"التعليم العالي" تنظم ورشة تحضيرًا لمشاركة فلسطين بالقمة العالمية لتحوّل التعليم
تاريخ النشر : 2022-08-08
"التعليم العالي" تنظم ورشة تحضيرًا لمشاركة فلسطين بالقمة العالمية لتحوّل التعليم
"التعليم العالي" تنظم ورشة


رام الله - دنيا الوطن
نظّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برعاية وزيرها أ. د. محمود أبو مويس، اليوم الاثنين، ورشة عمل في إطار المشاورات الوطنية تحضيراً لمشاركة فلسطين في قمة تحوّل التعليم التي ستعقد خلال الدورة (77) للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.

جاء ذلك بحضور وكيل "التعليم العالي" د. بصري صالح، ووكيل وزارة التربية والتعليم د. نافع عساف، ومسؤولة قطاع التعليم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أوشيو ميورا، ومنسق المشاورات الوطنية أ. د. محمد شعيبات، وعدد من ممثلي مؤسسات التعليم العالي والخبراء وذوي الاختصاص.

وتأتي الورشة التي نُظّمت بدعم من مكتب (يونسكو) في فلسطين، بهدف التأكيد على التزام دولة فلسطين بتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وفي إطار إدراج وإقرار المضامين والتدخلات الخاصة بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي في المحاور التي ستتناولها الورقة الفلسطينية المُقدّمة للقمة.

وقال صالح: "اليوم نناقش الأفكار لتوسيع مضامين المشاركة الفلسطينية في القمة العالمية المزمع عقدها، ولا سيما في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي؛ باعتباره مكوناً أساسياً في العملية التعليمية، ليُصاغ تقرير شامل يُعبّر عن واقع التعليم في فلسطين، ويشمل جميع المضامين والمناطق بما فيها القدس، ويرصد
التحديات والإنجازات لعكس صورة صحيحة واقعية، موضحاً أن هناك مضامين تتصل بقطاع التعليم العالي كإعداد المعلمين وبما ينسجم مع معايير ومتطلبات التعليم المدرسي، داعياً لبذل أقصى جهد ممكن في هذا الإطار.

وشدّد وكيل "التعليم العالي" على أن أي تقرير يصدر عن فلسطين يجب أن يكون متكاملاً لكافة مراحل التعليم ويعبّر عن تحديات وطنية شاملة، مشيراً إلى جهود الوزارة لتحديث البرامج والتخصصات الجامعية بما ينسجم ومتطلبات العمل والحياة ويسهم في تحقيق الأهداف التنموية الوطنية، مشدداً على أهمية التحوّل نحو تعزيز المهارات المرتبطة بالريادة والإبداع وتشجيع الخريجين على الانطلاق بمشاريعهم الخاصة.

بدوره، أكد عساف أن التعليم الأساسي والعالي يكمل أحدهما الآخر وهما متداخلان، مشدداً على أن المعلم هو أساس العملية التعليمية، وأن البرامج والتخصصات التي تُخرّج المعلمين يجب أن تكون على مستوى عالٍ لأن المعلمين أساس للبناء في المجتمع، لافتاً إلى أن هذا المحور هو أحد بنود الخطة القطاعية التكاملية بين التربية والتعليم التعليم العالي.

وأشار وكيل التربية إلى أن السبب في عقد القمة هو جائحة كورونا وتأثيرها على التعليم، "ونحن في فلسطين أمام جائحة أكبر وهي الاحتلال"، مضيفاً "هناك بيئة تعليمية غير آمنة يُهدّد فيها حياة الطلبة والمعلمين جراء استمرار جرائم واعتداءات الاحتلال، ويجب أن يكون هناك خطة استراتيجية لمواجهة هذه الجائحة ومنها إغلاق مدارس القدس".

من جهتها، قالت ميورا إنه لا بد من وجود حوار اجتماعي لجميع الشركاء حول ملامح التعليم، للمشاركة في وضع رؤية مشتركة مع (يونيسف) و(يونسكو) حول التعليم في فلسطين، مؤكدةً أهمية ضمان جودة التعليم بما يسهم في الحد من الفقر، وإيجاد عمل لائق للشباب، مشيدةً بإنجازات وزارتي "التعليم العالي" والتربية في مجال تعزيز الحوكمة والجودة، لافتةً إلى أن هناك حاجة لتدخلات في مجالات أخرى.

من جانبه، شدّد شعيبات على أهمية الخروج بورقة التزام تعبر عن رؤية فلسطين للتعليم، وأن هذه الورشة ركّزت على صيغة إضافية للتقرير الذي سيُقدّم للقمة العالمية الشهر المقبل، وهي رؤية التعليم العالي، مشيراً إلى نوعية هذه الإضافة؛ كونها تعبر عن رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ويتضمنها التقرير.

وناقشت الورشة خمسة محاور أساسية هي: مدارس شاملة ومنصفة وآمنة وصحية، والمعلمون والتعليم ومهنة التعليم، والتعلّم ومهارات الحياة والعمل والتنمية المستدامة، والتعلّم والتحول الرقمي، وتمويل التعليم.

وخرجت الورشة بمجموعة من التوصيات المهمة، أبرزها: تعزيز مواءمة البرامج والخطط والتخصصات التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي مع سوق العمل واحتياجاته، وزيادة كفايات ومهارات الخريجين المطلوبة للسوق، وتحسين البُنية التحتية لمؤسسات التعليم العالي، واعتماد برامج ومناهج ووسائل وأنماط تعليم تواكب التطوّر التقني واحتياجات السوق، وتعزيز السياسات المنصفة لالتحاق الطلبة بمؤسسات التعليم العالي.

وشملت التوصيات أيضاً تعزيز القروض والمنح الدراسية المقدمة للطلبة، وزيادة وتنويع مصادر التمويل المحلية والدولية، وتنمية التفكير وتحفيز الإبداع والابتكار والريادة لدى الطلبة، ودعم خطط وبرامج وأنظمة التحوّل الرقمي، والاستمرار في تطوير قدرات الأكاديميين حول مهارات البحث العلمي والنشر في المجلات العلمية، وكذلك المضي قُدماً في دعم وتطوير صندوق البحث العلمي والجودة في التعليم العالي.