مستشفى حمد بغزة يواصل عطاءه لخدمة ذوي الإعاقة بتمويل من صندوق قطر
تاريخ النشر : 2021-12-04
مستشفى حمد بغزة يواصل عطاءه لخدمة ذوي الإعاقة بتمويل من صندوق قطر
مستشفى حمد بغزة


رام الله - دنيا الوطن
كخطوة إنسانية تهدف لتعزيز الخدمات الطبية المقدمة لذوي الإعاقة، أرادت قطر بناء وتشغيل مستشفى التأهيل والأطراف الصناعية الأكبر في قطاع غزة وذلك بما يضمن تحسين الظروف الصحية للفئة الأكثر هشاشة وتخفيف معاناتهم.

ومنذ إبريل من عام 2019 يقدم مستشفى سمو الشيخ حمد بتمويل كريم من صندوق قطر للتنمية، خدمات تأهيلية نوعية من خلال ثلاثة أقسام رئيسة (قسم التأهيل الطبي، قسم الأطراف الصناعية، قسم السمع والتوازن).

ويحيي العالم في 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لدعم الأشخاص من ذوي الإعاقات، وتعزيز الوعي المجتمعي بقضاياهم وحقوقهم، والعمل على دمجهم في جميع جوانب الحياة والمجتمع.

ووصل عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة إلى ما يزيد عن 48 ألف شخص يعانون من إعاقات مختلفة ويشكلون ما نسبته 2.6% من عدد السكان بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني.

يقول المدير الإداري والمالي لمستشفى حمد والقائم بأعمال المدير العام أحمد نعيم أن مستشفى حمد كان وما زال رسالة خير وعطاء من دولة قطر الشقيقة للفلسطينيين من ذوي الإعاقة والذين تتضاعف معاناتهم جراء الحصار ونقص الخدمات
الطبية المقدمة لهم.

ويرى نعيم أن المستشفى منذ تشغيله استطاع أن يتميز بخدماته النوعية والمقدمة بشكل مجاني للمرضى وذوي الإعاقة والبتر في قطاع غزة، خصوصًا بعد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتي ساهمت بشكل واضح في زيادة نسبة الأشخاص الذين يحتاجون لتدخلات تأهيلية تساعدهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية.

"فلم تكتف قطر ببناء المستشفى بل مولت تشغيله وزودته بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والتأهيلية ورفدته بكادر طبي وتأهيلي مميز، ليشكل نقلة نوعية في مجال التأهيل والأطراف الصناعية في القطاع بعد أن استطاع أن يقدم خدماته الصحية للآلاف من المرضى وذوي الإعاقة"، يتابع نعيم.

وتمكن مستشفى حمد منذ بدء تشغيله من تركيب أطراف صناعية لـ 208 شخصًا من بينهم 60 طفلًا بواقع 263 طرفًا صناعيًا، ما ساعدهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية والاعتماد على أنفسهم.

من بين المستفيدين، الشاب عبد الرحمن أبو وطفة وهو لاعب قوى عن فئة الأشخاص ذوي البتر وقد حصل من قسم الأطراف الصناعية على طرف رياضي، متطور ويلائم نمط حياته، فالطرف كما يقول "ممتاز جدًا وخفيف كما أنه سهل في الحركة والمشي".

ويعاني عبد الرحمن (30 عامًا) منذ طفولته المبكرة من بتر في الساق اليمنى فوق الركبة بسبب تشوه خلقي، إلا أن ذلك لم يمنعه من الانطلاق في مشوار رياضي حافل ومميز.

يقول "كنت في الخامسة عشر عندما بدأت تستهويني الأنشطة الرياضية، وبعدها تمكنت من المشاركة في بطولات عربية وعالمية في دول مختلفة كالصين واليابان، تونس، أذربيجان، وفرنسا، لكن الإنجاز الأكبر بالنسبة لي هو حصولي على بطولة العرب في قطر عام 2011".

وتتكون أسرة أبو وطفة من 10 أفراد وتعاني اثنتان من شقيقاته أيضًا من بتر في الأطراف السفلية وكن قد حصلن على أطراف صناعية ورعاية تأهيلية متكاملة في مستشفى حمد بغزة.

وفي قسم المبيت يتلقى كايد أبو مدين (51 عامًا) خدمات العلاج الطبيعي، الوظيفي، التخاطب والبلع، بعد إصابته في سبتمبر الماضي بجلطة دماغية أدت لضعفٍ في قواه العضلية وجعلته طريح الفراش.

ومن خلال جلسات التأهيل، صار بإمكان أبو مدين التنقل باستخدام العكاز بعدما كان يعتمد كليًا على الكرسي المتحرك وهو متفائل بأنه سيصبح قريبًا جاهزًا
للمشي باستقلالية والعودة إلى عمله وعائلته.*

يقول الأب لثلاثة أبناء "لاحظت فرقًا كبيرًا بين الرعاية التي تلقيتها في بداية إصابتي والرعاية التي أحصل عليها في مستشفى حمد بعدما نصحني أحد الأصدقاء بالتوجه إليه".

وبحماس يعبر الشاب عبد الله وهو ابن شقيق كايد الذي يرافقه خلال مكوثه في المستشفى عن اعجابه بالاهتمام الذي يوليه الطاقم الطبي بالمرضى، ويتابع "الأجهزة هنا حديثة وممتازة وأرى أنها حسنت كثيرًا من حالة عمي الجسدية والنفسية".

ومنذ تشغيل المستشفى، ساعد قسم التأهيل الطبي الآلاف على القيام بأنشطتهم اليومية والاعتماد على أنفسهم، حيث قدم القسم 82 ألف جلسة تأهيل من خلال وحدات العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، تأهيل الأطفال، التخاطب والبلع.

أما الطفلة غنى حجو (7 سنوات) فكانت تبلغ أربعة أشهر فقط، حين اكتشفت والدتها ان لديها فقدًا كليًا في السمع، وفي نهاية عام 2017 أجرت الطفلة عملية زراعة قوقعة على يد الفريق الطبي القطري بإشراف الدكتور خالد عبد الهادي.

وبعد جلسات تأهيل مكثفة في قسم السمع والتوازن وبجهود كبيرة من والدتها، بدأت غنى تتفاعل وتتكلم لأول مرة بعد 7 أشهر من اجراء العملية، وحتى الآن تتلقى الطفلة جلسات تأهيل لفظي وسمعي في مستشفى حمد بغزة.

تقول والدة غنى التي تدرس بالصف الأول "أصبحت ابنتي قادرة على التفاعل والتعلم بشكل سليم والأهم أنها تستطيع الآن التعبير عن نفسها وعما تريد، فأكثر ما كنت أخافه هو أن لا تتمكن من ذلك".

وكانت أم غنى تخشى إجراء عملية زراعة قوقعة لابنتها، لكن اطّلاعها على حالة الأطفال الذين أجروا العملية في الفوجين الأول والثاني شجعها كثيرًا، خصوصًا عندما لاحظت أثر العملية الإيجابي على حياة الأطفال وذويهم، كما تقول.

تتابع بحماس "حاليًا انتظر بفارغ الصبر أن تصبح غنى قادرة على التعامل مع جهاز القوقعة بمفردها، لأتمكن من ارسالها إلى المسجد القريب من منزلنا لتتم حفظ كتاب الله كاملًا".

وأجرى الوفد الطبي القطري 230 عملية زراعة قوقعة منذ عام 2017، كما قدم قسم السمع والتوازن منذ ذلك الوقت ما يزيد عن 40 ألف جلسة تأهيل للأطفال زارعي القوقعة ومستخدمي السماعة.