة وتفاصيلها في عيون وأذهان باقي العائلة تتجرع المأساة ومرارة الفقدان وتحاول اسيعاب الصدمة التي ألمت بعائلة "أبوصفية" المعروفة بأنها واحدة من أعرق وأشهر العائلات الغزية.

الصحفي "معتز أبو صفية" و المحامي "أحمد أبو صفية" ذهبا ضحية "مجزرة " سببها خلافات عائلية ،ويعد المغدوران من الشخصيات المعروفة لدى المواطنين في قطاع غزة لنشطاهما الإعلامي والحقوقي ، وهو ما أعطى الحادثة اهتماما أكبر ،وزاد من الجدل واللغط المحتدم حول أسباب وتفاصيل وملابسات الحادثة.

دنيا الوطن لاحقت الحادثة وحاولت الوصول إلى تفاصيل الجريمة وفروع القضية كي تنقل للقراء تفاصيل الجريمة التي شغلت بال الرأي العام في قطاع غزة وتناقلتها كل الصحف والصفحات والمواقع الإخبارية ..

عز الدين أبوصفية  شقيق الجاني والمجني عليه في آن واحد ,الذي كان حاضرا وقت وقوع الجريمة روى لدنيا الوطن تفاصيل الحكاية من بدايتها بصعوبة بالغة ،فالمصاب كبير والفاجعة أكبر،والكلمات لاتجد طريقا للسان فالدم أصبح ماء وسال وأريق بطلقات الغدر.

وبالتعريف عن عائلة أبوصفية وهي إحدى العائلات المعروفة في قطاع غزة  ينحدر أصلها من حمولة "الشوام" من قرية حمامة وخرّجت من المناضلين والقادة والثوّار الكثير ،وهي عائلة وزير الزراعة الأسبق "د.يوسف أبو صفية" , وكذلك مدير عام الحدود والمعابر "سليم أبو صفية" , وأشقاء المغدور جميعهم من المتعلمين والمعروفين وهم شخصيات عامة .. كذلك المغدور كان ناشطاً في حقوق الانسان وعضواً في مركز الضمير , والصحفي معتز الذي عرفه المواطنون في قطاع غزة بجرأته وتحديه لنيران الاحتلال بتغطياته الصحفية المعروفة خلال حرب غزة 2008 ،والعدوان الاخير نهاية العام 2012..

يقول عز الدين أبوصفية -والذي يعمل مديرا عاما في المجلس التشريعي الفلسطيني ويكمل دراسة الدكتوراة في الجزائر-  أن المشكلة بدأت منذ فترة ليست بالقريبة , فالقاتل كان يهدد دائما وامام العامة  بقتل كل من في منزل العائلة ومن ثم الانتحار , وقام بالتهجم هو وشقيق آخر له على "والدهما" قبل وفاته ببرهة من الزمن , فاتخذ أشقاءه الآخرين قرارا بمحاولة اصلاح البين وارضاء والدهم عليهم لكن لم يحصل ..

ينفي شقيق المغدور ان يكون الخلاف على الميراث أصلاً , ويروي ان القاتل تهجّم على والده قبل وفاته أكثر من مرة كما كانت الخلافات بين شقيقين واشقائهم مستمرة ودون اي انقطاع لفترة طويلة من الزمن , فأصرّ والدهم على الحفاظ على اسم العائلة وعراقتها ومنعهم من تشويه الصورة الجميلة المرسومة في مخيلة العامة عن العائلة , فأمر بمنعهم من التواجد في برج العائلة "بجوار دوار ابو مازن" ووصيته كانت باخراجهم من العمارة حتى لا تستمر المشاحنات والمشاكل بينهم , كان الشقيقان "القاتل وآخر" يواصلان التعدّي على والدهم وأشقائهم وأبناء وبنات أشقائهم . وكان القاتل يردد دوما انه سيقتل كل اشقائه وابناءهم ليفطر قلب والدهم ووالدتهم عليهم .. هذه اصل المشكلة المستمرة العرض كما يقول شقيق المغدور منذ فترة ليست بالقريبة .

يواصل حديثه بالقول ان وجهاء ومخاتير تدخلوا لحل القضية وحاولوا بكافة الطرق انهاء النزاع المستمر بفصل الاشقاء عن بعضهم وعدم تواجدهم في ذات المكان الا ان القاتل يرفض دوما هذا المقترح , مؤكدا انه لم يبقى شخص او مسؤول الا وتدخل لحل هذه الاشكالية وتقابل بالرفض دوما .

وعن تفاصيل ليلة الحادث , يروي شقيق المغدور تفاصيل الحادث بالقول ان القاتل وصل الى البيت منتصف الليل وقام هو وعائلته بالتهجم على ابن شقيقه , ويكمل :"خرجت محاولا تهدئة الموقف فتلقيت ضربة في الراس وسقطت من علو 15 درجة  فثار ابنائي وابناء اخي وحاولوا الاعتداء على القاتل وعائلته" , بعدها دخل القاتل الى منزله وجاء بسلاحه  وبدأ باطلاق النار على كل من تواجد وحاول قتلي في البداية الا ان رحمة الله أنقذتني" .

يكمل شقيق المغدور روايته "بعدها خرج الصحفي معتز فقام القاتل باطلاق الرصاص عليه بعد ان دخل الجميع منازلهم وبعدها اطلق النار على كافة الشقق في المنزل محاولا اقتحامها لقتل من فيها وخرج شقيقه المغدور "احمد" فقتله , يؤكد الراوي ان اصابات معتز كانت ليست بالخطيرة الا ان القاتل دخل مرة أخرى وأنهى عليه واطلق عليه الرصاصة الاخيرة ! 

في نهاية حديثه دعا شقيق المغدور الى الابتعاد عن البيانات التشهيرية والتحريضية وحمّل ناشروها مسؤولية اي توتر وتحريض قادم ..

على النقيض نشرت ابنة "الجاني" على صفحتها على الفيسبوك رواية تُناقض تماما الرواية التي تحدث بها شقيق المغدور "عمها" , وتُحمّل المسؤولية لمن قُتل ! 

تقول ابنة "الجاني" : "المشاكل منذ اربع سنوات , في البيت انا ووالدي وشقيقي الصغير , اعتدى (المغدورين) علينا أكثر من مائة مرة , وقبل أيام اعتدى (المغدوران) على والدتي بالضرب ووالدي ايضاً " .

تضيف عن تفاصيل ليلة الحادث "جاء والدي متأخراً الى المنزل فوجد اخي الصغير يتم الاعتداء عليه من قبل (المغدوران) وكانت المشكلة تشابك بالايدي , قام والدي باحضار اخي وصعد به الى المنزل , تفاجأنا بهجومهم ومعهم اكثر من 15 شخص على بيتنا وبدأوا بتكسير الشبابيك والابواب , فحمل والدي سلاحه وحدث ما حدث داخل منزلنا " .. تؤكد ابنة "الجاني" ان (المغدوران) حملوا سلاحاً أيضاً , وتؤكد ان ما حصل كان دفاعاً عن النفس .

مركز حقوقي يكشف ..

وفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ففي حوالي الساعة 10:30 مساء يوم أمس الاثنين الموافق 20 مايو 2013، اندلع شجار عائلي بين أفراد من عائلة أبو صفية، غرب مدينة غزة، تطور إلى استخدام السلاح داخل منزل العائلة، مما أسفر عن مقتل شاب وابن شقيقه، فيما أصيب أربعة آخرون من أفراد العائلة. والقتيلان هما، 1) أحمد حسين أبو صفية، 42 عاماً، محامي وناشط حقوقي، وقد أصيب بعيار ناري في الرأس؛ 2) معتز كامل الدين أبو صفية، 22 عاماً، صحافي، وهو مراسل قناة الشروق الجزائرية، وقد أصيب بعدة أعيرة نارية في مختلف أنحاء الجسم. أما المصابين، فهم: 1) ثريا عز الدين أبو صفية، 23 عاماً؛ 2) مها سعيد محمود أبو صفية، 48 عاماً؛ 3) ميساء أسامة أبو صفية؛ و4) أسامة حسين أبو صفية، 57 عاماً. وقد وصفت إصابتهم بالمتوسطة.

ووفقاً لما أفادت به مصادر الشرطة بغزة لباحثة المركز، فإن الشرطة توجهت فور وقوع الحادث للمكان وعاينت الجريمة وقامت بإجراء التحقيقات، حيث اعتقلت 10 من أفراد العائلة، وأن التحقيق ما زال مستمرا لمعرفة ظروف وملابسات الحادث.

لدحض أو تأكيد إحدى الروايتين كان لا بد من رواية رسمية للحادث , اتصلت دنيا الوطن بالناطق الرسمي باسم الشرطة الفلسطينية بغزة "أيوب أبو شعر" والذي أكّد أن الشرطة تحفّظت على القاتل وانه قام بتمثيل الجريمة صباح اليوم في مكان الحادث .

"أبو شعر" يؤكد أن الشجار العائلي كان على خلفية "نزاع على الميراث"  , ويؤكد أبو شعر أن حادث إطلاق النار تم في منزل العائلة المكوّن من أكثر من شقة .

ولم يؤكد أبو شعر أن يكون القتل "عن سبق الاصرار" لكنه يؤكد ان القتل كان عمداً , والنيابة تحقق وستنشر التفاصيل لاحقاً .

ويؤكد "أبو شعر" أن القضية أصبحت لدى النيابة وتم عرض المسؤولين عن الحادث على النيابة واستجوبت الموقوف واعترف بالجريمة , مؤكداً أن القضية في مراحل التحقيق النهائية وسيتم عرضها قريبا على القضاء .

وعن مصير "القاتل" أكد أبو شعر أن القضاء هو الحكم في هذه الجريمة وسيأخذ القانون مجراه .

وعن امتلاك "القاتل" للسلاح رغم الحملات الامنية للحكومة بغزة لجمع السلاح الغير مرخّص , يؤكد أبو شعر ان الحكومة الفلسطينية تعمل على جمع سلاح من يسيء استخدامه "في شجارات عائلية او افراح حتى" , مؤكدا ان الشرطة الفلسطينية تقوم باعتقال وتوقيف ومصادرة سلاح كل من يستخدمه في غير وجهته .

يذكر ان العائلة لم تفتح بيت عزاء للمغدروين .

وشيّع اليوم آلاف المواطنين الفلسطينيين جثماني الصحفي معتز أبو صفية ووالده المحامي والناشط بحقوق الانسان "أحمد" إلى مثواهم الأخير بعد أن سقطوا ضحايا  شجار عائلي .
الفقيد المحامي "أحمد أبو صفية"

الصحفي معتز ابو صفية

الصحفي معتز ابو صفية

الصحفي معتز ابو صفية

الصحفي معتز ابو صفية

الصحفي معتز ابو صفية





















تشييع جثمانه













آخر تقرير للصحفي " معتز "



http://www.youtube.com/watch?v=hk1EV0lVxz4&feature=player_embedded