لماذا ما قبل خطاب الرئيس غير ما بعده؟
تاريخ النشر : 2021-10-10
لماذا ما قبل خطاب الرئيس غير ما بعده؟
أنور عبد الهادي


لماذا ما قبل خطاب الرئيس غير ما بعد الخطاب؟

بقلم: السفير أنور عبد الهادي

جلس شعبنا في كافة أماكن تواجده في الوطن والشتات ينتظر خطاب الرئيس لأنه كان على ثقة بأن الرئيس لن يقول خطاب إنشائي بل سيكون له مضمون مهم لأن الرئيس عباس الذي قاد السفينة في أحلك الظروف على القضية الفلسطينية خاصة في ظل انهيار المنطقة الاشتراكية والموقف الأوروبي العاجز عن تطبيق الشرعية الدولية التي ينادي بها وانهيار الوضع العربي بعد ما يسمى الربيع العربي والتطبيع، بالإضافة إلى انحياز الولايات المتحدة الامريكية بشكل مطلق بجانب الاحتلال، والممارسات الإجرامية الإسرائيلية بحق شعبنا من سياسة التهويد والقتل والتشريد ومصادرة الأراضي.

كل هذا الوضع كان يمكن أن يؤدي أيضاً إلى إنهاء القضية الفلسطينية لولا حكمة وسياسة وصمود الرئيس عباس خاصة من خلال مواجهته وإفشاله صفقة القرن وحده متحدياً بذلك أكبر قوة في العالم الذي قال لها لا كبيره.

إن الخطاب الذي القاه الرئيس عباس بلا أدنى شك أرعب اسرائيل والمجتمع الدولي لأنه مفصلي ووضع النقاط على الحروف موجهاً رسالة هامة للجميع بأنه حان الوقت لانسحاب الاحتلال وإلا لن تنعم المنطقة بكاملها والعالم بالسلام.

وهنا لابد من الإشارة بان تطرق الرئيس عباس بالعودة لقرار التقسيم والدولة الواحدة والتشكيك بشرعية اسرائيل، تعد بمثابة صواريخ حقيقية وليست عبثية تؤلم وتقلق إسرائيل حيث أن قادتها منذ أن ألقى الرئيس خطابه وهم يدرسوه ويحللوه حيث شكلوا اللجان العلنية والسرية لدراسة الخطاب النوعي الذي فاجأ الاحتلال بمضمونه القوي.

وهذه اللجان توصلت بعد تحليل الخطاب بأن اسرائيل ستواجه مرحلة جديدة خطيرة عليها وهي التخلص من الرئيس عباس لأنه هو الخطر الأكبر عليها يجب التخلص منه مثلما تخلصوا من الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ولكن هذه المرة نحذر قادة الاحتلال وحكومة إسرائيل بان أي مساس بالرئيس عباس سينعكس وابلاً على إسرائيل وقادتها لان شعبنا هذه المرة سيقتص من كل المجرمين وإسرائيل ومهما فعلتم لن تجدوا فلسطينياً يخرج عن ثوابت الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات والرئيس الصامد محمود عباس.