الوطن يدفع فاتورة الانقسام السياسي
تاريخ النشر : 2022-08-15
الوطن يدفع فاتورة الانقسام السياسي
د. مفيد الحساينة


الوطن يدفع فاتورة الانقسام السياسي

بقلم : د. مفيد محمد الحساينة

تقسوا الحياة بضراوتها وشدتها على المواطن الفلسطيني، الذي يحاصره بلائين الأول هو الاحتلال وما ينتج عنه من حروب وقتل وتشريد وحصار، والبلاء الثاني الانقسام الأسود الذي يزيد من قسوة وقهر وظلمة الحياة في وجه المواطن الفلسطيني المحاصر الفقير المشرد في وطنه؛ هذا الوطن الجميل الذي يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من 70 عاما؛ هذه الابتلاءات التي تجمعت عن شعبنا فلسطيني، وهذا الانقسام الذي قسم وحدة الشعب وقسم الوطن إلى فصائل وأحزاب، وأجهز على المشروع الوطني؛ وأجهز على الثوابت الوطنية الفلسطينية التي نادى بها الرئيس الراحل الرمز القائد ياسر عرفات أبو عمار.

لقد دمر الانقسام السياسي الأحلام الفلسطينية وما حمله من تبعات اقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها؛ أنهكت المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع بناء الدولة الفلسطينية، وإقرار المصير لشعبنا الفلسطيني، وليكون للفلسطيني كيان وعلم وجواز
سفر ومطار يسافر منه إلى شتى بقاع الأرض دون تعب أو إنهاك، وليحلم الطفل الفلسطيني مثل باقي أطفال العالم بالمرح واللعب والسرور، وليكن للمرأة الفلسطينية المناضلة دور بارز في المشروع الوطني الفلسطيني؛ ولنسخر طاقات أبناء شعبنا الفلسطيني وعقولهم في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني، وتوجيه البوصلة الحقيقة لمواجهة الاحتلال وجرائمه ومواجهة الاستيطان ومواجهة ظلم المجتمع الدولي؛ ولكي نستطع إيصال رسالتنا وصوتنا الفلسطيني في كافة المحافل والهيئات الدولية والأممية.

ورسالتي في هذا المقال لكافة الفصائل والأحزاب والنخب والشخيصات الأكاديميين ورجالات الفكر والسياسة أن تعالوا إلى كلمة سواء .. تعالوا لنصرخ كلنا بوجه الانقسام البغيض (لا للانقسام) ونوجه سهامنا لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد
قضيتنا من الداخل والخارج.

أقولها وبصوت عالي وناديت فيها من قبل _ كفى انقسام .. كفى انقسام .. يجب علينا أن نتكاتف جمعيا لنرتب بيتنا الداخلي، ونرتب بيت الشرعية الفلسطيني والممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وهي منظمة التحرير الفلسطينية ونعيد الحياة
إلى هذه المنظمة وينضم الجميع تحت قبة هذه المنظمة، لنطرد الانقسام، ونتفرغ لترتيب بيتنا الداخلي وبناء مؤسسات دولتنا من جديد، وتوحيد جهودنا وأهدافنا نحو بناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.