لقاء الرئيس عباس هنية.. هل سيحرّك المياه الراكدة في ملف المصالحة؟
تاريخ النشر : 2022-07-06
لقاء الرئيس عباس هنية.. هل سيحرّك المياه الراكدة في ملف المصالحة؟
خلال لقاء الرئيس عباس وهنية برعاية الرئيس الجزائري


خاص دنيا الوطن - شيماء عيد
وصف خبراء ومحللون سياسيون، اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس،إسماعيل هنية، أمس، خلال حضور احتفالات ذكرى استقلال الجزائر بالأمر البروتوكولي، الذي قد ينعكس بصورة إيجابية ومهمة لتحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة الفلسطينية.

وقد وصل الرئيس عباس، إلى العاصمة الجزائرية، تلبية لدعوة نظيره، عبد المجيد تبون، لحضور احتفالات ذكرى استقلال الجزائر.

كما وصل وفد من حركة (حماس) برئاسة هنية، إلى الجزائر، مساء الأحد، للمشاركة في احتفالات ذكرى استقلال الجزائر، تلبية لدعوة الرئيس عبد المجيد تبون.

وعقد الرئيس الجزائري، لقاءً يجمع كل من الرئيس عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية، في قصر المؤتمرات غرب العاصمة الجزائر على هامش مشاركة الوفد الفلسطيني في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر.

وفيما يتعلق بتغطية وسائل الإعلام الرسمية الفلسطينية، الإعلام الخاص بحركة حماس، للقاء، لم تنشر وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عبر صفحتها أي معلومات عن اللقاء، فيما وصف موقع حركة حماس الرسمي عبر الإنترنت، خلال تصريح مقتضب، اللقاء بـ "الأخوي"

وقبل أشهر، أطلقت الجزائر جهودًا لاتمام ملف المصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية تمهيدا لمؤتمر يسبق القمة العربية المقررة بالجزائر في تشرين الثاني نوفمبر/  المقبل.

من جانبه، قال المحلل السياسي، طلال عوكل، إن "اللقاء الذي تم بالأمس، بحضور الرئيس الجزائري، إيجابي، حيث أنه كان يتقصد ذلك عندما دعا الاثنين إلى الجزائر بمناسبة حفل الاستقلال، وعلى الأرجح سيحرّك القضية مرة أخرى من خلال تصريحات وربما حوارات".

وتابع في حديث خاص لـ"دنيا الوطن": أن "المياه الراكدة في موضوع الانقسام راكدة كثيرًا، فهو موضوع عميق ولم يعد من السهل تجاوز هذا الواقع الذي أصبح مُمَأسس وله أشكال "قانونية".

وأوضح عوكل أن "موضوع الاتصالات والحوارات هو لاحق ولن يتم الآن من قبل الرئيس عباس وإسماعيل هنية في الجزائر، في العموم وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية تتحفظ، لأن هناك حذر من الإفراط في التفاؤل وإعطاء هذه اللمحة أبعاد غير واقعية".

ورجّح المحلل السياسي، أن "يتبع تلك المشاهد بعد وقت اتصالات وحوارات في الجزائر أو في أكثر من مكان لافتًا إلى أن القضية ليست بالسهلة".

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، د.حسام الدجني، أن"هذه الصور واللقاء الذي خرج أقرب إلى البُعد البروتوكولي، الذي يساهم بشكل أو بالأخر في إنجاح الجهود الجزائرية، مرجحًا أنه قد لا ينبى عليه كثيراً في موضوع المصالحة، لأنه ارتباطات المصالحة كثيرة ومتشعبة جدًا وبحاجة إلى إرادة حقيقية، وموقف دولي وإقليمي محرك في ملف المصالحة".

وقال إن "هذا اللقاء مهم وهو الأول ربما منذ أكثر من خمسة عشر عامًا وعندما يكون اثنين، رأس السلطة وفتح مع رأس حماس هذا بالتأكيد يمكن أن يُبنى عليه بشكل تقديري أن الرئيس أبو مازن قد يكون معنيًا بإنجاز المصالحة في نهاية ولايته وحماس معنية أيضًا في إنجاز المصالحة في ظل البيئة المحلية الفلسطينية والواقع الصعب الذي أثر سلبًا على المشروع الوطني".

وأردف القول: "قد تنجح الجهود ولكن بحاجة إلى إرادة وبحاجة إلى موقف دولي وقضايا أخرى بعيدًا عن الصورة وعن البروتوكول الذي حدث في الشقيقة الجزائر".

ويرى أن "وسائل الإعلام لا تُريد أن ترفع السقف لدى الرأي العام الفلسطيني، لافتًا إلى أن الرأي العام الفلسطيني لم يعد يكترث كثيرًا لمثل هذه اللقاءات، لأن التجارب السابقة تثير الإحباط". موضحًا أنه "لا يمكننا من مجرد صورة أن نقول أن المصالحة أُنجزت والقضية الفلسطينية نهضت والمشروع الفلسطيني أيضًا نهض أرى أن في ذلك مبالغًا".

ولفت إلى أنه "في ذات الوقت لا يمكننا تقزيم دلالات الصورة والموقف، ويمكن أن يُبنى عليه في حال توفرت الإرادة الحقيقة".

 وأشار الدجني إلى أن "الموقف الدولي بالغ الأهمية ولا سيما الأمريكي، فاحتواء غزة والضفة الغربية، يدلل على أن هناك توجه كبير في المنطقة بالذات إيران، وهذا يتطلب هدوء وربما يعطي تحول في الموقف الأمريكي تجاه انجاز مصالحة أو أن تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية في حالة بقاء الانقسام مقابل ازدهار وتمويل كل طرف مقابل من أجل أن يكون هناك رخاء لحماس في غزة ورخاء لفتح في الضفة دون أن تًنجز المصالحة".

وختم الحديث: "لا أعتقد أننا من الممكن أن نرفع سقف التوقعات والأمل من هذه الصورة ولكن يجب أن يتم البناء عليها من ناحية أن يكون هناك حوارات فعلاً بين الرأسين، هنية وعباس لمناقشة كل الوضع الفلسطيني المتأزم".

أما المحلل السياسي، د. أحمد رفيق عوض، فهو يرى أن هذا "اللقاء بالتأكيد هو مهم، لكنه لن يكون حدث دراماتيكي يُغيّر من إيقاع المصالحة، هذا لقاء فرضه المكان والبروتوكول والمجاملة وأراد الرجلان هنية وأبو مازن أن يعطوا للرئيس الجزائر صورة جميلة في يوم استقلال الجزائر، وربما يحتاج الرئيس الجزائري لتلك الصورة، ليقول أنه فعل شيئًا".

وقال عوض إن "المصالحة معقدة، وتتعقد كثر وأكثر، وأعتقد أن لهذا اللقاء معنى قبل مجيئ بايدن، أنه في حالة لم يأتِ لم تسفر زيارة بايدن عن أية نتائج ملامس فيمكن أن تفتح الطريق امام مصالحة عميقة وحقيقة، لأنه عند إذا ما الذي ننتظره من أمريكا.

وتابع: "هذا اللقاء لا أعتقد أن يشكل فاتحة دراماتيكية لمصالحة ولكنها جاءت بسبب المكان والبروتوكول والمجاملة ولكنها أيضًا رسالة للأمريكان بأن السلطة الوطنية الفلسطينية لديها خيارات كثيرة من أجل الرد على إفلاس عملية التسوية".

وأضاف: "تجاهل وسائل الإعلام وتعاملها بهذا البرود والحيادية مع الصور فيه دلالة على أن ذلك اللقاء لا يشكل أساس وانطلاقة، ولم تجري فيه نقاش حقيقي موسع من أجل الانطلاق نحو مصالحة، وهذا يؤكد أيضًا أن الرئيس الجزائري يريد صورة جميلة لشعبه ولنفسه والبروتوكول فرض نفسه".