سبل الاحتيال على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي.. أثناء تغطية أخبار التصعيد
تاريخ النشر : 2021-05-18
سبل الاحتيال على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي.. أثناء تغطية أخبار التصعيد
صورة توضيحية


 أثير عبر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة  لموجة لغط، حول (خوارزميات) مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة (فيسبوك) فيما يتعلق بالتصعيد الحالي في فلسطين ، بعد اتهامات بملاحقة المحتوى الفلسطيني وتعليق بعض الحسابات لنشر محتوى مخالف لمعايير النشر على (فيسبوك).

وفي الوقت الذي اتهم فيه نشطاء موقع (فيسبوك) بإخفاء المحتوى الفلسطيني، لجأ الكثيرون إلى حيل مختلفة للهروب من خوارزمياته والتحايل عليها لنشر المحتوى الذي يريدونه دون التعرض لحذف المنشور، أو حتى حظر وتعطيل الحسابات كما حدث لآخرين خلال الأيام الأخيرة بشكل لافت، وفق ما أوردته صحيفة (ٍسكاي نيوز).

تلك الحيل التي يعتقد البعض بأنها ناجحة في التحايل على معالجات اللغة المستخدمة من جانب خوارزميات تلك المنصات، تجدها في الوقت نفسه شكوك حول مدى نجاحها، بالنظر إلى تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل لافت، وتعاملها حتى مع مختلف اللغات، بما في ذلك اللهجات العامية.

أبرز الحيل التي يتم العمل بها:
 
1- كتابة الكلمات بشكل متقطع:
يعمل عدد كبير من ناشطي السوشيال ميديا بالنشر عبر برنامج (فيسبوك) لأخر التحديثات على أرض الواقع، ولكن مع الكلمات التي  يُعتقد بحساسيتها وقراءتها من خلال خوارزميات فيسبوك، يتم كتابتها بشكل متقطع حتى تصعب عملية تصنيفها أو الكشف عنها من قبل تلك الخوارزميات، مثال: (ش ه ي د) و(ق ص ف)

2- كتابة الكلمات ذاتها بالعربية، مع اقتطاع أو حذف الحرف الأوسط وكتابته بالإنجليزية، كي تصعب عملية تصنيفه أيضا، كتحايل على خوارزميات (فيسبوك) ومعالجات اللغة الذكية، على غرار كتابتهم (ش H ي د، ق S ف).. إلخ.

3- الكتابة بدون تنقيط وفيما يتعلق بذلك لجأ عدد من المستخدمين الذين ينشرون محتوى مرتبطاً بالتصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية، والذين يستخدمون في بعض الأحيان مصطلحات قد تكون معرضة لقيود معينة عبر (فيسبوك)، إلى الكتابة العربية بدون تنقيط ضمن حيل الهروب من الخوارزميات، وقد برر أحد مستخدمي تلك التقنية أو الحيلة، قائلا (بدون نقاط): "مساحه امٮه ىٯدر ڡىها السحص ىٯول اللى هو عاوره" والتي تعني "
مساحة آمنة يقدر فيها الشخص يقول اللي هو عاوزه".

ولم يجد كثير من المستخدمين صعوبة في فهم وقراءة تلك الشيفرات أو الحيل، وهو ما شجّع الكثيرون على الاعتماد عليها في موضوعات مختلفة؛ ظناً أنها ناجحة في خداع الخوارزميات.

الذكاء الاصطناعي
لكنّ خبير أمن المعلومات الدكتور محمد الجندي، تحدث عن صعوبة التحايل على الخوارزميات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، مقللا من إمكانية أن تمثل تلك السبل حيلة من أجل الهروب من تلك الخوارزميات أو خداعها.

ويشير الخبير إلى أن كتابة الأحرف بشكل متقطع أو باختصارات بعينها أو حتى كتابة الكلمات بدون النقاط، لا يمكنها أن تمثل نمطا ناجحاً من أنماط التحايل؛ باعتبار أن هناك في تلك المواقع خاصية لمعالجة اللغات، بما في ذلك اللغة العربية، حتى لو كانت الكلمة غير مكتملة أو مكتوبة بشكل مختلف يتم كشف تلك الكلمة ومعناها.

وتستطيع مواقع التواصل اكتشاف وتحري الكلمات المختلفة بأي شكل مكتوبة به، لكنها تحتاج إلى فترة حتى يتمكن النموذج الخاص بالذكاء الاصطناعي قراءة المكتوب تبعا لتصريحات الخبير.

وأكد خبير أمن المعلومات إلى أن هذه المنصات تستخدم (نموذج ذكاء اصطناعي) خاص باللغة، بما في ذلك اللغات العامية، ومن خلال ذلك النموذج يتم اكتشاف الكلمة بأي شكل مكتوبة به، مشيرا إلى أن ذلك يتضمن الكلمات المكتوبة بشكل غير مرتب أو تلك غير المنقوطة.

وفي سياق سابق، وجه المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، انتقادات لاذعة لمواقع التواصل، واتهمها بملاحقة المحتوى الفلسطيني.

فيما نشطت دعوات عبر وسائل التواصل، شارك فيها صحفيون وإعلاميون ونشطاء، تدعو المستخدمين لوضع علامة التقييم السلبي بنجمة واحدة على تلك التطبيقات مع كتابة تعليقات معترضة على سياستها والقيود المفروضة على بعض المصلطحات والموضوعات، مع اتهامها بالعنصرية.