نادي الأسير: الاحتلال اعتقل من مخيم الدهيشة نحو 40 مواطنًا منذ مطلع العام الجاري
تاريخ النشر : 2022-08-04
نادي الأسير: الاحتلال اعتقل من مخيم الدهيشة نحو 40 مواطنًا منذ مطلع العام الجاري
تعبيرية


رام الله - دنيا الوطن
قال نادي الأسير الفلسطيني، الأربعاء، إنّ مخيم الدهيشة في بيت لحم يواجه منذ مطلع العام الجاري، تصاعد في عمليات الاعتقال وسياسات التنكيل، و"العقاب" الجماعي التي طالت العديد من العائلات في المخيم، فمنذ بداية العام الجاري، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني نحو 40 مواطنًا من المخيم، وهم من بين نحو 300 حالة اعتقال سُجلت في محافظة بيت لحم وبلداتها ومخيماتها.

وبين النادي، أنّ ما شهده المخيم من تصاعد في عمليات الاعتقال لا يقتصر فقط على الحصيلة لحالات الاعتقال، وإنما التصاعد الملحوظ في مستوى العنف وعمليات التنكيل التي شهدها أهالي المخيم، حيث استخدم الاحتلال كافة أشكال السلاح بحقّهم، وسُجلت أكثر من 30 إصابة برصاص الاحتلال خلال عمليات الاقتحامات والاعتقالات التي جرت في المخيم.

وأوضح نادي الأسير، أنّ مخيم الدهيشة من بين المناطق التي تشهد مواجهة عالية مع الاحتلال، أدت منذ عام 2015 حتى العام الجاري إلى استشهاد 9 مواطنين، كان آخرهم الشهيد أيمن محيسن الذي ارتقى في الأول من حزيران الماضي خلال عملية اقتحام واسعة جرت للمخيم. 

ووفقًا لشهادات العديد من العائلات في المخيم فإن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق النار على الشبان تحديدًا على الأطراف خلال عمليات الاقتحام والمداهمة، وكان من بينهم إصابات بليغة، وما يزال العديد منهم يعانون من آثار الإصابات التي تعرضوا لها حتى اليوم، وقد تلقى أهالي المخيم تهديدات واضحة من قبل الاحتلال باستهداف أبنائهم عبر إطلاق النار عليهم وتحديدًا على الأطراف.

  ومن بين العائلات التي تعرضت لعمليات تنكيل واقتحامات متكررة و"عقاب" جماعي:

 عائلة المعتقل جاد معالي، التي تعرض غالبية أفرادها للاعتقال المتكرر، فعلى مدار أكثر من 60 يومًا، تعرض منزل العائلة لاقتحامات متكررة من قبل جيش الاحتلال، واعتقل سبعة أشقاء من أصل عشرة، من بينهم أربعة عانوا على مدار سنوات من الاعتقال المتكرر ومن إصابات نتيجة اعتداءات جنود الاحتلال، وكان آخر المعتقلين من العائلة، (جاد معالي) الذي تعرض للمطاردة، والتهديد بالقتل على مدار الفترة الماضية.

ووفقًا لجهاد معالي وهو عم المعتقل جاد وشقيق المعتقل شادي "فإن الاحتلال واصل على مدار الفترة الماضية بتهديد العائلة، وذلك إلى جانب الاقتحامات الأسبوعية للمنزل، وعمليات التخريب الواسعة، ففي المنزل المكون من أكثر من طابق يتواجد نحو 28 طفلًا، معظمهم أصبحوا يعانون من مشاكل نفسية جرّاء الاقتحامات والتهديدات المتواصلة، ففي غالبية الاقتحامات كانت قوات الاحتلال تقوم بتفجير الأبواب، وتستخدم الكلاب البوليسية، وتقتحم شقق العائلة بوحشية."

 واليوم يواصل الاحتلال اعتقال ثلاثة منهم وهم: شادي معالي ونجله جاد، بالإضافة إلى شقيقهم محمد المعتقل منذ عام 2004، والمحكوم بالسّجن المؤبد 21 مرة، علمًا أنّ المعتقل شادي معالي تعرض للعزل الإنفراديّ إلى جانب التحقيق، وأنهى الاحتلال عزله مؤخرًا.

كما وتعرضت عائلة المعتقل (ليث الأطرش)، إلى عمليات تنكيل و"عقاب" جماعي، ووفقًا لشهادة والده كريم الأطرش، قال: "منذ نحو 60 يومًا، بدأت عمليات اقتحام ومداهمات متواصلة للمنزل، بدعوى أنهم يبحثون عن نجله ليث البالغ من العمر 19 عامًا، وواصلت قوات الاحتلال على مدار هذه الفترة تنفيذ اقتحامات للمنزل، إضافة إلى منازل أبنائه، وتعمدوا في كل اقتحام تفجير الأبواب التي تعرضت للتفجير سابقًا.

وتابع: "وفي أسبوع واحد فقط، تعرض المنزل لخمس اقتحامات متتالية، كما قاموا باعتقاله واعتقال نجله محمد مرتين، كما جرى اعتقال لزوجته، عدا عن عمليات الاستجواب المتكررة لأفراد العائلة، وذلك بهدف الضغط على العائلة من أجل أن يقوم نجله ليث بتسليم نفسه، وتلقت العائلة تهديدات عديدة بقتل ليث، إلى أنّ أعلن الاحتلال عن اعتقاله في الـ26 من تموز المنصرم."

وفي شهادة أخرى لزوجة المعتقل نضال أبو عكر، أكدت أنّ قوات الاحتلال نفّذت عدة اقتحامات وحشية على مدار الفترة الماضية لمنزلهم، وخلالها تعرضت العائلة للاعتداءات مختلفة، وتؤكد أنها تعرضت قبل نحو شهر ونصف لاعتداء بالضرب خلال أحد الاقتحامات، وكذلك نجلها محمد، وعند اعتقال زوجها في الأول من آب الجاري، قام الجنود باقتحام غرفة ابنتيها بطريقة وحشية دون أدنى مراعاة لخصوصيتهما، وتم تقييدهما واحتجازهما.

وتضيف في شهادتها "أنها في كل مرة أصبحت تشعر أن قوات الاحتلال لديها نية بإطلاق النار عليهم لما تشاهده من وحشية متصاعدة تحديدًا في الآونة الأخيرة."

يذكر أن المعتقل أبو عكر (54 عامًا) تعرض مرات عديدة للاعتقال، جلّها كانت رهن الاعتقال الإداريّ، حيث أمضى في سجون الاحتلال ما مجموعه نحو 18 عامًا، وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مؤخرًا، بعد نحو شهرين ونصف من الإفراج عنه، علمًا أنه أمضى في اعتقاله السابق قبل اعتقاله الحالي 23 شهرًا رهن الاعتقال الإداريّ.

من الجدير ذكره أنّ أن 12 أسيرًا في سجون الاحتلال من مخيم الدهيشة، يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، وقد مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا، إضافة إلى 20 معتقلًا من المخيم رهن الاعتقال الإداريّ.

وتعقيبا على ذلك أكّد مدير عام نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري وهو أحد سكان المخيم، أنّ المخيم شهد على مدار سنوات الاحتلال مواجهة عالية، وارتقى العشرات من أبنائه برصاص الاحتلال، وأن ما يشهده اليوم هو جزء من المسيرة النضالية الطويلة والمستمرة، فعلى الرغم من محاولات الاحتلال بتقويض فاعلية أبنائه، إلا أن المخيم بقي عنوان لمواجهة الاحتلال، وذلك رغم كل عمليات الاستهداف المستمرة لأهالي المخيم.